والأشهر الحرم هي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة
عن أبي بكرة رضي اله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان ) رواه البخاري (4662) ومسلم ( 1679) .
*وقد سُميت هذه الأشهر حُرما :
1/ لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو . لذا يُسمى رجب الأصم لأنه لا يُنادى فيه يا قوماه أو لأنه لا يُسمع فيه صوت السلاح .
2/ لتحريم انتهاك المحارم فيها و جعل الله الظلم أشد فيها من الظلم في سائر الشهور و العكس بالعكس صحيح فالحسنة فيها مضاعفة الأجر
و في الوقت الذي عم فيه الجهل و ساد لا شك ان المحافظ علي دينه هو الغريب الذي قال فيه الرسول صلي الله عليه و سلم (طوبي للغرباء )
قال القرطبي: (خص الله تعالى الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها، وإن كان منهياً عنه في كل الزمان)، كما قال تعالى :{ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَج} [البقرة: الآية 197].
فحينما تكون في و قت قوتك و صحتك لابد لك ان تذكر الله تعالي و تريه منك شكر هذه النعم الذي هو من اسباب دوامها ان لم يكن هو سبب زيادتها ((و إذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم))
و العبادة في حين القدرة و في وجود الفتن و الصوارف عن الطاعات هي العبادة في الرخاء التي تجلب فضل و عفو و رحمة الله في الشدائد , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما: ((تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة)).
لذا فاني اذكر اخواني و اخواتي بالصيام في هذا الشهر الحرام الذي يغفل عنه كثير من الناس
و انا لا اخص او اذكر فضل خاص لهذا الشهر فاني ابرأ الي الله تعالي من البدع و الابتداع
و لكني اذكر القراء فقط بان شهر ذي القعدة هو شهر حرام فضله الله تعالى و عظم فيه الاجر وإثم الذنوب ايضا
وأيضا سن لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم الصيام في الاشهر الحرم الذي هو من بينها
و الاشهر الحرم : ذو القعدة , وذو الحجه , والمحرم , ورجب .يستحب الاكثار من الصيام فيها . فعن رجل من باهله : انه اتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا
رسول الله , انا الرجل الذى جئتك عام الاول , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لم عذبت نفسك ؟ )) ثم قال: (صم شهر الصبر , ويوما من كل شهر )
قال :زدنى , فأن بى قوة , قال ( صم يومين ) قال: زدنى ,
قال ( صم من الحرم واترك . صم من الحرم واترك, صم من الحرم واترك ) واشار بأصابعه الثلاثه , فضمها , ثم ارسلها ::: رواه احمد وابو داود وابن ماجه والبيهقى ::: بسند جيد.
وصيام ذي القعدة, ليس له فضل زائد على غيره من الشهور, الا انه من الاشهر الحرم .
ولا يخفي عليك ايها الاخ القارئ فضل الصيام الذي يقول عنه أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من صام يوما في سبيل الله باعده الله من
جهنم سبعين خريفا).
فصم أخي المسلم و احسب مقدار بعدك
عن النار بعد كل يوم
اللهم إهدنا و إهد بنا و اجعلنا سببا لمن إهتدي
………………….
بحث ثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
من السنة : العُمرة في شهر ذي القعدة ..
وعُمر النبي صلى الله عليه وسلم الأربع كنّ في شهر ذي القعدة ، وقدمها جمع من أهل العلم على عمرة رمضان وذلك أن الله كتب أن تكون عمر النبي عليه الصلاة والسلام في ذي القعدة والله لا يختار لنبيه إلا الأفضل ولقرائن أُخر .
قال ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف (577) :
و من خصائص ذي القعدة أن عمر النبي صلى الله عليه و سلم كلها كانت في ذي القعدة .
وقال رحمه الله : و قد روي عن طائفة من السلف منهم ابن عمر و عائشة و عطاء تفضيل عمرة ذي القعدة و شوال على رمضان لأن النبي صلى الله عليه و سلم اعتمر في ذي القعدة و في أشهر الحج .
قال ابن القيم في زاد المعاد (290) :
وهذا دليل على أن الاعتمار في أشهر الحج أفضل منه في رجب بلا شك .
وأما المفاضلة بينه وبين الاعتمار في رمضان فموضع نظر فقد صح عنه أنه أمر أم معقل لما فاتها الحج أن تعتمر في رمضان وأخبرها أن عمرة في رمضان تعدل حجة
وأيضا : فقد اجتمع في عمرة رمضان أفضل الزمان وأفضل البقاع ولكن الله لم يكن ليختار لنبيه صلى الله عليه و سلم في عمره إلا أولى الأوقات وأحقها بها فكانت العمرة في أشهر الحج نظير وقوع الحج في أشهره وهذه الأشهر قد خصها الله تعالى بهذه العبادة وجعلها وقتا لها والعمرة حج أصغر فأولى الأزمنة بها
أشهر الحج وذو القعدة أوسطها …
……………….
منقوووول للفائدة