فك كرب الحسن البصري
عن صالح بن مسمار قال: إن الحسن البصري دخل على الحجاج الثقفي بواسط, فلما رأى بناءه – قصره – قال:
الحمد لله أن هؤلاء الملوك ليرون في أنفسهم عبرآ , إنا لزي فيهم عبرآ , يعمد أحدهم إلى قصر فيشيده ,
وإلى فرش فيتخذه , وقد حف به ذباب طمع وفراش نار , ثم يقول : ألا فانظروا ماصنعت , فقد رأينا ياعدو الله ماصنعت.
فماذا ياأفسق الفسقة, وياأفجر الفجرة , أما أهل السماء فلعنوك وأما أهل الأرض فمقتوك.
ثم خرج من عنده وهو يقول : إنما أخذ الله الميثاق على العلماء , ليبيننه للناس ولايكتمونه.
فاغتاظ الحجاج غيظآ شديدآ ثم قال : يا أهل الشام هذا عبيد أهل البصرة يشتمني في وجهي فلا ينكر عليه أحد .
والله لأقتلنه.
فمضى أهل الشام فأحضروه – أي الحسن البصري – وقد أعلم بما قال الحجاج عنه , فكان في طريقه يحرك شفتيه بما لا يسمع .
فلما دخل على الحجاج رأى السيف والنطع بين يديه وهو متغيظ , فلما وقعت عليه عين الحجاج كلمه بكلام غليظ , ورفق به الحسن ووعظه .
فأمر الحجاج بالسيف والنطع فرفعا , ثم لم يزل الحسن يمر في كلامه إلى أن دعا الحجاج بالطعام فأكلا , وبالوضوء فتوضأ , وبالغالية – العطر –
فغلفه بيده ثم صرفه مكرمآ.
قال صالح بن مسمار :
قيل للحسن بن أبي الحسن البصري : بم كنت تحرك شفتيك ؟
قال : قلت : ياغياثي عند دعوتي,
وياعدتي في ملمتي ,
وياربي عند كربتي ,
وياصاحبي في شدتي,
وياولي في نعمتي ,
ويا إلهي وإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى ويارب النبيين كلهم أجمعين ,
ويارب كهيعص ,وطه , وطس , ورب القرآن الحكيم , ياكافي موسى فرعون.
ياكافي محمدآ الأحزاب ,
صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار وارزقني مودة عبدك الحجاج ,
وخيره ومعروفه , وأصرف عني أذاه وشره ومكروهه ومعرته.
فكافاه الله تعالى شره بمنه وكرمه وفرج كربه همه.
قال صالح :
فما دعونا بها في شدة إلا فرج عنا.
سبحانك يارب ما اعظمك.
من كتباتي نقلآ من كتاب (عن تفريج الكروب والهموم).
تابعو كتاباتي القادمه
لاعدمناك يارب
تحياتي لك
وجزاك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
…..
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك
ويبارك في عمرك يالغلا
ويجزاك كل خير ويحفظك من كل شر يارب
تحياتي لك