فلتات اللسان عناوين للأحاسيس المخفية
فإن لكل نفس خافية من المشاعر والأحاسيس لا تظهره للملأ
ولكن فلتات اللسان وصفحات الوجه بمثابة عنوان لتلك المشاعر والأحاسيس
وصدق الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قال…: ( ما أخفى احد سريرة إلا وأظهرها الله على فلتات لسانه وصفحات وجهه…)….
وهذا شيء يُرى ويظهر للمتفرس في وجوه البشر وخصوصا فيمن يخالطهم ويعاشرهم ويعلم منهم دقيق صفاتهم…..يعرف ذلك في التغير الناشئ و المشاهد والملحوظ والملاحظ عليهم…
فشخص تُراه دائما طلق الوجه …منفرج الأسارير..ابتسامته على ثغره ظاهرة للرائي…وعيناه جوهرتان مرصعتان بالماستين تبرق كل الماسة بوميض السرور والحبور….
وبعدها تراه وقد تبدلت الأحوال…منقبض المُحيا…شفتاه مطبقتان يزيد من قوة إطباقهما إقفال الهم….والعينان وكأن بها رمد الضيق الذي حجب بريق الماء وأبدل ذلك كله …بإنكسارة في ملامح الوجه…
وانقباض في أسارير الوجه…فتعرف من هذا كله أن حبوراً حلّ مكان سروراً…وأن ترح أخذ مكان فرح…..وأن مستهجن لديه طرد مستحسن عنده…..
وهذا حالنا يا سيداتي في دنيا العناء والتعب والنكد والوصب والنصب
وإنما كتابة المشاعر فيه تنفيس لكبت النفس وتنسيم عن حرارة الهم..وتهدئة لحرب ضروس تدور رُحاها في ذلك الفؤاد…..
كتابة المشاعر هي كهدنة مع تلك الأحاسيس الملتهبة والمشاعر المضطربة قد ينقلب حالها إلى وئام وسلام ..وخصوصا إذا عرفت طريقها إلى إنسان يدرك بعين البصيرة وبخبرته الكبيرة وبنظرته الثاقبة سر تلك الأحاسيس
فيشخص لها العلاج النافع فيكون وقعه كالبلسم الصافي الذي يتدفق إلى تلك النفس المهمومة فيطرد بقنطار علاجه تلك الأوهام ويبعد تلك الهموم فتعود النفس الى حالتها الأولى مبتهجة سعيدة قريرة العين …وتُرى الابتسامة وقد عادت إلى المُحيا متلألئة متهللة… وفوق ذاك ترى من ذلك الإنسان الذي يسمع ويقرأ مشاعرك أمصال وقاية تكون كعامل حماية من تلك الهموم والأوهام….
ولكن على كل واحد منا أن يحسن اختيار الشخص الملائم والمناسب ليبث إليه تلك الهموم والغموم….
وصدق الشاعر يوم أن قال..:
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة …..يواسيك أو يسليك أو يتوجّع
ياســـــــــــــــــــــمين عدن