التواصل بين الأهل والأطفال أمر مهم جدا واهم لغة يجب ان تتداول بين الأهل والأطفال هي لغة الحوار وأي لغة غير هذه اللغة لن تؤتي ثمارها ولن تضع أطفالنا على طريق التربية السليمة المنتجة
والتواصل مع الأطفال أمر يجب اخضاعة للعصر وبمعنى أخر نعصرن حوارنا وتواصلنا مع أطفالنا فكل وقت له طريقة تعامل تناسبه وان لم نعرف ان نختار تلك الطريقة فينتظرنا الفشل
البعض يتواصل مع أطفاله كما تعلم هو أو كما تم التواصل معه عندما كان صغيرا وهذا خطأ فادح فما كان صاحب في طفولة الأهل ليس من الضروري ان يكون مناسبا الآن في طفولة الأبناء لذلك لا يمكن لنا ان نتجاهل عنصر تغير الزمان والمكان وتغير الأطر الاجتماعية والبيئية السائدة الآن بل نعتبر الحياة الراهنة هي نقطة انطلاق في التعامل مع الأبناء بما يناسب معهم ومع عصرهم وزمانهم
نتائج غياب الحوار وغياب فن التواصل مع الطفل
-1الاختلاف بين الأهل والأطفال من حيث التفكير وطريقة التعامل تسبب الكثير من الأمور مثلا ان كان الأهل يتعاملون مع اطفالهم بأسلوب تربية كان سائدا قبل 20 عاما ولا يكترث للحياة المعاصرة التي يعيشها الأطفال سيولد نوعا قويا من الاختلاف بين الأطفال والأهل وأيضا هذا الاختلاف ستغلغل في الكثير من جوانب حياتهم ويقضي على فرصة للتوافق بل سيكبر هذا الاختلاف ويبقى مع الأطفال عندما يصبحوا شباب د
-2 الأسلوب الحواري الفاشل والغير مناسب للطفل سيدفعه للعناد والى افتعال الكثير من المشكلات
-3 ان التمس الأطفال أسلوب تعامل وتواصل من الأهل معهم لا يناسبهم ولا يراعي العصر فسيدفعهم الامر للانطواء والعزلة في غرفهم وسيبتعدون عن جو الأسرة وعن الوالدين هربا من طرق حوارهم وتعاملهم الغير مناسبة للطفل من وجهة نظره والخطير هنا ان هذه الحالة تبقى راسخة في شخصية الطفل لمراحل عمرية متقدمة
والآن كيف يمكن لنا ان نبني علاقة جيدة مع الأبناء أساسها الحوار ؟؟
الامر ليس بالمستحيل بل هو بمتناول يد كل أسرة وكل ما يتطلبه الامر القيام بعدة أمور مساعدة وإرفاقها بالرغبة في تحسين الأسلوب التربوي للوالدين ولبلوغ هذا الهدف المنشود إليكم هذه النصائح :
-1 التمتع بالرغبة القوية من قبل الأهل لتربية الأطفال تربية سليمة معتمدة على الحب والعطف والحنان
-2 ترويض النفس وجعلها أكثر سعة وأكثر قدرة على التحمل لان الحوار مع الطفل يحتاج للكثير من الصبر وسعة الصدر
-3 الإقدام على الحوار مع الطفل منذ نعومة أظفاره لكي نلقنه فن الحوار من أول الطريق كي نجد تجاوب منه لاحقا
-4 القرب من الأبناء يمكن الأهل من معرفة أدق تفاصيل حياتهم ومشاكلهم وبالتالي يسهل كثيرا على الأهل الحوار والتواصل مع الأبناء بشان حياتهم ومشاكلهم ويكون الحوار أكثر إثمارا في هذه الحالة
-5 الابتعاد عن فرض الرأي الخاص للأهل على الأبناء بل يجب الاستماع إلى وجهة نظرهم وان كانت مخطئة عندها نقنعهم بوجهة نظرنا الصائبة ولكن لا نفرضها عليهم لان الفرض سيظهر لنا أننا سيطرنا على الوضع وأخضعنا الأخر بينما الحقيقة تقول ان الآخر يتظاهر بأنه اقتنع ليبتعد عن مجادلتنا بينما هو لم يقتنع وما زال متشبث برأيه وسيطبقه في مكان آخر بعيد عن مراقبة الأهل
-6 احد أهم ركائز الحوار النجاح مع الطفل هو اتصافه بالمرونة التي تمكنه من استيعاب مستجدات الحوار والمرونة ان شعر بها الطفل سيتمتع بحرية اكبر في التصرف وبالتالي سيساعد الأهل على إنجاح هذا الحوار
-7 الديمقراطية الأسرية أمر مهم جدا وديمقراطية الحوار تمكن كل طرف من التعبير عن نفسه وافكارة والديمقراطية من أهم صفات الحوار النجاح حيث أنها كفيلة بان تمنح كل طرف حقه
الامر ليس بالمستحيل بل يمكننا القيام به بعدة خطوات ولكن يجب على الأهل ان يعلموا ان هناك أمور اكبر من مستوى إدراك الطفل ولا يجب الحوار فيها بل تحتاج إلى الحزم في التعامل معها كون الأطفال غير مدركون لمخاطرها في الوقت الراهن ولكن لا يجب ان يسيطر الحزم على كافة تعامل الأهل مع الأبناء بل يكون في وقته ويفسح المجال أمام أساليب أخرى أهمها الحوار عندما يكون هذا وقتها,,,
مع تحياتي قمرهم ودعواتكم