تحكي إحدى الأساطير القديمة عن امرأة جاءت لأحد الحكماء تطلب منه أن يجد لها طريقة ليحبها زوجها حباً شديداً وتستطيع ترويضه وتملك قلبه، فقال لها: إن ما تطلبينه يحتاج تكلفة ومخاطرة ولن يتحقق إلا إذا أحضرت شعرة من رقبة الأسد، وبالفعل ذهبت المرأة وهي تفكر في كيفية الحصول على الشعرة المطلوبة، واستشارت من تثق في حكمته فقيل لها أنّ الأسد لا يفترس إلاّ إذا جاع وعليك أن تشبعيه وتحسني التعامل معه حتى تسلمي من شره، وذهبت في اليوم التالي للغابة وبدأت ترمي للأسد قطع اللحم وتبتعد واستمرت في ذلك إلى أن الفت الأسد وألفها مع الوقت، وجاءت اللحظة التي تمدد بجانبها الأسد وهو لا يشك لحظة في محبتها له، ووضعت يدها على رأسه، وأخذت تمسح على شعره ورقبته بحنان وأخذت الشعرة بهدوء وأسرعت إلى الحكيم والفرحة تملا نفسها بأنها ستتربع على عرش زوجها للأبد، وعندما شرحت للعالم خطتها لترويض الأسد قال لها: "إنّ زوجك ليس أكثر شراسة من الأسد فافعلي معه ما فعلت مع الأسد لتملكيه".
وتؤكد الدراسات وأطباء الصحة النفسية أن المرأة أكثر منطقية من الرجل وهي قادرة إذا استخدمت مهاراتها على استيعاب الرجل واحتوائه، ويرجعون السبب إلى الألياف العصبية في المخ والموصلة بين الفص الأيسر وهو فص المنطق والفص الأيمن وهو فص العواطف فهو أقوي عند المرأة بالمقارنة بالرجل، مما يجعل لدي المرأة القدرة علي التعامل مع الحدث بمنطقية وعاطفية أكثر من الرجل، لذا تنجح النساء غالباً استخدما المنطق لحل المشكلات التي تواجههن.
تقول "م.م" : "استغرقت سنوات زواجي الأولى في خلافات وشجار دائم مع زوجي لأني كنت عاجزة عن فهمه والتأقلم مع طباعه، لكني بعدها تعلمت كيف احتويه وأسيطر على ردود فعلي وانفعالاتي حتى أصل لحالة من التفاعل البناء والمرونة تحقق لنا السعادة الزوجية".
وتضيف "ن. ز" : " السر وراء أي علاقة زوجية ناجحة هو ذكاء الزوجة وسرعة فهمها لطبيعة زوجها وهو أمر لن يتأتي إلا بحدوث بعض الخلافات الزوجية والمواقف المختلفة التي تفهم الزوجة من خلالها طبيعة زوجها وما يحبه وما يكرهه ، ومداخل الوصول إلى قلبه ورضاه ، وهو أمر يحتاج على مثابرة واجتهاد وقدرة على التحكم في الانفعالات، وهذا ما تعلمته ووصلت إليه بعد سنوات من زواجي".
وترى "ل.ع" : " أن طبيعة الرجال تميل إلى العنفوان والغضب ، وهو أمر يحتاج إلى صبر وسعة صدر من الزوجة التي جبلها الله على العطف والحنان ".
استخدمي ذكائك
ولأنه لا يوجد زوج يتصف بالكمال ، فإن الزوجة الذكية هي التي تستطيع التعامل مع عيوب زوجها فالزوج حاد الطباع عليك أن تتركيه حتى يهدأ وبعدها تأتي ردة فعلك المملوءة بالعطف والهدوء بعيداً عن العصبية والانفعال الزائد وبعدها ستلاحظين أنك قد سيطرت على الموقف واستطعت امتصاص غضب زوجك وكسبت وده، أما الزوج الذكي الذي يحب القراءة والكتابة والإبحار في العلم والعلوم, فيحب المرأة التي تظهر حبها لذكائه ، فعليك أن تسأليه أي سؤال يجول في خاطرك، أي تكوني تلميذته في الصف، كي يجيب على أسئلتك ويستعرض عضلات عقله وقدراته ومعلوماته أمامك.
وقد تشتكي المرأة من "الزوج الهمجي" الذي لا يحسن التصرف معها وليس لديه أسلوب لبق في التعامل معها ، ولكن هذا الزوج قد يصبح طفلا إذا استطاعت الزوجة أن تكسبه بطريقة ذكية فحاولي أن تجلسي معه جلسة مصارحة وحاولي أن تصارحيه بطريقة حنونة ولبقة أن يغير أسلوبه معك، فكوني دائماً كالمياه الباردة التي تطفئ النار المشتعلة.
وينصحك الخبراء أن تتقربي من زوجك وأن تظهري حبك وحنانك واهتمامك والأهم من هذا "طاعتك" فكوني دائماً الزوجة المطيعة الخادمة لزوجها ولكن هذا لا يعني قهرك وإذلالك ولكن من أجل الحفاظ على بيتك وأسرتك سارعي إلى إجابة مطالبه دون تسويف أو تفويت وإذا قال لك شيئاً أو أمرك بأمر وبطريقة استفزازية أو بلهجة صارمة وقاسية حاولي أن تطفئي الغضب بقولك على سبيل المثال "من عيوني يا غالي"، "أنت تأمر أمر".
ولا تنسى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شاءت".. رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في الجامع الصغير.
ضعفك سر قوتك
ضعي في اعتبارك دوما أن سر جمال المرأة الذي يأسر الرجل هو ضعفها فقوتك تكمن في ضعفك وشعوره بحاجتك إليه ؛ قد تكونين ماهرة في التحكم في انفعالاتك، ولكن هذا لا يكفي تحكمي أيضاً في تعبيرات وجهك، فلا تنظري له بحدة، ولا تجعلي نظراته تبدو بلا معنى وكأنك لا تهتمين به وبكلامه، وثقي أن الكلمة الطيبة الهادئة هي الأجدى في ذلك الموقف .
وتؤكد خبرات المتزوجات أن الهدوء وقت اشتعال عاصفة غضب زوجك هي الحل الأفضل، وإلا لن تفوت العاصفة إلا بعد تدمير شيء ما ربما يكون كرامتك أو مشاعرك ، فمهما بلغت عصبيته كوني هادئة ومتماسكة وقوية، ابتعدي تماماً عن التوتر، وكثرة الكلام والحركة، والبكاء، لأن هذه الأمور ستزيد من حدة غضبه وعصبيته .
وهناك عبارات وكلمات تزيد من اشتعال غضب زوجك، فلا تلاحقينه بكلمة " اهدأ" أو "لا أرى أن الأمر في حاجة لكل هذه العصبية" فهذه الكلمات تشيطه غضباً، استبدليها بـ "أنت على حق"، "ولنفكر سوياً في حل كي لا يتكرر الأمر ثانية"، "أعدك بأني سأعمل جاهدة على تحقيق ما تريد " .. وهكذا.
ويلخص خبير واستشاري العلاقات الأسرية مجدي ناصر بعض الأساليب التي تحد من الطباع القاسية للزوج في التالي:
1- دائما تحلى بالهدوء التام وضبط الأعصاب.
2- كوني دائماً مستعدة للتعامل معه في أي وقت بتأني.
3- لا تحاولي إثارته ولكن جادليه بالتي هي أحسن.
4- رددي على مسامعه دائماً الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية الكريمة.
5- كوني دائماً مصغية جيدة له.
6- كوني واثقة دائماً من أفكارك وآرائك، ولا تترددي في عرض ذلك بثقة تامة.
7- استعملي بعض كلماته وعباراته حين عرضك لأي موضوع.
8- استعملي معه أسلوب (نعم .. ولكن) فإنهما مفتاح (كبح جماح) غيظ الزوج.
في النهاية تذكري أن الهدايا تؤسر القلوب ، وقد أوصانا بها النبي في حديثه "تهادوا تحابوا" رواه البخاري ، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقبل الهدية، ولا يأكل الصدقة فتذكري زوجك بهدية كلما سنحت لكِ الظروف وكوني واثقة أنه لا يوجد رجل يستطيع مقاومة حب زوجته إطلاقًا.