في الغيرة كوني محامية تدافع لا قاضية تحاكم –
من يزرع بذور الشك يجني ثمار الشوك
كلمات وجيزة لا يعرف معناها إلا من اكتوى بنار الغيرة التي تجاوزت الحدود المشروعة بين الأزواج
فأصبحت من السلوكيات الهادمة التي تصور أوهاما لا أساس لها من الصحة،
وتقضي على التوازن النفسي والأسري، وتؤدي إلى فقدان الثقة بين الزوجين..
ومن ثم تفتح للشيطان بابا للكراهية والانفصال
بدلا من إفساح المجال للغيرة المعتدلة
التي تزيد المحبة وتشعر الطرف الآخر بأنه موضع عناية واهتمام.
والغيرة مشتقة من تغير القلب وهيجان الغضب،
وهي غريزة يشترك فيها الرجال والنساء،
ولكنها تكون أكثر وضوحا عند المرأة، خاصة إذا كانت من النوع غير الواثق من نفسه،
أو إذا أحست بخيانة زوجها أو تطلعه لأخريات.
فتش عن المرأة
ومما يؤسف له أننا نصادف نماذج من السيدات يسلكن سلوكيات قاتلة تهدم ولا تبني،
تفقد ولا تحافظ، مما يساعد على القذف بالحياة الزوجية إلى الهاوية
حيث لا أمان ولا استقرار،
فنجد بعض النساء تبالغ في الغيرة على زوجها وتقلب حياته إلى جحيم،
فإذا خرج من المنزل تزاحمت في ذهنها الظنون،
وإذا حدد موعدا أو تكلم في التليفون تتسابق لديها الشكوك لتعرف إلى من يتحدث،
وتكون الطامة الكبرى إذا شرد زوجها في التفكير أو ابتسم دون داع،
فيقودها تفكيرها إلى أنه يفكر في امرأة أخرى وأنه يتذكر كلماتها له وضحكاتها الفاتنة.
وتزداد الشكوك مع اهتمامه بنفسه ودقته في اختيار لون ملابسه وتناسقها،
ووقوفه أمام المرآة أكثر من اللازم من وجهة نظرها،
فكل هذه الأمور تقودها إلى مجموعة من الضغوط النفسية
تضر بها وتؤثر سلبا على استقرارها النفسي،
بل من الممكن أن يمتد ضرر الغيرة الشديدة للزوجة إلى التأثير على أعضاء جسدها المختلفة،
حيث أثبتت دراسة علمية أن الغيرة الزوجية أحد الأسباب الرئيسية
وراء إصابة العديد من الزوجات بآلام الظهر والرقبة،
وأن الضغط النفسي الناتج عن الإفرازات الهرمونية يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المؤقت
بمناطق الرقبة والظهر، حيث إن هذه المناطق تعتبر أكثر تعرضا للتقلص العضلي.
شك وغضب واندفاع
وتتركز الغيرة في عدة مظاهر كالشك واهتزاز الثقة في الزوج،
والغضب، والقلق، والخوف، والاضطراب النفسي،
والإحباط والاكتئاب، وكثرة الشكوى،
وظهور الهواجس والوساوس التي لا أساس لها من الصحة،
بالإضافة للاندفاع والتهور والتسرع في اتخاذ القرار،
وكلها سلوكيات ومظاهر تؤدي إلى العجلة في اتخاذ قرار الانفصال،
مما يقلب الموازين ويدفع بالأسرة إلى حافة الانهيار
بعد ود وألفة دامت سنوات لافتقاد الحكمة في احتواء المشكلة بين الزوجين.
صحيح الشك بيقتل صاحبة
الشك بحد ذاته دمار للزوجين