تشبثَ حلمي بمضجع البقاء
وتلبسَ الفساحةَ المتراميةَ حد السماء
يا للحلمِ الأنيق . . !
تطاير كريشةٍ في مهب الأماني
يهذي بهمسٍ ناعمِ اللمسةِ يخدشهُ الهواء
وجبينهُ نورٌ ونارٌ توقدها أوهامُ الطريق
وإذا بهِ محمومٌ وحروفهُ ملؤها لبُ الهراء
في عيد ميلاد الرحيل
راحلٌ حبيبتي أنا . .
راحلٌ وجروحي معي
ودموعنا …
أمطارنا …
وهطولنا …
أشلائنا …
تأبى الرحيل
تطوقنا مراراتُ الأسى
ويلفنا حزنٌ دخيل
فطعونُ هجركِ غائرٌ أنينها
أرقتِ دماء أحلامنا وحنيننا
وجامحُ الشوقِ أضناه الصهيل
في عيد ميلاد الرحيل
حلمي قتيل …
أملي قتيل …
الشوقُ فارقتهُ انفاسُ اللقاء
ولحنينها حبيبتي ظلٌ ظليل
لم يعانقها قطُ إحساسٌ بالعناء
لتُبْكِي على روحنا حرفٌ ضئيل
وحرفتها يبيعها شبحُ السراب
الدمع فاضَ من بحر العيون
فحسبكِ من أسبابٍ للطعون
النبض غاب …
والقلب تاااب …
وهمسي الهزيل . . !
قد بات في النزع الأخير
همسٌ عليل
يشكو المصاب ،،،
وبقاياهُ قصصُ الغياب
في عيد ميلاد الرحيل
حملي ثقيل
وصبري جميل
والله حسبي
وطريقي طويل
في عيد ميلاد الرحيل
ظلي توارى خلف اسوار الألم
ومكث يبكيها الفراق بدمع الندم
حتى تراآى ظلها لعين صمتي
فخنقتُ أخر النبضاتِ قبل موتي
ورحلتُ حاملا بقايا بحَّات صوتي
قابلتُ شبح موتٍ بين أنقاضي هناك
وألقيتُ وردةً ذابلةً على قبر الهلاك
في عيد ميلاد الرحيل