تخطى إلى المحتوى

قال . وقلت . 2024.

قال … وقلت …

في ليلة من الليالي الصيفية الهادئة .. جلست متكئة على شجرة التوت المكسوة بالورق الأخضر الغزير .. فذهبت بي الذكريات هنا وهناك .. وإذا بي أطرق على باب الماضي البعيد .. بعد أن مللت من ذكريات الساعة .. .. ..
طرقته طرقاً قويا بعد أن تعبت حتى أصل إلى مسكت الباب لأني عنده كنت صغيرة جداً ..
كنت أقف على أطراف قدمي أحاول الوصول كما كنت أحاول الحفاظ على توازني كي لا أقع ..
وفي ذات اللحظة كنت أخشى أن لا يُفتح لي هذا الباب .. لا أعلم لما انتابني هذا الشعور .. هل هو الخوف من أن لا مكان لي هناك أي في الماضي .. فهذا مستحيل لأنه ماضي أنا فلي كل الحق أن أسترجعه متى شئت ..
أم كنت في قمة الخوف من أن أجده ويحتويني بكل دفء وحنان ومن ثم لا أرغب بالعودة إلى حاضري الكئيب الممل .. شعور متناقض .. أريد وبكل إصرار أن يفتح الباب ومع ذلك أتمنى أن لا يفتح لأني سأكون في قمة فرحي عند الدخول وفي حضيض الحزن والألم والحسرة عند الخرج منه ..
ومع هذا أريد الانغماس فيه حتى أغسل شيئاً من وحل الحاضر .. ولأنقي نفسي من شوائب الحياة في هذا العالم الذي يلفني .. ولكي أنسى شيئاً من الحوارات المريضة التي علقت في ذهني ممن هم حولي .. وما زلت أطرق الباب ولكن بكل قوة الآن .. لأن المحفزات أقوى من مخاوفي ..

لقد فتح الباب ودخلت ولكن دخلت بهيئتي الحقيقية .. أي لم تكن تلك الفتاة سوى دليلي للماضي .. وإحدى مراحل حياتي .. دخلت استشعرت بكل ما هو في حياتي .. عفواً .. عفواً أقصد بكل ما كان في حياتي ..
رأيت مكان نومي .. أكلي وشربي .. شممت الرائحة ذاتها التي كنت أشمها في ما سبق .. نعم أتذكر ما حدث هنا وهناك .. نعم أتذكر تلك الكلمات ..
ولكن في ذلك الركن ألمح طيف شخص من شخصيات الماضي تحققت منها .. فإذا بها ليست للماضي فقط بل هي حاضري ومستقبلي وكل أمر في حياتي كبر أم صغر ..
مرحباً والدي .. لو كنت أعلم بأني سأجدك جالساً هنا لحثثت الخطى وعجلّت المسير إليك والدي فكلي شوقاً إليك ..
أهلاً صغيرتي ومرحباً بك أنا هنا منذ زمن .. لقد اشتقت إليكم .. ولكن ما الذي أراه ؟؟؟ !! آه لقد كبرتي وأصبحتي في مقتبل العمر ..
نعم حبيبي سار بي الزمن حتى أصبحت كما ترى ..
لقد رحلت وأنتي ما زلتي فتاة صغيرة .. كبرتي بعيداً عن ناظري..
قدرنا هكذا أن أكبر وأنت بعيد عني انحدرت دمعات لم أشعر بها إلا عندما بادر قائلاً ..
امسحي دموعك فما زال الوقت مبكراً على نزولها ..
!!!!!!!!!!!!!!! تعجبت من كلماته !!!!!!!!!!!!!!!!
ابتسم والدي فقال : ألم تطرقي باب الماضي ؟؟ وكنت مصرة على دخوله ؟؟ لقد ترددت ولكن ساقك القدر إلي حتى أراك ونتجاذب أطراف الحديث ..
أشحت بناظري عنه ولكن شوقي إليه أجبرني أن أعود إلى النظر .. فقلت نعم والدي أريد هذا وذاك !!!
وقف وأسند بظهره إلى الجدار .. وأمعن النظر إلي فقال : كيف أنتم بعد رحيلي ؟؟؟
بخير والحمد لله .. ننعم برغد العيش ولكن ورغم رحيلك مازلت معنا ..
فقال : بخير ورغد .. ـ قالها بكل سخريه ـ الحمد لله على كل حال ولكن أصدقيني القول …
أطرقت قليلاً ثم قلت : ما زال الهواء يدخل ويخرج وما زال الطعام في وفرة والحمد لله .. ما زلنا نرتدي الملابس .. ونسكن في ذات الدار مع إجراء بعض التعديلات البسيطة في المظهر ولكن ما زال الجوهر كما هو ..
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه ثم قال : لقد كبرت بالفعل وفهمت مقصدي ..
أجبته : لقد فهمت وأجبت ..
قال : اعلمي صغيرتي بأني قد ربيتك في حجري وعلى يدي وتعرفين إلى ماذا أرمي بكلامي وسؤالي ..
نعم أبتاه أعلم وكلي فخر بك وبما غرست داخلي قبل رحيلك ..
صغيرتي وقرة عيني : مااااااااااااااذا حلّ بكم بعد رحيلي ؟؟؟
فأجبته بلهجة تنم عن سخرية .. حرقة .. ألم …
فقال وقد اعتدل في وقفته : لقد وصلتني رسائل عديدة منكِ أنتِ بالذات .. رسائل كلها دموع وآهات والم وقسوة .. ندائات وترجي حنين وحب وشوق .. ندائات تبكي الصخر .. اتسمت رسائلك بكل قسوة فكنت أسمعها وأريد أن أجيبها ولكن ؟؟؟
جلست وابتسمت وقلت : نعم والدي فحالنا يُرثا لها من بعدك .. ما زلنا كما قلت ولكن .. أصبحنا نعيش أجسادا قد تباعدت أروحنا فقد ضعنا وأضعنا ماضينا معنا .. فلا يجمعنا سوى الاسم .. القسوة شعارا للكل .. التذمر وجبة رئيسة .. أما المنّ في تقديم المساعدة فحدث ولا حرج .. أما بالنسبة لنا كأخوة فأصبحنا أخوة ولكن من نوع آخر .. أعداء أخوة .. لا تتعجب .. فهذا ما حدث بعد رحيلك .. فأصبحت أتجرع ألم بعدك جرعة جرعة .. والدي حالنا يبكي الصخر ..
أجاب بعد أن لمحت تلك الدموع تتلألأ في عينيه : لا لستم من تركتهم .. فقد تركت …………… لم يبقى مكان للكلمات فالصمت أبلغ ..
أدار ظهره وكان يرغب بالرحيل بعد أن صعق بما قلت ..
بادرته قائلة إلى أين والدي فقد حان دوري ..
عاد وابتسم : ولكن أوجزي لأن موعد الرحيل قد اقترب ..
فقلت : أما مللت من الرحيل والبعد ؟؟؟
قال : أمللتي أنت من الدموع ؟؟
قلت : أبتاه لما لم تخبرني بأن الدنيا قاسية ورحيلك أول نوائب الدهر .. ؟؟
أبتاه .. لما لم تخبرني بأن هناك زمن سأكون فيه أعطي الطيب ولا أجني سوى الشوك ؟؟؟
أبتاه .. لما لم تخبرني بأن الوفاء انقرض ولم يبقى سوى الخيانة والجفاء ؟؟
أبتاه .. لما لم تخبرني بأن الوحدة هي مصيري ؟؟؟
أبتاه .. لما لم تخبرني بأن السنين ستثقل كاهلي بما تحملني من همووووم ؟؟؟
أبتاه ……….. قاطعني قائلاً :
قلت أوجزي ولكن لا أقول لك صغيرتي إلا : ـ لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ـ
فأدار ظهره وبدأ بالرحيل ….
أبتاه .. أبتاه .. أبتااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااه ولكن لا مجيب لقد رحل .. وتركني مرة أخرى لما ؟؟؟
سمعت صوت أجراس فعلمت أن وقت عودتي للحاضر قد حان وأزف فكفكفت أدمعي وخرجت من باب آآآآخر ..
بقلمي : خربشات قلم …

بنت العامرية :g[110] :rose خليجية خربشات قلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلماتك راقيه اختي خربشــــــــات قـلــــــــــــــــــم

كلمات كلها مشاعر غلفها الحزن من كل الجوانب

لاأعلم ماذا أكتب فما قرأته أجده أكبر من أي حرف

ولايصل إلى جمال هذه الخاطره.

أستمتع كثيراً حينما أقرأ لكي شيءٌ جديد ففيه من الإبداع

ماهو أجمل وفيه من المفردات ماهو أعذب وفيه من الخيال ماهو أروع

قلمكِ جميل جداً فليستمر في هذا الطريق فنحن نحتاجه كثيراً.

دمتي مبدعة متميزة متألقة متواصلة ,,

و لا املك الا ان اشكر روعة قلمـــــــــك

لك منى كل الود ,خليجية, تحيتـــــــــــــي ,,:خليجية

بكيتيني يالغلا وذكرتيني بوالدي الله يرحمه ويرحم اموات المسلمين مشكوره على الموضوع الرائع اختك بنت العامريه
كنت حزينه وقد بدئ الانهيار على وجناتي

عندما اقرئى كلماتك الممزوجه باحزان والم يتقطع قلبي من الاسئ

تجعليني احسس بان الدنيا لاتستاهل كل مانفعل من اجلها

حبيبتي خليك قويه وتمسكي بالله وابعدي عنك الالم والحزن

فمهما كتبت او قلت لم يوفي بشي الا القليل من قدرك وقدر قلمك الراااااااائع

لا اجد سوى الشكر والتقدير لك واتمنالك التقدم والمزيد من الكتابات المتميزه يااعظم متميزه ومبدعه

لك منى اجمل ورووووووووووووود الاخلاص..

اختك ومحبتك:جروح تنزف دما"..

ـ جروح تنزف دما ـ

بصــــــــــــــــــــــــــراحه … أحرجني كلامك الأكثر من رائع …
والله كمان انتي متميزه وأكثر …
وشهادتك أعتز فيها … وأفتخر كمان …

والشكــــــــــــــــــــر موصول لكل الأخوات اللي نوروا صفحتي وردوا على كلمات كتبتها بنزف قلبي …

مشكورين …

خربشـــــــــــــــــــات قلم

كلماتك رائعة ورقيقة

تمنياتي لك بمزيد من التقدم والتوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.