قصة رجل تاب الى الله
يحكى الرجل و يقول انه فى سن الثلاثين رزقه الله سبحانه و تعالى باول مولود و يقول ان هذه الليله لم ينساها ابدا كنت سهران مع الشلة و كانت السهرة مليئة بالكلام الفارغ و الغيبة و قمت انا فى هذه الليلة بتقليد رجل اعمى رايته فى الشارع و الادهى انى وضعت قدمى امامه فسقط على الا رض فضحكت الناس عليه فانا كنت احب التقليد
و عندما رجعت الى المنزل وجدت زوجتى تعبانة و قالت لى انها ستولد فذهبت بها الى المستشفى و ظلت و قت طويل فعدت الى المنزل و تركت رقم التليفون حتى يبلغونى و بعد ساعة اتصلت المستشفى بى واخبرتنى ان زوجتى قد انجبت فذهبت الى المستشفى فمنعونى من الدخول الى زوجتى الا قبل المرور على الطبيبة المسئولة فذهبت الى الطبيبة فحدثتنى عن المصائب و الرضى بالقدر ثم اخبرتنى ان المولود به تشوه شديد فى عيناه فانه يبدو اعمى . فتذكرت سريعا ذلك الرجل الاعمى الذى سقطه على الارض فضحكت الناس عليه
عدنا الى المنزل و لم تاغضب زوجتى و سمته (سالم) و كانت تحبه كثيرا و لكن انا لم احبه كثيرا ولا اكره
كبر (سالم ) و بدا يحبو و لكن حبوته كانت غريبة واكتشفنا انه اعرج و بعد فترة انجبت زوجتى (عمروخالد) كانت زوجتى تدعوا لى بالهداية ولم تغضب من تصرفاتى الطائشة و لكنها كانت تجزن كثيرا عندما ترى اهمالى ل(سالم) واهتمامى باخوته
كبر (سالم) اصبح عنده عشر سنوات و فى يوم جمعة استيقظت الساعة العاشرة و هذا مبكرا بالنسبة لى قمت و لبست و تعطرت و هممت للخروج مع الشلة و مررت بالصالة فوجدت (سالم) يبكى بكاء شديد فحاولت اهماله ولكن بكاؤه كان شديد و لم اتحمله فاقتربت منه و سالته :لماذا تبكى يا (سالم) فعندما شعر بى ابتعد عنى و كانه يقول : اين كنت من عشر سنوات ؟
فتلطفت معه و سالته مرة اخرى لماذا تبكى يا (سالم) فبدا ان يقول عن السبب
اتدرى ما السبب؟ اخه عمر تاخر عليه وهو الذى اعتاد ان يوصله الى المسجد ولانها صلاة الجمعة فخاف الا يجد مكان بالصف الاول فنظرت اليه والدموع تتساقط من عيناه المكفوفة فقلت له :انا اللى هوصلك الى المسجد فندهش (سالم) وامسكت بيده لاوصله الى السيارة فقال لى:المسجد قريب …اريد ان اخطو الى المسجد.
لا اتذكر اخر مرة دخلت فيها المسجد و لكن هى اول مرة اشعر بالخوف و الندم . المسجد كان مليئا بالناس و لكن وجدنا مكان فى الصف الاول وبعد الصلاة طلب منى (سالم) المصحف فندهشت ولكنى لا اريد ان اجرح مشاعره و طلب منى ان افتحه على سورة الكهف .فاخذ منى المصحف و بدا ان يقرا السورة وعيناه مغمضتان فانه حافظ السورة
فخجلت من نفسى فامسكت بالمصحف و يدى ترتعش وقرات وفرات وبدات ابكى مثل الاطفال و لكن البكاء زاد فحسست بيد (سالم) تمسح دموعى فضممته الى صدرى ونظرت اليه و قلت فى نفسى
لست انت الاعمى بل انا الاعمى عندما انسقت وراء النار
من ذلك اليوم لم تفوتنى صلاة فى جماعة و هجرت اصحاب السوء و اصبح لى اصحاب صالحين
و فى يوم من الايام طلب منى اصحابى الذهاب الى مكان بعيد للدعوة فقلت لزوجتى فشجعتنى و كانت الرحلة لمدة (3)شهور وكنت اتصل بهم عندما تسمح لى الفرصة وكنت مشتاق جدا ل(سالم) ولكن لم تسمح لى الفرصة فانه اما يكون فى المسجد اما فى المدرسة
ولما رجعت الى المنزل و طرقت الباب تمنيت ان يفتح لى (سالم) ولكن فتح الباب عمر فسلمت عليه و وجدت زوجتى شكلها غريب كانها تخفى الحزن و تظهر الفرح .فتذكرت (سالم) فنديت علبه
يا…سالم …… يا ..سالم
فرد عليه اخه عمر و قال ….. سالم فى الجنة …عند الله
فقالت لى زوجتى و الدموع تتسرب من عيناها ان (سالم )اصيب بالحمى فذهبت به الى المستشفى ولكن اشتدت عليه الحمى
فخرجت روحه قبل ان تخرج الحمى من جسده…
اذا ضاقت عليك الارض بما رحبت و ضاقت علبك نفسك بما حملت
فاهتف….. يا الله
اذا بارت الحيل و ضاقت السبل و انتهت الامال و تقطعت الحبال
فاهتف …… ياالله
ع قصة رجل تاب الى الله
وجزاك الله خير
:004: