قيدوا حرية الفتاة !!
قال الشيخ علي الطنطاوي : [ أما الحرب التي تواجه الإسلام الآن فهي أشد وأنكى من كل ما كان، إنها عقول كبيرة جداً، شريرة جداً، تمدها قُوى قوية جداً، وأموال كثيرة جداً، كل ذلك مسخَّر لحرب الإسلام على خطط محكمة، والمسلمون أكثرهم غافلون.
يَجِدُّ أعداؤهم ويهزلون، ويسهر خصومهم وينامون، أولئك يحاربون صفاً واحداً، والمسلمون قد فرَّقت بينهم خلافات في الرأي، ومطامع في الدنيا.
يدخلون علينا من بابين كبيرين، حولهما أبواب صغار لا يُحصى عددها، أما البابان الكبيران فهما باب الشبهات وباب الشهوات. أما الشبهات فهي كالمرض الذي يقتل من يصيبه، ولكن سريانه بطيء وعدواه ضعيفة. فما كل شاب ولا شابة إذا ألقيت عليه الشبه في عقيدته يقبلها رأساً ويعتنقها.
أما الشهوات فهي داء يمرض وقد لا يقتل، ولكن أسرع سرياناً وأقوى عدوى، إذ يصادف من نفس الشاب والشابة غريزة غرزها الله، وغرسها لتنتج طاقة تستعمل في الخير، فتنشئ أسرة وتنتج نسلاً، وتقوي الأمة، وتزيد عدد أبنائها، فيأتي هؤلاء فيوجهونها في الشر، للذة العاجلة التي لا تثمر. طاقة نعطلها ونهملها ودافع أوجد ليوجه إلى عدونا، لندافع بها عن بلدنا، فنحن نطلقها في الهواء، فنضيعها هباء، أو يوجهها بعضنا إلى بعض.
هذا هو باب الشهوات وهو أخطر الأبواب, عرف ذلك خصوم الإسلام فاستغلوه، وأول هذا الطريق هو الاختلاط [
الاختلاط وباء عظيم أصاب أمتنا في العصر الحالي, في العمل, في الشارع, في البيت, كيفما حلت المرأة أو ذهب الرجل, وبالاختلاط انتزع حياء الأنثى المحبب لقلب الرجل وانتزعت مروءة الرجل المحببة للمرأة.
بالاختلاط استبيحت محرمات الله من نظر وخضوع في القول وهتكت أعراض ودمرت مجتمعات, تسلل الاختلاط لمجتمعاتنا كما تتسلل الأفعى وأصابت منا ما يؤلم من لدغتها وتورم مكان تلك الدغه الخبيثة واستفحل المرض في باقي أركان الجسد فضعف وهزل وخارت قواه.
بدأ نشر الاختلاط عبر الأطفال في برامج الأطفال في التلفزيون وفي المدارس في الصفوف الدنيا بحجة البراءة القابعة في نفس الطفل وعدم وجود عورة في سن مبكرة ثم استشرى هذا الوباء إلى أن دخل كل ركن من أركان مجتمعنا.
المرأة في عملها تبدأ متوجسة من الرجل العامل معها وما أن تمضي سنة وسنوات إلا وصارت تعاد على حضوره وتبادله الحديث والضحكات ويخضع كل منهم بالقول ولن نأتمن بعض الأحاسيس المتبادلة التي زرعها الله في نفوسنا وغذتها تلك المخالطة المحرمة فذبحت أنوثة وحياء وكبرياء تلك المرأة وأذبلت رجولة وغيرة ذلك الرجل على أهله وعرضه حيث تداخلت عليهما الأمور وساحت الأفكار والتبست على كل منهما المعتقدات وضاع الإسلام بتسمم الأفكار وانتزاع المبادئ من ذويها.
وللاختلاط بين النساء والرجال خطر كبير وشر مستطير, والمفاسد التي تعاني منها المجتمعات التي وقعت في هذا الفخ خير دليل وبرهان على ذلك, فقد سلب الأمن و انهارت الأخلاقيات, وزعزع الاستقرار…. ولنستمع لما قالوا بعد تجربتهم لفكرة الاختلاط…
تقول الصحفية الأمريكية " هيليان ستانبري " أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا لعصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق، ومجون أوربا وأمريكا، امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعـًا مليئـًا بكل صور الإباحية والخلاعة، إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي، قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق " .
وتقول الكاتبة " أنارود " إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال.
وفي بريطانيا حذرت الكاتبة الإنجليزية " الليدي كوك " من أخطار وأضرار اختلاط النساء بالرجال، حيث كتبت محذرة: على قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا.
فالاختلاط في عمومه يحمل من الآثار السيئة ما يجعل كثيرا من الدعاة المخلصين له يدعون إلى تنظيمه في إطار محدد يمنع شروره… مما يعد رجوعهم إلى الهدى النبوي الشريف منذ أربعة عشر قرنا ..
قال صلى الله عليه سلم : ( لا يخلوّنّ أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم ) متفق عليه
ولن ندخل أكثر في موضوع انتشار الفاحشة بل سنختم مقالنا بالتذكير بحالات الخيانة الزوجية والطلاق والاعتداء على الأعراض التي تحصل في دول أمريكا وأوربا ما هو سببها المباشر والرئيس؟؟؟
لنتفكر بعقلانية ونبعد شبح التقليد الأعمى من أذهاننا دون وضع غباشة سوداء على أعيننا, وتناسي الواقع المرير الذي سيصل له مجتمعنا لو قلنا للاختلاط يا مرحبا, فلنقف هنا ولنعد لديننا وأحكامه عودة صار يتوق الغرب لها.
منقول
جزاك الله خير جزاء
وجعل الله
موضوعك فى ميزانك
وافادك الله كما افدتنا
تسلم يدينك يالغلا
الف شكر لك