حينما ياتيك ضيف .. فان واجبك ان تكرمه عملا بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر .. فليكرم ضيفه"
فما بالك اذا علمت ان معك ضيوفا دائمين من الملائكة .. لا يفارقونك ابدا إلا عند قضاء حاجتك او اذا كنت مكشوف العورة .. انهم الملائكة الحفظة.. اكرم الاضياف .. وخير الجيران و ابرهم .. انهم يستغفرون لك ، ويؤمنون على دعائك اذا دعوت لاخيك بظاهر الغيب ، واذا نمت على وضوء بات احدهم فى شعارك ( الشعار ما يلى الجسد من الثيات ).. يستغفر الله لك.
و الملائكة الحفظة – اللهم ارض عنهم يا رب العالمين – قال عنهم كعب الاحبار : لولا ان الله عز وجل وكل بكم ملائكة يذبون (يدافعون ) عنكم فى مطعمكم و مشربكم ، وعوراتكم لتخطفتكم الجن ، ولذلك و جدنا الحق عز وجل يتحدث عن الملائكة الحفظة المعقبات فقال تعالى :
• له معقبات بين يديه و من خلفه يحفظونه من امر الله
• وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون
• و يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل و ملائكة بالنهار ".. ولعل السؤال الذى يطرح نفسه:
كيف يتم التعاقب ؟
الامر المؤكد ان التعاقب يتم فى العصر والفجر ، اما الفجر فلان قرانه مشهود كما قال تعالى :" وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا"
اى تشهده الملائكة واما صلاة العصر فلانها الصلاة الوسطى على الراى المشهور من جمهور العلماء حيث يقول الله تعالى :"حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى "
و كيف تعرف الملائكة اعمالنا ؟
يقول سفيان الثورى – رضى الله عنه- : اذا هم العبد بحسنة و جدوا منه رائحة المسك ، واذا هم بسيئة وجدوا منه رائحة كريهه ، وانت حينما تنوى عملا ، فان نيتك تصعد الى الله عز وجل فيؤولها الله سبحانه و تعالى دون ان تعرف عنها الملائكة شيئا ، فاذا كان العبد قد نوى خيرا نزلت النية الى الارض ولها رائحة طيبة فتعلم الملائكة ان العبد قد نوى خيرا ،اما اذا نوى العبد شرا فان النية تصعد الى الله فيؤولها ، وتنزل الى الارض و لها رائحة غير طيبة ، فتعلم الملائكة ان العبد قد نوى شرا ، فلا ترافقه فى رحلته .
و الملائكة الحفظة يحفظون العبد باذن الله ، جاء رجل من قبيلة مراد الى على بن ابى طالب كرم الله وجهه فقال له : احترس فان ناسا من مراد يريدون قتلك فقال : ان مع كل رجل ملكين يحفظانه ما لم يقدر ، فاذا جاء القدر خليا بينه وبين قدر الله ، وان الاجل حصن حصينه . و الملائكة الحفظة تبتعد عن الذين يظهرون عوراتهم و يظهرون ما طلب الله ستره يقول على بن ابى طالب كرم الله تعالى وجهه : لا يزال الملك موليا عن العبد ما دام العبد بادى العورة .. والملائكة الحفظة يبتعدون عن العصاة ، فاذا عصى العبد ربه تباعد منه الملك بقدر تلك المعصية ، حتى انه يتباعد بالكذبه الواحدة مسافة بعيدة .
يقول ابن القيم فى كتابه " الجواب الكافى " اذا كذب العبد تباعد الملك ميلا من كذبة واحدة ، فما بالنا بمن يكذب ليلا ونهارا ، فما بالنا بمن يكذب كما يتنفس ؟
و العبد اذا اصبح ابتدره الملك والشيطان ، فاذا ذكر الله و كبره وحمده طرد الملك الشيطان وتولاه ، واذا اصبح العبد بغير ذكر الله ذهب الملك عنه وتولاه الشيطان .
والملائكةالحفظة يتولون الصالحين من عباد الله فى الدنيا و الاخرة يقول الحق عز وجل:"ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا و لا تحزنوا و ابشروا بالجنة التى كنتم توعدون "
و اذا احبك الملك تكلم عن لسانك ، والقى على لسانك القول السديد ، واذا بعد منك الملك وقرب منك الشيطان تكلم على لسانك ، والقى عليك قول الزور والفحش حتى ان العلماء يقولون : ان الرجل يتكلم على لسانه الملك ، والرجل يتكلم عن لسانه الشيطان .
وجاء فى الحديث ان السكينة تنطق على لسان عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وكان احدهم يسمع الكلمه الصالحه من الرجل فيقول : ما القاها على لسانك إلا الملاك ، ويسمع الكلمة الخبيثة فيقول: ما القاها على لسانك إلا الشيطان
و يبقى السؤال الاخير اين تذهب الحفظة بعد وفاة الانسان ؟
حينما يموت الانسان تنادى الملائكة التى كانت تحفظه ربها وتقول : يا ربنا اسمح لنا ان نصعد الى السماوات العلا فنعبدك فيها يا رب العالمين . فيقول الله تعالى لهم : ان سماواتى مليئة بالملائكة .. ولكن اجلسوا على قبر عبدي فسبحونى واذكرونى و اكتبوا ذلك فى صحيفة عبدي الى يوم القيامة
اللهم ارض عن حفظتنا ، واخبرهم عنا خيرا يا رب العالمين
موضوع جميل
يعطيكِ العافية ياارب
جزاك الله خير
جزاك الله خير