اكيف هي النظرة الى المرأةالمغتصبة
يعرف الاغتصاب لغة بأنه إجبار شخص على فعل جنسي لا يريده. ويعرف عرفا على أنه إجبار فتاة على إقامة علاقة جنسية بالتهديد بالسلاح أو تحت ظروفٍ قاهرة قد أعدت سلفاً.
والذينيمارسون هذا الفعل الذي ترفضه جميع الشرائع السماوية هم معتدون من كل الأعمار ومن مختلف الطبقات الاجتماعية… الفقيرة منها والغنية، وتجمعهم صفة واحدة أنهم مرضى نفسيون.. بل هم وحوشٌ آدمية مفترسة لاترى في المرأة سوى جسدها؟ فهم مغتصبون بأفكارهم قبل أن يكونوا مغتصبين لجسدها! وهم أيضا ضحايا أفكارهم السوداء قبل أن يجعلوا الفتيات من ضحاياهم!
فما زالت مجتمعاتنا العربية، والاسلامية على وجه التحديد، تعاني الكثير من المشاكل الاجتماعية خاصة المتعلقة بالمرأة كالطلاق والزواج المبكر والعنف ضد المرأة بكافة أشكاله. حيث تعتبر المرأة هي الحلقة الأضعف دائما بنظرهم!
ومن أهم هذه المشاكل الشائعة قضية جرائم الاغتصاب والتي تسمى بجرائم "الشرف". حيث يبدو بنظر هذه المجتمعات أن الشرف بات في عذرية المرأة! فيحكم عليها بالقتل تحت حجة "غسل العار" متناسين ما يقوم به الرجال! وهم أصلا يتفاخرون بما يفعلونه علنا! فلماذا يحكم المجتمع على المرأة المغتصبة عنفا من قبل الرجل بالقتل، ويقرر أن يكون شرف العائلة في عذريتها، رغم المكانة التي اخذتها المراة في مجتمعاتنا العربية فكانت نائبة الرئيس والوزيرة ونائبة البرلمان والقاضية والمعلمة وربة المنزل..؟!
تعد جرائم الشرف والقتل بدعوى سوء السلوك الجنسي احدى أخطر الجرائم التي تهدد حقوق الانسان عامة، والمرأة خاصة. فهناك سنويا خمس آلاف امرأة ضحية لهذه الجرائم! في حين لا يلقى مرتكبو هذه الجرائم العقاب العادل، وذلك تحت بند الدفاع عن الشرف وغسل عارهم! مع غياب قانون رادع لهم! فقد نصت المادة 489 من قانون العقوبات السوري على سجن المعتدي في حالة الاغتصاب 15 سنة على الأقل إذا كان عمر الضحية أكثر من 15 سنة، وإحدى وعشين سنة إذا كان عمرها تحت الخامسة عشرة (قاصر)! هذا في حال الاغتصاب تحت التهديد. أما في حال استغلال نقص جسدي أو نفسي لدى الضحية، فالعقاب هو 9 سنوات حسب المادة 490!
أما الأهل فيعاقبون الضحية بالقتل؟! أو، في أحسن الأحوال، بالسجن في المنزل مدى الحياة تحت ذل المجتمع! أما إذا قبلت الضحية الزواج من مغتصبها فتخفف العقوبة على المعتدي
؟ فهل هذا من العدل في شيء؟!
ومن عوامل هذه المشكلة الخطيرة:
1- تطور وسائل التكنولوجيا من أدوات التصوير وغيرها واستغلالها بشكل غير مشروع لإغراض سيئة.
2- تهافت الفتاة الى الدخول الى سوق العمل بسبب الفقر والحاجة الماسة.
3- تعاني الفتاة والشباب في مجتمعاتنا العربية من الأمية الجنسية و الثقافة الجنسية.
4- المراهقة وانحراف الكثيرون من الشباب بسبب البطالة وعدم اكتراث الأهل لمشاكلهم.
وإذا أردنا أن نضع بعض الحلول لهذه المسالة نبدأ بالخطوات التالية :
1- وضع مواد للثقافة الجنسية في مناهج المدارس ابتدائا من المرحلة الثانوية وحتى المرحلة الجامعية.
2- اهتمام الأسرة بالفتاة والشاب من خلال تقديم النصائح والتوجيهات إليهم
3- اهتمام الأهل بأولادهم في فترة المراهقة ومتابعة أمورهم ومساعدتهم
4- تشكيل منظمات ومنتديات اجتماعية مستقلة ونشر الوعي والثقافة بينهم وخاصة الثقافة الجنسية.
5- وضع قوانين صارمة تخص الاغتصاب المرأة عنفا بحق المعتدي وتعديل مواد قانون العقوبات السوري وخاصة في هذا الجانب.
6- تقبل المجتمع للمرأة المغتصبة عنفا وخاصة الأهل كونها ضحية جريمة ليس لها أي ذنب فيها والتعامل معها كأي فرد في هذا المجتمع لممارسة حياتها الطبيعية