الحمــــــــــــدلله والصــــــــــلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبـــــــــــــــــــه أجمعين
فضيلة الشيخ قــــــــال تعالى في سورة الضحى:
( وأما بنعمة ربك فحدث).. فكيف للإنســــــــــان أن يحدث الناس بنعمة الله_ عزوجل_ عليـــــــــــــه..؟؟؟
وجزاك الله عنا وعن المسلمين كل خير.
الجواب..جزاك الله خيراً .
يكون ذلك بــــــــــــــــــــأمور، منها :
أن يَنسِب الإنسان النِّعمة إلى ربِّـه تبارك وتعالى لا إلى غيره . وأن يَعتقد أن ما بِه من نِعمة فهي من الله ، لقوله تعالى : (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَـــــــــــــةٍ فَمِنَ اللَّهِ) .
وأن يتحدّث بِنعمة الله عليه ، لا أن يَكتم النعمة أو يجحدها ، كما يَفعل بعض الناس من إخفاءالنِّعم أو جحدها مخافــــــــة العين ! وأن يَظهر أثر تلك النعمة عليه من غير إسراف ولاخُيــــــــلاء ، فيكون تحـــــــــديثاً بالنعمة بِلسان الحال.
روى الإمامأحمد عن أبي الأحوص الجشمي عن أبيه قال : رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليَّ أطمار ، فقال : هل لك مَـــــــــال ؟ قلت : نعم .
قال : من أي المال ؟ قلت : من كل المال قدآتاني الله عز وجل ؛ من الشاء والإبل . قـــــــــــال : فَلْتُرَ نِعَمُ الله وكرامتـــــــــــــــــه عليك .
ومن ذلك أن يَتَحدّث الإنسان بما أبلاه الله من بلاء حَسَن . قال عليه الصلاة والسلام : "من أُبْلِي بلاء فَذَكَرَه فقد شَكَرَه ، وإن كَتَمَه فقد كَفَرَه" . رواه أبو داود . والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
يحـــدث الناس بنعمــــــــــة الله _عزوجل_
السؤال /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شيخنا الفاضل عبدالرحمن السحيم هذه رسالة وصلت من خلال بريــــــــــــد الموقع من أحد الأخوة يقول فيها : كيف الجمع بين قوله تعالى ( وأما بنعمـــــة ربك فحدث) وبين قوله ( ولا تزكوا أنفسكم) ..الآية
الجواب /
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا تعارض بين الآيتــين أصـــــــلا .
فالتزكية تنقســـــــــم إلى قسمين :
قسم مطلوبٌ ، وهو ممدوحٌ شرعاً ، وهو تزكية النفس وتطهيرها من الذنوب والآثام، وتنقيتها من شوائب العبودية لغير الله ، والتعلّق بسوى مولاها ، وهذا الذي قال فيه الحق سبحانه : ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)
وكان مِنْ دعائه صلى الله عليه وسلم أنه يقول : "اللهم آت نفسي تقواها ،وزكها أنت خير من زكاها . أنت وليها ومولاها" . كما في صحيح مسلم .
فدلّ هذاالحديث على طلب تزكيـــــــــة النفس ، وسؤال الله التوفيق لتزكية النفس ؛ لأن تزكيــــــة النفس سبيل للفـــــــــــــلاح .
وقسمٌ ممنوعٌ شرعاً ومنهيٌ عنه ، وهوتزكية النفس ومدحها ، والإعجاب بالعمل ، وحبُّ المدح بما ليس في الشخص ، فإن الله ذمّ الذين يُحبُّون أن يُحمَدُوا بما لم يفعلوا كما في قوله تعالى : ( لاَتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَـــــــــلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيـــمٌ)
وهذا النوع من التّزكية هو الذي قال فيه عز وجل : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُـــــــــــمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَيُظْلَمُونَ فَتِيــــــــــلاً)
ولَمَّا ذَكَرَ تبارك وتعالى الكبائر وأمرباجتنابها قال : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَالإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَأَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )
فنهى سبحانه وتعالى عن تزكية النفس إذهو سبحانه أعلم بالمتقين ، فلا يمدح العبــــــــــدُ نفسه بأنه من المتقين ، وقد كان سلف هذه الأمـــــة يذمّون أنفسهم ، ولا يرون لهم فضلاً على غيرهــــــــم ، ويعملون العمـــــل ويجتهدون فيه ، ويخافون أن يُردّ عليهـــــــــــــــم .
قال أبو الوازع قلت لابن عمر : لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم ، فغضب وقال : إني لأحسبــــــــك عراقيا ! وما يدريك ما يغلق عليـــــــــــــــــه ابن أمك بابه ؟!
قال أبو المليح قــــــــــال رجل لميمون : يا أبا أيوب ما يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم . قال : أقبل على شأنك ! ما يزال الناس بخير ما اتقواربهــــــــــــــم .
وكانوا يتّهمون أعمالهم ، ويخشون أن تُردّ عليهم لتقصيرهــــــــــــم فيها مع اجتهادهم .
وأما التحدّث بِنِعم الله فليس فيه تزكية، إلاّ إذا زعم الإنسان أن ما آتاه الله كان لِصلاحه وفضله ! كما قال الله عزَّوَجَلّ : (فَـــــــــأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَــــــــــهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)
وهذا كمايقول بعض الناس : قـــــــــد عَلِم الله نيتي ! أو يقول : اللهم عاملني على قــــــــــــدر نيتي !
ومن هذا الباب ما يزعمه بعض الناس أنه حصّل ذلك بِخبرته ! أو بذكائــــــــــــــه ونحو ذلك !
منقول للفائدة ,,, وبالتوفيق
بارك الله فيك وجزاك كل خير