تخطى إلى المحتوى

لالا لتطبيق الشريعه عشان الاقليات!! 2024.

لالا لتطبيق الشريعه عشان الاقليات!!

معنى هذه الشبهة بعبارة صريحة؛ أن الأقلية تملك منع الأغلبية من ممارسة دينها!
متى كانت هذه في التاريخ كله… وعلى أي أساس تقوم؟!
متى كان من حق أي أقلية في التاريخ البشري كله أن تتحكم في الأغلبية، وتقول لها لا تمارسي دينك الذي تؤمنين به لأن في ذلك عدوانا على كياننا، أو عدوانا على حقوقنا
ولنأخذ حال الأقليات المسلمة في بلاد الأرض في واقعنا المعاصر
إن أقلية واحدة من الأقليات المسلمة في الأرض لم تقم – بداهة – بمطالبة الأكثرية الحاكمة بالكف عن ممارسة دينها، مجاملة لوجودها بين ظهرانيها…
ولكنا نريد أن نفترض هذا المستحيل! فكيف يكون رد الفعل لدى الأكثريات الحاكمة في العالم، لو تقدمت أقلية مسلمة بمثل هذا الطلب العجيب؟!
إني أتصور رد الفعل الفوري في آسيا وأفريقيا مذابح للمسلمين تسيل فيها الدماء كالأنهار، وأتصور رد الفعل في العالم "الحرّ!" مظاهرات صاخبة تطالب بإخراج المسلمين من البلاد!
وليس هذا التصور خيالا بلا حقيقة.
ففي الهند تقوم المذابح بالفعل للمسلمين الهنود، لا لأنهم – معاذ الله – تقدموا بطلب جنوني مثل هذا الطلب، إنما فقط لأنهم مسلمون! فمجرد أنهم مسلمون يثير عليهم حفيظة الوثنيين الهنود عباد البقر، فيهجمون عليهم، فيقتلون من يقتلون منهم، ويحرقون عليهم دورهم، ثم ينصرفون آمنين لا ينالهم عقاب!
وفي الفلبين جاء النصارى فأخرجوا المسلمين من أرضهم الغنية، واضطروهم إلى أرض جدبة مجهدة، ثم لم يكفوا حتى هذه اللحظة عن مضايقتهم ليخرجوهم مما بقي في أيديهم من الأرض، وتُوَجَّه القوات النظامية لقتالهم بوصفهم "متمردين"… متمردين بدينهم! أي بكونهم مسلمين
وفي العالم الشيوعي – في روسيا والصين – جرت المذابح الجماعية في أبشع صورها، وقتل الملايين من الناس جهرة لمجرد أنهم مسلمون، وسميت تلك المذابح الجماعية "حركات تطهير"!
إنها دعوى منكرة لا سابقة لها في التاريخ!
وقد ظلت الأقليات غير المسلمة تعيش في كنف الدولة المسلمة المطبقة لشريعة الله ثلاثة عشر قرناً كاملة، لا تشكو، ولا تفكر في الشكوى، ولا تجد مبررا للشكوى… حتى وصل المسلمون إلى حضيض ذلتهم، فبرزت تلك الدعوى إلى الوجود!
والأقليات غير المسلمة لا تضع الدعوى في صورتها الصريحة بطبيعة الحال – وهي منع الأكثرية المسلمة من ممارسة دينها – لأنها لن تجرؤ على ذلك في البلاد "الإسلامية" مهما وصل استضعاف المسلمين!
إنما ظاهر دعواهم هو تعطيل تطبيق الشريعة فقط، مع بقاء المسلمين مسلمين! يمارسون "دينهم" كما يشاءون!
إنه لمثل هذا قيل للمسلمين؛ أنتم مسلمون ولو لم تطبقوا شريعة الله! فما دمتم تصلون وتصومون… إو ما دمتم تقولون "لا إله إلا الله" فأنتم مسلمون!
ولقد عاشت الأقليات غير المسلمة كما أسلفنا في ظل الدولة الإسلامية المطبقة لشريعة الله ثلاثة عشر قرناً متوالية، لا تشكو، ولا تفكر أن تشكو، ولا تجد مبرراً للشكوى، لأنها تجد من التسامح الديني ما لا تجده أقلية أخرى في الأرض كلها في جميع التاريخ.
واقرأ إن شئت كتابا كاملا في وصف هذا التسامح لمستشرق نصراني هو "ت، و، إرنولد" [T. W. Arnold] بعنوان "الدعوة إلى الإسلام" [The Preaching of Islam] كان مما جاء فيه [ص51]: (ومن هذه الأمثلة التي قدمناها آنفاً عن ذلك التسامح الذي بسطه المسلمون الظافرون على العرب المسيحيين في القرن الأول من الهجرة، واستمر في الأجيال المتعاقبة، نستطيع أن نستخلص بحق أن هذه القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام، إنما فعلت ذلك عن اختيار وإرادة حرة، وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات مسلمة لشاهد على هذا التسامح
وقديماً قال أهل الشام لأبي عبيدة بن الجراح: (أنتم – ولستم على ديننا – أرأف بنا من أهل ديننا
وحين كانت أوربا تضطهد اليهود في العصور الوسطى وتطاردهم على أساس اعتقادهم أنهم صلبوا المسيح عليه السلام، لم يجدوا صدراً رحباً يؤويهم إلا الدولة الإسلامية في الأندلس، فلما أخرج المسلمون من الأندلس بعد المذابح البشعة التي ارتكبتها محاكم التفتيش في حقهم هاجر اليهود معهم إلى المغرب، لينعموا بالعيش الهانئ في ظل الدولة الإسلامية هناك.
وعاشت الأقليات المختلفة في ظل الدولة العثمانية أربعة قرون تنعم بالطمأنينة والحماية، وتمارس نشاطها كله بلا تحريج عليها، حتى جاءت روسيا وفرنسا وبريطانيا تثير الأقليات ضد الدولة لتفجرها من داخلها.
قارن هذه الحياة الهادئة المطمئنة للأقليات في ظل الدولة الإسلامية بأحوال الأغلبية المسلمة المقهورة في الحبشة فضلاً عن الأقلية المسلمة في الهند، والأقلية المسلمة في الفلبين، وغيرها من الأقليات المسلمة في أرجاء الأرض.
أفبعد ذلك يقول قائل إن من حق الأقليات غير المسلمة أن تمنع الأكثرية المسلمة من ممارسة دينها كما أمرها الله؟!
وأي مصيبة أصابت "المسلمين" فجعلت أفراداً منهم، يحملون أسماء مسلمة، ينادون بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية من أجل وجود أقلية غير مسلمة بين ظهرانيهم، فكأنهم يقولون؛ اكفروا بدينكم أيها المسملون، لكي تمارس الأقليات غير المسلمة دينها على التمام!!! لا حول ولا قوة الابالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.