سهير الحديثي
أدارت سلمى وجهها لأمها ضاحكة : عيدك مبارك يا أمي .. أين عيديتي….؟؟
نظرت الأم إلى ابنتها متعجبة وهي تخفي خجلها وقالت: سامحيني يا ابنتي فقد نفذ مامعي من نقود على أطفالكم . عيدية هذا العيد لك ولأخواتك هي : "عيدك مبارك وصيام مقبول بأذن الله" ..
خاب أمل سلمى فمازال الطفل الذي بداخلها يقفز فرحا وما زالت تنتظر عيدية من أمها مع كل عيد ! فالعيديه تشعرها بأنها مازالت تلك البنت الصغيرة عند أبويها حتى ولو كانت تخطت الخمسين…
عند انتهاء العيد أخذت سلمى تفكر فيما حصل مع أمها, نظرت إلى أطفالها وعظم فرحتهم بالعيد وما حصلوا عليه من عيديات ونظرت الى نفسها وهي أمهم تظل تترقب هذه المناسبة لتعيش فرحتها وفرحه أمها بها عند معايدتها .. هنا توقفت….وتوجه تفكيرها الى جانب مهم لم تنتبه إليه يوما وسألت نفسها أين أمي من عيدي ؟؟ أين هي من أعيادنا السابقة’؟؟؟ ماذا أعددنا لها في هذا العيد….؟؟
لماذا أعددنا أنفسنا وأطفالنا وبيتنا وفكرنا للعيد وجهزنا ما نأكل وما نشرب وما نهادي ولم ننس حتى الخادمات لدينا..ونسينا أمنا .. دنيانا جنتنا ونارنا..نسينا من علمتنا الفرحة وأشرقت بها عيناها قبل أن نراها في الدنيا..نسينا جذور الحب في قلوبنا
مازلت يا أجمل الناس مزرعة الحب في قلوبنا منها نستمد العطاء فسامحي انشغالنا بما في قلوبنا و نسياننا الأرض الأصل ومنبع الجود .
آه.. ثم آه خرجت من صدر سلمى كأنها شعلة نار ألهبت فؤادها .. تساءلت في نفسها : لقد فوًت ضحكه من وجه أمي .. فوًت فرحا سيملأ أساريرها نورا..سيرينا عيدنا عيدين !
لقد شغلتنا الأيام والأطفال ومتاعب الدنيا ونسيناك يا طهر الدنيا حتى في العيد فلم نهدك حتى ولو قطعه قماش أو قارورة عطر…..
ما ازهد هذه الأشياء عند الأبناء وما أعظمها وكبر شأنها عند الوالدين ، فيا قلبا حنونا سامحينا عن الأعياد السابقة….وها أنا أعايدك هذا العيد ولا أريد شيئا إلا ضحكه من وجهك الصبوح .
و عيديج عندي ^^
مشكووووووووره وماقصرتي
والله يعطيك العافية
ينقل للقسم المناسب