جاءت دراسة اميركية حديثة اجرتها جامعة ميامي لتؤكد ان الشعور بالحب يساعد
على افراز مادة الدوبامين داخل المخ التي تعطي الاحساس باللهفة والرغبة.
وكذلك اعراض القلق التي قد تصاحب الحب مثل خفقان القلب وجفاف الحلق
ورعشة اليدين لكن العلماء الذين اجروا الدراسة وجدوا ان بعد الارتباط والزواج
يفرز المخ مادة اخرى هي «الاوكستوسين» التي تعطي الاحساس بالامان والالفة والراحة
لذلك نجد شعور الزوجين نحو بعضهما بعد الزواج قد اختلف عن فترة الخطبة.
وبالتالي فالعطاء والتضحية لا ترتبط بفترة دون اخرى وانما ترتبط برغبة
في انجاح الاسرة وتحقيق الاهداف المشتركة كذلك فإن العطاء وروح التضحية تختلف
من شخص لآخر فهناك رجال كثيرون يقدمون على التضحية والعطاء مثل النساء تماما في حين
ان بعض السيدات يكن اقل تنازلا من ازواجهن.
ومن جانبه، اوضح الدكتور طارق عكاشة استاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة
عين شمس ان الحب الحقيقي الذي يستمر لسنوات هو الذي يجمع بين مشاعر
الرغبة واللهفة مع الاحساس بالأمان والراحة في آن واحد.
واثبتت دراسات علمية ايطالية ان العمر الافتراضي للحب لا يزيد على عام
واحد فقط من اشتعال جذوته الذي يختلف في السنوات التالية التي يعتقد ان شعلة الحب تنطفىء عندها.
واثبتت الدراسات العلمية الايطالية ان الحب الرومانسي لايدوم لأكثر من عام واحد
بقليل ثم يتلاشى وتخف جذوته ويتحول إلى ذكريات.
والتفسير العلمي لهذه النتائج وفق باحثين بجامعة «بافيا» تشير إلى ان كيمياء المخ قد تكون
مسؤولة عن شرارة الحب الاولى وارتفاع معدلات بروتين معين يطلق عليه «نيرو تروفنيز»
له علاقة بمشاعر النشوة.
واستندت هذه الدراسة الى اختبارات اجريت على مجموعة من الناس في علاقات
قصيرة وطويلة او من دون علاقة ووجد خلالها ان معدل هذا البروتين يتباين.
ووجدت الدراسة ان معدل هذا البروتين كان مرتفعا لدى بدء العلاقة في حين تراجع
إلى المعدل الطبيعي بعد مرور عام عليها.
وقال الباحث برحلويجي بوليني «ان ذلك لا يعني اختفاء الحب وانما يعني
فقط ان جذوة الحب لم تعد متقدة فالحب بات اكثر استقرارا فيبدوا ان الحب الرومانسي قد انتهى».
واضاف قائلا: «من هذه الدراسة يتبين ان كيمياء المخ التي تلعب دورا مهما
في تغير المزاج تتغير ما بين بداية العلاقة واخذها منحى اكثر استقرارا.
وقال الدكتور لانسي وركمان استاذ الطب النفسي ان الحب الرومانسي يخفت بعد سنوات قليلة
ويتحول إلى عشرة ولاشك ان عوامل بيولوجية معنية تلعب دورا في ذلك.
ولقد اوضحنا في الحلقة الاولى من طب القلوب ان مشاعر الحب واحاسيس الشوق تصل
إلى المخ عن طريق الحواس الخمس لتحدث تغيرات كيميائية، ذلك لان العمليات الكيميائية
التي تحدث في المخ تنتج مادة تسمى «فنيل ايثيل امنين – phenyl ethyl amin»
المعروفة اختصارا «PEA» وهي من المواد المنشطة من ابناء عمومة «الامفيتنامينات»
وعندما تلتقي شخصا تجذب اليه يكون هذا الاعجاب هو الشرارة التي تطلق
هذه المادة فتعطينا حالة السعادة والبهجة والنشاط إلا ان هذه المواد لا يستمر
افرازها بنفس المعدلات العالية التي تفرز في بداية الحب.
وبالتالي فإن بعض العلماء يقول ان الحب الرومانسي او الجارف او الملتهب
قصير العمر والسبب في ذلك ان الجسم يتعود
ويقاوم هذه المادة «فنيل ايثيل امين» كما يتعود ويقاوم بقية الامفيتامينات.
وذلك مثلما يحدث في حالات الادمان على الامفيتامينات لهذا فإنه وبعد ان كان المزاج يتأثر
بجرعة معينة نجد ان الجسم ومع مرور الوقت يحتاج الى جرعة اكبر كي يحصل على نفس التأثير.
والشائع انه بعد مرور 3 سنوات او 4 من بداية الحب الرومانسي يصاب الانسان بالملل
نتيجة نقص هذه المادة من المخ واحتياجه لكمية اكبر منها.
ولذلك يوصي العلماء بضرورة ان يحاول الزوجان تجديد اواصر العلاقة العاطفية بالتمتع بالاجازات
والاسترخاء والرحلات الترفيهية الممتعة التي تجدد النشاط كلما شعرت بسحابة الملل
من اجل تحفيز المخ على انتاج هذه المواد الكيميائية المطلوبة لعودة الدفء
والشوق ومشاعر الحب واحاسيس الشوق كسابق عهدها.
كل الحب والشكر حبيبتي الغالية على الإفادة الجميلة والشيقة التي قضيناها برفقتك هُنا
مقالة تستحق التوقف والتمعن وهي واقع
لا تحرمينا روعة تواجدك ونشاطك ي عسل
.