لماذا سميــت اللغــة العربيـــة بلغـــــة الضـــاد … ؟
لماذا سميــت اللغــة العربيـــة بلغـــــة الضـــاد … ومتى كان ذلك ؟
وحرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية وله منزلة فريدة بينها ولذلك اختاروه ليكون مميزا للعرب عن غيرهم في لغتهم وأطلقوا اسم الحرف على اللغة العربية , فقالوا : لغة الضاد ولسان الضاد والناطقون بالضاد ومنذ الصغر ونحن نردد :
بلاد العرب أوطانــــي من الشــــــــام لبغدان
ومن نجد إلى يمــــــــن إلى مصــــــر فتطوان
لسان الضاد يجمـــــعنا بعدنان وقحطــــــان
فلماذا خصوا حرف الضاد من بين الحروف بهذه الميـــزة ؟؟؟
خصوا حرف الضاد من بين الحروف بهذه الميـــزة للأسباب التالية :أذكر منها :
1-صعوبة نطق حرف الضاد لدى غير العرب بل وبعض القبائل العربية .
2-خلو اللغات غير العربية من صوت الضاد تماما
3-عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم
ولكن هذا الاصطلاح لم يكن قديما قدم اللغة العربية ولم يكن معروفا في الجاهلية وصدر الإسلام بل والعصر الأموي , لأن التنبه إلى قيمة الضاد في لغة العرب برز منذ تعرب العجم وعجز هذه الأفواج الجديدة والطارئة على اللغة العربية في نطق هذا الحرف … مما جعل علماء اللغة العربية يولونه الاهتمام ويخصونه بالدراسة …
أما ما نحن بصدد توضيحه فهو التأريخ لمصطلح لغة الضاد فكان في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وقت تدوين وتقعيد اللغة .
وهذه الفترة الافتراضية هي الفترة التي برز فيها الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم وهي الفترة التي بدأ علماء اللغة يتحدثون فيها عن حرف الضاد …
فهذا سيبويه (183هـ)يقول يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر… ذلك أن بعض العجم بل وبعض العرب يخلطون بين الظاء والضاد في النطق , وقال الأصمعي( 284هـ) ليس للروم ضاد …
وإزاء هذه الظاهرة (غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد ) ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين ومنها أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة( 276هـ) … ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد (385هـ) … ومقامة الحريري المكونة من تسعة عشر بيتا جمع فيها قدرا كبيرا من الألفاظ الظائية ومنها قوله :
أيها السائلي عن الظــــــاء والضا د لكيلا تُضلّه الألفـــــــــــاظ
إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ ها استمـاع امرئ له استيقاظ
هي ظميـــــــــــاء والمظالم والإظ لام والظلم واللحــــــــــــــاظ
ورغم بروز هذه الظاهرة( ظاهرة التأليف في الضاد ) وإظهار خصوصية اللغة العربية بها إلا أنها لم تجعل لغتنا تسمى لغة الضاد بعد …
وأغلب الظن أن أبيات المتنبي ( 303-354) التي يفخر فيها يقول:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفســــــي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضـــا د وعوذ الجاني وغوث الطريد
كانت قد مهدت لهذا الاصطلاح فالمتنبي لا يريد بالضاد اللغة العربية وإنما أراد حرف الضاد بوصفه حرف الفصاحة وفخر كل عربي لأن الضاد كما يقول العكبري لم ينطق بها إلا العرب …
أما جعل الضاد مساوية للغة العربية فهذا في العصور اللاحقة عندما بدأت الحركات القومية تأخذ طريقها بين العرب فقد لقيت هذه الظاهرة عناية عند الأدباء في العصر الحديث ولا سيما قصيدة فخري البارودي التي بدأنا مقالتنا فيها …
طرحك جميل و مميز اختي
معلومات قيمة و مفيده
مودتي ^^
شكرآآآ لتواجدك العطر
سلمت من كل مكروووه …
وبارك الله فيك عزيزتي مينو
منوورة الموضوع بتواجدك
يعطيك الف عافية …