لحياة الزوجية قد تمر بالعديد من المشكلات، سواء الكبيرة، و التي قد تعصف بالحياة الزوجية كلها، أو المشكلات اليسيرة بدخول الملل إلى الزوجين، وهو نذير خطير للحياة الزوجية التي قد تصاب بالملل، ولكنه قد يكون مفيداً إذا أدرك الزوجان أنه شيء عابر، ويحتاج إلى التجديد في أسلوب الحياة، ويحتاج إلى تغيير أجزاء من نمط الحياة الزوجية، والبحث عن أساليب وأفكار جديدة، ويسيرة وغير مكلفة إعادة الحيوية لعش الحياة الزوجية.
وهذه ليست مهمة الزوجة وحدها، فإبعاد الملل عن عش الزوجية، هي مهمة مشتركة، ويجب على الزوج البحث عن الأفكار والوسائل لإدخال السعادة لبيت الزوجية، (بصرف النظر عن أسباب الملل بين الزوجين).
ولكن و من خلال التجارب السابقة، نجد أن هذه المهمة تقع على الزوجة أكثر من الزوج، فماذا تصنع الزوجة؟ عليها أن تبحث عن الأفكار والأساليب لطرد الملل، وتجديد الحياة الزوجية، مع العلم أن الشعور الجميل الذي ستحس به الزوجة، أو ستشعر بقيمته سيجعلها تتشجع وتبحث عن هذه الوسائل لإبعاد الملل من بيت الزوجية، وسوف تحس بأهمية هذه الموضوع بعد ظهور آثاره الإيجابية على الزوج.
فالإحساس الرائع بألا يمر عليكِ اليوم أو الأسبوع أو الشهر من لحظة حلوة مع الزوج له قيمة كبيرة، وفائدة عظيمة للاستمرار الاستقرار، وجلب السعادة للزوجين، خاصة إذا كانت هذه اللحظات الحلوة من دون الأولاد.. أنت وهو فقط، فهذا لا عيب ولا حرام.
فالبحث عن أفكار جميلة وأساليب جديدة، فهذا مما يجدد الأمل، ويثبت البيوت للسير في طريق السعادة، فالزوجان بحاجة إلى أوقات يستعيدون فيها ذكريات الحب؛ فيجددون الشوق، ويحسون بقيمة الحب مرة أخرى، ويشعرون بطعم السعادة، وهذه الأمور تحتاج لأفكار تنعشها.
فلحظات السعادة أو هذه اللحظات الرومانسية هي التي تجدد الحياة الزوجية، وتبعث فيها النشاط والحيوية، وتدخل السعادة على الزوجين، خصوصا الزوجة المشغولة بأعمال المنزل المستمرة، وبتربية الأولاد وحل مشاكلهم، وفي كثير من الأحيان تفتقد لحظات السعادة بينها وبين زوجها.
والزوج أيضا مشغول في السعي وراء الرزق لتوفير احتياجات البيت، وقد ينشغل في العمل يوميا، وبعض الأزواج يبحث عن عمل إضافي لتوفير حياة كريمة لأسرته، فيعود منهكا من كثرة الأعباء، ويدخل في روتين الحياة العادية، ويشعر بعد ذلك بالملل، وإذا نظر لغيره ممن يجددون نشاطهم، أو يهتمون بتفعيل وسائل استعادة الحيوية، وثم يبدأ الزوج في المقارنة والتفكير تتسلل إلى نفسه الهموم، ويطالب الزوجة بالتجديد، وهي لا تشعر به لكثرة انشغالاتها، ولكن هذه أفكار خفيفة لتجديد النشاط، وبث السعادة في الحياة الزوجية.
وغالبا الزوج ليس لديه القدرة على التجديد، ولا يفكر في كيفية إدخال السرور على الزوجة إلا في بداية الزواج، ومع وصول الأولاد، والانشغال بتربيتهم وكثرة المشكلات يرضى الزوج بوضعه، وحتى إذا بحث أو فكر وقارن، فهو لا يملك هذا الأسلوب الرومانسي الذي تهتم به المرأة أكثر من الرجل، فابدئي أنتِ، فالزوجة الذكية تبحث عن وسائل جديدة لإدخال السرور على زوجها، وتجعل السعادة ترفرف على بيتها، وتحاول أن تجعل الملل يفر من عش الزوجية.
فيمكن استغلال بعض الأوقات التي يمكن للزوجة أن تتصيدها، دون الأولاد ودون المشاغل الحياتية اليومية التي لا تنتهي، فالزوجة منهكة في أعمال روتينية، والزوج متعب من كثرة الأعباء، ومع ذلك يمكن للزوجة التي ترغب ألا يفكر زوجها في غيرها، أو يعقد مقارنة بين حياته وبين الآخرين، فينبغي أن تبادر الزوجة وتفتش عن أسباب جلب السعادة وتجديد الروح لمنزل الزوجية.
ومن الأفكار أو الوسائل التي لا تحتاج لجهد ولا توفير الأموال الكثيرة، وتشعر الزوج أن الزوجة تريد أن توفر لزوجها الراحة، وتجدد بها الزوجة الحب، وتدخل السعادة على زوجها: إعداد سهرة لطيفة بين الزوجين في غرفة النوم، أثناء نوم الأطفال، مع تحضير ذهني لكلمات جميلة وعبارات حب لطيفة، بدون الدخول في مشكلات المنزل، أو التحدث عن غلاء الأسعار، أو الشكوى من الجيران، مع البعد عن تذكر أحزان المسلمين ومصائبهم في هذه اللحظات.
ومن الأفكار أيضا لتجديد الحب: استغلال غياب الأولاد في المدرسة، أو إرسال الأولاد لأحد الأقارب، وتوفير جو من الهدوء والخلوة والسكون والأوقات الحلوة التي كان يتمتع بها الزوج قبل الانشغالات، وقبل قدوم الأطفال، سواء في غرفة النوم أو في أي مكان مناسب داخل المنزل، مع ارتداء الزوجة لملابس كان يحبها الزوج، أو ارتداء ملابس تذكر بأيام الزواج الأولى، أو إجراء إغراء من نوع كان يعجب به الزوج، مثل لعبة شيقة، أو حركة مفاجئة، مثل: حسن استقبال الزوج بكلمات تخفف عنه أعباء العمل، أو شراء هدية، أو إطفاء الأنوار أو تخفيفها، و الاكتفاء بالعيش تحت ضوء الشموع، أو الضوء الخافت، مع كلمات حب رقيقة، أو ابتسامات لطيفة، أو ضحكة من القلب على مواقف سابقة ظريفة، ومع نظرات حب و ود، فهذه بعض الحركات التي تجدد الحياة الزوجية على الرغم من كثرة الانشغالات، وتعدد المشكلات.
ومن الوسائل أيضا لهروب الملل من بيت الزوجية: إحضار كوب عصير للزوج من نوع يحبه، وهو منهمك في عمل ما داخل البيت، أو تحضير فنجان شاي مع تقديم نوع لذيذ من الحلويات أو البسكويت أو غيره، مع طبع قبلة على جبينه أو رأسه، أو تحضير كلمات جميلة وحانية، مع استخدام حركات اليدين والذراعين والتي تشعر بأن الزوج هو الأمان للزوجة، وفي حضنه تشعر بالدفء والسكينة، أو مع لف ذراع الزوج حول خصر الزوجة، أو غير ذلك، فهذه الأمور الخفيفة تشعر الزوج بحنان الزوجة، وحبها وتوفير الجو المناسب له؛ لكي يستكمل مهمته، ويشعر أن الزوجة تقف بجانبه.
وعند الانفراد بالزوج مع غياب الأولاد يمكن تجهيز عشاء رومانسي يتذكر به الزوج لحظات الهناء والسعادة السابقة، وإذا تهيئت الظروف لإمكانية السهر خارج المنزل، أو قضاء وقت خارج البيت بين الزوجين فقط سيكون ذلك أفضل، ونحاول إعادة الذكريات الجميلة بالخروج لمكان كنا نحبه أيام فترة عقد الزواج وقبل الدخول، أو البحث عن مكان هادئ وجميل وغير مرتفع التكاليف، أو السير على الكورنيش (أو شارع هادئ) ، والسير بهدوء.
ومن الممكن أيضا إرسال رسائل خفيفة (بالمحمول أو الجوال) للزوج للتعبير عن الحب والمودة، وشدة الشوق، أو إجراء اتصال؛ ليتهيأ الزوج لقضاء وقت ممتع مع الزوجة بالخارج أو بالمنزل، أو لإعلامه بأنك تريدين إسعاده وتشتاقين لرؤيته، وتريدين إدخال السرور عليه، وأنك وفرت له الجو المناسب لتجديد الذكريات القديمة، وإعادة السعادة المفقودة للبيوت الكادحة.
فهذه الحركات أو تلك التصرفات هي التي تذيب الهموم، وتبعد الغيوم، و تجدد الحياة الزوجية على الرغم من كثرة الانشغالات، وتعدد الآلام، وبذلك نتخلص من عناء الدنيا ونخفف من أعباء الحياة، ونقلل من خشونة العيش، ومع هذه التجديدات سيتجدد الأمل في دخول السعادة للبيوت، وسيحل الهناء، وسنشعر بالفرق، وهيا نبدأ ولا نستغرب هذه الخطوات، فيجب أن نبدأ ونجرب ولو بخطوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكرا
الحلوو