ما معنى طاعة الزوجة لزوجها
معنى طاعة الزوجة لزوجها
تساءلت لماذا تخضع الزوجة لزوجها. أليس في ذلك إهدار لكرامتها؟!
وإذا تم الخضوع فأين الديمقراطية التي هي أساس أي عﻼقة إنسانية صحيحة؟!
في الزواج من رجل صعب محب صادق شريف وأمين مخلص وكريم وشجاع تسلم الزوجة نفسها، تسلم حريتها تخضع بإرادتها بﻼ تحفظ، تعطي نفسها بالكامل
تخضع بﻼ شعور بالهزيمة بﻼ إخبار، وتلك هي الحرية الحقيقية في أعظم صورها وهي أن تخضع الزوجة بإرادتها طوعاً، ليس خضوع المهزوم لكنه خضوع القوي الشجاع المؤمن المؤمن بالحب والزواج المؤمن بنفسه المؤمن بالطرف اﻵخر.
ويحين تسلم المرأة حريتها،
فإن الرجل يحتوي هذه الحرية ويكون مسئوﻻً عنها، وهي مسئولية ضخمة ورهيبة، مسئولية تحتاج إلى نضج وتوازن نفسي وقوة وإيمان وشجاعة. احتواء هذه الحرية يحتاج إلى شجاعة واقتدار. فهو ليس غازياً منتصراً والزوجة خاضعة مهزومة، بل الزوجة الخاضعة شجاعة وقوية ومؤمنة، ﻷنها محبة، وﻷنها تثق بأنوثتها، وﻷنها تؤمن بدورها في الحياة،
واﻷمر يتطلب من الزوج أن يكون أكثر قوة وأكثر شجاعة وأعمق إيماناً، حتى ﻻ يرى اﻷمر من منظور اﻻنتصار والهزيمة، فالزوجة لم تخضع له لسبب قدرته الغازية أو بسبب ميزاته الشخصية، وإنما هي قد خضعت واستسلمت له وأعطت له كل شيء، ﻷنها أحبته، أحبته كله، أحبته كما هو، أحبته بعيوبه ونقائضه وضعفه، لكنها رأت نوره الداخلي رأت تساميه وشجاعته وقوة إيمانه. أدركت مثاليته الكامنة في أعماق نفسه والمتاحة في الزمان المستقبل. أحبته رغم اختﻼف الناس عليه وارتضته زوجاً. وحين تزوجته سلمت له حريتها ﻷنها لحظة حاسمة أو منعطف هام في بداية عﻼقة الزواج، لحظة أو منعطف الصدق.
وهي متعة كبرى متعة التسليم، إنها أروع أحاسيس الزواج، إنه اﻹخﻼص كله واﻻنتماء، ذلك هو جوهر اﻹخﻼص أو ذلك هو فعل اﻹخﻼص، ذلك الفعل المتعمد وﻻ يمكن أن يكون هناك غير اﻹخﻼص. وكيف ﻻ تخلص الزوجة وقد اختارت طوعاً وبإرادتها أن تسلم حريتها ﻹنسان آخر وأن تخضع له.
والخضوع ﻻ يمكن أن يحدث على أي مستوى آخر من العﻼقات اﻹنسانية. يحدث هذا فقط في الزواج القائم على الحب الحقيقي. أي ﻻبد أن يكون حقيقياً
ﻷنه في الحب الزائف يسعى اﻹنسان لﻼمتﻼك والسيطرة والقهر. بالحب الزائف والزواج الهش هناك صراع وأنانية، أما الحب الحقيقي والزواج الحق فهو تسليم وأمان وسﻼم وثقة ﻷن هناك صدقاً.
والخضوع قد يبدو غير ديمقراطي وﻻ يمكن أن يحقق معاني اﻻستقﻼلية والتفرد والتميز والوعي الكامل واﻹرادة المطلقة. كيف يكن اﻹنسان حراً وفي نفس الوقت خاضعاً؟.
ذلك هو اﻷمر الغريب المحير في الزواج، ذلك هو سر الزواج ومعناه، وتلك القدسية، وهذا هو مصدر السعادة القصوى والمتعة الروحية التي هي بﻼ حدود، وذلك هو الشعور باﻷمان والطمأنينة.
فالزوجة ﻻ تسلم نفسها إﻻ لزوج تثق به وﻻ تثق إﻻ لمن يكون صادقاً. وهي حين تسلم نفسها تعلم تماماً أنها تقدم نفسها هدية لمن يستحق، وهي هدية غالية جداً، وهي تعلم أنها حين تقدم هذه الهدية فإن الزوج سوف يقدرها حق قدرها، بل سوف يفصح أنه ﻻ يستحق هذه الهدية العظيمة وأنه ليس أهﻼً لها.
هنا تشعر الزوجة أنها قد قدمت الهدية فعﻼً لمن يستحق. الزوج سوف يشعر بالوجل والخوف من تلك المسئولية العظيمة. وهذا هو دوره كرجل، سوف يتقدم بشجاعة تجاه هذه المسئولية .. سوف يحمل هذه الشمس العظيمة في يمين، سيعلن أنه سيكون مسئوﻻً، سيقول لزوجته إنك ما دمت قد سلمت لي نفسك وحريتك، فسوف أكون مسئوﻻً عنك، سوف أرعاك وأحميك. إني أحترمك وأؤمن بك. سوف أعطيك أنا اﻵخر ذاتي وكل حياتي، سوف أهبك نفسي.
فإذا الذي يعطي سيأخذ أكثر مما أعطى، وإذا الذي يسلم يمتلك، وإذا الذي خضع يشعر أنه عظيم في خضوعه، رفيع في استسﻼمه
كيف إذن يرتفع مَن يخضع؟
كيف إذن يمتلك مَن يستسلم؟
كيف إذن يتحرر مَن يهب حريته؟
كيف إذن يتفرد ويستقل مَن يحاول جهده أن يذوب وأن يتوحد؟
هذا هو الزواج، هذا هو سر اﻷسرار، هذا هو المعنى العميق الغريب، هذا هو التسامي والقدسية.
والتسليم يعني أن الواحد قد أصبح إثنين دون التﻼشي، إن المرأة ﻻ تتﻼشى أو تتبخر أو تنصهر حين تسلم، بل على العكس فهي تحتفظ بالتكامل، والرجل ﻻ يحطم المرأة حين يتقبل حريتها، بل هو يراها كذات فريدة متميزة متكاملة غاية في الروعة، رائعة الحسن، مثيرة لكل خيال، جديرة باﻻحترام والتقدير، إنها تعيد خلقه وهو يعيد خلقها.
هنا يشعر الرجل بأنه أمام حدث هام في حياته، حدث يهزه هزاً، ضوء ساطع كاشف يتسلط على داخله فيضيئه ويبهره، إنه يرى ذاته من خﻼل هذه المرأة الزوجة.
يشعر الرجل بسعادة فائقة ـ ليس زهواً، وليس غروراً، وليست سعادة الغازي المنتصر ـ حين تخضع له زوجته خضوعاً إرادياً ﻻ يتحقق إﻻ ﻹنسان ناضج متكامل سوى نفسياً.
والتسليم هو أكثر التعبيرات رقة في وصف اﻷنوثة. التسليم يتيح للرجل أن يشعر برجولته ويتيح للمرأة أن تتحقق من أنوثتها، ولهذا فهي تضع نفسها تحت إمرة هذا الرجل وتهبه كل شيء بدون تحفظ.
وبهذا يتأكد لك يا حبيبتي أن قيمة ذاتيتك تتحقق من خﻼل فعل الخضوع والتسليم للزوج. وﻻ يمكن أن يتحقق هذا لزوج إﻻ إذا كانت زوجته تحبه وتحترمه لك مني اجمل تحية
حلوو تخضع لمن يستحقها فعلا
مشكووووره يالغلا نورتي الموضوع
مشكوووووره يالغلا نورتي الموضوووع