الخليل
كان الاسم الذي أطلقه الكنعانيون فيها قرية ( أربع) نسبة إلى بانيها (أربع) بمعنى أربعة وف اي أوائل القرن التاسع عشر قبل الميلاد سكن إبراهيم عليه السلام بعض السنين تحت بلوطات "ممرا" الواقعة في شمال الخليل…ولما توفيت في تلك الأثناء سارة زوجته دفنها في مغارة " المكفيلة" التي اشتراها هي وحقلها من " عفرون" بن صوحر الحثي"..ولما توفي ابراهيم..ومن بعده اسحق..وزوجته "رفقة" دفنوا في المقبرة المذكورة..وكذلك نقلت جثة سيدنا يوسف ودفنت بالقرب من نابلس ثم نقلت الى قرية أربع..ثم دعيت البلدة باسم " حبرون" نسبة الى أحد أولاد " كالب بن يفنة"..وفي أيام الرومان أقيمت كنسية على مقبرة ابراهيم وعائلته..ولما دخل الفرس سنة 614م هدموها..ويظهر أن الخراب الذي حل بالخليل بسبب الغارة الفارسية كان كثيرا حتى أننا لم نجد لحبرون ذكرا في الفتوحات الاسلامية..وفي العهد العربي الاسلامي ذكر المؤخرون والرحالة..الخليل..بأسماء " مسجد ابراهيم" و " حبرى" و"حبرون" و"الخليل"..الذي غلب أخيرا على غيره من الاسماء..بنيت الخليل على صفحي جبلي " الرميدة" و"جبل الرأس" على ارتفاع 927 م..وفي الوادي بين الجبلين الذي يختلف اسمه على طول مجراه..حيث يعرف بوادي التفاح وهو يخترق وسط الخليل..وصل سكان الخليل سنة 1980 الى حوالي 50 ألف نسمة رغم كثرة الهجرة منها حيث يهاجر أبناؤها الى العمل في البلاد العربية وفي بلدان أخرى..وتضم عددا من الحمايل:منها:حمولة الجعبري وظهر منها في العصر الحديث الشيخ محمد على الجعبري..تولى رئاسة البلدية فترة طويلة..ووزارة العدل والمعارف بعد سنة 1949 م في الأردن..وحمولة:القواسمة ومنها المرحوم فهد القواسمة..كان رئيس البلدية..وعضو المجلس الوطني..اغتيل في عمّان سنة 1985 م..وحمولة يغمور ومنها المرحوم عبد الخالق يغمور..رئيس بلدية الخليل فترة طويلة..ومن أفخاذها زعير..وأبو بيض..ومن حمايلها: النتشة وظهر من حمولة النتشة..رفيق شاكر النتشة..وهو باحث في القضية الفلسطينية وله مشاركة في النضال من أجل التحرير…ومن حمايلها: التميمي..ومن أعقاب الصحابي تميم الداري..وحمولة أبو رميلة وحمولة:الرجبي وحمولة الغيث..
وحمولة"مسودة أعرف منهم الأستاذ غالب مسودة..زاملته في العمل..في المدينة المنورة..وتبعد الخليل عن القدس 44 كيلا وعن عمّان 128 كيلا وترتفع عن سطح البحر 927 مترا..وهي مركز لواء كان يضم 38 قرية صغيرة وكبيرة..منطقة بلاد الخليل الطبيعية: تقع في منطقة فلسطين الجبلية وتشمل عىل الأقسام الجنوبية لجبالي القدس..ومن قمم جبال منطقة الخليل: جبل السنداس 930 م وجبل جالس 987 م وخلة بطرخ 1020 م ورأس طورا 1012 م والمرتفعات الشرقية من جبال الخليل تسمى برية الخليل و أقصى ارتفاع لها 660 م وتنتهي مياه أوديتها الشتوية اما في البحر الميت واما في نهر صقرير أو في وادي غزة ووادي الحسي..وأشهر مزروعات منطقة الخليل العنب وهو متميز عن غيره من أعناب فلسطين..والزيتون والتين والمشمش..ومن عيون مدينة الخليل..عين الطواشي..وعين المسجد وعين سارة وعين الحمام..وكان بها في العام 66_1967 م (13) مدرسة للبنين وتسع مدارس للبنات" وقد شارك أهل الخليل في الثورات العديدة التي خاضها عرب فلسطين وكان أول من نفذ اضراب البلديات سنة 1936 م هو المرحوم ناصر الدين رئيس بلدية الخليل ومن قواد الثورة في جبل الخليل عيسى البطاط..ومن مجاهدي الخليل المرحوم الشيخ صبري عابدين..
الخليل في العهد العثماني 1517_5 كانون الأول من عام 1917م:
استولى العثمانيون على الخليل عام 922 ه : 1517 م..كما استولوا على بقية بلاد الشام على أثر معركة " مرج دابق" شمالي حلب ( رجب من عام 922ه: 1516م)..هزم فيها السلطان الأشرف ( قانصوه الغوري" ففلج لوقته ووقع تحت سنابك الخيل..ولم يوقف له فيها على أثرز.وهكذا تم لليطلان العثماني سليم الأول امتلاك الشام بلا قماومة..نزل الخليل سنة 1037 ه: 1627م الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني صاحب " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" وذكرها في كتابه هذا بقوله
( وزرت مقام الخليل ومن معه من الأنبياء وكنت حقيقيا بأن أنشد قول ابن مطروح في ذلك المقام الذي فضلة معروف مشروح:
خليل الله قد جئناك نرجـــو شفاعتك التي ليست ترد
أنلنا دعوة واشفع تشــــــفع الى من لا يخيب لديه قـصد
وقل يا رب أضياف ووفـــد لهم بمحمد صلة وعــــــــهد
أتوا يستغفرونك من ذــنوب عظام لا تعد ولا تــــــــــــحد
اذا وزنت بيذبل أو شمــــام رجحن ودونها رضوى وأحد
ولكن لا يضيق العفو عنهـم وكيف يضيق وهولـــــهم معد
وقد سألوا رضاك على لساني الهي ما أجيب وما أرد
فيما مولاهم طفسا عليهم فهم جمع أتوك وأنت فرد
ويبدو أن القرن الثامن عشر للخليل الثاني عشر للهجرة كان عصرا مرموقا فقد اشتهترت فيه بصنع الصابون وغزل القطن..وصنع الزجاج في معلمها الوحيد في سورية والذي يرجع تاريخه الى القرن السادس عشر للميلاد فضلا من مزروعاتها العديدة من عنب وزيتون وقطن وأشجار غابات وغيرها وفي تفصيل هذا يقول الرحالة والعالم الفرنسي فولني الذي نزل الشام ومصر وأقام فيها 3 سنين: 1738_1785مl1197_1199ه)
وعلى مسافة 7 فراسخ من بيت لحم مدينة حبرون التي يدعوها العرب الخليل..نسبة الى ابراهيم الخليل المدفون فيها..وبيوتها مبنية بأنقاض قلعة قديمة..والأراضي التي بجوارها لها شكل حوض منبت..طوله 5 فراسح..أو ستة..تتوالى فيه على نمط لطيف الاكام الوعرة..وغابات البلوط والصنوبر..وبساتين الزيتون والكروم التي لا يستخرج السكان من عنبها خمرا..لأنهم مسلمون..بل يجففونه زبيبا ويزرعون القطن فيغزلونه ويبعونه في القدس أو غزة..وصنعون الصابون ويأتيهم البدو بالقلي الذي يدخل طبخه..وعندهم معمل لزجاج وهو الوحيد في سورية ففيه يصنعون الخواتم الملونة واساور وخلاخل وأشياء أخرة تافهة يبعثون بها الى الاستانة..فتلك الصنائع جعلت لحبرون منزلة ممتازة..فهي أقوة بلدة في تلك الأرجاء ويمكن أن تسلح 800 رجل..وبما أن سكانها ينتسبون الى الحزب القيسي..فهم سوكان بين لحم اضداد وخصوم..فالنزاع القائم منذ القديم بين أهلت لك البلاد يجعلهم متحفزين دوما للقتال وخوض الحروب الأهلية…وكثيرا ما يغير بعضهم على أراضي البعض.. فيتلفون الزرع..ويقلعون الشجر ويخطفون العنم والمعز والابل..وقلما يحاول الحكام ردعهم من جراء عجزهم وضالة نفوذهم..ان البدو المقيمين في الاراضي المنبسطة مجمعون على مشاكسة الفلاحين الذي ينتقمون منهم بشن الغارة عليهم..فيؤدي ذلك الى احداث فوضى هي أشر من الأستبداد الرازحة تحته باقي البلاد..وكذلك تقدمت الخليل في القرن المذكور في تجارتها..فقد أخذ أهلها كما أخذ من بعدهم جيرانهم سكان جبال بين لحم وناحيتها بالهجرة من بلدهم التماسا للرزق وطلبا للتجارة..نزل الملتلحميون أمريكا بينما اتجه الخليليون منذ القرن 18 الى مدينة الكرك وقراها واستقروا فيها حتى أضحت التجارة يأجمعها تقريبا في أيدي بضعة تجار منهم..وفي أيدي أصحاب الحوانيت الذين نزلوا القرى..وجنى جميعهم أرباحا كبيرة…(وأهل الخليل اشترهروا بأنهم تجار مغامرون وليسوا مخادعين الى المدى الذي وصل اليه جيرانهم في فلسطين)
هذا وفي الكرك اليوم جماعات كثيرة تعود بنسبها الى الخيل..وكانت القوافل التجارية تسير بين الخليل والعقبة في رحلة تشتغرق 9 أيام حاملة على ظههور ابلها مختلف أنواع السلع..كما وأن باعو الخليل مالتجولين كانوا يتوغلون في الصحراء العربية..وما دمنا في البحث عن هجرة الخليليين للخاجر نقول..اتماما للموضوع..انهم أخذوا في أواخر الحكم العثماني وفي مطلع الحكم البريطاني يتجهون في هجرتهم التجارية الى مصر ويافا والقدس وغيرها..ومنهم جبالية ثرية في مصر..وعرف التجار الخليليون في جميع البلاد التي نزلوها بصدق أقوالهم واستقامة في معاملاتهم.
يا ريت تدعمي الموضوع بالصور
بانتظارك