الوساوس هي أفكار غير منطقية تحدث بشكل متكرر وتسبب الكثير من القلق للإنسان.
فأحاسيس القلق والشكوك والاعتقادات المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل – كل هذه أشياء عادية في حياة كلا منا . ولكن عندما تصبح هذه الأشياء زائدة عن الحد كأن يستغرق إنسان في غسيل اليدين ساعات وساعات أو عمل أشياء غير ذات معنى على الإطلاق.
فعندئذ يقوم الأطباء بتشخيص الحالة على أنها حالة مرض الوسواس القهري .
وتشمل الوساوس القهرية الاهتمام الشديد بالأوساخ والجراثيم والشكوك المتكررة والأفكار عن العنف أو إيذاء الآخرين .
وعلى الرغم من أن الأشخاص المصابين بهذه الوساوس يدركون أن أفكارهم غير معقولة ولا تتعلق بمشكلات الحياة الحقيقية، إلا أن هذه المعرفة ليست كافية لجعل الأفكار الغير مرغوب فيها تذهب!.
وعلى العكس من ذلك ، فأثناء محاولة التخلص من الأفكار الوسواسية ، فإن الأشخاص المصابين بعرض الوسواس القهري يقومون بأعمال قهرية أو طقوس أو تصرفات متكررة لتقليل قلقهم.
ومن أمثلة الأعمال القهرية : غسل الأيدى المتكرر (لتجنب العدوى) ، وتفقد الباب
و إعادة تفقده مرارًا وتكرارا للتأكد من إغلاقه ، واتباع قواعد صارمة من النظام (وضع الملابس في نفس الترتيب كل يوم).
وعادة ما تبدأ الوساوس القهرية في مرحلة المراهقة أو بداية النضج، ولكن يمكن أن تحدث لأول مرة في مرحلة الطفولة وتؤثر في الرجال والسيدات بنفس الدرجة ويبدو أنها تنتشر في أسر بذاتها.
ومن الممكن أن يصاحب الوسواس القهري بعض أعراض القلق المرضي الأخرى مثل : الاكتئاب ومشكلات تناول الطعام أو الإدمان.
ففي مرض الوسواس القهري، يبدو وكأن العقل قد التصق بفكرة معينة أو دافع ما وأن العقل لا يريد أن يترك هذه الفكرة أو هذا الدافع .
ويعتبر مرض الوسواس القهري مرضا طبيًا مرتبط بالمخ ويسبب مشكلات في معالجة المعلومات التي تصل المخ .
فقبل استخدام الأدوية الطبية الحديثة والعلاج النفسي المعرفي، كان مرض الوسواس القهري يُصنف بأنه غير قابل للعلاج.
واستمر معظم الناس المصابين بمرض الوسواس القهري في المعاناة على الرغم من خضوعهم للعلاج النفسي لسنين طويلة. ولكن العلاج الناجح لمرض الوسواس القهري، كأي مرض طبي متعلق بالمخ، يتطلب تغييرات معينة في السلوك وفي بعض الأحيان يتطلب بعض الأدوية النفسية.
* * * *
** الوساوس وَ الأعمال القهرية :-
الوساوس:-
الوساوس هي الأفكار والصور والدوافع الغريزية التي قد تحدث بشكل متكرر وتحس بأنها خارجة عن إرادتك , وعادة لا يريد الشخص أن يفكر بهذه الأفكار .
وقد يفكر هؤلاء الأشخاص بشكل متكرر في أنهم قد آذوا شخصًا ما …ربما خلال إخراجهم للسيارة من ممر الكراج ، أو فكرة أن يقوم المريض فى المسجد أثناء الصلاة فيسب الله .
الأعمال القهرية:-
يحاول الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري في العادة أن يخففوا من الوساوس التى تسبب لهم القلق عن طريق القيام بأعمال قهرية يحسون بأن عليهم القيام بها.
فالأعمال القهرية هي أعمال يقوم الإنسان بعملها بشكل تكراري وعادة ما يتم القيام بهذه الأعمال طبقًا لقواعد محددة. فقد يقوم الأشخاص المصابون بوسواس العدوى بالاغتسال مرات ومرات وبشكل مستمر حتى أن أيديهم تصبح متسلخة وملتهبة من كثرة الاغتسال.
وقد يقوم الشخص بالتأكد مرات ومرات من أنه قد أغلق الموقد أو المكواة في مرضي الوسواس القهري المتعلق بالخوف من احتراق المنزل.
* * * *
** بعض الصفات الأخرى لمرض الوسواس القهري :-تسبب أعراض الوسواس القهري القلق والتوتر وتستغرق وقتًا طويلاً (أكثر من ساعة في اليوم) و تحول بشكل كبير بين قيام المرء بعمله و تؤثر فى حياته الاجتماعية أو فى علاقاته بالآخرين.
و يدرك معظم الأشخاص المصابون بالوسواس القهري أن وساوسهم تأتي من عقولهم ووليدة أفكارهم وأنها ليست حالة قلق زائد بشأن مشاكل حقيقية فى الحياة، وأن الأعمال القهرية التي يقومون بها هي أعمال زائدة عن الحد وغير معقولة.
وعندما لا يدرك الشخص المصاب بالوسواس القهري أن مفاهيمه وأعماله غير عقلانية، يُسمى هذا المرض- بالوسواس القهري- المصحوب بضعف البصيرة.
* * * *
** بداية مرض الوسواس القهري :-
يمكن أن يبدأ مرض الوسواس القهري في أي سن , بداية من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى سن النضج (عادة ما يبدأ في سن الأربعين).
وقد أبلغ حوالي نصف المصابون بمرض الوسواس القهري أن حالتهم قد بدأت خلال الطفولة , وللأسف لا يتم تشخيص حالة الوسواس القهري في وقت مبكر .
لذا وجدت الدراسات كذلك أنه في المتوسط يمر 17 عامًا منذ بداية المرض قبل أن يتلقى الأشخاص المصابون بالوسواس القهري العلاج الصحيح.
وعادة لا يتم تشخيص مرض الوسواس القهري ولا ينال العلاج المناسب للعديد من الأسباب …فقد يتكتم الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري مرضهم أو قد تكون بصيرتهم معدومة بالنسبة لمرضهم.
كذلك لا يعرف العديد من الأطباء الكثير عن أعراض الوسواس القهري أو قد يكونوا غير مدربين على توفير العلاج المناسب .
وكذلك فإن موارد العلاج غير متاحة لبعض الناس وهذا أمر سيئ بما أن التشخيص المبكر والعلاج الصحيح يمكن أن يساعد الناس على تجنب المعاناة المرتبطة بمرض الوسواس القهري و تقليل مخاطر حدوث مشكلات أخرى مثل الاكتئاب أو المشاكل التي تحدث في الحياة العملية والزوجية.
* * * *
** هل الوسواس القهري مرض ينتقل بالوراثة ؟
إن الجينات تلعب دورًا في تطور هذا المرض في حالات كثيرة.
فمرض الوسواس القهري الذى يظهر فى السن المبكر (مرحلة الطفولة) يمتد في عائلات بأكملها . فبعض الأحيان يكون مرتبطًا بأعراض مرضية نفسية أخرى. وعندما يكون الوالدان مصابان بمرض الوسواس القهري، تزيد بنسبة طفيفة أخطار أن يصاب الأبناء بهذا المرض في المستقبل .فعندما يمتد مرض الوسواس القهري في عائلات بأكملها، فمن الأرجح أن تكون الطبيعة العامة لمرض الوسواس القهري هي التي تبدو موروثة .
* * * *
** أسباب مرض الوسواس القهري :- لا يوجد سبب محدد لمرض الوسواس القهري , حيث تشير الأبحاث إلى أن مرض الوسواس القهري يتضمن مشكلات في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ (المسئول عن الإحساس بالخوف والخطر) .
والتركيبات الأكثر عمقًا للدماغ ( العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء علي البدء و التوقف عن الأفكار).
وتستخدم هذه التركيبات الدماغية الناقل العصبي الكيميائي " سيروتونين ".
ويُعتقد أن مرض الوسواس القهري يرتبط بنقص في مستوي السيروتونين بشكل أساسي.
وتساعد الأدوية التي ترفع من مستوى السيروتونين في الدماغ عادة على تحسين أعراض الوسواس القهري.
* * * *
** أعراض الوسواس القهري :-الأعراض والتصرفات السلوكية المرتبطة بمرض الوسواس القهري مختلفة وواسعة المجال.
والشيء الذي يعتبر مشتركًا بين هذه الأعراض هو السلوك العام الغير مرغوب فيه أو الأفكار التي تحدث بشكل متكرر عدة مرات في اليوم.
وإذا استمرت الأعراض بدون علاج ، فقد تتطور إلى درجة أنها تستغرق جميع ساعات الصحو الخاصة بالمريض.
بعض الأعراض والتصرفات قد تشتمل على الآتي:-
التأكد من الأشياء مرات ومرات مثل التأكد من إغلاق الأبواب والأقفال والمواقد .. الخ.
القيام بعمليات الحساب بشكل مستمر "في السر" أو بشكل علني أثناء القيام بالأعمال الروتينية.
تكرار القيام بشيء ما عددًا معينًا من المرات. وأحد الأمثلة على ذلك قد تكون تكرار عدد مرات الاستحمام.
ترتيب الأشياء بشكل غاية في التنظيم والدقة إلى درجة الوسوسة .. بشكل غير ذي معنى لأي شخص سوى المصاب بالوسوسة.
التساؤل بشكل مستمر عن "ماذا لو"؟ …
تخزين الأشياء التي لا تبدو ذات قيمة كبيرة — كأن يقوم الشخص بجمع القطع الصغيرة من الفتل ونسالة الكتان من مجفف الثياب.و يقوم الشخص عادة بادخار هذه الأشياء في ظل إدراك يقول :
"ماذا لو احتجت هذه الأشياء في يوم ما" ؟
* * * *
** مدى انتشار مرض الوسواس القهري :-كان يظن في الماضى أن مرض الوسواس القهري هو مرض نادر الحدوث، إلا أن نسبة2 % من الناس يصابون بمرض الوسواس القهري. ويُلاحظ أن المرض موجود بين الرجال والنساء والأطفال والأشخاص من مختف الأعراق والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية.
* * * *
** مرض الوسواس القهري هل هو مرض نفسي أم عضوي، أم كلاهما؟
يعتبر مرض الوسواس القهري ذو مكونات نفسية وعضوية في نفس الوقت.
فقد لوحظت سلوكيات مشابهة لمرض الوسواس القهري في الحيوانات مثل الكلاب والجياد والطيور. وقد تم التعرف على تركيبات غير طبيعية في الدماغ تتدخل وتسبب التعبير عن أعراض الوسواس القهري. وتتحسن هذه التركيبات غير الطبيعية بالدماغ مع المعالجة الناجحة عن طريق الأدوية والعلاج السلوكي.
** مدى ارتباط مرض الوسواس القهري بالاكتئاب :-
يعاني حوالي 60 – 90% من المصابين بمرض الوسواس القهري من حالة اكتئاب واحدة على الأقل في أحد مراحل حياتهم.
وبعض مدارس العلاج السلوكي تعتقد أن مرض الوسواس القهري يسبب الاكتئاب بينما يعتقد آخرون أن مرض الوسواس القهري يتزامن مع الاكتئاب.
* * * *
** هل مرض الوسواس القهري قابل للشفاء الكامل؟
كلا… ولكن من الممكن السيطرة عليه بنسبة قد تصل إلى 95% في معظم الأحيان.
* * * * *
*** وسيلة علاج مرض الوسواس القهري :-
تعتبر الوسيلتين الأكثر فعالية في علاج حالات الوسواس القهري هي :
( العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي ) .
وعادة ما يكون العلاج في أعلى درجات فعاليته إذا تم الجمع بين العلاجين
للفـــــــــــائـــــــــــــدة
الف الف شكر لتواجدك العطر وطرحك الرائع
الله يرزقك بالجنه والخير بالدنيا والاخره
موضوع قيم لا عدمناك
كلما فكر أحدنا في أمر وأمْعن فيه بشكل مطوّل اتهمناه بالوسوسة
فهل كل تفكير
يشعر به الإنسان يعتبر وسوسة ؟
وما الفرق بين التفكير والوسوسة ؟
هل الوسوسة مرض أو مس شيطاني ؟
درس اليوم يا أحبتي :
عن الوسواس الذي يصيب الإنسان أسبابه وحالاته وعلاجه
يعتبر مرض الوسواس القهري
من الأمراض الشائعة عالمياً
فهو طبي نفسي مرتبط بالمخ ويسبب مشكلات في معالجة المعلومات التي يستقبلها الشخص من الآخرين أو ما يشاهده أو ما يستنتجه
وليست الإصابة بهذا المرض نتيجة خطأ طبي أو نتيجة ضعف في الشخصية
وإنما بسبب نقص مادة السروتونين لدى المريض
فيحدث لدى الشخص خلل بين الوصلات العصبية المسئولة عن الإحساس بالخوف والخطر فيصعب انتقال الرسائل الايجابية من مقدمة المخ إلى أعماقه فتحدث الانتكاسة والمشاعرالسلبية
وبعض الدراسات
أثبتت أن الأسرة التي لديها تاريخ مرضي مع الوسواس يمكن أن يتنقل بالوراثة وهذا سبب جوهري .
ناهيك عن المؤثرات الاجتماعية والمواقف اليومية في العمل والتعرض إلى الظلم الشديد فكلها يمكن أن تحول الإنسان من صحيح إلى مريض
لذلك يعتبرالوسواس القهري
هو نوع من الاكتئاب أو انعدام السعادة أو الراحة لدى الإنسان مما يدفعه للبحث عن أي شيء غريب يمكن أن يفعله لا شعورياً للترويح عن نفسه والإحساس بنوع من تفريغ الطاقة حتى بشيء غير معقول
وأكثر عمر يظهر فيه بعد 20 ـ 25 سنة فما فوق وقليل من الناس يكون لديهم دون ذلك العمر .
صور من الوسواس القهري
– النظافة بشكل مبالغ فيه أو ترتيب الأشياء بطريقة دقيقة من خلال تكرارها مرات عديدة في نفس الوقت
– الشك في الآخرين خصوصاً تصرفات الزوج أو الزوجة وتفسير كل عمل يقوم به بأنه خائنة دون تثبّت
– نوازع الإجرام الداخلية كأن يلحّ عليه التفكير بضرب الابن أو الابنة وأن ذلك سوف يجلب السعادة
– الأفكار الدينية الدخيلة التي تسبب للإنسان اضطرابا أو المبالغة في العبادة بطريقة لا تمت للشريعة بشئ
– التعلق بالماضي كثيرا واتهام الواقع بالسوء بكل ما فيه دون استثناء أو العيش مع الصور القديمة المحفورة في الذاكرة ورفض التطور خوفاً من عدم التوفيق
– الشعور بالقهر من نجاح الآخرين وتمنى زوال نعمتهم
– الشعور بالخوف من المرض أو الموت
– الشعور بالفشل قبل البدأ في أي عمل واليأس من النجاح
– التفكير بالجنس بشكل ملحّ وخصوصا مع الأقارب أو شخصيات يحبها
– تفسير كل تصرف أو كلام للآخرين بأنه هو المقصود به ولا بد من الانتقام
يتضح لنا
بأنه ليس كل تفكير وسوسة إلا ما كان على الصور السابقة فهو وسوسة تقود للاكتئاب وربما للانتحار لا سمح الله .
والفرق بين الوسوسة والتفكير
هو أن التفكير يختص في الأمور الايجابية التي تعود على الإنسان بالنفع ويكون فيها مرونة في تقبل وتوقع الخطأ
بينما الوسوسة حتى ولو كانت في الأمور الايجابية ولكن لا يوجد فيها مرونة ولا تقبل الخطأ
لأن مجرد حدوثه ينعكس سلبا على الشخص ربما يؤدي به إلى الانتحار .
ومن الأمور التي لا يمكن إنكارها هي
أن للشيطان دور وأنه يسلط زبانيته على المسلم سواء من الجن والإنس لتخويفه وإشعاره بالضعف والحزن واليأس من رحمة الله
ويؤكد ذلك ما ورد في سورة الناس
( من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس )
علاج الوساوس القهرية :
ينقسم علاج الوسواس إلى ثلاثة أقسام :
1. العلاج الإيماني :
يعتبر أنفعها بإذن الله من خلال الإكثار من تلاوة القرآن والأعمال الصالحة واللجوء إلى الله والتضرع إليه ودعائه سبحانه أن يدفع كيد الشيطان والرقية الدائمة وفق المنهج النبوي والتحصين المستمر فهي نافعة
2.العلاج الدوائي :
يمكن الاستعانة ببعض الأدوية ليكون العلاج نافعاً ومن تلك الأدوية من أهمها بروزاك و أقراص انافرانيل. حيث أثبتت فعاليتها في العلاج حتى الآن
وعادة ما يتم إضافة أدوية أخرى لتحسين التأثير الطبي وعلاج الأعراض المصاحبة مثل القلق النفسي
لذلك قد تستغرق الرحلة العلاجية من الوسواس القهري من 6 إلى 12 أسبوعا لإظهار التأثير الفعال.
ويعتبر التأثير الأساسي لهذه الأدوية هو زيادة توافر مادة السيروتونين في خلايا المخ ويؤدي هذا إلى تحسن حالة مرضي الوسواس القهري
3. العلاج السلوكي :
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي أهم أنواع العلاج النفسي الخاصة بالوسواس القهري ويرتكز على أربعة عناصر إذا تم تطبيقها نفع العلاج مع المريض بإذن الله وهي
– زرع مبدأ مواجهة الأفكار الدخيلة في نفس المريض بالعزيمة الإيمانية والرغبة في العلاج والثقة بالمساعد له
– الشروع في تحديد أهم الأفكار الو سواسية والعمل على إيقافها من خلال الدعم النفسي الايجابي للمريض
– تقبل العيش مع الأفكار الايجابية وتبنيها بصدق دون خوف ولا يتم إلا عن طريق الدعم العاطفي للمريض
– اتخاذ أسلوب مراقبة الذات وهو إعطاء الثقة للمريض من خلال مساعدته في التغلب على الخوف من الأفكار السلبية .