تخطى إلى المحتوى

:: مشاريع العشر :: فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب -اسلاميات 2024.

:: مشاريع العشر :: فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب

إهداء
إلى من فاتهم أن تعتق رقابهم من النار في رمضان ..
فعادوا من بعده تائهين ..
ومن لذات الطاعات محرومين ..
مازالت أمامك فرصة للنجاة .. أدركها ..
أبواب المغفرة واسعة ..
والأمل في الفوز يتجدد ..
هيا انطلق ..

أخي الحبيب ..
تعال معي .. أعطك مشاريع الغنى العالي ..
ولكن في البداية ردد معي قول حبيبك النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، ومن العجز والكسل ، ومن الجبن والبخل ، ومن غلبة الدين وقهر الرجال " [أخرجه البخاري (2736)] ..
أما آن لك أخي الحبيب أن تتخلص من هم الدنيا وحزنها !
أما آن لك أخي الحبيب أن تلقي عن جسدك العجز والكسل !
أما آن لك أخي الحبيب أن تطهر قلبك من الجبن والبخل !
ألم يأن لك أن تقضي دينك وتؤدي حق الله عليك وقد أغرقك من بحار كرمه نعمًا لا تعد ولا تحصى ..
** أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ } ..
** اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ } ..

يتبع…

مشاريع العشر

جمع وترتيب :
محمد حسين يعقوب

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران : 102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء : 1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب : 70-71]

أما بعد .. إخوتي في الله ..
أنا أحبكم في الله ، وأسأل الله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ..
اللهم اجعل عملنا كله صالحًا ، واجعله لوجهك خالصًا ، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا ..
أما بعد ..

اعلم ـ حبيبي في الله ـ أن الله عز وجل اختار الزمان ، وأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم ، وأحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة ، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأوائل ..

وعشرنا هذه ليست كأي عشر ، بل تحتوي على فضائل عشر :
الأول : أن الله عز وجل أقسم بها فقال : {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ} [الفجر : 1-5] .

الثانية : أن الله عز وجل سماها الأيام المعلومات ، فقال تعالى : {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج : 28] .

الثالثة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا ، فعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفضل أيام الدنيا أيام العشر " [صححه الألباني (1133) في صحيح الجامع] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر ، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير " [أخرجه الإمام أحمد (2/75) وصححه شعيب الأرنؤوط] .

الرابعة : أنه حث على أفعال الخير فيها .

الخامسة : أنه أمر بكثرة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير فيها .

السادسة : أن فيها يوم التروية .

السابعة : أن فيها يوم عرفة ، يكفر صيامه سنة ماضية وسنة قادمة .

الثامنة : أن الحسنات فيها تضاعف ، قال بعض السلف : ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها صيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير وذكر الله فإنها أيام التهليل والتكبير وذكر الله وإن صيام يوم منها يعدل بصيام سنة والعمل فيهن يضاعف سبعمائة ضعف .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة بعشرة آلاف ، يعني في الفضل [أخرجه البيهقي والأصفهاني والمنذري وقال : إسناد البيهقي لا بأس به] .

وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله ، يصام نهارها ويحرس ليلها ، إلا أن يختص امرؤ بشهادة .

وقال الحسن البصري : صيام يوم من العشر يعدل شهرين .

التاسعة : أن فيها الحج .

العاشرة : أن فيها يوم النحر ، الذي هو أعظم أيام الدنيا ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القر " [أخرجه أبو داود (1765) ، وصححه الألباني (1064) في صحيح الجامع] ، ويوم القر هو اليوم الذي يلي يوم النحر .

فضل العمل الصالح في عشر ذي الحجة :

انتبه أخي في الله ، إنها أعظم فرصة في حياتك .. إنها صفحة جديدة مع الله .. إنها أفضل أيام الله ..

تخيل أنها أفضل من العشر الأواخر من رمضان !!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام " ، يعني أيام العشر ، قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " [أخرجه البخاري (926)] .

انظر كيف تعجب الصحابة حتى قالوا : ولا الجهاد ؟!! لأن الجهاد ذروة سنام الإسلام ..

فانظر أخي الحبيب كيف وصلت هذه العشر إلى ذروة السنام ؟!

ثم فائدة خطيرة أخرى لتعرف قيمة هذه العشر :

قال تعالى : {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف : 142] .

قال بعض أهل التفسير : عشر ذي الحجة ..

انظر كيف أسبغ الله سبحانه وتعالى نعمه على سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بتجليه له وإسماعه كلامه بعد ثلاثين ليلة بفضل التمام بالعشر من ذي الحجة ، كما ورد ذلك في أثر رواه أبو الزبير عن جابر قال : {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} قال : عشر الأضحى .

وعن مجاهد رحمه الله قال : ما من عمل في أيام السنة أفضل منه في العشر من ذي الحجة ، قال : وهي العشر التي أتمها الله عز وجل لموسى ..

وزاد الله محمدًا صلى الله عليه وسلم وأمته شرفًا بأن جعل لهم كل سنة ثلاثين ليلة هي رمضان المبارك ، وأتم عليهم الفضل بعشر من ذي الحجة ، فهي الفضل التام لمن أراد الخير المتناهي ..

إنها فرصة هائلة ..

فرصة لبدء صفحة جديدة مع الله ..

فرصة لكسب حسنات لا حصر لها تعوض ما فات من الذنوب ..

فرصة لكسب حسنات تعادل من أنفق كل ماله وحياته وروحه في الجهاد ..

فرصة لتجديد الشحن الإيماني في قلبك ..

فرصة للمحرومين ..

تعزية إلى المحرومين من الحج هذا العام :

قال ابن رجب : ( لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام وليس كل أحد قادرًا على مشاهدته في كل عام فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين والقاعدين فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج ) ..

إنه أخطر موسم من مواسم تجديد الإيمان في القلب ..

هذه أيام العشر الأوائل من ذي الحجة .. أيام أقسم الله بها ، وبدأ قسمه بالفجر فقال : {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} ، لتكون هذه الأيام فجرًا جديدًا في حياتك .. يبزغ على أنحاء قلبك ليعلن بدء المسير إلى الله ، ففتش خلال هذه الأيام في حنايا روحك عن النقص لتستكمله ، وأتمه كما أتم الله لك الدين في هذه الأيام فقال تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة : 3] .

قال ابن رجب : ( إذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها صار العمل فيه وإن كان مفضولًا أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلًا ، ولهذا قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال : " ولا الجهاد " ، ثم استثنى جهادًا واحدًا هو أفضل الجهاد فإنه صلى الله عليه وسلم سئل : أي الجهاد أفضل ؟ قال : " من عقر جواده وأهريق دمه وصاحبه أفضل الناس درجة عند الله " [أخرجه الإمام أحمد (3/300) ، وحسنه الألباني (552) في الصحيحة] .

سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو يقول : اللهم أعطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين ، قال : " إذن يعقر جوادك وتستشهد " [أخرجه ابن حبان (4640) ، وصححه شعيب الأرنؤوط] ، فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر وأما بقية أنواع الجهاد فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منها وكذلك سائر الأعمال .

وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره ) .

وقال رحمه الله : ( ما فعل في العشر في فرض فهو أفضل مما فعل في عشر غيره من فرض ، فقد تضاعف صلواته المكتوبة على صلوات عشر رمضان وما فعل فيه من نفل فهو أفضل مما فعل غيره من نفل ) .

إذا كان الأمر بالخطورة التي ذكرتها لك :

فلابد من تصور واضح لمشروعات محددة تقوم بها لتكون في نهاية العشر من الفائزين ..

دعك من الارتجال والاتكال وحدد هدفك ..

إليك هذه المشاريع ، لا أعرضها عليك عرضًا ..

وإنما أفرضها عليك فرضًا ..

افعلها كلها ولو هذه المرة الواحدة في حياتك :

(1) مشروع القرآن الكريم

قال تعالى : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء : 82] .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول {الم} حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " [أخرجه الترمذي (2910) ، وصححه الألباني (6469) في صحيح الجامع] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن ؛ فإنه روحك في السماء ، وذكرك في الأرض " [أخرجه الإمام أحمد (3/82) ، وصححه الألباني (555) في الصحيحة] .

لابد أخي الحبيب من ختمة كاملة في هذه العشر على الأقل .. بدون فصال .. إذا كنت ترجو فضيلة هذه الأيام ..

ثم لابد وأنت تتلو القرآن .. أن تُنْزِل آيات القرآن على قلبك دواء ..

ابحث عن دواء لقلبك في القرآن .. فتأمل كل آية .. وتأمل كل كلمة .. وتأمل كل حرف ..

سُئلت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن ؟ قالت : تدمع لأعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله ، قال تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر : 23] .

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل ـ التمر الرديء ـ قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ..

ولكي تختم القرآن في هذه العشرة أيام عليك أن تقرأ ثلاثة أجزاء يوميًا ..

ولكي تتحفز أبشرك :

أن ثلاثة أجزاء على حساب الحرف بعشرة حسنات تعادل نصف مليون حسنة يوميًّا ..

هيا انطلق .. نصف مليون حسنة مكسب يومي صافي من القرآن فقط ..

ثم مفاجأة أخرى أنه في هذه الأيام المباركة تضاعف الحسنات ..

فيصبح المليون ملايين ..

قرآن … وملايين … هيا … هيا …

(2) مشروع وليمة لكل صلاة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلًا في الجنة كلما غدا أو راح " [أخرجه ابن حبان (2037) ، وصححه شعيب الأرنؤوط] ، والنزل هو الوليمة التي تعد للضيف ..
هذه هي الوليمة .. فتعال معي .. أعطيك مشروع الوليمة :

1- ابدأ الاستعداد لصلاة الفريضة قبل الأذان بعشر دقائق ، ومعلومة تعرفها لأول مرة في حياتك أن البداية الحقيقية للصلاة هي الوضوء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مضمض واستنشق خرت خطاياه من فيه وأنفه ، ومن غسل وجهه خرجت خطاياه من أشفار عينيه ، ومن غسل يديه خرجت من أظفاره أو من تحت أظفاره ، ومن مسح رأسه وأذنيه خرجت خطاياه من رأسه أو شعر أذنيه ، ومن غسل رجليه خرجت خطاياه من أظفاره أو تحت أظفاره ، ثم كانت خطاه إلى المسجد نافلة " [أخرجه الإمام أحمد (4/384) ، وصححه شعيب الأرنؤوط] .

2- استشعر وأنت تتوضأ كل كلمة من كلمات هذا الحديث ، فانظر إلى الماء وهو ينزل من بين أصابعك ، وانظر إلى الماء وهو يقطر من لحيتك ، وهو يغسل ذنوبك ، فتشعر ساعتها أنك إنسان طاهر .

3- اخرج إلى الصلاة ، وأرجو منك أن تشعر .. تحس .. تستمتع برفع قدم ووضع أخرى ، وأنت ترى رفع درجة وحط خطيئة .

4- ادخل المسجد قبل الأذان ، وقف لتستجمع نياتك وتستحضر قلبك وتطرد الشيطان وتنسى همومك وتنعزل عن الدنيا ، فرصة إذا جرى هذا في دقائق وأنت واقف لا تجلس قبل الأذان وفي المسجد .

5- ردد الأذان بحضور قلب ، الله أكبر من كل همومك ، الله أكبر من مشاغلك ، الله أكبر من مصائبك ، الله أكبر من ذنوبك ، الله أكبر من كل شيء ، وهكذا ….

6- صل على حبيبك أطول صلاة ممكنة تستطيعها ، ثم سل الله له الوسيلة والفضيلة ، ثم صل السنة القبلية بهدوء واستحضار قلب وتركيز شديد ، جاهد في ذلك ، وكلما تفلتت منك لحظة استعدها بزيادة آية أو تسبيحة .

7- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد " [أخرجه الإمام أحمد (3/225) ، وصححه الألباني (265) في صحيح الترغيب والترهيب] ، فبعد أداء الركعتين السابقتين ارفع يد التضرع .. وابسط كف التوسل .. وذل واخضع .. وسل من بيده مفاتيح الخير كله أن يفتح لك بابًا إلى رحمته ، واجتهد في الدعاء ، وتباكى ، فإن الطفل إذا طلب من سيده شيئًا ولم يعطه بكى .

8- احرص على الوقوف خلف الإمام ، أقرب ما تكون منه ، وستجد لهذا تأثيرًا في قلبك عند سماع قراءته ، واجتهد ألا تخسر شيئًا من صلاتك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها " .

9- استشعر أثناء الصلاة أنك بين يدي الله عز وجل ، ملك الملوك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا ؛ فإن الله عز وجل يقبل بوجهه على عبده ما لم يلتفت " [أخرجه الإمام أحمد (4/202) ، وصححه الألباني (1724) في صحيح الجامع] ، هذا في حال القيام أثناء الصلاة .

10- واستشعر حال الركوع تعظيم الرب والخضوع له ، أما في حال السجود فمتعة لا يدانيها شيء : {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق : 19] ، استشعار القرب والدنو والذل والعلو ، فإنك ما سجدت لله سجدة إلا رفعك بها درجة .

11- أكثر من الدعاء في السجود ، وبعد التشهد قبل السلام ، فإنها مواطن استجابة ، لاسيما إذا دعوت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد ويقول : ( اللهم أسألك يا الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي ذنوبي .. إنك أنت الغفور الرحيم ) ، فقال صلى الله عليه وسلم : " قد غفر له .. قد غفر له .. قد غفر له " [أخرجه أبو داود (985) ، وصححه الألباني (869) في صحيح أبي داود] .

12- فإذا سلمت ؛ فاجلس على هيئتك محتفظًا بحرارة الصلاة ، مستشعرًا الشبع والامتلاء وحصول قرة العين بعد القرآن والذكر والدعاء والركوع والسجود ، وابدأ في الأذكار المشروعة بهدوء ، لا تستعجل ، واحدة .. بواحدة ..

13- ثم صل السنة البعدية بعد أذكار الصلاة ، مستجمعًا ثمرة كل ما مر معك : الوضوء ، السعي إلى المسجد ، ترديد الأذان ، السنة القبلية ، الفريضة ، أذكار الصلاة ، فتكون هاتان الركعتان مستجمعتين لكل ما سبق .

14- نصيحة .. قبل أن تقرأ الفقرة القادمة أعد قراءة ما سبق ، ولا تستطل ما مر ، فكل ما سبق له ثمراته الخطيرة ، إنها وليمة يا عبد الله .. نُزُل .. إكرام من الله .. وإليك الثمرات هنيئًا مريئًا :

1) ثواب الوضوء : عن حمران مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه رأى عثمان دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثًا ويديه إلى المرفقين ثلاثًا ثم مسح برأسه ثم غسل كل رجل ثلاثًا ثم قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا وقال : " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه " [متفق عليه ، البخاري (158) ، ومسلم (226)] .
يالله .. غفر له ما تقدم من ذنبه !! .. يعني كل ذنوب السنين ( محيت بأستيكة ) !! ..

2) ثواب الدعاء بعد الوضوء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء " [أخرجه الترمذي (55) ، وصححه الألباني (6167) في صحيح الجامع] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فقال : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة " [أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (1455) ، وصححه الألباني (2651) في الصحيحة] .
قال أبو موسى : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ فسمعته يدعو يقول : " اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي " ، قال فقلت : يا نبي الله لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا ، قال : " وهل تركن من شيء ؟ " [أخرجه أبو يعلى (7273) ، وحسنه الألباني (1265) في صحيح الجامع] .

3) ثواب المشي إلى المسجد وفيه ما فيه من الثواب ، فعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة قال : أحسبه في المنام فقال : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال قلت : لا ، قال : فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري فعلمت ما في السماوات وما في الأرض ، قال : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم ، قال في الكفارات والكفارات المكث في المساجد بعد الصلوات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه " [أخرجه الإمام أحمد (1/368) ، وصححه الألباني (3169) في الصحيحة] .
نستخرج من هذا الحديث هذه الأجور للسعي إلى الصلاة في جماعة :
* اختصام الملأ الأعلى في كتابة أجرها ، دليل على عظمة أجرها .
* أنه من أسباب العيش بخير والموت بخير .
* أنه من أسباب محو الخطايا و رفع الدرجات .
* أنه من الكفارات .
* وأن الخارج من الصلاة ضامن على الله .
* وأن الخارج إلى الصلاة في صلاة حتى يرجع إلى بيته .
* وأن صلاة الجماعة تعدل صلاة الفرد بسبع وعشرين مرة .
* وأن من توضأ وجاء إلى المسجد فهو زائر لله عز وجل ، وحق على المزور أن يكرم الزائر .
* كل خطوة إلى المسجد رفعتك درجة ، وحط عنك بها خطيئة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواتها إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة " [أخرجه مسلم (666)] .

4) ثواب ترديد الأذان نوال شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا ، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " [متفق عليه ، البخاري (4442) ، ومسلم (384)] .

5) ثواب صلاة السنة القبلية .

6) ثواب انتظار الصلاة فكأنك في صلاة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال العبد في الصلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث " [متفق عليه ، البخاري (465) ، ومسلم (649)] .

7) ثواب دعاء الملائكة لك ما لم تحدث ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث : اللهم اغفر له اللهم ارحمه " [متفق عليه ، البخاري (465) ، ومسلم (649)] .

8) ثواب تكبيرة الإحرام ، صلاة الجماعة ، الصف الأول ، ميمنة الصف .

9) ثواب أذكار الصلاة ، والسنة البعدية ، وثواب المكث في المسجد ، و …….و….. .

بالله عليكم .. أليست وليمة ؟!! ..
بالله عليكم من يضيعها وهو يستطيعها ..
ماذا تسمونه ؟!

(3) مشروع الذكر

قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب : 41-43] .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أعظم عند الله ، ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر ، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير " [أخرجه الإمام أحمد (2/75) وصححه شعيب الأرنؤوط] .

تخيل أن ذكر الله أكبر من كل شيء !!

تخيل أن ذكر الله أكبر من الصلاة !!

قال تعالى : {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت : 45] .

تخيل أن ذكر الله أكبر من الزكاة !!

عن أبي الدرداء قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم : يا رسول الله إن الأغنياء يسبقونا بكل خير يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويفضلوننا فيتصدقون ولا نجد ما نتصدق وينفقون في سبيل الله ولا نجد ما ننفق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه لم يسبقوكم ولم يدرككم من بعدكم إلا من فعل فعلكم تسبحون في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وتحمدون ثلاثًا وثلاثين وتكبرون أربعًا وثلاثين " [متفق عليه ، البخاري (807) ، ومسلم (595)] .

وتخيل أن الذكر أكبر من الجهاد في سبيل الله !!

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ " قالوا : بلى ، قال : " ذكر الله تعالى " ، فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله [أخرجه الإمام أحمد (5/195) ، وصححه الألباني (2629) في صحيح الجامع] .

قال عبد الله بن عباس : إن الله لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدًّا معلومًا ، وعذر أهلها في حال العذر ، غير الذكر .. فإن الله لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه ، ولم يعذر أحدًا في تركه إلا مغلوبًا على تركه فقال عز وجل : {فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء : 103] ، بالليل والنهار ، في البر والبحر ، في السفر والحضر ، والغنى والفقر ، والسقم والصحة ، والسر والعلانية ، وعلى كل حال .

وإنني أعتقد أيها الأحبة أنه كما أن رمضان دورة تربوية مكثفة في القرآن ، فالعشر الأوائل دورة تربوية مكثفة في الذكر ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أعظم عند الله سبحانه وتعالى ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير " [أخرجه الإمام أحمد (2/75) وصححه شعيب الأرنؤوط] .

فأعظم كلمات الذكر عمومًا في هذه الأيام : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وهن الباقيات الصالحات ، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لكل كلمة منها شجرة في الجنة ، وأن ثواب كل كلمة منها عند الله كجبل أحد ..

قال جعفر بن سليمان : رأيت ثابتًا البناني يقطع حديثه في مجالس العلم ثم يقول : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد ، وقال : إنها أيام الذكر .

وتقول لي : ومتى أقول هذه الكلمات ؟؟

كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأبو هريرة رضي الله عنه يخرجان في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ..

أقول لك : عود نفسك .. عود نفسك .. عود نفسك ..

1. أثناء سيرك في الريق لأي مشوار .
2. وأنت مستلق على السرير قبل النوم .
3. أثناء الكلام اقطع كلامك واذكرها ، وأثناء الأكل .
4. أن تذهب للمسجد مبكرًا وتنهمك في هذا الذكر حتى تقام الصلاة .

وإن أردت الزيادة فخير لك :

* الاستغفار لنفسك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن تسره صحيفته فليكثر من الاستغفار " [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (648) ، وصححه الألباني (2299) في الصحيحة] .

* الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة " [أخرجه الإمام أحمد (5/82) ، وصححه شعيب الأرنؤوط] .

* الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا " [أخرجه مسلم (384)] ، وقال : " ما من مسلم يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة ما صلى علي ، فليُقل العبد من ذلك أو يستكثر " [أخرجه الإمام أحمد (3/446) ، وحسنه الألباني (5744) في صحيح الجامع] ، صلاة الملائكة الاستغفار ، وصلاة الرب الرحمة .

إذا التزمت وتعودت ما قلته لك لن تقل يومًا غالبًا على حسب ظني ذكرك عن ألف مرة ، مما يعني 5000 شجرة في الجنة يوميًّا ، هل تعلم أنك لو واظبت على هذا في الأوقات العشرة كلها كيف ستكون حديقتك في الجنة ؟؟

هل تخيلت 100 ألف فدان في الجنة تملكها في عشرة أيام !!

أليست هذه فرصة المغبون من يضيعها ؟!!

عن عون بن عبد الله قال : كنا نجلس إلى أم الدرداء فنذكر الله عندها ، فقلت : لعلنا قد أمللناك ؟ فقالت : تزعمون أنكم قد أمللتموني ؟! فقد طلبت العبادة في كل شيء ، فما وجدت أشفى لصدري ولا أحرى أن أصيب به الدين من مجالس الذكر .

حبيبي في الله ..

من المحال أن تحبه ثم لا تذكره ..

ومن المحال أن تذكره ثم لا يوجدك طعم ذكره ..

ومن المحال أن تجد طعم ذكره ثم يشغلك بغيره ..

(4) مشروع الصيام

كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم صيام تسع من ذي الحجة ، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس [أخرجه أبو داود (2437) ، وصححه الألباني (2129) في صحيح أبي داود] .

وقال الإمام النووي رحمه الله عن صوم أيام العشر : مستحب استحبابًا شديدًا .

فصم هذه التسعة كلها إياك أن تضيع منها يومًا واحدًا ..

وإن ثبطك البطالون وقالوا لك : الحديث ضعيف فإليك ثمرات صيام التطوع عمومًا :

1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا " [متفق عليه ، البخاري (2685) ، ومسلم (1153)] .

2- ويكفيك من ثواب الصيام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من ختم له بصيام يوم دخل الجنة " [أخرجه الإمام أحمد (5/391) ، وصححه الألباني (1645) في الصحيحة] .

3- ومن ثوابه أن : " ثلاثة لا ترد دعوتهم ، منهم الصائم حتى يفطر " [أخرجه الإمام أحمد (2/304) ، وصححه الألباني (1779) في الصحيحة] .

4- ومن ثوابه أن لا مثيل له ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لرجل : " عليك بالصوم ؛ فإنه لا عدل له " [أخرجه الإمام أحمد (5/249) ، وصححه الألباني (1937) في الصحيحة] .

5- ومن ثوابه : " الله وملائكته يصلون على المتسحرين " [أخرجه الإمام أحمد (3/12) ، وصححه الألباني (3409) في الصحيحة] .

6- ومن عظيم ثوابه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك " [متفق عليه ، البخاري (1805) ، ومسلم (1151)] .

تلك هي ثمرات صيام التطوع ، ومع فضيلة هذه الأيام تعيد إليك ذكريات رمضان ، وروحانية رمضان ، على كل حال .. أنت الكسبان !!

(5) مشروع الحج والعمرة

وفر 50 ألف جنيه .. وخذ 50 ألف حسنة ..

بل أكثر مما طلعت عليه الشمس ..

من خلال المكث في المسجد بعد صلاة الفجر حتى الشروق ثم صلاة ركعتين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة " [أخرجه الترمذي (586) ، وصححه الألباني (3403) في الصحيحة] .

وفي هذه الجلسة :

* تلاوة القرآن .
* أذكار الصباح .
* تجديد التوبة .
* الدعاء في الخفاء .
* طلب العفو من الله .
* عبادات جديدة .
* العفو عن أصحاب المظالم لديك .

ما يقوم مقام الحج والعمرة عند العجز عنهما :

من رحمة الله تبارك وتعالى بعباده أن جعل المتخلف لعذر شريكًا للسائر ، فليس الشأن فيمن سار ببدنه ، إنما الشأن فيمن قعد بدنه لعذر ، وسار بقلبه حتى سبق الركب .

وهناك أعمال تقوم مقام الحج والعمرة عند العجز عنهما :

أولًا : ذكر الله دبر كل صلاة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور من الأموال الدرجات العلا والنعيم المقيم ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ولهم فضل أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أحدثكم بما لو أخذتم به لحقتم من سبقكم ، ولم يدرككم أحد بعدكم ، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله ؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون كل صلاة ثلاثًا وثلاثين " [متفق عليه ، البخاري (807) ، ومسلم (595)] .

ثانيًا : صلاة العشاء والغداة في جماعة .
عن عقبة بن عبد الغافر قال : صلاة العشاء في جماعة كحجة ، وصلاة الفجر في جماعة كعمرة .

ثالثًا : صلاة الفجر في جماعة و الذكر حتى طلوع الشمس وصلاة ركعتين بعدها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى الفجر في جماعة ، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين ؛ كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة " [أخرجه الترمذي (586) ، وصححه الألباني (3403) في الصحيحة] .

رابعًا : حضور الجماعات والمشي إلى التطوع .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعات فهي كحجة ، ومن مشي إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة " [حسنه الألباني (6556) في صحيح الجامع] .

خامسًا : الصلاة في مسجد قباء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فيصلي فيه كان له عدول عمرة " [أخرجه الإمام أحمد (3/487) ، وصححه الألباني (3827) في صحيح الجامع] .

سادسًا : شهود العيدين : الفطر والأضحى .
قال ابن رجب : ( قال مخنف بن سليم : الخروج يوم الفطر يعدل عمرة ، والخروج يوم الأضحى يعدل حجة ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.