الله الرحمن الرحيم
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا والدنا لمحزونون
الحمد لله الذي كتب الفناء على عباده في هذه الحياة الدنيا، وجعل البقاء له وحده لا راد لما قضى، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون, والصلاة والسلام على الذي لم يبل مؤمن بمصيبة كما بُلي بفقده صلوات الله وسلامه عليه وعلى أتباعه إلى يوم الدين, أما بعد:
ببالغ الاسى والحزن والالم ومرارة الفراق نودع شيخنا أحمد النجمي الذي انتقل الى رحمة الله ضحى هذا اليوم يوم الأربعاء20 رجب 1445هـ وادعو له بالرحمة والمغفرة .
اللهم ارحم عبدك الصالح ، واغفر له ، ونور قبره ، وافسح له فيه ، فإننا نحبه فيك ، هذه الفاجعة المفاجئة بهذا الخبر قد أصابت كل مؤمن يحب الله ورسوله وورثة أنبياءه ، حتى ثقل اللسان عن الكلام ، والقلم عن الكتابة بل جفّ الدمع ، ولا يدري الواحد ما هذا الذي حلّ ، و لا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وصبر اللهم أهله .
إن مصائب الأمة الإسلامية كلها تهون عند فقد مصيبتين
الأولى : الدين، والثانية: موت العلماء
ولقد رجفنا، وأحزن نفوسنا، وكدّر خواطرنا فاجعة عظيمة ألا وهي موت عالم من علماء الأمة المجاهدين وهو العلامة الشيخ المجاهد أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمات الله عليه متتاليات ـ، وإن فقد مثله لأمر جلل هز القلوب في الصدور؛ لما نعلم عن سماحته رحمه الله تعالى ـ من جراء ما أصابه من المرض ولا يثن من عزمه شيئاً بل وقف شامخًا كالطود الأشم يشرح ويفتي ويجيب على الأسئلة.فقد كان رحمه الله من أئمة العلماء الناشرين لسنة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، بالعلم والعمل
وما أجل ما قاله الإمام أيوب السِّختيانيّ: إنّه ليَبلُغني موت الرّجل من أهلِ السنّة؛ فكأنّما أفقد بعضاً من أعضائي .
وقيل لسعيد بن جبير : ما علامة هلاك الناس ؟ قال : إذا هلك علماؤهم .
ونقل عن علي وابن مسعود وغيرِهما قولهم : موت العالم ثلمةٌ في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار .
وقال سفيان بن عيينة : وأي عقوبة أشد على أهل الجهل أن يذهب أهل العلم .
الأرض تحيا إذا ما عاش عالـمُها
متى يَمُتْ عالمٌ منها يَمُت طرفُ
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلَّ بها
وإن أبى ، عاد في أكنافها التَّلف