فجعلك الله – سبحانه وتعالى – تستقبل المؤثِّر في زمن قصير للغاية، ويتمُّ ذلك عن طريق جهازك العصبي، الذي خلقه الله لك، وكذلك جعل الله – سبحانه وتعالى – الجهاز العصبي يُسيطر على أجهزة الجسم المختلفة، سواء تمَّ ذلك بصورة إرادية؛ مثل القبض على الأشياء، أو بصورة لا إرادية؛ مثل دقات القلب.
ممَّ يتكوَّن الجهاز العصبي؟
أولاً: الجهاز العصبي المركزيُّ:
ويشمل المخَّ والحبل الشوكيَّ، وجعل الله المخ داخل علبة عظمية تُسمَّى الجُمجمة، ويمتدُّ الحبل الشوكي من المخ خلال العمود الفقاري، وبهذا الخَلقِ المُحكَم وفَّرالله – سبحانه وتعالى – الحماية للجهاز العصبي داخل العظام.
ثانيًا: الجهاز العصبي الطرفي:
ويشمل سلسلة الأعصاب التي تصل الجهاز العصبي المركزيَّ بالأعضاء المختلفة، وتقسَّم الأعصاب إلى نوعين:
أ- أعصاب أخرجها الله – سبحانه وتعالى – من المخِّ إلى تراكيب في الرأس؛ كالعيون، والفكَّين، والجذْع، وتسمَّى: (الأعصاب المخية).
ب- أعصاب أخرجها الله – سبحانه وتعالى – من الحبل الشوكي إلى الذراعين والأرجل والتراكيب المختلفة في الجذع، وتسمَّى: (الأعصاب الشوكية).
كيف أحافظ على جهازي العصبي؟
وبعد أن تعرَّفنا باختصار على تركيبة الجهاز العصبي، أُحبُّ أن أنبِّه على أنَّ في هذا الزمان – زمن الحضارة – ضَعُفت فيه أجسامنا؛ بسبب أدوات الراحة والمُتعَة والترفيه، وأكثرُ جهاز تضرَّر هو جهازنا العصبي؛ حيث أصبح الناس في أيام العطل يَسهرون بالليل وينامون بالنهار، يُكثِرون من الجلوس أمام الشاشات، قلَّتْ حركتهم، وكثرت راحتهم، وكَثُر أكلهم غير الصحِّي، وأصبح مزاجهم متوترًا غالبًا.
فأقول لمن يُريد أجهزةً سليمةً: ابتعد ولو قليلاً عن الترفُّه، أَكثِر المشْي، والطعام الصحي، فهو غير مكلف، ونمْ في أول الليل، لا تجعل الشاشات هي مصدرَ الترفيه، فالخُروج للبَراري ورؤية خلق الله أروحُ للنفس؛ فهو يُريح النفس، ويَشرح القلب، ويُجدِّد نَشاط الجسم.
لقد وفَّر الله تعالى للجهاز العصبي حمايةً طبيعيةً؛ حيث يَسكن داخل عظام الجمجمة والعمود الفقاري، وكلٌّ منّا مُطالَب بحماية جهازه العصبيِّ؛ بسلوكيات معيَّنة، نَذكُر منها:
1- الصبر؛ والصبر هو:
أ- حبْس النفس عن الجزع.
ب- وحبْس اللسان عن التشكِّي.
ج- وحبس القلب عن السَّخط؛ والسخط: عكس الرِّضا، فعلى المرء أن يَرضى ويُسلِّم لقضاء الله، ولْيَعلم أن ما أصابه خيرٌ له في الدنيا والآخِرة، فإذا كان القدَر المؤلم عقابًا على ذنب؛ فهو كفارة لك، يُثيبك الله، ويَرفع درجتك، ويَغفر ذنبك.
وللصبر أيضًا أنواع، فإذا حقَّق الإنسان الصبر عليها، فقد سَعِد وأَسعد قلبه وأراح أعصابه.
أ- صبر على طاعة الله.
ب- وصبر عن معصية الله.
ج- وصبر على أقدار الله.
2- النوم فترة كافية من 4 – 8 ساعات كل 24 ساعة.
3- عدم إرهاق أعضاء الحس الشعوري (العين والأذن)؛ وذلك بالمُشاهدة المُعتدلة للشاشات، والجلوس على بُعدٍ مناسب منها (3 متر)، ووجود إضاءة في الحُجرَة أثناء مُشاهدتها، والعمل المعتدل أمام الكمبيوتر، ويُفضَّل وضع الشاشة الواقية أمام شاشة الكمبيوتر.
4- عدم الإسراف في تناول المواد المنبِّهة (الشاي والقهوة)؛ حيث إن الإسراف يؤدي إلى تقليل عدد ساعات النوم، وزيادة عدد ضربات القلب، وزيادة القلق، والتوتُّر العصبي.
5- عدم حمل أشياء ثقيلة بصورة خاطئة، وكذلك اتخاذ الوضع السليم عند الجلوس وعند القراءة.
6- عدم تناول أيِّ حبوب مُهدِّئة أو مُنوِّمة أو مُنشِّطة؛ فإنها تؤثِّر سلبيًّا على الجهاز العصبي.
7- تجنُّب المواقف التي تؤدي إلى الانفِعال الشديد، وإن كان ولا بد فتحلَّ بالصبر وكظْم الغَيظ وذِكْر الله.
8- مُمارسة الرياضة البدنيَّة.
9- البُعد عن مصادر تلوث البيئة؛ حيث يؤثِّر التلوث على الجهاز العصبي، وعلى سبيل المثال: التلوث ببُخار الرَّصاص يسبِّب ارتخاء الأطراف والرعْشة.
10- البعد عن أماكن الضوضاء كلما أمكن ذلك.
]
الســلام عليكــم ورحمــة الله تعــالـى وبـركـاته..
مـوضـوع جد مــميز وحـلو ويستأهل القراءة والاهتمام ..
شكراً لـكِ وجزاك الله خير
ننتظـر منك المزيـد
ودي
أنواع الأغذية التي نتناولها تؤثِّر تأثيرًا مباشرًا على حالتنا النفسية بما تحتويه من مجموعة من الأحماض الأمينية والفيتامينات والعناصر المغذِّية، وكثير منها يُمكن أن تعمل – بإذن الله – على تصحيح بعض الاضطرابات التي يُعاني منها الكثيرُ من الناس.
أطعمة مفيدة للراحة النفسية
أطعمة مفيدة للذاكرة
أطعمة مفيدة للأعصاب
1- التمر؛ لاحتوائه على سكريات مهدئة.
2- عسل النحل الطبيعي.
3- السمك.
4- دهون الأوميغا3 (هرمون السعادة).
5- الخضار والفاكهة.
6- شرب السوائل المفيدة مثل: الماء، الينسون، البابونج، الشمر، النعناع (فهذا مهدئ طبيعي).
7- السمسم: مسكن طبيعي.
8- حبوب الصُّويا، بذور دوار الشمس، القرع
1- الدهون غير المشبعة: زيت الزيتون، زيت الكانولا، زيت بذر الكتان، السمن البلدي العضوي (لمن لا يشتكي الكولسترول).
2- الأطعمة التي تحتوي على دهون الأوميغا3: (بذر الكتان، الأسماك الدهنية: مثل السالمون والسردين والتونة).
3- الأطعمة الجافة.
4- لبان الدَّكَر.
5- عسل النحل، الموز، اللوز.
6- قشر القهوة.
1- الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (ب1 – ب2 – ب3 – ب5 – ب6 – ب12)؛ مثل: (السمك – البيض – البقول – الكبد – الحبوب الكاملة (غير المقشورة) – الخميرة – بذور الشمر – الحلبة – الأرز الأسمر – العسل الأسود – قشر الشوفان – البابونج – البقدونس – الكرنب).
2- دهان الأطراف والجسم بزيت الزيتون.
3- شرب السوائل المفيدة مثل: الماء، الينسون، البابونج، الشمر، النعناع.
ما الأشياء التي تكون سببًا في ضرر الجهاز العصبي؟
1- الغضب والانفعال الشديد؛ تحلَّ بالصبرِ والصلاة والتسبيح.
2- السهر بالليل بغَير طاعة لله.
3- الجلوس أمام التلفاز وشاشة الحاسب الآلي فترات طويلة.
4- الطعام غير الصحِّي، الفقير بالفيتامينات، والغني بالسكريات أو الدُّهون المُشبعة.
أ- المقليات كلُّها تُؤذي الجهاز العصبي.
ب- السكريات المُكرَّرة (السكر الأبيض).
ج- كثرة الأكل؛ فإنها تعيق امتصاص الفيتامين، وتجعل الإنسانَ يَشعُر بالخمول والكسل والكآبة.
د- المشروبات الغازية.
هـ- الإسراف في الشاي والقهوة.
و- النشويات المُكرَّرة (الدقيق الأبيض، الكيك، والبيتزا، والمعجنات التي بالدقيق الأبيض)؛ استَبدل بالدقيق الأبيض الدَّقيق الأسمر (البُرّ)، والدَّخَن، والشعير، والشوفان.
5- استنشاق دخان السجائر ودخان المصانع.
6- التعرُّض للهواء البارد، أو الخروج من مكان دافئ إلى تيار هواء، فهذا قد يُسبِّب التهاب العصب السابع (شلل نصف الوجه).
7- النوم أمام هواء المكيِّف مباشَرة، فهذا يضرُّ بجهازك العظْمي والعصبي والتنفُّسي.
علاج الأمراض النفسيَّة التابعة للجهاز العصَبي مهمٌّ جدًّا للحالة النفسية:
مما يُساعد على تمتُّعِ الإنسان بصحَّة بدنية جيدة: تمتُّعُه بصحة نفسية مُتوازِنة، وقد انتشرت الأمراض النفسية في هذا العصر بشكْل خطير، حتى بين المسلمين؛ والقرآنُ بين أظهرهم، والسنة النبوية الصحيحة في مُتناوَلهم، فما يمنعك – أخي الكريم، أختي الكريمة، أطفالَنا الجُدُد – أن تمدُّوا يدكم للقرآن والسنَّة؟ ففيهما الشفاء والسعادة النفسية، وأَعرِضوا عما جاءكم من كل حدب وصوب مما لا تَعلمون مصدره، فضلاً عما عَلمتُم أنه من وثنيات الصين أو الهند أو من غيرهما من الوثنيات المعاصِرة، فإن كنت ممن أصيب بمرض نفسي – أيًّا كان – فلا تذهب باحثًا عن علاج له فيما يسمى بـ"الين واليانج"، أو فيما يُسمَّى بجلسات الاستِرخاء والتنفُّس واليُوجا، أو فيما يسمَّى بالطاقة الكَونية، أو التنويم المغناطيسي، أو ما يسمَّى بالبرمجة العصبية، أو على أيدي أطباء نفسيِّين أخذوا عِلمهم من النظريات البشرية القاصِرة بل العابثة بالنفس البشرية لتُلقي بها في ظلمات التعاسة والكآبة والحزْن الدائم، بل في حبائل الشيطان ومكايده، ولكن أقول لكم جميعًا:
• آمِنوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبيًّا رسولاً.
• أَحسِنوا ظنَّكم بالله.
• وعلى الله فتوكَّلوا إن كنتم مؤمنين، وأَكثِروا من الاستخارة، واستِشارة أهل الذِّكْر.
• واعلموا أن ما أصابكم لم يكن ليُخطئكم، وأن ما أخطأكم لم يكن ليُصيبَكم.
• واعلموا أنه لو اجتمع أهل الأرض جميعًا ليَضرُّوكم بشيء، فلن يضروكم إلا بشيء قد كتبه الله عليكم، ولو اجتمعوا على أن ينفعوكم بشيء، لم ينفعوكم إلا بشيء قد كتبه الله لكم.
• واعلموا أنه لا حياة مع الجزَع والعجز، وقد قضى ربُّكم أن الفرَج مع الصبر، وأن بعْد العُسر يسرًا، ولن يَغلِب عسرٌ يُسرَين، والمؤمن القويُّ خير وأحب إلى الله من المؤمِن الضعيف.
• لا تحزنوا على ما فاتَ فتَقِفوا عنده مُتحسِّرين.
• ولا تخافوا مما تَستقبلون؛ فيَمنعكم من الإقدام، ويَحرمكم العمل.
• لكن أَقبِلوا على الله بظنٍّ حسنٍ، داعين مُستغفِرين مُستغيثين سائلين أن يُوفِّقكم، فلن تجدوا منه إلا التوفيق والتسديد، ألم يَقلْ سبحانه: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وقال: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]؟! لكن ﴿ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3]، فلا تَعجلوا!
• لا يزال لسانكم رطبًا من ذكر الله؛ قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]، وقال: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
• اعلموا أن أشدَّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فلا تبتئس؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]، وفي الصبر والرِّضا رفْعٌ للدرجات، وتَكفير للسيئات، فلماذا تحزن؟
• أَحسِنوا إلى الخَلق، يُحسِن إليكم الخالق.
• إذا ضاق صَدرُكم لسببٍ ما: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 98، 99].
• إذا زادَت الهموم، فلا تَستسْلِموا لها، ولكن اشغلوا أنفسَكم بعمل صالح، تُفتحْ لكم أبواب السعادة.
• إذا فقدتم شيئًا، فعُدُّوا نِعَم الله عليكم، تَعلموا ما أنتم فيه من عافية، فتُجدِّدوا لها شكرًا.
• ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نِعمة الله عليكم)).
• إذا أردتَ أن تبدأ يومكَ بنشاط وحيوية، ونفْس مُنشرِحة سعيدة، فاذكر الله عند استيقاظك، ثم توضأ، ثم صلِّ، تُصبِح: ((نشيطًا طيِّب النفس))، وإلا أصبحت: ((خبيث النفس كسلان)).
• إذا كنتَ في عافية، فاحفظْها بطاعة الله تعالى، ولا تُفسِدها أو تُضيِّعْها بمعصية الله؛ ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
موضوع رائع ومفيد