قصة قد تبدو للوهلة الأولى أنها للاطفال ولكن عند قراءتها جيدا سنقرأ مابين السطور ، وقد اوجزت هذه القصة الطويلة قدر الامكان وتركت للقارئ الكريم استنتاج الفوائد من هذه القصة ؟
ذات مرة ومنذ وقت بعيد في ارض بعيدة ، كان هناك أربع شخصيات صغيرة تجري داخل متاهة بحثا عن قطعة جبن تطعمها لتحيا حياة سعيدة ، وكان منها فأران اسمهما (( سنيف و سكوري )) واثنان قزمان يماثلان في حجمهما حجم الفأرين ، ولكن تصرفاتهما كانت تشابه كثيرا تصرفات البشر اليوم واسماهما (( هيم و وهاو ))
وكان الأربعة يقضون كل يوم وقتا داخل(( المتاهة )) باحثين عن الجبن .
كانت المتاهة عبارة عن ممرات وحجرات يحتوي بعضها على جبن لذيذ ، ولكن كان بها أركان مظلمة وممرات مسدودة لاتؤدي الى شيء وكان من السهل أن يضل أي شخص فيها .
استخدم الفأران سنيف وسكوري طريقة المحاولة والخطأ البسيطة وغير المجدية للبحث عن الجبن بينما هيم وهاو طريقة مختلفة تعتمد على قدرتهما على التفكير والتعلم من خبراتهما الماضية .
أخيرا اكتشف الجميع ماكانوا يبحثون عنه ووجد كل منهم ذات يوم نوع الجبن المفضل لديه في نهاية احد الممرات في محطة الجبن (( ج )) وبعد ذلك تعودت الشخصيات الأربع كل صباح على ارتداء ملابسها والتوجه الى محطة الجبن (( ج )) ولم ينقض وقت طويل حتى تعود كل منهم على هذا الروتين في الوصول الى قطعة الجبن
بالنسبة لسنيف وسكوري استمرا في الاستيقاظ مبكرا كل يوم والدخول في سباق خلال المتاهة للوصول الى قطعة الجبن أما هيم وهاو فاصبحا يستيقظان كل يوم في وقت متأخر ويرتديان ملابسهما في بطء ويمشيان الى محطة الجبن ( ج ) فقد عرفا مكان الجبن وكيف يذهبان اليه . وبعد مرور بعض الوقت تحولت ثقة هيم وهاو الى تكبر وغطرسة واعتقدا ان هذا الجبن لن ينتهي .
وذات صباح يوم وصلا سنيف وسكوري الى محطة الجبن ليكتشفا عدم وجوده ولم يندهشا لذلك لاستعدادهما لهذا المصير وكان تصرفهما البحث مرة اخرى عن جبن جديد ، اما هيم وهاو اللذان لم يعيران للتغييرات الطفيفة التي كانت تحدث في كل يوم اهتماما لذا فقد اعتبرا وجود الجبن هناك امرا مسلما به ولم يكونا مهيئين لما وجدا .
صاح هيم ماذا ؟ ألا يوجد جبن ؟ واستمر في صياحه : الايوجد جبن ؟ الايوجد جبن؟ وكأنه عندما يصيح بصوت عال سيأتي شخص ويعيد لهما الجبن
وأخذ يصرخ قائلا : من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي ؟اذا كان العثور على الجبن بالنسبة للقزمين هو السبيل للسعادة باعتقادهما واستمرا على هذه الحال في كل يوم يذهبان الى محطة الجبن ( ج ) حيث لايزالان يتوقعان أن يعثرا على قطعتهما من الجبن .
سنيف وسكوري تابعا البحث في المتهاهة ووجدا في محطة الجبن ( ن ) ماكانا يبحثان عنه اما هيم وهاو فلا يزالان في محطة الجبن ( ج ) يتباكيان على ماحدث ويلومان بعضهما .
مع مرور الوقت اصيبا هيم وهاو بالضعف نتيجة الجوع والضغط المستمر وكانا لايفكران في البحث في المتاهة حتى أنهما اضاعا احذية الجري ورداء العدو لأنهما اعتقدا أنهما لن يحتاجا اليهما في ظل وجود قطعة الجبن في محطة ( ج ) التي لن تنتهي باعتقادهما وبعد فترة وجدا الرداء والأحذية وقرر هاو التخلص من الخوف والبحث عن قطعة جبن جديدة ووضع حكمة امام عينه هي ( اذا لم نتغير فمن الممكن أن نفنى ) . اما هيم فاستكان وجلس الى جانب قطعة الجبن التي نفذت ينتظر أن تأتي مرة اخرى
وبعد مرور فترة طويلة لم يعثر فيها هاو على قطعة الجبن ، وجد نفسه اخيرا أمام محطة جبن بدت مبشرة بالخير ، وحين دلف الى داخلها أصيب بخيبة أمل كبيرة حيث انها كانت خاوية .
وحدث هاو نفسه قائلا لقد راودني هذا الشعور بالخواء كثيرا قبل . وشعر باليأس قد أطبق عليه ولكنه تذكر حكمة ووضعها أمام عينه هي (( ان السير في اتجاه جديد يجعلك تعثر على مزيد من الجبن )) .بدأ هاو يجري في المتاهة بقوة ورشاقة عندما تذكر حكمة أخرى تقول (( كلما أسرعت بالتخلص من الجبن القديم عثرت على الجبن الجديد )) وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى عثر هاو على محطة جبن جديدة .
رجع هاو الى محطة الجبن ( ج ) ووجد صديقه هيم وعرض عليه قطعة الجبن الجديدة .. أتدرون ماذا قال هيم لهاو ؟ رفض العرض وشكر صديقه على هذه اللفتة الجميلة وقال له لااعتقد أنني ساستمتع بالجبن الجديد فأنا لست معتادا عليه وكل مااريده هو جبني المفضل .
السؤال هنا لكم : ماذا استفدنا من هذه القصة ؟