السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في عام الفيل (570م) بإتّفاق كتّاب
السيرة، ورحل عن الدنيا في (632م) عن 62 أو 63 عاماً، كما اتّفقوا على
أنّه ولد في شهر ربيع الاَوّل، يوم الجمعة السابع عشر منه، عند الشيعة،
أمّا السنّة فقد عيّنوا يوم الاِثنين الثاني عشر من الشهر نفسه.(1)
وقد حملت به أُمّه «السيدة آمنة بنت وهب» في أيّام التشريق من شهر رجب،
فإذا
اعتبرنا يوم ولادته، 17 من ربيع الاَوّل، فتكون مدّة حملها به ثمانية
أشهر وأيّاماً.
أمّا عن رضاعته (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد ارتضع من أُمّه ثلاثة
أيّام ثمّ أرضعته امرأتان هما:
ـ ثويبة: مولاة أبي لهب، إذ أرضعته لمدّة أربعة أشهر فقط، وقد قدّر النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجته خديجة(عليها السلام) هذا العمل لها حتى
آخر حياتها، فأكرمها وأراد أن يعتقها فأبى أبو لهب، وكان يبعث إليها
بالصلة حتّى وفاتها.
كما أنّها أرضعت من قبل حمزة، وأبا سلمة بن عبد اللّه المخزومي، فكانوا
إخوة في الرضاعة.
ـ حليمة السعدية، بنت أبي ذوَيب. وكان لها من الاَولاد: عبد اللّه ،
أنيسة، شيماء. وقامت «شيماء» بحضانة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أيضاً.
وقد استلمت حليمة السعديةُ النبيّص في عمر لم يتجاوز أربعة أشهر، في عام
قحط وجدب،فأصابها الرخاء وازدهرت حياتها بعد ذلك. ومن المعروف أنّ النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقبل في ذلك الزمان أي ثدي من المرضعات
إلاّ ثدي حليمة.(1)
وقد وقعت يوم ولادته أحداث عجيبة،
فقد وُلِد مختوناً مقطوع السرة
وهو
، مقبوضة ً أصابعُ يديه مشيراً بالسَّبَّابة كالمسبِّح بها
كما تساقطت الاَصنام في الكعبة على وجوهها،
وخرج نورٌ معه أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية،
وانكسر إيوان كسرى
وسقطت أربعة عشر شرفة منه،
وانخمدت نار فارس التي كانت تعبد،
وجفت بحيرة ساوة
وهدفت هذه الاَحداث الخارقة والعجيبة إلى أمرين موَثرين:
1. فهي تدفع الجبابرة والوثنيين إلى التفكير فيما هم فيه من
أحوال،فيتساءلون عن الاَسباب التي دعت إلى كلّذلك لعلهم يعقلون. إذ أنّ
تلك الاَحداث كانت في الواقع تبشر بعصر جديد هو عصر انتهاء الوثنيةوزوال
مظاهر السلطة الشيطانية واندحارها.
2. ومن جهة أُخرى، تبرهن على الشأن العظيم للوليد الجديد، على أنّه ليس
عادياً، بل هو كغيره من الاَنبياء العظام الذين رافقت ولادتُهم أمثالَ
تلك الحوادث العجيبة والوقائع الغريبة.
وفي اليوم السابع لمولده المبارك، عقّ عبد المطلب عنه بكبش شكراً للّه
تعالى، واحتفل به مع عامة قريش.
وقال عن تسميته النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) محمّداً (صلى
الله عليه وآله وسلم) وعن سببه: أردت أن يُحمَد في السماء والاَرض(2)
وكانت أُمّه (عليها السلام) قد سمّته أحمد قبل أن يسمّيه جدّه(3) وكان
هذا الاسم نادراً بين العرب فلم يسم به منهم سوى 16 شخصاً، ولذا فإنّه
كان من إحدى العلامات الخاصّة به.
وكان إبليس يخرق السموات السبعَ فلما وُلد عيسى {عليه السلام} حُجب من
ثلاث سموات وكان يصل إلى أَربَعٍ فلما وُلدَ محمد {صلى الله عليه وسلم}
حُجب من السبع ورُميت الشياطين بالشُّهب الثواقب وروي أنّ إبليس رنَّ
أربعَ رنّات رنَّة ً حين لُعنَ ورنّة ً حين أُهبط ورنّة ً حين ولُد رسول
الله {صلى الله عليه وسلم} ورنّة ً حين نزلت فاتحة الكتاب
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
جزاك الله خير