تخطى إلى المحتوى

من قصص التوبة قصة حقيقية 2024.

  • بواسطة
من قصص التوبة

خليجية

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين
…..جلست وحيدة في العراء في يوم شديد الحرارة, جلست تبكي ايامها الخالية و تندب حظها التعس. فذكرها لهيب الشمس بواقع لم تنسه و لم تكن لتنسه , حرر لهيب الشمس ذكرى كانت مغلولة بقيود الزمن و حطم الحواجز بين الماضي و الحاضر و باتت تنظر الى الحدث الذي غير حياتها, تذكرت كل شيئ , كل التفاصيل الدقيقة التي كانت تتجنبها و تهرب منها الى النسيان الذي لم تستطع يوما بلوغه و لم تتمكن من تحطيم حصن الذكرى. تذكرت ذلك اليوم الذي اكلت فيه النار بيتها و عائلتها , اليوم الذي سرق الموت فيه الاب و الام و الاخوة و اصبحت وحيدة في حياة موحشة , عارية في ليل اشتد برده , حافية في غابة كثرت اشواكها . تذكرت ماساتها و بكت و جرت دموعها كانها انهار غاضبة متالمة . تذكرت يوم طرقت باب الاصدقاء فلم يفتحوا و نادت باعلى صوت على الاقرباء فتنكروا . وجدت نفسها تبكي بحرقة و الم الى اين المفر؟ اي طريق اسلك ؟ اي باب اطرق؟
و فجاة لمعت عيناها و صرخت باعلى صوتها : الى الله الى الله الى الله.
فلو نساني الناس فربي ليس بنساي و لو تنكر لي الاقرباء و جحدوا فربي رؤوف رحيم و ان رفض الاصدقاء ان يفتحوا لي الباب فباب ربي لا يصد في وجه طارق. نعم الى الله الى الله . فلو مات ابي الذي هو سندي و اماني و رحلت امي التي هي مصدر الحنان و الرافة و فارقني اخوتي الذين هم مصدر بهجتي فربي حي لا يموت و هو السند و الامان و الرحمة و الفرح . انتفضت باكية سجدت لله و نادت اي ربي انت قدرت و انا اقول الحمد لله انك معي و انك حي لا تموت و لن تتركني وحيدة. همست اي ربي خذ كل احبتي انا راضية مادمت معي لن يهمني. هتفت اي ربي اني بقضائك راضية و لقربك راجية و اذ كنت قد اخذت كل احبتي فانت حبيبي الاول. الحمد لله
حمدت الله فصبرها و عوضها زوجا صالحا و ذرية صالحة فعاشت احسن من ذي قبل تحت عتبة رب العباد.
اخي:
هل ضاقت بك الدنيا بما رحبت ؟ اطلب رحمة الله فانه ليس لها مدى
هل صدت في وجهك كل الابواب ؟ اطرق باب الرحمن فانه لا يصد في وجه طارق
هل فقدت عزيزا؟ ان لله ما اخذ و له ما اعطى و ان قضاء الله نافذ نافذ فاما ان تصبر و ترضى فلك الرضى و اما ان تجزع و تسخط فلك السخط فاختر اي طريق تحب ان تسلك
هل فقدت مصدر رزقك فضاق صدرك و زاد همك ؟ الم تعلم ان الله هو مقدر الارزاق و انه كتب رزقك من فوق سبع سموات و انه حيي كريم ارفع يديك اليه و اساله فلن تجد منه اقلالا سيعطيك فيكفيك
هل انت خائف على مستقبلك و مستقبل اولادك مم جعلك تحيا في العمل ليل نهار مهدرا حياتك وراء الدنيا؟ الم تعلم ان رزقك لن ياخذه غيرك و انك و ان عشت عمرك تركض لن تاخذ من الدنيا الا نصيبك
اخوتي:
ما احلى الرضا بقضاء الله و ما الذ الاستغناء بما قسم الله و ما احلى سجدة الشكر عند البلاء , اشكر الله لانه هو الهك و لانه اعطاك قلبا يعرفه و روحا تهيم به فوالله اي قضاء هين مادمنا نعرف الله.و ما الحياة الا طريق نسلكه للقاء الله فمهما تكبد السفر من مشقة و مهما كانت الرحلةطويلة و قاسية فان مصير الغريب ان يعود الى الوطن و مصير الرحالة ان يحط الرحال و مصير الحياة ان تنتهي و نبدا رحلة الخلود فاما جنة ابدا و اما نار ابدا فاي الدارين تحب ان تسكن ؟
اخوتي
هيا بنا
نتعب لرنتاح
نصبر لنجازى
نباس لننعم
نبكي لنضحك
احسن من نرتاح في الدنيا و نتعب في الاخرة
افضل من ان نهجر الصبر و نسخط فنلقى في النار
اكمل من ان ننعم بحياة وقتية زائلة و نباس يوم الخلود
اجمل من ان نضحك و نلهو ساعة و نبكي يوم لا ينفع بكاء و لا ندم
احبكم في الله

قصة توبة الفنانة:شمس البارودي

في حوار أجرته إحدى الصحف مع شمس البارودي الممثلة المعروفة التي اعتزلت التمثيل وردّاً على سؤال عن سبب هدايتها قالت:
البداية كانت في نشأتي.. والنشأة لها دور مهم. والدي -بفضل الله- رجل متدين، التدين البسيط العادي.. وكذلك كانت والدتي -رحمهما الله- كنت أصلي ولكن ليس بانتظام.. كانت بعض الفروض تفوتني ولم أكن أشعر بفداحة ترك فرض من فروض الصلاة.. وللأسف كانت مادة الدين في المدارس ليست أساسية وبالطبع لم يكن يرسب فيها أحد ولم يكن الدين علماً مثل باقي العلوم الأخرى الدنيوية.. وعندما حصلت على الثانوية العامة كانت رغبتي إما في دخول كلية الحقوق أو دراسة الفنون الجميلة، ولكن المجموع لم يؤهلني لأيهما.. فدخلت معهد الفنون المسرحية، ولم أكمل الدراسة فيه حيث مارست مهنة التمثيل.. وأشعر الآن كأنني دفعت إليها دفعاً.. فلم تكن في يوم من الأيام حلم حياتي ولكن بريق الفن والفنانين والسينما والتليفزيون كان يغري أي فتاة في مثلي سني -كان عمري آنذاك 16-17 سنة- خاصة مع قلة الثقافة الدينية الجيدة.
وأثناء عملي بالتمثيل كنت أشعر بشيء في داخلي يرفض العمل حتى أنني كنت أظل عامين أو ثلاثة دون عمل حتى يقول البعض: إنني اعتزلت..
والحمد لله كانت أسرتي ميسورة الحال من الناحية المادية فلم أكن أعمل لحاجة مادية.. وكنت أنفق العائد من عملي على ملابسي ومكياجي وما إلى ذلك.. استمر الوضع حتى شعرت أني لا أجد نفسي في هذا العمل.. وشعرتُ أن جمالي هو الشيء الذي يُستغل في عملي بالتمثيل.. وعندها بدأت أرفض الأدوار التي تُعرض عليً، والتي كانت تركز دائماً على جمالي الذي وهبني الله إياه وعند ذلك قلّ عملي جداً.. كان عملي بالتمثيل أشبه بالغيبوبة.. كنت أشعر أن هناك انفصاماً بين شخصيتي الحقيقية والوضع الذي أنا فيه.. وكنت أجلس أفكر في أعمالي السينمائية التي يراها الجمهور.. ولم أكن أشعر أنها تعبّر عني، وأنها أمر مصطنع، كنت أحسّ أنني أخرج من جلدي.
وبدأت أمثل مع زوجي الأستاذ حسن يوسف في أدوار أقرب لنفسي فحدثت لي نقلة طفيفة من أن يكون المضمون لشكلي فقط بل هناك جانب آخر. أثناء ذلك بدأت أواظب على أداء الصلوات بحيث لو تركت فرضاً من الفروض استغفر الله كثيراً بعد أن أصلّيه قضاءً.. وكان ذلك يحزنني كثيراً.. كل ذلك ولم أكن ألتزم بالزي الإسلامي.
وقبل أن أتزوج كنتُ أشتري ملابس من أحدث بيوت الأزياء في مصر وبعد أن تزوجت كان زوجي يصحبني للسفر خارج مصر لشراء الملابس الصيفية والشتوية!!.. أتذكر هذا الآن بشيء من الحزن، لأن مثل هذه الأمور التافهة كانت تشغلني.
ثم بدأت أشتري ملابس أكثر حشمةً، وإن أعجبني ثوب بكمّ قصير كنت أشتري معه (جاكيت) لستر الجزء الظاهر من الجسم.. كانت هذه رغبة داخلية عندي.
وبدأت أشعر برغبة في ارتداء الحجاب ولكن بعض المحيطين بي كانوا يقولون لي: إنكِ الآن أفضل!!!.
بدأت أقرأ في المصحف الشريف أكثر.. وحتى تلك الفترة لم أكن قد ختمت القرآن الكريم قراءة، كنت أختمه مع مجموعة من صديقات الدراسة.. ومن فضل الله أنني لم تكن لي صداقات في الوسط الفنـي، بل كانت صداقاتي هي صداقات الطفولة، كنت أجتمع وصديقاتي -حتى بعد أن تزوجت- في شهر رمضان الكريم في بيت واحدة منا نقرأ الكريم ونختمه وللأسف لم تكن منهن من تلتزم بالزي الشرعي.
في تلك الفترة كنت أعمل دائماً مع زوجي سواء كان يمثل معي أو يُخرج لي الأدوار التي كنت أمثلها.. وأنا أحكي هذا الآن ليس باعتباره شيئاً جميلاً في نفسي ولكن أتحدث عن فترة زمنية عندما أتذكرها أتمنى لو تمحى من حياتي ولو عدت إلى الوراء لما تمنيت أبداً أن أكون من الوسط الفني!!
كنت أتمنى أن أكون مسلمة ملتزمة لأن ذلك هو الحق والله –تعالى- يقول: (وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليَعبدون).
كنت عندما أذهب إلى المصيف أتأخر في نزول البحر إلى ما بعد الغروب ومغادرة الجميع للمكان إلا من زوجي، وأنا أقول هذا لأن هناك من تظن أن بينها وبين الالتزام هُوَّةٌ واسعة ولكن الأمر -بفضل الله- سهل وميسور فالله يقول في الحديث القدسي: (ومن تقرب إلىّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلى ذراعاً تقربتُ إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولةً).
وكانت قراءاتي في تلك الفترة لبرجسون وسارتر وفرويد وغيرهم من الفلسفات التي لا تقدم ولا تؤخر وكنت أدخل في مناقشات جدلية فلسفية وكانت عندي مكتبة ولكني أحجمت عن هذه القراءات دون سبب ظاهر.
كانت عند رغبة قوية في أداء العمرة وكنت أقول في نفسي: إنني لا أستطيع أن أؤدي العمرة إلا إذا ارتديت الحجاب لأنه غير معقول أن أذهب لبيت الله دون أن أكون ملتزمة بالزي الإسلامي.. لكن هناك من قلنَ لي: لا.. أبداً.. هذا ليس شرطاً.. كان ذلك جهلاً منهن بتعاليم الإسلام لأنهن لم يتغير فيهن شيء بعد أدائهن للعمرة.
وذهب زوجي لأداء العمرة ولم أذهب معه لخوفي أن تتأخر ابنتي عن الدراسة في فترة غيابي.. ولكنها أصيبت بنزلة شعبية وانتقلت العدوى إلى ابني ثم انتقلت إليّ فصرنا نحن الثلاثة مرضى فنظرت إلى هذا الأمر نظرة فيها تدبر وكأنها عقاب على تأخري عن أداء العمرة.
وفي العام التالي ذهبت لأداء العمرة وكان ذلك سنة 1982م في شهر (فبراير) وكنتُ عائدة في (ديسمبر) من باريس وأنا أحمل أحدث الملابس من بيوت الأزياء.. كانت ملابس محتشمة.. ولكنها أحدث موديل.. وعندما ذهبتُ واشتريت ملابس العمرة البيضاء كانت أول مرة ألبس الثياب البيضاء دون أن أضع أي نوع من المساحيق على وجهي ورأيت نفسي أكثر جمالا..
ولأول مرة سافرت دون أن أصاب بالقلق على أولادي لبُعدي عنهم وكانت سفرياتي تصيبني بالفزع والرعب خوفاً عليهم.. وكنت آخذهم معي في الغالب.
وذهبتُ لأداء العمرة مع وفد من هيئة قناة السويس.. وعندما وصلتُ إلى الحرم النبوي بدأت أقرأ في المصحف دون أن أفهمَ الآيات فهماً كاملاً لكن كان لدي إصرار على ختم القرآن في المدينة ومكة.. وكانت بعض المرافقات لي يسألنني: هل ستتحجبين؟ وكنت أقول: لا أعرف.. كنت أعلق ذلك الأمر على زوجي.. هل سيوافق أم لا… ولم أكن أعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وفي الحرم المكي وجدت العديد من الأخوات المسلمات اللائى كُنَّ يرتدين الخمار وكنت أفضل البقاء في الحرم لأقرأ القرآن الكريم وفي إحدى المرات أثناء وجودي في الحرم بين العصر والمغرب التقيتُ بإحدى الأخوات وهي مصرية تعيش في الكويت اسمها (أروى) قرأتْ عليّ أبياتاً من الشعر الذي كتبته هي فبكيت، لأنني استشعرت أنها مسّت شيئاً في قلبي وكنت في تلك الفترة تراودني فكرة الحجاب كثيراً ولكن الذي من حولي كانوا يقولون لي: انتظري حتى تسألي زوجك.. لا تتعجلي… أنت مازلتِ شابة… الخ) ولكن كانت رغبتي دائماً في ارتداء الحجاب قالت الأخت (أروى) :

فليقــولوا عـن حجابـــي *** لا وربـي لـن أبـــالــي
قـد حماني فيــه دينـــي *** وحبـــــاني بالجـــلال
زينتـي دومــاً حيـائــي *** واحتشــامي هـو مالـــي
ألأنــــي أتـــولــى *** عـــن متــاعٍ لـــزوالِ
لامنـي النـاس كـأنـــي *** أطلب الســـوء لحــالـي
كم لمحـت اللــوم منهـــم *** في حــديث أو ســــؤال

وهي قصيدة طويلة أبكي كلما تذكرتها… استشعرت تتحدث بلسان حالي… وأنها مست شغاف قلبي.
وبعد ذلك ذهبت لأداء العمرة لأخت لي من أبي توفيت وكنت أحبها كثير -رحمها الله- وبعد أداء العمرة لم أنم تلك الليلة واستشعرت بضيق في صدري رهيب وكأن جبال الدنيا تجثم فوق أنفاسي… وكأن خطايا البشر كلها تخنقني… كل مباهج الدنيا التي كنت أتمتع بها كأنها أوزار تكبلني… وسألني والدي عن سبب أرقي فقلت له: أريد أن أذهب إلى الحرم الآن… ولم يكن الوقت المعتاد لذهابنا إلى الحرم قد حان ولكن والدي -وكان مجنداً نفسه لراحتي في رحلة العمرة- صحبني إلى الحرم… وعندما وصلنا أديتُ تحية المسجد وهي الطواف وفي أول شوط من الأشواط السبعة يسّر الله لي الوصول إلى الحجر الأسود ولم يحضر على لساني غير دعاء واحد… لي ولزوجي وأولادي وأهلي وكل من أعرف… دعوت بقوة الإيمان… ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطاع… طوال الأشواط السبعة لم أدعُ إلا بقوة الإيمان وطوال الأشواط السبعة أصل إلى الحجر الأسود وأقبّله، وعند مقام إبراهيم عليه السلام وقفت لأصلي ركعتين بعد الطواف وقرأت الفاتحة، كأني لم أقرأها طوال حياتي واستشعرت فيها معانٍ اعتبرتها منة من الله، فشعرت بعظمة فاتحة الكتاب… وكنت أبكي وكياني يتزلزل… في الطواف استشرت كأن ملائكة كثيرة حول الكعبة تنظر إلي… استشعرت عظمة الله كما لم أستشعرها طوال حياتي.
ثم صليت ركعتين في الحِجر وحدث لي الشيء نفسه كل ذلك كان قبل الفجر… وجاءني والدي لأذهب إلى مكان النساء لصلاة الفجر عندها كنت قد تبدلت وأصبحت إنسانة أخرى تماماً. وسألني بعض النساء: هل ستتحجّبين يا أخت شمس؟ فقلت: بإذن الله… حتى نبرات صوتي قد تغيرت… تبدلت تماماً… هذا كل ما حدث لي… وعدتُّ ومن بعدها لم أخلع حجابي… وأنا الآن في السنة السادسة منذ ارتديته وأدعو الله أن يُحسن خاتمتي وخاتمتنا جميعاً أنا وزوجي وأهلي وأمة المسلمين جمعاء.

توبة الممثل محسن محي الدين وزوجته الممثلة نسرين:

لقد أصبح الفن الرخيص في زمننا هذا وسيلة للكسب المادي، وتجارة رابحة، على حساب الغافلين والمغفلين من أبناء هذه الأمة، هذا إلى كونه من أعظم الوسائل لهدم القيم والأخلاق وتحطيمها.. ولقد ظهرتْ في السنوات الأخيرة ظاهرة أقلقت تجار الفن والغرائز وجعلتهم يفقدون صوابهم ويطلقون كل ما في جعبتهم من الإشاعات والتهم الباطلة دفاعاً عن كيانهم المتداعي وبنيانهم المنهار.. تلكم الظاهرة هي عودة كثير من الممثلين والممثلات أو ما يمسـون بالفنانين والفنانات إلى الله -عز وجل- وإعلانهم بالتوبة والهروب من تلك الأوساط العفنة إلى أجواء الإيمان بالعقبة الطاهرة، وكان من آخر هؤلاء التائبين الممثل محسن محيي الدين وزوجته الممثلة المشهورة نسرين.

وقد روى الممثل سابقاً محسن محيي الدين قصته مع الهداية فقال: (أنا شاب كغيري من الشباب، تخبطي في فترات حياتي السابقة كان ناتجاً عن انبهاري بمظاهر الحياة الخادعة والتي أعمتْ بصري وأصمَّتْ أذني عن معرفة أشياء كثيرة كنتُ أجهلها؛ خاصةً وأني لم أكن أقرأ من قبل على الرغم من أن الله تعالى بدأ أول آية أنزلها بكلمة: (اقرأ) .. وبعد أن بدأت أقرأ في كتب الدين شعرت بأنني من أجهل خلق الله، وقد كنتُ أعتقد أنني من المثقفين.. فأخذت أقرأ بنهم شديد في كتب السيرة والتراث والتفسير.. وبعد هذه القراءة المتأنية وجدتُّ أن المؤثرات المحطية بي جعلتني في ضلال مبين، فكان قراري باعتزال التمثيل.. وقد شجعني على اتخاذه ارتداء زوجتي الحجاب الذي كنت أسعد الناس به).

ثم يضيف: (هذا القرار -إن شاء الله- لا رجعة فيه لأني اتخذته بكامل اقتناعي وإرادتي، وندمت لأنني تأخرت فيه حتى الآن، فأضواء ليست غالية حتى أحنّ إليها مرة أخرى.. فالشهرة والمال والأضواء لا تساوي ركعتين لله…).

ثم يضيف:

(إننا اعتزلنا ونحن في القمة الزائفة.. فقد كان قرارنا بعد مهرجان القاهرة السينمائي الذي أقيم في العام الماضي، وبعد النجاح الكبير الذي حققناه، وليس لأننا لم نجد أدواراً نمثلها كما يقول البعض.. وقد أدركنا الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع وهي أن الإنسان مهما طال عمره فمصيره إلى القبر، ولا ينفعه في الآخرة إلا عمله الصالح).

ثم يوجه نصيحته لإخوانه الشباب قائلا:

(سامحوني على كل ما قدمتُ لكم من أعمال فنية سابقة لا ترضي الله -عز وجل- ولا تقتدوا بي في ما كنتُ أفعله في مسلسلاتي وأفلامي فقد كنت ضالاً جاهلاً، والجاهل لا يقتدى به).

أما زوجته الممثلة نسرين فقد قررتْ الاعتزال وارتداء الحجاب بعد أن رأتْ أمها رؤيا في المنام، حيث رأتْ والد نسرين وهو غاضب على ابنته، فاستنتجت الأم أن سبب غضبه تقصير نسرين في أداء الصلاة بانتظام مما جعل نسرين تراجع نفسها وترجع إلى الله.

تقول نسرين: (الحمد لله.. كان يومي يضيع دون إحساس بالسعادة ودون أن أشعر بالسلام.. والآن ليس لدي وقت كافٍ.. لأن هناك أموراً كثيرة نافعة يجب اللحاق بها.. لقد وجدت السلام الداخلي).

وفي لقاء أجري معها قالت: (الناس مليئة بالريا والفسوق ويظهرون الفجور.. كيف نتعامل معهم؟) ولعلها تعني الناس الذين كانت تتعامل معهم في (الوسط الفني).

وقالت أيضاً: (لقد كرم الله المرأة التي ترتدي الحجاب وهو يحميها من القلوب المريضة والفسوق.. وعلى الأقل إنها ليست نافذة عرضٍ متحركة ليتفرج الناس عليها ويعجبوا بها).

قصة توبة عارضة الأزياء الفرنسية فابيان

فابيان) عارضة الأزياء الفرنسية، فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها، جاءتها لحظة الهداية وهي غارقة في عالم الشهرة والإغراء والضوضاء.. انسحبت في صمت.. تركتْ هذا العالم بما فيه، وذهبتْ إلى أفغانستان لتعمل في تمريض جرحى المجاهدين الأفغان وسط ظروف قاسية وحياة صعبة.

تقول فابيان:

(لولا فضل الله عليّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ).

ثم تروي قصتها فتقول:

(منذ طفولتي كنت أحلم دائماً بأن أكون ممرضة متطوعة، أعمل على تخفيف الآلام للأطفال المرضى، ومع الأيام كبـرت، ولفتّْ الأنظار بجمالي ورشاقتي، وحرّضني الجميع -بما فيهم أهلي- على التخلي عن حلم طفولتي، واستغلال جمالي في عمل يدرّ عليّ الربح المادي الكثير، والشهرة والأضواء، وكل ما يمكن أن تحلم به أية مراهقة، وتفعل المستحيل من أجل الوصول إليه.

وكان الطريق أمامي سهلاً -أو هكذا بدا لي-، فسرعان ما عرفت طعم الشهرة، وغمرتني الهدايا الثمينة التي لم أكن أحلم باقتنائها.

ولكن كان الثمن غالياُ.. فكان يجب عليّ أولاً أن أتجرد من إنسانيتي، وكان شرط النجاح وتألق أن أفقد حساسيتي وشعوري، وأتخلى عن حيائي الذي تربيت عليه، وأفقد ذكائي، ولا أحاول فهم أي شيء غير حركات جسدي، وإيقاعات الموسيقى، كما كان عليّ أن أحرم من جميع المأكولات اللذيذة وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والمقويات والمنشطات، وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تجاه البشر… لا أكره.. لا أحب… لا أرفض أي شيء.

إن بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول.. فقد تعلمتُ كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل، لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس، فكنتُ بذلك، بل كلما تألّقت العارضة في تجردها من بشيريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم البارد… أما إذا خالفت أيّاً من تعاليم الأزياء فتُعرِّض نفسها لألوان العقوبات التي يدخل فيها الأذى النفسي والجسماني أيضاً.

وعشت أتجول في العالم عارضة لأحدث الموضة بكل ما فيها من تبرج وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل أو حياء).

وتواصل (فابيان) حديثها فتقول:

(لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المفرغ -إلا من الهواء والقسوة- بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصيّاً واحترامهم لما أرتديه.

كما كنت أسير وأتحرك.. وفي كل إيقاعاتي كانت تصاحبني كلمة (لو).. وقد علمت بعد إسلامي أن لو تفتح عمل الشيطان.. وقد كان ذلك صحيحاً، فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها، والويل لمن تعترض عليها وتحاول الاكتفاء بعملها فقط).

وعن تحولها المفاجئ من حياة لاهية عابثة إلى أخرى جادة نقول:

(وكان ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت المحطمة، حيث رأيتُ كيف يبني الناس هناك الفنادق والمنازل تحت قسوة المدافع، وشاهدت بعيني انهيار مستشفى للأطفال في بيروت، ولم أكن وحدي، بل كان معي زميلاتي من أصنام البشر وقد اكتفين بالنظر بلا مبالاة كعادتهن.

ولم أتمكن من مجاراتهن في ذلك.. فقد انقشعت عن عيني في تلك اللحظة غُلالة الشهرة والمجد والحياة الزائفة التي كنت أعيشها، واندفعت نحو أشلاء الأطفال في محاولة لإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة.

ولم أعد إلى رفاقي في الفندق حيث تنتظرني الأضواء، وبدأت رحلتي نحو الإنسانية حتى وصلت إلى طريق النور وهو الإسلام.

وتركتُ بيروت وذهبتُ إلى باكستان، وعند الحدود الأفغانية عشت الحياة الحقيقية، وتعلمتُ كيف أكون إنسانة.

وقد مضى على وجودي هنا ثمانية أشهر قمت فيها بالمعاونة في رعاية الأسر التي تعاني من دمار الحروب، وأحببت الحياة معهم، فأحسنوا معاملتي.

وزاد اقتناعي بالإسلام ديناً ودستوراً للحياة من خلال معايشتي له، وحياتي مع الأسر الأفغانية والباكستانية، وأسلوبهم الملتزم في حياتهم اليومية، ثم بدأت في تعلّم اللغة العربية، فهي لغة القرآن، وقد أحرزت في ذلك تقدماً ملموساً.

وبعد أن كنت أستمد نظام حياتي من صانعي الموضة في العالم، أصبحت حياتي تسير تبعاً لمبادئ الإسلام وروحانياته.

وتصل (فابيان) إلى موقف بيوت الأزياء العالمية منها بعد هدايتها، وتؤكد أنها تتعرض لضغوط دنيوية مكثفة، فقد أرسلوا عروضاً بمضاعفة دخلها الشهري إلى ثلاثة أضعافه فرفضت بإصرار.. فما كان منهم إلا أن أرسلوا إليها هدايا ثمينة لعلها تعود عن موقفها وترتد عن الإسلام.

وتمضي قائلة:

(ثم توقفوا عن إغرائي بالرجوع.. ولجئوا إلى محاولة تشويه صورتي أمام الأسر الأفغانية، فقاموا بنشر أغلفة المجلات التي كانت تتصدرها صوري السابقة أثناء عملي كعارضة للأزياء، وعلقوها في الطرقات وكأنهم ينتقمون من توبتي، وحاولوا بذلك، الوقيعة بيني وبني أهلي الجدد، ولكن خاب ظنهم والحمد لله).

وتنظر (فابيان) إلى يديها وتقول:

(لم أكن أتوقع يوماً أن يدي المرفهة التي كنت أقضيها وقتاً طويلاً في المحافظة على نعومتها سأقوم بتعريضها لهذه الأعمال الشاقة وسط الجبال، ولكن هذه المشقة زادت من نصاعة وطهارة يدي، وسيكون لها حسن الجزاء عند الله سبحانه وتعالى إن شاء الله).

قصة توبة ملكة الجمال اللبنانية سارة

أتصور أن هذه آخر مرة أمسك فيها قلما لأكتب ..وأنا في هذا الركن الهادئ من المسجد "كانت تلك آخر كلمات كتبتها سارة الفتاة الحسناء ذات الاثنين والعشرين ربيعا قبل وفاتها بيومين رحمها الله..واليكم قصتها التي كتبتها للأستاذ عمرو خالد بعد أن ترجمت الى العربية :
"والبداية من هنا ..من لبنان..لم أعد أتذكر عن طفولتي الكثير ..بيت جدي..أهلي وأقاربي ..في المدرسة أدخل حصة الدين مع المسلمين وفي البيت علقت أمي صليبا كبيرا فوق فراشي ..كنت أعرف أنني مسلمة ولكنني لم أعرف لذلك معنى..
حين وطئت أقدامنا نيوزيلاندا كنت سعيدة جدا طفلة في العاشرة تجد نفسها تنطلق في ساحات رحبة جميلة ومتطورة..وبدأت بذور مراهقتي تنبت في أبها طبيعة واكتشفت أنني جميلة بل فاتنة وتهافت الفتيان في المدرسة لمصادقتي والفوز برضائي ..كان جمالي سلاحا بتّارا حصلت به على كل ماأردت الا الأسرة..فقد انفصل أبي عن أمي ثم تزوج كل منهما ثم رحلا كلاهما وتركاني وحيدة فشعرت بغصة لفّت روحي لفترة ولكنني نفضتها عن نفسي وبدأت حياتي الحقيقية ….
كان عليّ أن أعمل لأعول نفسي وكان جمالي مفتاحا لكثير من الأعمال.. والكلمات العربية القليلة التي أعرفها تعطيني دلالا ونعومة تفتقدها الاستراليات.. ومن بين الشبان الذين حاموا حولي اخترته..كان شابا وسيما يافعا تصادقنا وعشنا معا..كان رفيقي وحبيبي وصديقي وشعرت معه بدفء المشاركة ووهج المغامرة..
وذات ليلة وبينما أنا في عملي في أحد البارات اقترح عليّ أحد الزبائن أن أدخل مسابقة الجمال المحلية والتي كان واثقا من فوزي بتاجها وسرحت بخيالي لبعيد لو فزت سيؤهلني ذلك للمسابقة الوطنية ثم قد أحمل تاج الكون على رأسي ..من يدري؟!..كانت فكرة مثيرة وكافأت الرجل بسخاء جعله يزداد تأكدا أن هذا الجسد الجميل يستحق أن يتوج على العالم عنوانا للأنوثة والحب..
ودخلت المسابقة وفزت فيها فعلا وأصبحت أشهر فتاة في البلدة وأصبحت كل أيامي ولياليّ صاخبة يصحبني فيها كل الناس فأظل أشرب وألهو وأتلذذ بكل متعة ممكنة وغير ممكنة…شعرت بأن الجميع يحسدونني على ماعندي وأناعندي الكثير بل وينتظرني ماهو أكثر..وكان صديقي دائما معي وتنوعت الأعمال التي أقوم بها فلم أعد فتاة البار فقط بل نجحت في الحصول على عقد إعلانات كما صرت فتاة الغلاف الأكثر اثارة وتفنن المصورون في ابراز مكونات جمالي وتلاعبوا بأوضاع جسدي حتى تذهب صورتي بلبّ من يراني ..وجرى المال بين يديّ بوفرة وأتاحت لي الشهرة التعرف على شخصيات كبيرة في هذا المجتمع ولأنهم قاموا بنشر تفصيلات كثيرة عن حياتي منها أن أصولي عربية من لبنان اتصلت بي أسر استرالية من أصل لبناني واحتفوا بي وكنت أجد في صحبتهم شيئا جميلا بل ورائعا لاأجده في مكان آخر رغم أن البيوت والناس لاتختلف كثيرا عن الآخرين ..ربما كان عبق الماضي ورائحة الوطن.
كانت الأسر بعضها مسلم والآخر مسيحي وأنا لاإلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ولم يكن ذلك يمثل لي أي مأزق وكل أسرة تشعرني بأنني منها ربما لأنني مسلمة الاسم مسيحية الأم ….
هل كان هذا يوما حقيقيا أم أنني تخيّلته ..كنت مدعوّة على العشاء لدى إحدى الأسر اللبنانية الشقيقة ..أسرة مسلمة كنت أكرههم وأحبهم في آن واحد كنت أختنق في بيتهم حيث لاأستطيع أن أصطحب صديقي ولكنني كنت أرتاح بينهم راحة غريبة ..وفي هذه الليلة نويت أن آكل وأنزل فورا لأعود إلى حبيبي فقد وعدته بليلة من ليالي العمر وطلبت منه تجهيز كل شيء إلى حين عودتي …
وجلسنا إلى الطعام وهم يحدثونني عن لبنان وعن أهمية أن أتعلم العربية وأتابع أخبار الوطن وأنا لاأستمع إليهم بل أبتسم في بلاهة جميلة وحتى يثبتوا وجهة نظرهم فتحوا التلفاز على الفضائية اللبنانية وتوالت التعليقات والضحكات وأنا أزفر غيظا وأحاول جرّ عقارب الساعة لأرحل ..وكانت البرامج تجري أمامي على الشاشة وأنا أنظر بلاأذن وأسمع بلا عقل ولكن صمتهم المفاجئ جعلني أنتبه للشاشة..شاب يتحدث ..التفتت إلى جارتي وسألتها.. فقالت هذا الداعية عمرو خالد يتكلم في الدين ..وفي رأسي سقطت الفكرة بسرعة أنا مالي ومال الدين ..وأي دين هذا؟؟..أنا أريد أن أنهي هذه الجلسة الفاترة لأنهل من البحر الدافئ ..ولكن الترجمة بالانكليزية للكلمات صفعتني..هذا الشاب يتحدث عن العفة ..العفّة!؟ ماهذا؟!..كلمة جديدة غريبة لها وقع شاذ على أذنيّ ..مالذي دفعني أن ألملم ثيابي حولي وكأني عارية وهو يراني ؟! لست أدري!.وجدت أنفاسي تتلاحق وقلبي تضطرب دقاته ..العفة ..معنى لم أسمع به من قبل ولكنه جميل..نظيف.. طاهر ..بريءوأنا لست كذلك ..أنا لست عفيفة بل قذرة ملوثة ..حاولت أن أنفض رأسي وأستأذن لكن شيئا ما سمّرني في مقعدي ..شيء جعلني أسمع للنهاية وأبكي وأبكي ويعلو صوت بكائي ونحيبي ولم أعد أشعر إلا بشيء واحد أنا عاصية بلا دين أو هوية ..أنا جسد ممتهن لا عفة له ولا شرف ..أنا سأحترق في النار ولن ينفعني جمالي ولن يتقبّلني الله به ..الــلــــــه….لم أتذوّق طعم هذه الكلمة من قبل ..إن لها معان عميقة قوية على اللسان وفي الأذن وعلى القلب …
ولم أعد أدري كيف وصلت إلى منزلي ولا من الذي كان هناك..أنا فقط أذكر جلوسي أمام شاشة الكمبيوتر ..كنت قد التقطت عنوان موقع الداعية عمروخالد ودخلت إليه وظللت أحاول القراءة ولكن الحروف خانتني فكتبت إليه :**أخي الأكبر هذه أول رسالة أسأل فيها عن الله؟عن ديني؟عن ربي؟عن حياتي؟وبكل خجل أسأل :هل ممكن أن يتقبلني الله وأن أكون مسلمة ؟**..لقد تصورت أنه لن يرد فقد صارحته بكلمات قليلة عن حقيقتي وقلت في نفسي :سيحتقرني ويتقزّز مني ولو وصلتني إجابة فسوف تكون "من فضلك لاتراسلينا ثانية"ولكنه ردّ عليّ وأكثر من ذلك…أريد أن أجد ماأعبّر به ..لقد قال لي أن الله ممكن أن يتقبّلني بل ويمكن أن أفوز بالجنة وأصبح مسلمة عفيفة طاهرة وقال لي أن هذه ليست مجاملة من عنده بل آية في القرآن معناها لاتيأسوا ولاتقنطوا من رحمة الله ..وبكيت ..وبكيت ..أصبحت دموعي هي سلاحي وتوبتي وندمي ..تمنيت أن أظلّ أبكي حتى أغتسل وأتطهّر وأسمع هاتف السماء يقول لي قد قبلناك…
أصبح الكمبيوتر صديقي ورفيقي ..ورسائلي إلى موقعك عوني وذخري وحين حصلت على رقم هاتفك كانت أول مرة أسمع من يبدؤني بالسلام عليكم ويجيبني ويرحب بي ..لم أكن أعرف عن ديني كل هذه الرقة وحسن المعاملة ..أشعرتني زوجتك أنني شخصية مهمة جدا وأنكما كنتما تنتظران مكالمتي ..أنا ..بعد كل ماكان مني ..وقبل أن تناولك زوجتك سماعة الهاتف كانت كل جوارحي قد هدأت وانفك تلعثم لساني ..ووصلتني أشرطة القرآن ..وظللت أسمعها وأسمعها وأترك صوت القارئ يصدع في زوايا روحي ..أغترف من هذا المنهل الذي لاينضب وتجتاحني السكينة والسعادة ..وبدأت أحفظ القرآن لأول مرة في حياتي ..وحفظت سورة النبأ مع الفاتحة لأصلي بهما ..بدأت أصلي ..وأصلي وكأني أعوّض كل مافات وأدّخر لما لن أناله في اليوم الآت ..كيف حرمني أهلي من كل ذلك …كيف لم يشعروا هم أيضا بجمال لحظات السجود بين يدي الخالق ..وكأني تائهة أرتمي على أعتاب البيت ..أدقّ بابا أعرف أنه سيفتح وأجد داخله الأمان والعطاء ..نصيحتي إن كان لي أن أنصح – رغم خبرتي القليلة- لكل مسلم صلّى ..صلوا..ليس أرق وأبلغ من من الصلاة ومناجاة الله…..
هل أصف نظرات الرعب من الزملاء والزميلات في الجامعة حين دخلت الفصل يلفني حجاب كبير وملابس فضفاضة ..لم يعرفني أحد في البداية ..ولكن شهقاتهم وتحلّقهم حولي جعلاني أراهم للمرة الأولى ..من هؤلاء؟؟؟كيف كنت أحيا معهم؟؟؟ماهذه المنافسة والمطاحنة المحمومة التي كنت أعيش فيها ؟؟..مساكين بلاإله يعبد ولا ملجأ يحتمون به …., وبدأت أحفظ سورة يوسف النبي العفيف وتحرقني دموعي بين السطور ..تدعوه سيدة البيت وتتوعده بالويل والثبور وعظائم الأمور وهويفضل السجن على المعصية والحبس على الخيانة ….ماأجمل ربي؟! ..لاتضحكوا مني ..! إن الله جميل ..كريم ..وأنا أحببت الله من كل قلبي ولذلك أطعته…..
يارب أردت أن أعوّض سنين عمري التائهة وأعمل لخدمة دينك وإعلاء كلمتك… ولكن لن يكون إلا ما أردت أنت..وهاأنذا اليوم الخميس في المسجد أصلي وأدعو فغدا سأستسلم ليد جرّاح المخ والأعصاب ليزيل ورما سرطانيا بذر بذوره في رأسي ..ربي أحسست أن لي إلها وأنني لست هذا النبت الشيطاني الذي يحيا حياة أقل من الحيوان ..لأنه حتى الحيوان يسير في خط حياته المرسوم …..حبيبي أنت ياربي …قد كنت بعيدة بعيدة…وماكنت أشعر بفداحة خسارتي ومدى بعدي…وحين تعرفت إليك وجدتني لاألوذ بسواك …ولاأسأل سواك ولاأريد من كل هذه الدنيا إلاأن أجعل من حولي يعرفونك …أريد أن يعرف الجميع حلاوة هذا الشعور بالقرب من الله …..لقد جريت في حياتي لكل أنواع اللذات الدنيوية التي يلهث وراءها الناس ولنها كانت دائما موقوتة وتنتهي بشيء لم أكن أعرف كنهه ولكنه كان ضيقا وقززا …شيء كنت أعزوه إلى نهاية المتعة وفقدانها ولكنني أعرف الآن أنها شيء مختلف ..إنها صرخة الفطرة بداخل كل إنسان …يضطر أعضاءه للمعصية ويمرغ روحه الكريمة في الوحل ….ربي..أشعر أنني سأقابلك وأنا نائمة مستسلمة ليد الجرّاح ..ربي أعلم أنك الغفور الرحيم ..وأن توبتي ودموعي غسلت ذنوبي وطهّرتني من خطاياي ..ولكن هل تقبلني يارب؟؟هل تقبلني ياإلهي مع من تحب من عبادك ؟هل سأصل يوما إلى أن ترضى عني ..أن تنظر إليّ أنا التي نسيتك عمرا مديدا وتعلقت ببابك أياما قلائل ..ربي بين يديك أجلس ضيفة قي بيتك …ماأروع هذه الضيافة وماأتعسني إذ عشت محرومة منها ..في المسجد لاترى إلا ابتسامات واسعة مرحّبة …..وسؤال ومساعدة…رغم أنهم لايعرفونني إلاأن الجميع أحاطني بحنان صادق حين سمعوا عن مرضي وعن إجرائي للجراحة وشرعوا في الدعاء لأختهم المسلمة ..الله ..نداء الجمال والجلال …كيف كنت محرومة من كل ذلك؟؟؟ماهذا الدفء والاطمنان ؟ربي كنت أتمنى أن يكون لي الكثير لأمنحه لأهلك ..ولكن ليس عندي حلالا طيبا إلا مجموعة شرائط وسلسلة من الأحاديث الدينية ..فتقبلهم مني يارب وأنا أشهدك من هنا وأشهد ملائكتك وحملة عرشك أني تخليت عن كل شيء رغبة إليك وحبا في دينك ..حبّا لك ياربي …ربي ..إذا قبضت روحي فاقبضني وأنت عني راض…وإذا أرسلتني فأعنّي على خدمة دينك وإعلاء كلمتك وأسألكم جميعا الدعاء"…
أخوتي …لقد كانت تلك قصة توبة أختنا سارة ….فما قصة توبتنا نحن؟وهل تبنا أصلا….صدقوني إن الله لايمل من العفو حتى نمل من الاستغفار..-وهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم-…لن أتحدث عن نفسي ولكن يكفني أن سارة أخذت ثواب عودتي إلى الله ووجودي بينكم هنا…….
لقد وضعت هذه القصة خلال شهر رمضان على موقع الأستاذ عمرو خالد…لأن سارة أسلمت قبل وفاتها ب3أسابيع أي أن عمر إسلامها 3أسابيع فقط..!!!وكان كل هذا….وقد توفيّت في شهر شعبان ….لكن أعذروني لأنني لم أضع لكم إيميلاتها المكتوبة بالانكليزية فقد نسيت أن أنسخها من الموقع خلال رمضان….
على كل حال لقد طلبت منا أن ندعولها ولإمها أكثر,,…ولن أنسى عندما قالت في أحد إيميلاتها أنها تحجبت لكنها لم تستطع أن تترك الشخص الذي تحب….ولكن بعد أسبوع بعثت لتقول لقداستطعت أن أتركه لأنني اكتشفت أن االه أغلى منه……أخوتي أرجوكم ادعوا لها كثيرا و لاتنسوا أمها من الدعاء….هل تصدقون أنني لم أقرأ هذه القصة أو أكتبها أو أرويها لأحد إلاوبكيت..وحت أذكر لحظات العودة إلى الحبيب الكريم ….وأذكر ذنوبي ولاأنسى كيف كانت العشر الأواخر من رمضان بالنسبة إليّ ..والله لاأستطيع أن أنسى كيف كانت…إن التوبة جميلة …عندما تعصي وتعصي وعندما يرسل إليك الله رسائل لتتعظ منها غلا تكترث وتظل تعصاه ولكن عندما يهزّك هزّة قوية تحس بأنه ليس لك سواه من يحرص عليك ولايريد لك أن تتوه بعيدا عنه….

قصة توبة الملاكم محمد علي كلاي

كان قبل إسلامه يلقب نفسه ب "الأعظم " ، إذ كان أفضل ملاكمي عصره ، بل إن النقاد الرياضيين لقبوه بأفضل ملاكمي القرن الحالي كله ، فلم يعرف تاريخ الملاكمة ملاكـما أسرع منه ، كان يتراقص على الحلبة برشاقة ثم ينقض على خصمه إنقضاض الدبور، ويلدغه بلكمة لا يملك منها هربا أو فكاكا . . يسقط على أثرها صريعا ليعلو صوت البطل : "أنا الأعظم ". لكنه حين أسلم نبذ هذا اللقب ، إذ لم يعد ميالا للتعالي ، وصار بسيظا بساطة الروح الإسلامية . . . إنه الملاكم العالمي "كاسيوس مارسلوس كلاي " ، الذي عرفه العالم — فيما بعد – باسم : محمد علي كلاي. يحدثنا عن رحلته إلى الإسلام فيقول . "ولدت في "كونتر" بالولايات المتحدة الأميريكية ، تلك المنطقة التي اشتهرت بالدجاج المطهي بطريقة فريدة ماتزال تحمل اسمها، واشتهرت أيضا بابشع ألوان التفرقة العنصرية . كان طبيعيا أن أعاني منذ الطفولة من التفرقة العنصرية بسبب لوني الأسمر، ولعل تلك المعاناة كانت حافزا لتعلم الملاكمة، لكي أتمكن من الرد على من يسيء إلي من أقراني البيض ، ولأني أملك قواما رياضيا وعضلات مفتوبة ، فقد وجدت الطريق نحو هذه الرياضة ممهدا . . ولم أكد أبلغ العشرين من عمري حتى تمكنت من تحقيعق بطولة الوزن الثقيل في دورة ولم تمض سنوات قليلة حتى تمكنت من انتزاع بطولة العالم للمحترفين من شريرالحلبة "! وني ليستون " في واحدة من أقصر مباريات الملاكمة ، إذ لم تستغرق سوى ثوان معدودة ، توجت بعدها بطلا للعالم . . وبين ضجيج هتافات المعجبين ، وبريق فلاشات آلات التصوير، وقفت لأعلن أمام ملايين الشهود – الذين تحلقوا حول الحلبة وأمام أجهزة التلفاز- إسلامي ، مرددا : "أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله " ، وغيرت أسمي إلى "محمد علي كلاي " ، لأبدأ – وسط دهشة المشاهدين – معركة أخرى مع الباطل ، الذي أزعجه أن أعلن إسلامي بهذه السهولة والبساطة . إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمرأ طبيعيا يتفق مع الفطرة، فطرة الله التي فطر النالس عليها، وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير الممعن ، كانت بدايته عام 960 ام حين اصطحبني صديق مسلم إلى المسجد لأسمع شرحا عن الإسلام ، إذ أحسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي حانيا قولا، وصاح صائح في أعماقي يدعوني إلى تلمس الحقيقة ، حقيقة الله والدين والخلق . . لقد استغرقت رحلتي الإيمانية سنوات من المقارنة بين الإسلام و "المسيحية"(ا)، وكانت رحلة شاقة، فالكل من حولي ما بين مثبط ومضلل ، والمجتمع نفسه مجتمع يشيع فيه الفساد، ويختلط فيه الباطل بالحق ، ثم إن الدعاية الكنسية تصور المسلمين في صورة همج ، وترجـع أسباب تخلفهم إلى الإسلام ، إلا أني – وقد هداني الله ونور بصيرتي – عمدت إلى التمييز بين واقع المسلمين اليوم ، وحقيقة الإسلام الخالدة، إذ وجدت في الإسلام دينا يحقق السعادة للبشر جميعا ، ولا يميز بين لون وجنس وعرق ، فالكل متساو أمام الله – عز وجل -، أفضلهم عند ربهم أتقاهم ، فادركت أني أمام حقيقة ربانية لا يمكن أن تصدر عن بشر. قارنت بين تثليث النصارى وتوحيد الإسلام ، وامنت أن الإسلام هو الأقرب إلى المنطق ، فلا يعقل أن يدير ثلاثة الهة كونا واحدا بمثل هذا النظام المتفرد البديع نسبة إلى المسيح عليه السلام ، والصواب أن يقال : "انصرانية) كما هو تعبير القرآن الكريم ، ولأن المسيح بريء منهم بعد أن حرفوا دينهم . الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار. . . )، إنه أمر يستحيل حدوثه ، ولا يمكن أن يقنع إنسانا يفكر ويستخدم عقله . ولمست كيف يوقر المسلمون عيسى عليه السلام ، وأمه العذراء البتول ، ويرفعونهما إلى المقام اللائق بهما، فادركت بانه لأعداء من الإسلام نحو المسيح عليه السلام أو المسيحية في حقيقتها النقية، وأن ما يشيعه القسس والرهبان حول ذلك محض افتراء وكذب . ثم قرأت معاني القران الكريم مترجمة فـما ازددت مع كل سطر إلا اقتناعا بأن هذا الدين حقيقة ربانية محال أن يخترعه بشر، وعمدت إلى الاختلاط أكثر بجماعات المسلمين ، فلم أجد منهم سوى طيب المعشر والتسامح والمحبة التي افتقدتها في تعاملي مع النصارى الذين نظروا إلى لوني ولم ينظروا إلى جوهري " . هذه قصة إسلام بطل الملاكة المسلم "محمد علي كلاي " الذي أعلن إسلامه صريحا في لحظة انتصاره ، وكانما أراد أن يسدد للطاغوت ضربة قاضية كتلك التي نالها شرير الحلبة البشع (سوني لوستون ) . ولم يكن إعلانه لإسلامه نهاية المطاف وإنما بدايته ، إذ عد يوم إسلامه يوم مولده الحقيقي ، وبدأ يمارس حياته من هذا المنطلق ، فترك خلفه ما كان يتناوله من صنوف الطعام والشراب والحياة المخالفة للإسلام ، واتجه بقلبه وعقله وجميع جوارحه إلى الله ، وحفظ – أول ما حفظ – فاتحة الكتاب ، ليبدأ بها رحلة الطمانينة والإيمان . زار "محمد علي " مكة المكرمة وتكررت زياراته لها وللمدينة المنورة ، يسال ربه المغفرة لما كان قد ارتكبه من ذنوب في حياته السابقة قبل إسلامه ، ويطلب منه – عز وجل – أن يرزقه حسن الختام . وهو الأن رب أسرة مسلمة، وقد حرص أن يسمي أبناءه وبناته باسماء إسلامية أصيلة، فلديه : محمد ومريم ورشيده وخليلة وجميلة وهناء وليلى، وهم يتلقون تعليأ إسلاميا ويذهبون للمساجد باستمرار حتى يكونوا على صلة دائمة بربهم ثم بابناء جلدتهم من المسلمين .

يعد من أنشط رجال الدعوة الإسلامية في أمريكا، وأكثرهم عطاء، ومع ذلك فما يزال يحس بانه لم يقدم ما يريد، ففي ذهنه الكثيرمن الامال والأماني لعطاء أكبر من أجل خدمة دين الله وإعلاء كلمته . كبروا معنا لهذا البطل الذي طرح الباطل أرضا على الحلبة من أول جولة. . اللة أكبر. . الله أكبر

قصة توبة الممثلة صابرين

أثار قرار الفنانة الشهيرة "صابرين" بالحجاب واعتزال الوسط الفني.. أقوى ردود الأفعال التي دارت حول "فنانة" من الفنانات التائبات.. ذلك لأنها بعد أن وقفت على قمة الجبل جبل الشهرة وبدلاً من أن ترفع في وجوه الملايين من المعجبين عقودها التي قدرت بالأرقام المليونية.. رفعت في قلبها دعوة الله التامة.. وخرت ساجدة مسبحة ولسان حالها يقول: وعجلت إليك رب لترضى.. بعد أن قالت لهذه الملايين المترقبة: يرحمكم الله.. لا تعجبوا.. فهذا هو أسهل قرار اتخذته في حياتي.. ووراء هذا التحول العجيب حكايات لا تقل عنه عجباً.. يرويها هذا الحوار.

من هي الفنانة "صابرين".. عن قرب.. خاصة أن معظم الفنانين يخفون عن الناس مثل هذه المعلومات الخاصة.. أو يقدمونها غير صحيحة؟
اسمي صابرين ياسين عبدالله، أبي من عائلة "الحلو" المشهورة بألعاب السيرك والأكروبات، وأمي من عائلة "عاكف" المشهورة فنياً أيضاً.. فخالتي هي الفنانة "نعيمة عاكف".. وأنا من مواليد 4-10-1967م، وحاصلة على ليسانس الآداب قسم الفلسفة.. وبدأت حياتي الفنية مع أبي كلاعبة أكروبات وأنا طفلة.. حيث تمتد جذور الفن في عائلتنا إلى أكثر من 300 سنة.
وما قصة هذا القرار الصعب قرار الحجاب والاعتزال الذي تتهيبه كثيراً بعض الفنانات.. والذي لا يتخيله أحد ممن هن في مثل شهرتك وتألقك الفني؟
كنت لا أحب على الإطلاق أن أتحدث في هذا الموضوع.. لأن هذا القرار اتخذته في هدوء وصمت منذ عامين والحمد لله.. ورفضت كل العروض المغرية فنياً وإعلامياً رفضاً قاطعاً.. لأنني أردت أن أنعم في الطريق إلى الله بالسكينة، وأن أتذوق طعم الإيمان بهدوء وعمق.
لا شك أن هذا القرار، وإن كان سهلاً بالنسبة لك، إلا أن هناك بالقطع دوافع قوية كانت وراءه.. ترى ما هي؟
أحمد الله تعالى.. على أنني نشأت فوجدت حب الدين يسري في أسرتي كفطرة.. بالرغم من الشكل الفني العام للأسرة.. إلا أن كل أفراد الأسرة مواظبون على الصلاة والصيام والحج وأعمال الخير.. وقد رأيت بعض عواقب هذه الفطرة الحسنة في نهاية بعض أفراد الأسرة.. فجدتي مثلاً.. ماتت ساعة صلاة المغرب في رمضان وهي ساجدة على سجادة الصلاة.. أمام عيني!!.
ومثل هذه النهاية السعيدة لقيها جدي.
أما بالنسبة لي.. فقد أهداني أخي محمد وهو ملتزم والحمد لله محاضرة لأحد الدعاة الشباب "الحبيب علي الجفري".. وكانت حول أحوال العباد في عرصات القيامة.. وأحوال المسلمين في عرض أعمالهم على الرسول {، وحالنا أمام الله ورسوله في هذه اللحظة.. التي لا ينفع عندها مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وعندها.. وجدتني أمد يدي إلى حجابي وأرتديه.. ثم انخرطت في بكاء عميق أمام أفراد أسرتي وأنا أردد من قلبي دعاء خالصاً لله تعالى: اللهم ثبتني على الحق.. اللهم ثبتني على الحق.. وساعتها مرت أمامي 28 سنة من النجومية والأضواء كخط البرق وصدقني.. لم أتذوق في حياتي "دموع مسكرة" إلا هذه المرة.. وهي دموع العودة إلى الله.
ولم أتخذ في حياتي قراراً أسهل من هذا القرار.. قرار الحجاب.

العَوْن مع الصَّوْن

ولكن لابد من "العون" مع "الصون" كما يقولون.. فما أهم أسباب هذه المعونة التي أعانتك على هذا الطريق؟
أولاً: أنا طول عمري مسؤولة عن نفسي وأسرتي.. وكنت كثيراً ما أسأل نفسي: إذا كانت هذه هي مسؤوليتي في الدنيا!! فكيف ستكون مسؤوليتي في الآخرة؟؟!.
ثانياً: كنت طوال عمري أحب قرارة القرآن.. وكانت هناك آيات تستوقفني طويلاً.. خاصة آيات المسؤولية الفردية أمام الله تعالى، مثل قوله عز وجل: إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا (الجاثية:19)، وقوله: يوم يفر المرء من أخيه 34 وأمه وأبيه 35 وصاحبته وبنيه 36 لكل مرئ منهم يومئذ شأن يغنيه 37 (عبس)، فكانت هذه الآيات تزلزلني بشدة.. حتى إنني قلت لأمي ذات مرة: أنا عايزة أرضي ربنا بأي طريق.. فيكم وفي نفسي وأسرتي، وأنا متأكدة أنكم جميعاً لن تغنوا عني من الله شيئاً.. فمن يحبني منكم فليعني على طاعة الله.
ثالثاً: بصفة شخصية، كنت شبه محتشمة في الملابس.. وكنت طول عمري أصلي.. ولكن من باب إسقاط الفريضة كما يقولون.. وكان الحجاب بجواري دائماً.. ولكن كنت أرتديه للصلاة.. فأصبحت أرتديه طاعة لله.
وماذا تقولين الآن.. للكثيرات من مثيلاتك ممن يحملن هذا القلب الطيب والشعور الإيماني الفياض.. ولكنهن لا يزلن في منطقة التردد تلك؟
أحب أن أقول لحبيباتي وأخواتي وشقيقاتي من الواقفات على أعتاب الحق.. ولكن يتهيبن الدخول: اعلمن علم اليقين بأنه بقدر ما تكون محبة الله ورسوله في القلب، بقدر ما يكون الشعور بكبر الذنب.. ولابد أن تقاس الأمور قياساً صحيحاً.. فهل يضمن أحد في الدنيا لنفسه فيها خطوة، أو لقمة، أو شربة ماء؟ وهل يضمن أحد إذا نام أن يصحو الغد؟ فلابد من مصاحبة الموت.. لا لنموت ونحن أحياء، بل لنحيا من مواتنا اليوم قبل الغد.. وفضلاً عن هذا.. فإن الله الذي خلق فسوى.. والذي قدر فهدى ، هو الذي أمر بالحجاب كما أمر بالصلاة والصيام والزكاة.. ومن هنا فإن هذه القضية لا تقبل فيها أنصاف الحلول.. فتوكلوا على الله.. ومن توكل على الله كفاه.
حققت كثيراً من النجاح والشهرة.. بما لم تحلم به فنانة أخرى.. وكنت مثالاً للفنانة الشاملة، كما يقولون.. فهل يمكن أن نعتبر حجابك بمثابة استغناء بعد استكفاء؟
لا يوجد فنان حقيقي يمكن أن يستكفي أو يستغني.. ولكن الأهم أن يسأل نفسه.. وبصدق: مم يريد أن يستكفي؟ وبماذا يستغني؟ هل من المال؟.. هل من الشهرة؟ هل من النرجسية وحب الذات؟ هل من النجومية والعالمية؟ هل من راحة النفس وراحة الضمير؟.
وبالنسبة لي فقد عشت 28 سنة من النجومية والأضواء رغم أنني من مواليد عام 1967م، حيث كنت أعمل وأنا طفلة كلاعبة "أكروبات" مع أبي.. وانتهت هذه المسيرة عند مسلسل "أم كلثوم" الذي حقق شهرة خرافية.. حتى إنني بعده زرت معظم البلاد العربية، والتقيت الرؤساء والملوك.. حيث التقيت الرئيس حسني مبارك والرئيس زين العابدين بن علي، والملك عبدالله بن الحسين، وكوفي عنان، ود.أحمد زويل.. وبرغم كل النجاحات التي حققتها.. فإنني لم أشعر بالسعادة قط، وكنت دائماً أدعو الله "يا رب نجاحي يكون معك وحدك"، وكنت كلما قرأت الفاتحة وقفت طويلاً أمام قوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (7).
وكنت كلما قرأت من فواتح البقرة: الم"(1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين(2) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون(3) (البقرة)، أضع تحت كلمة "الغيب" هذه مليون خط.. أي غيب؟!. وماذا فيه؟! وماذا سأعد له؟! وماذا سأقول لربي غداً؟.
ومن هنا.. فإن أي فنان أو فنانة أوتي الموهبة.. ومتع بالحس الراقي.. لابد أن يسأل نفسه: أين أنا؟ وماذا أقدم؟.. وما الهدف؟.

صالحت نفسي والحمد لله

لكن هناك حملات شعواء، تنطلق مسعورة حول كل فنانة أو فنان يلحق بركب المهتدين، من أنه مجند لجهة معينة، أو تقاضى أموالاً لقاء هذا التوجه، أو… أو.. فماذا كان موقفك مما أثير حولك؟ ولماذا كان الصمت التام لمدة عامين ونصف تقريباً؟
الحمد لله تعالى.. أنني صالحت نفسي.. وكنت مسلّمة جداً بالأمر.. ومسلحة جداً بأن القرار ليس قراري.. إنما هو قرار رب العزة سبحانه وتعالى.. وكنت أقول لهؤلاء جميعاً بلسان الحال: جزاكم الله خيراً، حيث أضفتم إليَّ رصيداً من الحسنات ما كنت أحلم به يوماً ما، وكنت أقول بيني وبين نفسي: هل من مزيد؟! وكنت دائماً أردد قول رب العزة عن سيدنا موسى: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير 24 (القصص).
وأحب أن أقول: إن وساوس الناس أعظم خطراً من وساوس الشياطين.
وهل كان هناك أحد وراء هذا القرار الهادئ العميق بالحجاب والاعتزال؟
كان هناك توفيق الرحمن الرحيم.. ودعوات الصالحين والصالحات.. فكثيراً ما كنت ألتقي أخواتي الكريمات شهيرة وسحر حمدي وهناء ثروت والحاجة ياسمين الخيام.. وغيرهن.. وكنت أقول لهن: أرجوكن وأسألكن الدعاء بالهداية..
تكررين كثيراً أنك بهذا القرار قد "صالحت نفسك" بمعنى…؟
بمعنى أن صوت الفطرة هو صوت الطاعة.. فكل مولود يولد على الفطرة.. التي هي الإسلام.. وبالنسبة لي.. كنت أحيا النجومية بأوسع وأرفع معانيها.. حيث كنت أسهر.. وأدور في الدنيا.. وأخوض في الشهرة والمال والجمال.. والأضواء وملايين المعجبين.. ولكن عندما أعود إلى منزلي.. لا أجد طعماً للسعادة أبداً.. وكما تعرف.. فإن الناس لا يتفقون على مفاهيم واحدة للحياة على الإطلاق.. ولكن في هذه المنطقة.. (منطقة الطاعة).. تجد القاعدة التي يلتقي عندها كل الناس الذين ذاقوا طعم الإيمان، لذا.. فأنا لا أطيق لله شكراً، أنني قد وجدت ما كنت أبحث عنه.. وهو الراحة والسعادة.
إذا كانت هذه النظرة عند من لا يفهمون معنى التوبة، ولا يستشعرون مذاق الإقبال على الله عز وجل.. فلا شك أن هناك أمارات وبشارات للسالكين.. يثبتهم بها ربنا عز وجل.. حتى لا يدعهم نهباً لهؤلاء الجائعين إلى لذة الجسد.. المبهورين بالأصوات والأضواء والشهرة والجمال.. فما أهم هذه البشارات التي كانت لك عوناً ومدداً على الطريق؟
لعل هؤلاء الإخوة والأخوات ممن ذكرت، في حاجة إلى أن نقرأ معاً قوله تعالى: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء 27 (إبراهيم).
ولعل الرؤى الصادقات كانت أهم هذه البشارات.. ودعني أحتفظ بها لنفسي.. أما بعض الأمور الظاهرة فقد أرسل إليَّ المركز الإسلامي في فرنسا دعوة عقب قرار الحجاب.. وألحوا عليَّ في أن أحكي فقط هذه الرحلة لبعض الأخوات في فرنسا.. وذهبت إلى هناك، وفي جولة تحت برج "إيفل".. كانت إحدى الفرق الغربية تعرض إحدى حفلاتها التي يقدمونها في افتتاح فصل الصيف أول شهر يوليو.. ووجدت كل الحاضرات ينادونني باسمي، وفي لحظات التف حولي منهن المئات بمختلف الجنسيات والهيئات والملابس.. ومن زحام الأسئلة.. ووسط هذا الجو الصاخب الذي يملأ المكان حول هذا "الباند" الغربي.. وجدتني أتحدث بقوة وطلاقة وحماس منقطع النظير عن الإسلام والدعوة الإسلامية.. وفتح الله عليَّ فتحاً مازلت أعجب منه.. وتساءلت في أجمل وأصدق اللحظات مع الله عز وجل قائلة: ما هذا التكريم يا غفور يا كريم؟!.. في فرنسا.. وتحت برج إيفل.. ووسط هذا الجو الماجن.. أتحول إلى داعية لك ولدينك؟!.. لك الحمد يا ربنا على ذلك.. ولك الحمد فوق ذلك.. حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى.
ومرة دعاني أبناء عمي لمشاهدة أحد عروضهم بالسيرك القومي المصري.. وما إن دخلت قاعة العرض.. إلا وقام الجمهور بكامله (1500 فرد) يرددون معاً وبصوت وهتاف واحد: الله أكبر ولله الحمد.. فغمرني البكاء بصوت مرتفع.. وأحسست أن هذا تكريم ما بعده تكريم من الحنان المنان.. الذي تفضَّل عليَّ فتحولت ساحة العرض إلى ساحة للدعوة والتكبير.. فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كثير من الناس يحمل هذه النبرة الإيمانية الصافية.. لكنها تحتاج إلى جهد هائل لاستنباتها.. أليس كذلك؟
لعلك تعجب إن قلت لك إن جدي لاعب السيرك.. قد قام بترجمة معاني القرآن الكريم من العربية إلى الفرنسية.. حيث كان يجيد الفرنسية كأبنائها.. والله عز وجل قد قطع العهد على نفسه إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم (الأنفال:70)، فاللهم آتنا الخير الذي وعدتنا إنك على كل شيء قدير.
يقولون أيضاً.. إنك رأيت "رؤيا" غريبة للسيدة أم كلثوم أثناء تصوير مسلسل "أم كلثوم" .. ما هي؟
نعم.. لقد رأيتها كأنها تموت.. وظلت تموت شيئاً فشيئاً.. حتى ماتت تماماً على صدري.. وقبل نفسها الأخير أعطتني شريط كاسيت ففتحته.. فوجدت مكتوباً عليه "القرآن الكريم" فعرفت على التو مغزى هذه الرؤية التي لا تحتاج إلى تأويل.
وأخيرا.. من هي "صابرين" بالأمس.. و"صابرين" اليوم؟!
صابرين الأمس.. هي "صابرين" التي يعرفها الجميع.. أما صابرين اليوم.. فإن يومي يبدأ بصلاة الفجر.. وقراءة ورد القرآن والأقكار، ثم أعكف على تربية ولدي وحبيبي "نور".. وأحب لكل أحبابي أن يجهدوا ويجتهدوا في تنشئة أبنائهم على أن الإسلام حق وواجب وشرف وحياة.

توبة الممثلة هالة فؤاد
أرى أنني ارتكبت معصية وخطأ كبيراً في حق ربي وديني، وعلى هذا الأساس أتمنى أن يغفر الله لي ويسامحني

هذا ما قالته الممثلة (سابقاً) هالة فؤاد بعد توبتها واعتزالها الفن، وارتدائها الحجاب، وإعلانها التفرغ التام لرعاية زوجها وأولادها وبيتها، تروي قصتها فتقول:
(منذ صغري وبداخلي شعور قوي يدفعني إلى تعاليم الدين، والتمسك بالقيم والأخلاق الحميدة، وبالتحديد: عندما كنت في المرحلة الإعدادية.

كنت لا أحب حياة الأضواء، أو الظهور في المجتمعات الفنية، وكانت سعادتي الكبرى أن أظل داخل منزلي، ولكن النفس الأمارة بالسوء والنظر إلى الآخرين وتلك التبريرات الشيطانية كانت وراء اتجاهي لهذا الطريق وشاء الله سبحانه وتعالى أن يبتليني بمصيبة أعادتني إلى فطرتي، وتبين لي من خلالها الضلال من الهدى، في لحظ كنت فيها قاب قوسين أو أدنى من الموت، وذلك أثناء عملية الولادة الأخيرة، حيث سدت المشيمة عنق الرحم، وكان الأطباء يستخدمون معي الطلق الصناعي قبل الولادة بثلاثة أيام، وحدث نزيف شديد هدد حياتي بخطر كبير، فأجريت لي عملية قيصرية، وبعد العملية ظللت أعاني من الآلام، وفي اليوم السابع، الذي كان من المفروض أن أغادر فيه المستشفى، فوجئت بألم شديد في رجلي اليمنى، وحدث ورم ضخم، وتغير لونها، وقال لي الأطباء: إنني أصبحت بجلطة.
وأنا في هذه الظروف شعر بإحساس داخلي يقول لي: إن الله لن يرضى عنكِ ويشفيك إلا إذا اعتزلت التمثيل، لأنك في داخلك مقتنعة أن هذا التمثيل حرام، ولكنك تزينينه لنفسك، والنفس أمّارة بالسوء، ثم إنك في النهاية متمسكة بشيء لن ينفعك.
أزعجني هذا الشعور، لأنني أحب التمثيل جداً، وكنت أظن أني لا أستطيع الحياة بدونه، وفي نفس الوقت خفت أن أتخذ خطوة الاعتزال ثم أتراجع عنها مرة أخرى، فيكون عذابي شديداً.
المهم عدتُّ إلى بيتي، وبدأت أتماثل للشفاء، والحمد لله، رجلي اليمنى بدأ يطرأ عليها تحسن كبير، ثم فجأة وبدون إنذار انتقلت الآلام إلى رجلي اليسرى، وقد شعرت قبل ذلك بآلام في ظهري، ونصحني الأطباء بعمل علاج طبيعي، لأن عضلاتي أصابها الارتخاء نتيجة لرقادي على السرير، وكانت دهشتي أن تنتقل الجلطة إلى القدم اليسرى بصورة أشد وأقوى من الجلطة الأولى.
كتب لي الطبيب دواء، وكان قوياً جداً، وشعرت بآلام شديدة جداً في جسمي، واستخدم معي أيضاً حقناً أخرى شديدة لعلاج هذه الجلطة في الشرايين، ولم أشعر بتحسن، وازدادت حالتي سوءاً، وهنا شعرت بهبوط حاد، وضاعت أنفاسي، وشاهدت كل من حولي في صورة باهتة، وفجأة سمعت من يقول لي قولي: (لا إله إلا الله) لأنك تلفظين أنفاسك الأخيرة الآن، فقلت: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله).
نطقتُ الشهادة، وفي هذه اللحظة تحدثتُ مع نفسي وقلتُ لها: سوف تنـزلين القبر، وترحلين إلى الله والدار الآخرة، فكيف تقابلين الله، وأنت لم تمتثلي لأوامره، وقضيتِ حياتك بالتبرج، والوقوف في مواقف الفتنة من خلال العمل بالتمثيل؟ ماذا ستقولين عند الحساب؟ هل ستقولين إن الشيطان قد هزمني.
نعم، لقد رأيت الموت فعلاً، ولكن للأسف، كلنا نتناسى لحظ الموت، ولو تذكر كل إنسان تلك اللحظة فسوف يعمل ليوم الحساب، يجب أن نتثقف دينياً حتى لا نكون مسلمين بالوراثة، ويجب أن نتعمق في دراسة القرآن والسنة والفقه، وللأسف فإننا نعاني من (أمية دينية)، ولابدّ من تكاتف كل الجهات لتثقيف المجتمع دينياً، ولن يتم ذلك من خلال تقديم برنامج واحد أو برنامجين.
وباختصار، قمت بمحاكمة سريعة لنفسي في تلك اللحظات ثم شعرت فجأة بأنني أسترد أنفاسي، وبدأت أرى كل من يقف بوضوح تام.. أصبح وجه زوجي شديد الاحمرار، وبكى بشدة، وأصبح والدي في حالة يُرثى لها، أما والدتي فقد قامت في ركن من الحجرة تصل وتدعو الله.
سألت الطبيب: ماذا حدث؟!
قال: (احمدي ربنا، لقد كُتب لك عُمر جديد).
بدأت أفكر في هذه الحادثة التي حدثتْ لي وأذهلتِ الأطباء بالإضافة إلى من حولي… فكرت في الحياة كم هي قصيرة، ولا تستحق منا كل هذا الاهتمام، فقررت أن أرتدي الحجاب وأكون في خدمة بيتي وأولادي، والتفرغ لتنشئتهم النشأة الصحيحة، وهذه أعظم الرسالات).
وهكذا عادت هالة إلى ربها، وأعلنت قرارها الأخير باعتزال مهنة التمثيل، تلك المهنة المهينة التي تجعل من المرأة دمية رخيصة يتلاعب بها أصحاب الشهوات وعبيد الدنيا، إلا أن هذا القرار لم يَرق لكثير من أولئك التجار (تجار الجنس) فاتهموها بالجنون، وأنها إنما تركت التمثيل بسبب المرض وعجزها عن المواصلة، فترد على هؤلاء وتقول:
(إن هناك في (عالم الفن) مَن هم أكثر مني (نجومية)!! شهرةً، وقد تعرضوا لتجارب أقسى كثيراً مما تعرضتُ له، ولكنهم لم يتخذوا نفس القرار).
ثم تضيف: (والغريب أن الوسط الفني) قد انقسم أمام قراري هذا إلى قسمين: فالبعض قدم لي التهنئة، والبعض الآخر اتهموني بالجنون، فإذا كان الامتثال لأوامر الله جنوناً، فلا أملك إلا أن أدعو لهم جميعاً بالجنون الذي أنا فيه).
وفي معرض حديثها عن حاله قبل التوبة، وموقفها من زميلاتها اللاتي سبقنها إلى التوبة والالتزام تقول:
(لقد كنت أشعر بمودة لكل الزميلات اللاتي اتخذن مثل هذا القرار، كهناء ثروت، وميرفت الجندي… وكنت أدعو الله أن يشرح لما يحب، وأن يغلقه عما لا يحب، وقد استجاب الله دعائي وشرح صدري لما يحب).
وفي ختام حديثها تقول:
(هالة فؤاد الممثلة توفيت إلى غير رجعة، وهالة فؤاد الموجودة حالياً لا علاقة لها بالإنسانة التي رحلت عن دنيانا).
هذه هي قصة الممثلة هالة فؤاد مع الهداية كما ترويها بنفسها، ونحن بانتظار المزيد من العائدين إلى الله من (الفنانين) وغيرهم، اللاحقين بركب الإيمان قبل فوات الأوان، فمن العائد الجديد يا ترى؟؟

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.