نزلات برد أم أنفلونزا ؟
يفرق الأطباء بين ما يسمى بنزلة البرد العادية وبين الأنفلونزا، فنزلة البرد العادية لا يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة أو إرهاق وآلام في عضلات وعظام الجسم وإنما هي عبارة عن عطاس وربما سعال خفيف واحتقان للأنف وبقية الأعراض المعروفة،
أما الأنفلونزا فهي يصحبها ارتفاع في حرارة الجسم و ما يقعد الإنسان أو يلقي به في الفراش، وهي عبارة عن عدوى فيروسية يسببها نوعان من الفيروسات A، B تدخل للجسم عن طريق الأغشية المخاطية في الفم والأنف والعين ويحدث الانتقال لهذه الفيروسات من الشخص المصاب إلى السليم بالسعال أو العطس أي انتقال مباشر.
إذا هي فيروساتالأنفلونزا عدوى فيروسية وهذا يعني أنه لا يفيد معها استخدام المضادات الحيوية بل لا بد من أن تأخذ دورتها التي تستمر 3 – 4 أيام تطول أو تقل حسب عناية الشخص براحته ومأكله ومشربه، فالحل الأول لتقصير دورتها هو الراحة في المنزل، ولكن قد يقود ضعف مقاومة الجسم في حال الإصابة بالأنفلونزا لغزو بكتيري يسبب التهابات في الحلق أو مجرى التفس عند البعض.
نزلة برد
يقول الأطباء إن نزلة البرد العادية قد لا يفيد معها ملبس أ و تدفئة للمنزل بل ربما أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة تعرض الشخص لها فهي رهينة الانتقال المفاجئ من الأجواء الحارة إلى الباردة أي من البيت الحار إلى خارجة للأجواء الباردة.
الغذاء الجيد… الدرع الأول
يعتقد كثير من الناس بأن الغذاء الجيد هو الركن الأساسي للوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا. وهذا صحيح فالغذاء الجيد المتوازن المحتوى على العناصر الغذائية الأساسية خاصة الكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات والمعادن ثم شيء من الدهون يعتبر الدرع الواقي بإذن الله، ولكن قد تختلف التصورات حول طبيعة هذا الغذاء فمثلا عادة ما نلجأ إلى الوجبات الدسمة التي تعد بكميات من الدهن والدقيق والتمر أو ما يشبه ذلك اعتقادا بأن ذلك سيعطينا طاقة وحرارة في الجسم تشعره بالدفء وأن كان هذا الاعتقاد صحيح في مجملة إلا أن المسألة ليست طاقة فقط (رغم أننا نبحث عن الطاقة)، بل لابد أن يؤخذ في الاعتبار تنشيط وتحفيز جهاز المناعة في الجسم لمقاومة أي دخيل سواء أكان فيروسات أو بكتيريا وبناء على ذلك فمن الأمور التي لابد أن تؤخذ في الاعتبار هو أن أكل الدهون والسكر بكميات كبيرة يضعف جهاز المناعة (خاصة عند الأطفال).
في مقابل ذلك فإن الفيتامينات والبروتينات عناصر مهمة لتشجيع جهاز المناعة.
إن الغذاء الجيد يعني المتوازن والذي يؤكل في وقته بكميات كافية غير منقوصة، فمثلا لا بد أن لا يهمل الإنسان أكل الإفطار مع الحرص على أن يحتوي على مصدر بروتيني كالبيض والحليب أو الجبن بجانب الخبز و شئ من العصائر الطبيعية.
إذا أردنا حصر الأمر في نزلات البرد والوقاية منها فيمكن التأكيد بأن الفاكهة أولا ثم الخضراوات ثانيا. فالفاكهة غالبا ما تؤكل طازجة وبها كمية جيدة من الفيتامينات المشجعة لنشاط جهاز المناعة في الجسم. ويعتبر عصير الفاكهة الطازجة سيدا للموقف في هذا الصدد. وتشير أصابع الناس دائما إلى دور فيتامين ج (c) للوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا. وما يقوله الناس لم يأت من فراغ بل إن لهذا الفيتامين دورا معلوما بدراسات علمية قديمة، إلا أن بعض الدراسات الحديثة تفرق أحاديث الناس وتوزعها إلى إجابة على سؤالين هما:
الأول: هل لفيتامين (ج) دور في الوقاية من الأنفلونزا؟ وهنا تقول الأبحاث إن ما يقوله الناس مبالغ فيه إذ قد يكون له دور بسيط في هذا الجانب وليس بالصورة التي كانت تقال قديما.
والثاني: هل لفيتامين (ج) دور في تقصير دورة نزلة البرد أو الأنفلونزا إذا أصابت الإنسان؟
وهنا يؤكد أن لفيتامين (ج) دورا احتماليا أكبر وتقترح أن يؤخذ هذا الفيتامين لتقصير الدورة والإسراع بالشفاء بإذن الله. وفيتامين (ج) يباع اليوم على صورة حبوب وكبسولات، ولا ينصح باللجوء إلى المبالغة في أخذه بهذه الطريقة لكل أحد في كل وقت ولا ينصح بزيادة جرعاته عن 1 جرام في اليوم ( 1000 ميللجرام ) لأن ذلك يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، والأفضل دائما هو أخذه من مصادره الأساسية من الفواكه وعصائرها الطبيعية مثل: الجوافة والليمون والبرتقال والطماطم (الطماطم تصنف ضمن الفواكه لا الخضراوات) هذا بجانب وجود مواد وفيتامينات ومعادن أخرى تشجع نشاط مناعة الجسم في الفواكه وتحميه من أمراض أخرى ومثل هذه الفيتامينات والمواد مثل الكاروتينات والفلافينويدات كما أن هنالك بعض الفواكه الأخرى كالتمر والتين والمشمش وغيرها الغنية بالمعادن (كالزنك والحديد والكالسيوم وغيرها) التي لها دور واعد لتقوية جهاز المناعة في الجسم.
النباتات… الدور المجرب
يقصد بالنباتات هنا أجزاء النبات من أوراق أو بذور أو جذور أو سيقان، والغذاء يشمل الشراب كما يشمل الأعشاب التي تؤخذ عن طريق الفم سواء على صورة سائلة أو غير ذلك ولاشك أن هنالك عددا من الأعشاب والبذور أو بقية أجزاء النبات لها دور فعال ومجرب للوقاية من مزلات البرد والأنفلونزا أو يقتصر دورتها إذا وقعت الإصابة للوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا والقائمة طويلة، وتشمل على سبيل المثال لا الحصر القرفة والقرنفل والزنجبيل والبابونج والمرمية وعرق السوس والثوم والختمي والحبة السودة والزعتر والبنفسج والزيزفون وغير ذلك..
شراب ساخن… لدور أفضل
الشاي معروف لدينا فهو مميز بلونيه وأوراقه ولكن تستخدم كلمة شاي اليوم على نطاق أوسع من مجرد الشاي المعروف، فأصبح هناك مصطلح جديد يسمى شاي الأعشاب وليس فيه من الشاي المعروف شيء وإنما هو مشروبات ساخنة لنوع أو آخر من العشاب التي تستخدم في مجال الطب البديل، وتعتبر المشروبات الساخنة لمعظم النباتات المفيدة في الوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا أو تقصير دورتها هي الصورة العملية الأولى لاستخدامها.
القرفة… لأكثر من فائدة
لصعوبة عرض جميع النباتات هنا فسوف يكون الاختيار لاثنين منها فقط هما القرفة والزنجبيل.
فالقرفة هي لحاء لأشجار وهي من أقدم التوابل إذ يعتقد أنها زرعت في سيرلانكا قبل 6 آلاف سنة وعرفت كدواء منذ 2700 سنة قبل الميلاد. وتوضع القرفة ضمن أهم المشروبات التي ينصح بها للوقاية أو تقصير دورات نزلات البرد والأنفلونزا، فقد عرفت ومنذ القدم في علاج أعراض الأنفلونزا أو التخفيف منها كما استخدمت لالتهاب الحلق إذ تغلى في الماء وتحلى بالعسل وينصح الطب الصيني باستخدامها طوال فصل الشتاء على صورة مشروب أو إضافتها للأكل أو الحلاويات. ويشار هنا إلى أنه لا يقتصر دور القرفة في الوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا بل إنها تستخدم في الطب البديل لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي والمساعدة في علاج حصر البول وهي تستخدم لطرد الغازات وتنظيم الهضم كما أنهم ينصحون بشربها كمادة منعشة وفي مقاومة الغثيان ومنع الاستفراغ والإسهال حيث تحلى بالعسل أو تؤخذ مع ملعقة من العسل على صورة مسحوق. كما أنها تستخدم لإزالة رائحة الفم الكريهة سواء بمضغها أو الغرغرة بمستخلصها بالماء وما زال الصينيون يستخدمونها لعلاج الصداع وتخفيف نوبات الربو وتقليل غزارة الدورة الشهرية والسيلان.
الزنجبيل… يكمن سر الزنجبيل الأول في أنه مادة مدفئة فهو مادة مولدة للحرارة داخل الجسم لذا نشربه في أيام البرد فهو مفيد لهذا الأمر. أما استخدام الزنجبيل للوقاية من نزلات البرد فقد يكون بطريقة غير مباشرة لهذا السبب، وقد يكون له دور فعلي للوقاية ورغم ذلك فالتجارب (كما يقول أصحاب الطب البديل) تؤكد أنه يقلل من فترة الدورة التي يحتاجها فيروس الأنفلونزا للبقاء في الجسم، فبدلا من أن تكون أربعة أيام على سبيل المثال قد تصل إلى يومين (هذا للتوضيح ليس إلا).
والزنجبيل عالم وحده عند العشابين وأهل العطارة، فهو صيدلية صغيرة بكل ما في الكلمة من معنى (وقد سبق لـ"الوطن" أن طرحت فوائده بإسهاب) ولكن للتذكير فهو عندهم مهضم ومنظم لاضطرابات الجهاز الهضمي وهو مانع للغثيان والدوار الصباحي، معالج لحموضة المعدة وموقف للإسهال وتقلصات المعدة، كما انه مخفف لآلام العضلات والإرهاق، مدفق للدم مخفض للكلسترول الضار مسكن للآلام عموما كما أنه مادة مضادة للمكروبات والبكتيريا مخفض للسخونة وغير ذلك.
والزنجبيل عبارة عن جذور نباتات تنمو بصورة كبيرة في مناطق عديدة من العالم ولكن أكثر ما تنمو في الهند والصين لذا فهو تابل ومعالج أساسي هناك. وقد كان القدماء من الصينيين يعالجون به أو يدخلونه ضمن مواد أخرى في علاج كل شيء تقريبا. وهناك دراسات حديثة تؤكد كثيرا من الفوائد المذكورة عنه خاصة في كونه مادة مدفئة ومضادة للفطريات التي تنمو في الأغذية (مثل الفلاتوكسين).
نقلته للفائدة
مع تمنياتي لكم بدوام الصحه والعافيه،،
تسلم الايادي حبيبتي
على مروورك تسلمين
الف شكر على مرورك
والله يشافيك من كل مرض
تسلمين