تخطى إلى المحتوى

نظريه الخنزير -قصة قصيرة 2024.

نظريه الخنزير

خليجية

يحكى ان رجلاً يهوديا كان يعانى من حالة معيشية صعبة جدا، حيث كان يعيش هو وزوجته وأولاده الستة ووالدته وحماته فى غرفة واحدة، فذهب إلى أحد الحاخامات يشكو إليه مما يعانيه أملاً فى ان يجد له حل او يدعو له الرب ليفتح له باباً للخلاص، وبعدما سمع الحاخام مشكلته طلب منه ان يحضر خنزير ويضعه معهم فى نفس الغرفة شريطة ألا يخرج منها ابداً، وبالفعل نفذ الرجل ما طلبه منه الحاخام ومرت الأيام والخنزير يحيا معه هو وزوجته واولاده الستة ووالدته وحماته فى نفس الغرفه، التى انتشر فيها روث الخنزير وأصبحت رائحتها لا تطاق ، فذهب الرجل الى الحاخام ثانية يشكو له من نتن الخنزير الذى حول الغرفة الى جحيم لا يحتمل، فطلب منه الحاخام ان يطرد الخنزير من الغرفة وينظفها وبعد ايام مر عليه وسأله عن أحواله فأجابه الرجل : حمداً لله، فقد انتهت جميع مشاكلى!

هذه القصة تتطابق تماماً مع السيناريو الذى عايشناه طوال العامين الماضيين، لقد كنا نعانى من فساد نظام مبارك وقمعه وبطشه فقمنا بثورة بُلينا بعدها بمن حولوا البلد إلى حظيرة خنازير ولما ذهبوا ظننا ان جميع مشاكلنا قد انتهت! ان ثورة الشعب المصرى يوم 30 يونيو واستجابة القوات المسلحة لإستغاثته بعزل مرسى عن الحكم ليس سوى خطوة على أول طريق طويل ووعر، لكنه لم يعد مظلماً، فمازالت أمامنا تحديات كثيرة وكبيرة، أولها القضاء على الإرهاب، خاصة الإرهاب المنظم فى سيناء ثم التأسيس لحياة سياسية حقيقية تبدأ بحل الأحزاب الدينية ثم المصالحة – واقصد بالمصالحة هنا، المصالحة فقط مع من لم يحمل السلاح أو يدعو إلى حمله – أى اننى أستثنى قيادات الإخوان التى حرضت على الفتنة من أى مصالحات وطنية، فهؤلاء – بالإضافة لكونهم لا يعرفون معنى المصالحة أو الوطنية – وجبت علينا محاكمتهم وإقصائهم عن الحياة السياسية إلى الأبد؛ رغم اننى لم أكن يوماً من مؤيدى قانون العزل السياسى الذى إبتدعه الإخوان لإقصاء من اسموهم بفلول مبارك تمهيداً لإخلاء الساحة لهم أثناء انتخابات البرلمان القادمة، حيث كانت الكوادر الفلولية هى الوحيدة القادرة على المنافسة وسط ضعف الكوادر الثورية (المستجدة) فى (لعبة) الإنتخابات. إذن، علينا أن نساءل أنفسنا … هل انتهت جميع مشاكلنا بعزل مرسى ؟! هل تنتهى بالقبض على قيادات الإخوان وحل الجماعة والحزب ؟! أم بحل كل الأحزاب الدينية ؟! هل تنتهى بإختفاء فلول الإسلاميين وفلول مبارك؟! أم بإختفاء المدعين والوصوليين والمنافقين بغض النظر عن إنتماءاتهم السياسية ؟! هل تنتهى بإغلاق القنوات الوهابية ؟! أم بإغلاق كل القنوات المحرضة والمتلونة و(المطبلة) للنظام أى كانت ملته ؟! هل تنتهى بالإستفتاء على دستور جديد يتناسب مع بلد أطاح شعبه بنظامين إستبداديين مختلفين فى ثلاث سنوات ؟! أم بدستور يُعمل به حقاً ؟! … وأخيراً وليس آخراً .. هل لازال عاشور بتاع الشرقية بيأجر بلطجية ؟!

شكرا للطرح
بس حبيبتي مازال كل شئ لم ينصلح بعد
يااارب يحمي مصر ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.