نعمــــــة : التأمــــــــــل
التـأمـــــل نعمــــــة
كبيرة يمنحها الله لعباده الأتقياء .. الأصفياء ..
الذين لا تلهيهم الدنيا عن التفكر والتدبر فى خلق الله
وإذا أراد الله أن يختار عبداً من عباده ويفضله على من سواه
ينظر إليه بعين الفضل والرحمة ويفتح له أبواب الهداية ,
ثم يكرمه بالانتباه ويوقظه من نومة الغافلين ، وينعم ويمن عليه
بشرح الصدر ويذهب عنه موتع القلب بالفهم ،
ويذهب عنه الوهم ويكرمه بالحياء والخوف واليقين،
ويذهب عنه الخوف والشك ويمنحه جراءة الأمن …
فإذا اجتمعت فى القلب هذه الخصال أشرق قلب المؤمن بنور الله …
وكل هذا لا يأتى بدون نعمة التأمل
التى نتحدث عنها وننهل من أفضالها على الإنسان ..
ويكفى المتأمل فخراً أنها تمنحه الرضا بالقضاء والقدر ..
والسكينة والهدوء .. والراحة النفسية كل هذا يضفى
على النفس هالة من النور والإيمان .
والتأمل له درجات
.. يمنحها الله لعباده .. وأعلى الدرجات يمنحها الله للرسل والأنبياء …
يليهم التابعين لهم ثم أولياء الله الصالحين ثم أهل الدعوة والعلماء …
ثم عباد الله المخلصين الذين لايبغون فى الأرض فساداً،
يحبون الخير ويسمعون القول فيتبعون أحسنه ..
هؤلاء الذين اختصهم الله بنعمة التأمل يدركون قدر
وعظمة هذه النعمة ، بأعمالهم الصالحة
إلى عنان السماء طوبى لهم فى الدنيا ,
ومثواهم الجنة يغرفون من خيراتها وينعمون بالحياة
فيها جزاءاً لأعمالهم وتأملهم فى دنيا الله
ومن يختصه الله بنعمة التأمل يجد نفسه سابحاً ..
هائماً متفكراً فى عظمة الله وقدرته من معان ودلالات
كبيرة تؤكد قدرة الله سبحانه وتعالى،
فيالها من لحظة رائعة تلك التى يتأمل فيها الإنسان
تصرفات البشر .. يراقبها .. يحللها ..
يستخلص منها العبر والحكم .. والدروس ..
يتعلمها ويعلمها لمن حوله .. لينال بها ثواب الدنيا وجزاء الآخرة .
.
.
والتأمل لايقتصر على الحاضر الذى نعيشه ..
بل لابد وأن ينسحب على الماضى …
ويالها من روعة وجمال عندما تمزج الحاضر بالماضى
ونجعل الخطوط تتشابك معاً لنرسم بهما لوحة إنسانية
تجعلنا نحدد الطريق الذى نسير فيه ..
وغالباً مايكون طريق النور .. طريق الهداية ..
طريق الإيمان بالله عز وجل .
والتأمل نور أسكنه الله تعالى فى قلب من أحبه من عباده .. ولا شىء أجل وأعظم من ذلك النور …
.
.
ومن أحب الله علم نفسه التأمل .. وقطع عنها علائق الدنيا …
وأثر الله تعالى على جميع أحواله وأشتغل بذكره ..
وكل هذا يدفعه إلى زهد الدنيا .. والابتعاد عن مغرياتها وحب الأخرة
والسعى إلى جناتها ابتغاء رضاء الله .
والإنسان المتأمل مثله مثل من يشاهد فيلماً سينمائيا ..
يتابع ويرصد أحداث الحياة وأفعال البشر …
وقبل أن تكتب كلمة النهاية يكون قد فهم واستوعب وحلل واستنبط الحكم والمواعظ من هذه الأحداث …
وكون رأيه قبل أن يرحل عن شاشة السينما .. أو بالأحرى عن الدنيا …
فمن كان مرضيا عنه من الله أدرك سقطاته .. وأحصى ذنوبه
وفند سيئاته ورفع لواء التوبة لله قبل أن يسدل الستار
عن حياته وتكتب كلمة النهاية ويقابل وجه ربه الكريم .
أما من غضب الله عنه فهو من يحرم من هذه النعمة وتأتيه الفرص كثيرة ..
ولكنه يفرط فيها ويخرج من هذه الحياة مذموماً مدحوراً لبأس المصير.
تـــأمل نعمه وكون الراضي الشاكر
دعونا نقف قليلا لتأمل في حياتنا…
الله سبحانه وتعالى لم يجعل أحد منا إلا وله ميزهـ تميزه عن غيره
فلو تأملنا قليلا فعلا
لوجدنا إنسان رزقه الله الجمال والمال والمنصب وغيرها , ولكنه لايملك من الأخلاق مثقال ذره
وفي المقابل شخص بسيط لاجمال ولامال ولامنصب ولكنه يملك أخلاق جعلت من حوله يحبونه ..
فهنا يكمن الفرق
وبالمقابل شخص رزقه الله قوه في الجسد جعلته يقوم بأعمال شاقه لايستطيع غيره القيام بها
وشخص اخر ضعيف البنيه ولكنه يملك ذكاء لاينافسه عليه أحد
فلو تأملنا في حال هؤلاء لو جدنـا كل واحد منهم يملكـ مايتمناه الاخر أن يكون له
وهكذا نحن في حياتنا
سأقف معكم هنا وقفة بسيطة تحمل بعض التساؤلات لكم :
أحبتي هل تفكرنـا قليلا بنعم الله علينا…؟
هل أستفدنـا مما رزقنا الله من نعـم فيما يرضيه وفيما ينفعنا دين ودنيا..؟
هل وقفنا يوما أمام المرآه لنرى بديع خلقه فينـا…؟
هل أستشعرنا مدى رحمة الله وجودهـ وكرمه مما أنعم علينـا…؟
والسؤال الأهم :
هل نحن من الشاكرين الله على نعمه كل يوم …؟
اسأل الله ان نكون جميعا من الشاكرين الله كثيرا
همسه أخيره
.. أعلموا أن بالشكر تدوم النعم
فلا تبخلوا على الله بالشكر والرضى بما قسم لكم …
جعلنا الله واياكم من الحامدين الشاكرين
لما من الله علينا به من نعم لا تحصى …
ووفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى …
بارك الله فيك أختي و جعله في ميزان حسناتك