تخطى إلى المحتوى

هل تحسرتي على الدقائق التي ذهبت من رمضان !! 2024.

هل تحسرتي على الدقائق التي ذهبت من رمضان !!

بسم الله الرحمن الرحيم
لحظة اللقيا بهذا الشهر لحظة ساخنة ، عسير على الأقلام نقل تفاصيلها الحميميَّة ، وما دام الشوق لاهبا فإنَّ لحظات هذا اللقاء لا تبارح صاحبها طيلة عمره ..

فها هو يتقلب في أيام
هذا الشهر متحسرا على الدقيقة التي مضت ، والساعة التي ذهبت وهو لم يبنِ بها سلما إلى الله ، أو طريقا إلى موجِده ومولاه . إنَّ لحظة الألم لا تدوم عند المؤمن فهو أيضا لا يغادره الفرح نشوةً بمباشرة الطاعة ولزوم العبادة ، وها هي أيام الشهر تتوالى أيامها ، ينقض بعضها بعضا كأنما هي حبات رمل تذروها الرياح ، والسعيد من أبقى من هذه الأيام لآخرته ما يرفع درجته وينقذه من حسرة الخسران وغصص الحرمان .

ما قلبت طرفي في هذا الشهر إلا وجدت الخير مدرارا في دمعة نقية ، وعبرة متكسرة ، وعمل في وجوه البر لا ينقطع ، وإقبال كثيف نحو الغفور الرحيم ، حتى صار انحسار الشر في نفوس الناس أكبر بكثير من دأب المفسدين على بثه في الأجواء عبر الفضائيات ومختلف الشبكات .

إنه هذا الواقع يغري باستجماع القوى لمخاطبة هذه الفطر السويَّة بالخطاب الرباني الجليل ، ويستحثُّ الهمم لادخار الأوقات في نشر الخير ودعوة الناس إليه ، وهكذا يجب أن يكون المؤمن تجاه إخوانه يسقي بعذبهم الأرض الطيبة فما تلبث أن تثمر الطيب اللذيذ من نعم اله التي لا تحصى ، فيما يطرح هو عنها الحشائش الضارة والشوك القاسي والمؤثرات الخطيرة ، كل ذلك بيد حانية وقلب رحيم وبسمة تعطر وجهه .

فلتطب أنفس سقت الخير للناس وتعاهدته حتى نما وأثمر .

العين تدمع بوداع رمضان
بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.