هل تسمح لى ان اطير بفكرك حيث تنزل الرحمات ومغفرة الزلات -اسلاميات 2024.

وهي لفضيلة المشرف العام على موقع الفقه الشيخ أيمن سامي – حفظه الله -يقول الله عز وجل : " واتموا الحج والعمرة لله " .
اسمحي أخي أن أقطع عليك تفكيرك هذا لآخذك بعيدا ً حيث البهجة والأنس والسرور حيث الكعبة المشرفة بأم القرى مكة شرفها الله .

أخي : إن بينك وبين هذا المكان ارتباط عاطفي وكيف لا ؟ وأنت تتجه إليه كل يوم ٍ على الأقل خمس مرات .
ملايين من المسلمين تحن أفئدتها وتخفق قلوبها حبا لهذا البيت ولرب هذا البيت فهل تحن الملايين وأنت لا ؟

إنهم وفد الله يتتابع فرادا وجماعات قد يممت وجوهها شطر بيت الله وعلقت قلوبها بالله .
يقول الإمام الصنعاني ـ رحمه الله ـ :
ومازال وفـد الله يقـصد مــــــكة * إلى أن يـرى البيت العتيق وركناه
يطــوف به الجاني فيغــفـر ذنبـه * ويسقـط عنه جـــرمه وخطـايـــاه
فمولى المـوالي للزيارة قـد دعى * أنقعـد عنها ؟ ! والمزور هو الله
نحـج لبيت حجه الرســل قبـلنــــا * لنشهد نفعا في الكتـــاب وعـدنـاه
فيامن أسى يامن عصى لو رأيتنا * وأزارنا تـرمى ويرحمنــــــا الله
نعم والله كم من أوزار وخطايا أثقلت كاهل الإنسان أتعبت وألمت فكانت الزيارة سببا لحطها .
هل تسمح لي أن أطير بفكرك إلى حيث تنزل الرحمات وإقالة العثرات ومغفرة الزلات وتجاوز الله عن التبعات ؟

في حرم الله وحول بيته الآن من الطائفين ما الله بهم عليم فهذا يذكر ذنبا ً ويبكي وذاك يذكر عيبا ويبكي وثالث يذكر نعم الله ويبكي و رابع رأهم يبكون فبكى على نفسه لأنه لم يبكي تشابكت الدموع على الخدود وسالت أنهارا والله سميع بصير غفور رحيم فلله موقف كهذا الموقف لعل نظرة من الله تداركتك لا تشقى بعدها أبدا ، ولله كم من مواقف هناك من الإقبال على الله لاتنسى .

إنها فرصة للراحة النفسية في جوار الحرم الحرام وبئر زمزم وجو مليء بزجل التسبيح والتحميد والتهليل ، ناهيك بالنداء الخالد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .

إنهم وفد الله وهم الموعودون بكرم الله روى ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم .
فسل أيها الحاج وأيها المعتمر ادعو بما شئت من خيري الدنيا والآخرة وأبشر فأنت ضيف على الله فهل تراه يردك ؟ حاشا لربي بل جود عميم وفضله عظيم يعطي وعطاءه لا يحد ويجود وجوده لا يعد " وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم "
، وثمة فضل آخر ثبت عند الطبراني في الكبير والترمذي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة .
فبشراكم يا عمار بيت الله وهنيئا ً لكم .
بشراكم إجابة الدعوة ، وهنيئا ً لكم سقوط الذنوب أما الفقر فقد أوغل في الهروب .
إنها الذنوب تغسل فلا يبقى للجسد بعدها من درن .
أو تحسب أن هذا كل شيء فما تقول في صلاة في المسجد الحرام ؟ بمائة ألف صلاة فيما سواه والحديث رواه أحمد في مسنده وصححه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ .
أي مضاعفة للأجور هذه ؟ ! ، وهل ستسمع بهذا الأجر ثم تقعد ؟ .
ناهيك بثواب الطواف حول البيت ، فهذا عبد الله بن عبيد يرى عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ يراه يطوف حول الكعبة فيستلم الحجر الأسود والركن اليماني فيقول له : ما لي أراك لا تستلم إلا هذين الركنين ؟ فيقول له ابن عمر ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ : إن أفعل فقد سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : إن مسحهما يحط الخطايا ، وسمعته يقول : من طاف بهذا البيت سبعا ً وصلى ركعتين كان كعتق رقبة ، وسمعته يقول ما رفع رجل قدما ولا وضعها إلا كتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات .
فالله أكبر عظم فضل ربنا وكثر خيره .
أما استلام الحجر الأسود فشهادة لصاحبها يوم القيامة .
في سنن الترمذي من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحجر : والله ليبعثه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق .
فاللهم لا تحرمنا هذا الفضل .
فإذا انتهت عمرتك فأبشر بمغفرة الغفور الرحيم في الصحيحين أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما .

هل العمرة واجبة أم مسنونة ؟
لمعرفة إجابة هذا السؤال فإن العلماء اختلفوا في العمرة هل هي واجبة في العمر مرة أم أنها سنة على قولين أحوطهما وأولهما أن لا يتركها القادر في العمر مرة .
فإذا أدركك فضل الله ووجدت الهمة والعزيمة فاعلم أن هناك مواقيت مكانية خمسة قبل أن تدخل الحرم يأتيك أمر الله أن تتجرد من ثيابك وتحرم في إزار ورداء أما المرأة فتحرم في ثيابها المعتادة غير أنها لا تنتقب ولا تلبس القفازين لكن إن خشيت الرجال أسدلت على وجهها ، وفرق بين النقاب وبين الإسدال فليعلم .
فإذا أحرمت فإنه يحظر عليك

محظورات الإحرام :
1ـ إزالة الشعر من جميع البدن بحلق أو غيره بدون عذر .
2 ـ تقليم الأظافر من اليدين أو الرجلين بدون عذر .
3 ـ تعمد الرجل تغطية رأسه بملاصق ( كالعمامة والطاقية ونحوهما ) .
أما المرأة فلا تنتقب ولا تلبس القفازين لما ثبت عند البخاري عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : لا تنتقب المرمة ولا تلبس القفازين ) رواه البخاري .
لكن يجوز لها أن تسدل بغير الملاصق للوجه كلما احتاجت إلى ستر عن الرجال الأجانب لحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ عند أحمد وأبي داود وابن ماجة .
4 ـ لبس الرجل القميص أو السراويل أو البرانس أو العمائم أو الخفاف وما في معناهم لعموم النهي عن ذلك من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ في الصحيحين .
والبرنس هو ثوب رأسه منه .
5 ـ تعمد استعمال الطيب بعد الإحرام في الثوب أو البدن .
6 ـ قتل الصيد المأكول البري الوحشي أو اصطياده .
7 ـ عقد النكاح لما روى مسلم عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب ولا يخطب .
8 ـ الوطء ، فمن وقع في الجماع بعد أن أحرم بالعمرة وقبل أدائها فسدت عمرته ، ومن وقع في الجماع بعد السعي وقبل الحلق أو التقصير لا تفسد عمرته لكن عليه شاة لفتوى ابن عباس ـرضي الله عنه وعن أبيه ـ .
9 ـ المباشرة دون الفرج .

ثم إذا توجهت لمكة فلتعلم أن عليك في العمرة أركان وواجبان .
، فما معنى ركن وما معنى واجب ؟

أما الركن فمن تركه فلا تتم العمرة إلا به .

وأما الواجب فمن تركه فإنه يجبره بدم .

في العمرة ثلاثة أركان ، وواجبان
أما الأركان :
فالركن الأول : الإحرام وهو نية الدخول في النسك لحديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في الصحيحين إنما الأعمال بالنيات .
والركن الثاني : الطواف لأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به .
والركن الثالث : السعي بين الصفا والمروة لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي . رواه أحمد وغيره .

يزيد الشافعية ركنا مهما وهو الترتيب وحقيقة فإن على المعتمر أن لا يترك الترتيب .

أما الواجبان :
فالأول : أن يكون الإحرام بها من الحل .
وأما الثاني : الحلق أو التقصير .