السؤال اولا هل تشعر بالضيق والضجر والضنك وهل تعرف ما هي الاسباب ؟
كثير من الناس تجده كأنما عليه صخرة يحملها وتعرفه بسرعة أنه في حالة من الضجر ولا تعرف الاسباب
وهذا تجده مهموم مغموم وذاك يائس ومحبط وكم كثير من الناس غارق في بحبوحة من العيش والرخاء والرفاهية لا ينقصه شيء ومع هذا تجده في ضيق وضنك وقلق
وكم من الناس ترك الملايين واقدم على الانتحار لأنه غير سعيد وفي نكد وخوف وذل يتخبط في كل مكان ويتنقل هنا وهناك ولا يجد طعم للسعادة ولا يجد اي شيء من الراحة النفسية
وكم فقراء لا يملك الا قوت يومه تراه مرحا سعيدا مبتسما يتمتع بالحياة وهو يعمل ويجد ويجتهد ويتحدى الظروف والصعاب لا يقلق ولا يخاف ولا يحمل هماً طالما هو مؤمن بالله وان الله هو الرزاق وهو المحيي والمميت ..
كالعصفور يمسي واثقا بالله على غصن شجرة لا معه حبة ولا قطرة ماء ويصبح الصباح وتراه من اول المخلوقات يحرك هنا وهناك ويرفرف ويغرد فرحا مسرور يتمتع وينعم بالحياة ويعمل ويحب ويخلص ويقوم بواجبه ويتعـــــاون مع شريكــة حياته ساعة بساعة ويوم بعد يــوم ويــــؤدي دوره في الحياة ..
ونحن البشر لا نعتبر بمخلوقات الله ولا نثق بالله ولا نمد بالاسباب الى الله فترانا ما بين ساخط وغاضب فقراء واغنياء مرضى وصحاح وان كانت الحياة اليوم تختلف عن الماضي بمشقتها وتكاليفها وهمومها الا ان فيها من المتعة والمتاع مالم يتوفر لغيرنا من الامم فكل ما ارى عمارة فاخرة او سيارة فارهه او المواد والخضروات والفواكه .. وتذكر اكرم الخلق واحبهم الى الله رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يربط على بطنه بحجر ..
ان الحياة اليوم بهمومها ومشاكلها احد اسباب هذا المرض (هموم الامة وقضاياها) وما تتعرض له من تقطيع لاوصالها من اعداءها ومن حكام العرب الذين لا يحكمون بما انزل الله في كتابه وسنة رسوله وفرقتهم وشتاتهم وحبهم للدنيا جعلهم لا يهتمون بأمر الامة ويتمسكون بالمناصب والولاية ولا يعملون لوحدتها ورفعتها وعزها شيئا ونحن ننتظر يوم بيوم وشهر بشهر وعام بعام كلما قلنا عساها تنجلي ..
قالت الايام هذا مبتداها احمل هموم امة وانا على الفراش واحترق وانا جالس بغير نار مسجون بغير سجن ومكبل بغير قيد ومهزوم بغير نزال ومذلول وانا شجاع حملت مسؤلية بغير تكليف ومحتار في دوامة تدور بي في حلقة مفرغة لا بداية ولا نهاية لها والناس كثير مثلي ..
ومن أسباب الضنك
* ضعف الايمان فنركض وراء الدنيا وهي تهرب وتقول :
هي الدنيا تقول لمن عليها ——– حذاري حذاري من فتكي وبطشي
فلا يغرركم مني ابتساما ——- فقولي مضحكا والفعل مبكي
ولو ان الرزق ياتي بقوة ما اكل العصفور شيئا مع النسر ولو هربنا منها لركضت ورانا ..
* البعد عن الله وعصياننا له ..
فالعاصي لله لا يجد راحة ولا متعة ويسلط الله عليه الشياطين قالى تعالى ( ومن يعرض عن ذكر فإن له معيشة ضنكى ) "سورة طه"
وقوله تعالى (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطان فهو له قرين )" سورة الزخرف"
والانسان في الدنيا مبتلي بالحياة فيها ووجوده وخلقه اختبار ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا)"سورة تبارك"
والانسان اما ان يكون مع الرحمن او مع الشيطان فايهما تختار واطرح على نفسك هذا السؤال كل يوم وقت أذان الفجر ان بقيت في الفراش فانت فضلت طاعة الشيطان على طاعة الرحمن وان قمت الى الله فانت مع الرحمن والضيق والضجر والضنك انما هو ناتج عن الذنوب والمعاصي والابتعاد عن الله وعن طاعته والانسان خلق من جسد وروح ..
الجسد غذاءه الطعام الحلال والروح غذاؤها العبادة من صلاة وصيام وحج وزكاة وذكر وتسبيح وتهليل وقراءة القرءان والاستغفار واذ ا اهتم الانسان بالبدن وترك الروح مرضت الروح ويمرض الجسد لمرضها ويشعر الانسان بالضيق والضجر والضنك ..
واذا اهتم بالروح ولا يهتم بالجسد مرض الجسد ومرضت الروح لمرضه ويشعر الانسان بالضيق والضجر والضنك ..
ولابد لمن أراد الراحة والسعادة ان يجعل التوازن قائماً بين الروح والجسد ولتكن نفسه شاكرا وقلبه ولسانه ذاكرا ويقف في صف الرحمن لا في صف الشيطان ..
كل ما كان يضيق حال النبي يقول في اشارة الى الصلاة ارحنا بها يا بلال
"اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"
بااارك الله فيكِ