هل تعاني الخمول وتشعر أن جسمك يفتقر إلى الطاقة؟ هل تتوق إلى تناول الوجبات السريعة؟ هل تُصاب دوماً بالزكام وبألم مستمر في الحنجرة؟ قد تؤدي الحمية الغنية بالسكر إلى مجموعة واسعة من العوارض، التي لا يخطر ببالك أنها عائدة إلى ما تتناوله.
يساهم استهلاك السكر المتواصل في إضعاف جهاز المناعة. مثلاً، تُعتبر كمية السكر المتوافرة في عبوة من المشروبات الغازية كافية لإضعاف دفاعات جسمك بنحو 30% طوال ثلاث أو أربع ساعات. لذا، من الضروري تفادي تناول السكر للحؤول دون الإصابة بالأخماج التي تستنفد طاقتك.
كلما تناولت السكر أو النشويات المعالجة أو المواد المنبّهة، مثل الكافيين، ارتفع معدل السكر في دمك بسرعة، ما يمنحك شحنة كبيرة من الطاقة. نتيجة لذلك، يُضطر البنكرياس إلى إفراز الأنسولين لإعادة خفض معدلات السكر في الدم، ما يُشعرك بالخمول. إذاً، إن كنت تعتمد على السكر كمصدر للطاقة، بدل تناول وجبات صحية، تُلاحظ أن طاقتك في تأرجح مستمر. وبما أن هذا النوع من الأطعمة يحتوي على قليل من المواد المغذية، تعاني نتيجة نمط غذائك الخمول والإرهاق، اللذين يترافقان عادة مع الصداع وداء الشقيقة ومختلف الآلام. علاوة على ذلك، عندما لا تحصل على مصدر طاقة مناسب، تتقلص عضلاتك، ما يسبب لك الألم.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي ارتفاع نسبة الأنسولين في الدم إلى زيادة في الوزن. كذلك، يُصاب الجهاز العصبي بالإرهاق بسبب تدفّق السكر إلى الدم، فتعاني الأرق. ومع تراجع السكر في دمك، قد تشعر بالتوتّر والانزعاج. وتُعزى هذه العوارض كافة إلى إدمانك السكر. ولكن لا تقلق، يمكنك التخلّص من هذا الإدمان من دون أن تُضطر إلى الإقلاع عن تناول السكر بالكامل. وما إن تحدّ من استهلاكك السكر حتى تلاحظ أن نوعيّة نومك تحسّنت وصار بإمكانك التأقلم بطريقة أفضل مع التوتر. كذلك، يزداد جهازك المناعي قوةً وتشعر بالانتعاش والنشاط طيلة اليوم.
إليك بعض النصائح التي تساعدك على التخلّص من إدمانك هذا.
1 درّب حاسة التذوّق لديك
إذا أردت التخلّص من إدمانك على السكر، بدِّل في المقام الأول طريقة أكلك. ولعلّ الأهم الامتناع عن تناول السكريات. لكنك لست مضطراً إلى التوقف عن استهلاك السكر دفعة واحدة. كذلك، لا تحتاج إلى الإقلاع عن تناوله بالكامل. مثلاً، لمَ لا تبدأ بالتخلّي عن الأطعمة المعالجة والسريعة، التي تحتوي غالباً على كميات عالية من السكريات؟ وإن شعرت بعوارض الانقطاع، خفّف من استهلاكها تدريجاً. فكُلْ بعد الظهر، مثلاً، حبة فاكهة طازجة أو بضع قطع من الشوكولا المر. وخلال التبضّع، اقرأ لائحة المحتويات ولا تبتع أي منتج يحتوي على السكر بأي شكل من الأشكال (السكروز والفركتوز والغلوكوز وعصير الذرة). فضلاً عن ذلك، تفادَ الطحين الأبيض (الخبز الأبيض والبيتزا والمعكرونة) لأن جسمك سرعان ما يحوّله إلى سكر. ولكن يمكنك تناول خبز الحبوب الكاملة باعتدال (قطعة إلى اثنتين يومياً).
2 حدّ من استهلاك الكافيين
بعد أن تخفّض تناولك السكريات، يحين دور الكافيين. تساهم هذه المادة المنبّهة في تفاقم عوارض إدمان السكر. لذلك، إشرب كوباً واحداً من القهوة يومياً. وإذا رغبت في تناول مشروب ساخن إضافي، فاختر الشاي أو أي نقوع آخر. إن اعتدت شرب أكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً، قلّل هذه الكمية تدريجاً إلى أن تصل إلى مرحلة تكتفي فيها بكوب واحد. هكذا، تتجنّب عوارض الانقطاع.
3 اختر الأطعمة الكاملة
عند تناول الطعام، انتقِ أطعمة كاملة لا تحتوي على كمية كبيرة من السكر. هكذا، تحصل على الطاقة الضرورية من دون أن تعاني التأرجح الناجم عن استهلاك السكر. اختر أطعمة تسجل 55 أو أقل على المؤشر الغلايسيمي (glycaemic index)، وتشمل هذه معظم الخضار (باستثناء البطاطا) والفواكه والحبوب الكاملة، مثل الرز الأسمر، فضلاً عن البيض وبعض مشتقات الحليب واللحم والسمك. كُلْ، مثلاً، حبة أو اثنتين من الفاكهة النيئة يومياً، متفادياً الفواكه المعلبة التي تحتوي عادة على كمية عالية من السكر المضاف.
4 تناول الفيتامينات
قد تحمل التغذية السيئة الجسم على تناول كميات أكبر من الطعام، محاولاً تعويض ما ينقصه من مواد مغذّية. لربما تحرص على إبقاء طعامك غنياً بالمواد المغذية، ولكنك تعجز أحياناً عن تلبية كامل حاجات جسمك. لذلك، تناول مكملاً غذائياً يحتوي على عدد من الفيتامينات. يفتقر الطعام اليوم إلى مواد غذائية كثيرة احتواها في الماضي بسبب استنزاف التربة ومعالجة الأطعمة. لذلك، إحرص على تناول المغنيزيوم والفيتامين B بكامل أشكاله، لأنهما ضروريان للحفاظ على جهاز المناعة وإنتاج الطاقة والأعصاب ووظائف الدماغ.
5 اشرب الكثير من الماء
يساعدك شرب كمية كبيرة من الماء على التخلّص من السكر، بما أنه يحفّز وظائف الجسم ويبقيك متيقظاً. حاول أن تشرب نحو ليترين من الماء يومياً.
6 نل قسطاً وافياً من النوم
يمنح النوم الجسم نشاطاً وطاقة ويحدّ من الشهية بتحفيزه على إنتاج هرمونَي اللبتين والغريلين، اللذين يضبطان الشهية والطوق إلى تناول السكر. حاول أن تنام من سبع إلى تسع ساعات كل ليلة. كذلك، أخلد إلى النوم واستيقظ في الوقت ذاته يومياً كي تساهم في ضبط ساعة جسمك.
7 مارس الرياضة
تمدّك التمارين الرياضية بانتظام بالطاقة وتبقيك منتعشاً طوال اليوم. إذا لم يسبق لك أن مارست الرياضة، فلا ترهق نفسك، لأنك في هذه الحالة تشعر بالتعب وتستسلم سريعاً. يمكنك أيضاً ممارسة الرياضة في الهواء الطلق لتنال قليلاً من الفيتامين D. واصل التمرّن إلى أن يصبح بإمكانك السير طوال ساعة يومياً. عندئذٍ، زد من وتيرة التمارين وصعوبتها. كذلك، يمكنك ممارسة رياضات تهواها، مثل اليوغا والسباحة والرقص. أما إذا كان منزلك قريباً من البحر، فلا تتردد في التمرّن على الشاطئ. ألم تُلاحظ أنك تشعر بالاسترخاء والانتعاش وتنام بهدوء بعد يوم تمضيه على الشاطئ؟ لا يعود ذلك إلى نسيم البحر الذي يبدد الهموم والتوتر فحسب، بل أيضاً إلى الأمواج والهواء وأشعة الشمس التي تؤدي إلى انشطار جزيئات الهواء وإطلاقها ذرات مشحونة أو أيونات. تعزز هذه الأيونات قدرتك على امتصاص الأوكسيجين وتزيد تدفق الدم إلى الدماغ. كذلك، تحسّن مزاجك لأنها تزيد إفراز الدماغ مادة السيروتونين.
اختبار
هل تدمن الطاقة التي يمنحك إياها السكر؟ لمَ لا تجري الاختبار التالي لمعرفة ما إذا كنت حقاً مدمناً على السكر؟
1- هل تشعر بالتعب معظم الوقت؟ (20 نقطة)
2- هل تحتاج إلى القهوة لتتنشّط صباحاً؟ (10 نقاط)
3- هل تشعر أن طاقتك تراجعت بعد الظهر؟ (10 نقاط)
4- هل تعاني أحياناً الأرق؟ (20 نقطة)
5- هل تعاني سوء الهضم؟ (15 نقطة)
6- هل تحسّ بألم في مختلف أنحاء جسمك؟ (15 نقطة)
7- هل ينتابك الصداع عادة؟ (15 نقطة)
8- هل يزداد وزنك أو تعاني صعوبة في خسارة الوزن؟ (نقطة لكل كيلوغرام اكتسبته خلال السنوات الثلاث الماضية)
9- كم عبوة من مشروبات الطاقة التي تحتوي على السكر والكافيين تشرب يومياً؟ (6 نقاط لكل 30 مليلتراً)
10- هل تحتاج دوماً إلى السكر والكافيين كي تتمكّن من مواصلة العمل بنشاط؟ (25 نقطة)
11- هل تعمل أكثر من 40 ساعة أسبوعياً؟ (نقطتان لكل ساعة إضافية)
النتائج:
● 0-40 نقطة: لست مدمناً على السكر، لكن حاول ألا تقع يوماً في هذا الفخ.
● 41-70 نقطة: اتبع النصائح الواردة في هذا النص كي تعزز طاقتك.
● أكثر من 70 نقطة: لا شك في أنك مدمن على السكر والكافيين. اتبع السبل الفضلى للتخلّص من هذه المشكلة واكتساب عادات جديدة تساعدك على زيادة طاقتك.
وجزاك الله خيرا
في إنتظار جديدك
تحيتي