الطريقة الأولى:
(الالتزام بالواجبات والفرائض):
ليس أحب إلى الله من أن يلتزم المؤمن بالفرائض والواجبات؛ فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «يقول الله تعالى: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه». رواه البخاري.
فالاستقامة على الفرائض من أفضل الطرق العملية لكسب الأجر؛ لأنها أحب إلى الله تعالى وهي التي سيحاسب الإنسان عليها أمام الله يوم القيامة.
الطريقة الثانية:
(تكثير النيات الحسنة في الطاعة الواحدة):
إن الطاعة الواحدة يمكن أن يُنوى بها خيرات كثيرة، فيكون له بكل نية ثواب.
* مثال على ذلك: (القعود في المسجد)؛ فإنه طاعة، ويمكن أن ينوي بها نيات كثيرة؛ منها:
أ- أن ينوي بدخوله انتظار الصلاة.
ب- ومنها الاعتكاف وكف الجوارح.
ج- ومنها دفع الشواغل الصارفة عن طاعة الله تعالى بالانقطاع إلى المسجد.
د- وإلى ذكر الله فيه، ونحو ذلك.
فهذا طريق تكثير النيات في الطاعة الواحدة، وقس على ذلك سائر الطاعات؛ إذ ما من طاعة إلا وتحتمل نيات كثيرة.
* وعلى هذا المثال – أيها الأخ الحبيب – ينبغي أن تقيس كافة الطاعات؛ فتحدث لكل طاعة عددًا من النيات الحسنة الصالحة؛ فتصبح الطاعة الواحدة طاعات متعددة يتضاعف بتعددها الثواب.
فكثرة النيات للطاعة الواحدة يملأ القلب بالخير إن شاء الله تعالى.
الطريقة الثالثة:
(المجتمع محراب للتعبد) «الجماعية»:
إن الذي أعطاه الله تعالى فقهًا في الدين وهداه سبيل الرشاد يدرك أن المجتمع كله يعتبر فرصة طيبة ومجالاً واسعًا لأعمال البر وميدانًا رحبًا لاكتساب الأجر والثواب.
ذلك أن المجتمع هو المجال للدعوة إلى الله تعالى، وإلى إعلاء كلمة لا إله إلا الله وغرسها في النفوس غرسًا طيبًا مثمرًا.
ومن مجالات التعبد في هذا المجتمع الواسع ما يلي:
1- إلقاء السلام. 2- النصيحة. 3- الكلمة الطيبة.
4- النهي عن المنكر. 5- إزالة الأذى عن طريق الناس.
6- عيادة المريض. 7- تفقد الغائب.
8- المشاركة في الأفراح والأحزان. 9- إغاثة الملهوف.
10- إكرام اليتيم… إلخ.
وهكذا نجد المجتمع محرابًا واسعًا لخير عبادة وأحسن عمل يتقرب به المسلم إلى الله تعالى لا يجده المرء عندما يكون وحده منعزلاً عن المجتمع.
الطريقة الرابعة:
(اغتنام الأوقات اليومية الفاضلة):
إن إيقاع العبادات في أوقاتها الفاضلة التي ندب الشارع الحكيم إلى إيقاعها فيها يحصل به المرء أجرًا وثوابًا عظيمًا لا يحصله لو أوقع تلك العبادة في غير ذلك الزمن الفاضل، وهذا من فضل الله ورحمته، ومن الأوقات الفاضلة في هذا اليوم:
أ- ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس قدر رمح.
ب- إجابة المؤذن للصلوات الخمس.
ج- الدعاء بين الأذان والإقامة.
د- استغلال الثلث الأخير من الليل بالصلاة والدعاء والاستغفار.
هـ- التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير طوال اليوم.
* فالاهتمام بهذه الأوقات الفاضلة بفعل الطاعة فيها مكسب عظيم لتحصيل الأجر من الله تعالى
(الحرص على الأعمال التي يجري ثوابها إلى ما بعد الممات):
إن من عظيم فضل الله تعالى على هذه الأمة القصيرة آجالها أن دلَّها على أعمال يستمر ثوابها إلى ما بعد الممات؛ قال رسول الله فيما رواه ابن ماجه: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علمًا علَّمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته».
فاحرص أخي المسلم بالعمل بأي هذه الأعمال التي يجري ثوابها بعد الممات حتى لا تنقطع حسناتك بانقطاع أجلك.
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى – بتصرف : الايه( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) [يس: 12]: (وهي آثار الخير وآثار الشر التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد مماتهم…).
فكل خير عمل به أحد من الناس بسبب علم العبد أو تعليمه أو نصحه أو أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر أو علم أودعه عند المسلمين في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خير من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إنسان اقتدى به غيره أو عمل مسجدًا أو محلاً من المحال التي يرتفق بها الناس، فإنها من آثاره التي تكتب له وكذلك عمل الشر.
لعمري إنها من أفضل الطرق لكسب الحسنات وأنت في قبرك، والكَيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.
* قم بزيارة أحد مكاتب هيئة الإغاثة الإسلامية أو الندوة العالمية للشباب الإسلامي أو ما شابهها من جمعيات خيرية موثوقة لتطلع عندهم على مختلف مشاريع الأعمال الجاري ثوابها إلى ما بعد الممات كالصدقات الجارية – فالهدف يا أخي كيف تكسب حسنات أكثر يوم القيامة.
الطريقة السادسة:
(الحرص على هداية الآخرين):
الدعوة إلى الله من أجلِّ العبادات التي تقرب إلى الله؛ فهي وظيفة الأنبياء والمرسلين؛ فالدعوة وهداية الناس طريق موصل لكسب الأجر وحظ وافر من الحسنات؛ مصداقًا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه…» الحديث. رواه مسلم.
فإنك إذا دللت إنسانًا على الله ثم استقام فلك مثل صلاته وتسبيحه وجميع صالح أعماله لا ينقص من أجره شيئًا، وإذا دعا بدوره أناسًا فتابوا فلك مثل أجورهم ولو كنت في قبرك.. وهكذا فإنه يسجل لك أجور خلق كثير، فكأنك رزقت أعمارًا كثيرة، والدال على الخير كفاعله.
* اجعل نصب عينيك شخصًا وادعه إلى الله تعالى؛ فإن أخلصت في دعوتك له ورزقك الله التوفيق فلك مثل أجر عمله إلى يوم القيامة.
* ألا تستنتج أخي المسلم أن مجال الدعوة إلى الله وهداية الآخرين هو أكبر وأخصب مجال يمكن أن تكسب فيه أجرًا وثوابًا من الله تعالى.
الطريقة السابعة:
(اغتنام الوقت الواحد في أكثر من عبادة):
فن تحصيل الأجر في الوقت الواحد في أكثر من عبادة لا يعرفه إلا من يحملون همَّ الآخرة وما أعده الله تعالى في الجنات من الخيرات، وقدوتهم في هذا قال: «إن كنا لنعدالمجال هو الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فعن ابن عمر في المجلس يقول: «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفورلرسول الله مائة مرة». رواه أحمد والترمذي.
فتأمل أخي كيف اغتنم المصطفى عليه الصلاة والسلام الوقت الواحد في عبادتين هما:-
* ذكر الله تعالى واستغفاره.
* الجلوس مع الصحابة وتعليمهم أمر دينهم والاستماع إلى مشاكلهم.
* مثال تطبيقي على الطريقة: إذا ذهب المرء إلى المسجد ماشيًا على قدميه، فإن هذا الذهاب وتلك الخطوات عبادة في حد ذاتها يؤجر عليها العبد؛ لكن يمكنه استغلال هذا الوقت أيضًا في الإكثار من ذكر الله أو في قراءة القرآن عن ظهر قلب، وحينئذ يكون قد اغتنم الوقت الواحد في أكثر من عبادة
(إشعار الناس المحيطين بك بحرصك على فعل الخير):
المقصود من هذه الطريقة: أن يحرص المرء على إشعار من حوله من الناس المحيطين به بحرصه الشديد على كسب الحسنات وفعل الخيرات التي تقربه إلى الله تعالى.
لماذا هذا الإشعار؟
1- ليكون قدوة حسنة لغيره؛ فيعمل بعمله فيكون له بذلك أجر، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده.
2- وتكون علامة خير يعرف بها، فإن كان صاحب مال مثلاً وكان معطاءً في وجوه الخير والإحسان يكون هذا علامة لكثير من الناس لإخباره بمشاريع الخير؛ فيكون مكسبًا له في تحصيل الأجر، ولكن كل هذا لابد فيه من الإخلاص لله تعالى وابتغاء مرضاته.
الطريقة التاسعة:
(طريقة الأعمال ذات الأجور المضاعفة):
من الطرق لكسب أكبر قدر ممكن من الأجر في أقصر فترة زمنية ممكنة طريقة «الأعمال ذات الثواب المضاعف»، ومن هذه الأعمال ذات الأجور المضاعفة:
1- الصلاة في الحرمين.
2- المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد.
3- التحلي ببعض آداب الجمعة مثل:
أ- الغسل.
ب- التبكير.
ج- المشي إلى المسجد.
د- الدنو من الإمام.
هـ- الاستماع للخطيب وعدم اللغو.
فمن عمل بهذه الآداب كان له بكل خطوة عمل سنة؛ أجر صيامها وقيامها؛ كما ورد في الحديث الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وهو حديث صحيح.
4- حضور دروس العلم والمحاضرات في المسجد.
إن حضورك لكل درس أو محاضرة تقام في المسجد تنال به ثواب حجة كاملة؛ فعن أبي أمامة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه كان له كأجر حاج تامًا حجته». خرجه الطبراني بسند لا بأس به.
5- العمرة في رمضان.
6- الصلاة في مسجد قباء.
7- تفطير الصائمين.
8- قيام ليلة القدر.
9- العمل الصالح في عشر ذي الحجة.
10- الذكر المضاعف (سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته).
: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة». [رواه الطبراني وحسنه الألباني].11- الاستغفار للمؤمنين، قال
الطريقة العاشرة:
(اغتنام المناسبات الأسبوعية الفاضلة):
من رحمة الله بعباده أن جعل لهم خلال الأسبوع أوقات فاضلة لها من المزايا ما ليس لغيرها من بقية الأسبوع،
ومن أهم هذه المناسبات الأسبوعية الفاضلة:
أ- صوم يومي الاثنين والخميس.
ب- يوم الجمعة؛ ويستغل هذا اليوم بما يلي:
1- قراءة سورة الكهف.
.2- الإكثار من الصلاة على النبي
3- الاغتسال يوم الجمعة.
4- التطيب والتسوك.
5- الاجتهاد في الدعاء لأجل موافقة ساعة الإجابة.
6- التبكير لصلاة الجمعة والمشي إليها.
الطريقة الحادية عشرة:
(طريقة التسخير):
نقصد بمصطلح التسخير: (توظيف المؤمن لطاقاته وإمكاناته وما آتاه الله من النعم في خدمة دينه وإخوانه المؤمنين).
وبعبارة أخرى: (أن يسخر المسلم كل شيء في سبيل الله تعالى).
* مجالات التسخير:
أ- التسخير الخَلقي: السمع – البصر – الفؤاد – العقل، وغيرها من المسخرات الخلقية.
ب- التسخير الاكتسابي: وهي التي يمكن أن يبتكرها الإنسان ويسخرها في الغرض الذي جاء به الإسلام؛ كتسخير الفرص والمناسبات والعلوم والابتكارات والأوقات في خدمة الإسلام وأهله.
* وبهذا التسخير: يتحقق كمال الشكر، وتمام الأجر ومناط التوفيق والنصر.
الطريقة الثانية عشر:
(تحويل العادات إلى عبادات بالنية الصالحة):
جميع الأعمال المباحة التي يقوم بها المرء المسلم يمكن تحويلها إلى طاعات وقربات يُحصِّل المرء بسببه آلاف الحسنات، بشرط أن ينوي المسلم عند قيامه بهذه الأعمال المباحة التقرب إلى الله والتعبد بذلك؛ فما من شيء من المباحات والعادات إلا ويحتمل نية أو نيات تصير بها قربات وينال بها معالي الدرجات من رب الأرض والسماوات.
قال بعض السلف: (إني لأستحب أن يكون لي في كل شيء نية، حتى في أكلي وشربي ونومي ودخولي الخلاء). وكل ذلك مما يمكن أن يقصد به التقرب إلى الله تعالى.
مثال تطبيقي للطريقة:
1- أن يتطيب وينوي بالطيب اتباع السنة، واحترام المسجد، ودفع الروائح الكريهة التي تؤذي مخالطيه.
2- أن يقصد بأكله وطعامه التقوِّي على طاعة الله تعالى؛ فلا ينبغي أن يحتقر العبد الخطوات واللحظات وفضل الله واسع.
* قال بعض السلف: (من سرَّه أن يكمل له عمله فليحسن نيَّته؛ فإن الله عز وجل يأجر العبد إذا حسنت نيَّته حتى باللقمة).
(اغتنام المناسبات السنوية الفاضلة):
هناك مناسبات فاضلة لا تتكرر في العام إلا مرة واحدة؛ فينبغي على المسلم الحريص على تحصيل الأجر ألَّا يدعها تفوته؛ فلعله لا يدركها في العام القادم، ومن هذه المناسبات:
1- شهر رمضان.
2- العشر الأوائل من ذي الحجة.
3- شهر المحرم.
4- يوم عرفة.
5- يوم عاشوراء.
6- شهر شعبان.
7- العشر الأواخر من شهر رمضان.
8- قيام ليلة القدر.
* فضع لك يا أخي برنامجًا ذاتيًا لكل مناسبة من هذه المناسبات واستغلها في طاعة الله تعالى؛ فالعبادة تفضل في الزمن الفاضل.
الطريقة الرابعة عشرة:
(عن طريق الإعانة والمساعدة):
مثل:
من أعان مسلمًا على الجهاد بأن هيأ له ما يحتاجه في سفره أو قام بشؤون عياله حالة غيابه كان له مثل أجره وجهاده، ومثل من أعان على الجهاد كل من أعان على خير.
* وكذلك من كان سببًا في طاعة أو أعان عليها حصل له من الأجر كما لو باشرها.
: «من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخير فقد غزا» [متفق عليه].ويشهد لذلك قوله
: «فقد غزا»: أي يصل له أجر بسبب الغزو.قال الإمام النووي – رحمه الله – في قوله
* صور للإعانة والمساعدة:
حين جهز جيش العسرة.أ- بالمال كما فعل عثمان بن عفان
يوم الخندق.ب- بالرأي والمشورة كما فعل سلمان الفارسي
في المدينة.ج- بالدعوة ونشر العلم وتعليم الناس كما فعل مصعب بن عمير
فكن أخي المسلم معينًا ونصيرًا لإخوانك المؤمنين، فلك بذلك الأجر الكبير والثواب الجزيل.
الطريقة الخامسة عشرة:
(تنويع مجالات العبادة):
إن مجالات الخير وأبواب الطاعة كثيرة متنوعة، وحال المؤمن الصادق، له من كل غنيمة سهم من الخير ليكون من أهله يوم القيامة؛ يقول الإمام النووي – رحمه الله تعالى: (اعلم أنه ينبغي لمن بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة ليكون من أهله). اهـ.
ولأن الإسلام الحنيف يريد من المسلم أن يبلغ الكمال المقدور له بتناسق وفي جميع شؤونه؛ فلا يُقْبِل على جانب واحد من العبادة ويترك الباقي، وعلى هذا الأساس فهم الصحابة الكرام مثالية الإسلام فلم تأسرهم عبادة؛ وإنما تقلبوا في جميع العبادات؛ فعند الصلاة كانوا في المسجد يصلون، وفي حلقات العلم يجلسون معلمين أو متعلمين، وعند الجهاد يقاتلون، وعند الشدائد والمصائب يواسون ويساعدون.
وهكذا كان شأنهم في جميع الأحوال؛ فبقدر تنوع مجالات العبادة يكون الأجر والثواب من الله تعالى.
الطريقة السادسة عشرة:
(عن طريق استشعار نية الخير وإشغال القلب بذلك)( ):
فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئاتقال ثم بين ذلك؛ فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة…» الحديث متفق عليه.
ففي الحديث أن من هَمَّ بحسنة كتبت له حسنة وإن لم يعملها؛ لأنَّ الهَمَّ بالحسنة سبب إلى عملها، وسبب الخير خير.
فمن صدق في نيته وأخلص فيها لله عَلَتْ درجتُه وزاد ثوابه وعظم أجره وارتفعت منزلته.
: «… وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهوويدل على ذلك أيضًا قوله صادق النية، يقول لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء».
فأشغل قلبك بنية الخير؛ فما دمت تنوي الخير فأنت بخير.
الطريقة السابعة عشرة:
(اختيار أفضل العبادة إلى الله تعالى):
لا شك في تفاضل الأعمال الصالحة من حيث الأجر والثواب، والقاعدة في أفضل العبادة ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى: (إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته).
أمثلة على القاعدة:
1- الأفضل في أوقات الصلاة إيقاعها على أكمل الوجوه والمبادرة إليها في أول الوقت.
2- الأفضل في وقت حضور الضيف: القيام بحقه والانشغال به.
3- الأفضل في أوقات الأذان الاشتغال بإجابة المؤذن.
4- الأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه.
5- الأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن، والذكر والاستغفار.
* وعلى المسلم أن يتحرى ما هو الأحب لله تعالى في هذا الظرف القائم فيسرع إليه ويفضله على ما سواه.
الطريقة الثامنة عشرة:
(عن طريق نفع الأقارب والأرحام):
إن الصدقة على الأقارب أفضل من الصدقة على الأجانب إذا كانوا محتاجين؛ لأن فيها أجرين: أجر الصدقة وأجر القرابة؛ كما في قصة ميمونة حين أعتقت الجارية: «لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك». رواه مسلم.
: «الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان؛ صدقة وصلة». رواه الترمذي.وقال
فعلى الإنسان أن يختار من وجوه البر ما يكون أكثر ثوابًا، والصدقة على الأرحام أجرُها مضاعفٌ؛ لأن فيها أجر الصدقة وأجر الصلة.
الطريقة التاسعة عشرة:
(عن طريق التَّحَسُّر على فوات الأجر):
من علامات صحة قلب المؤمن أنه إذا فاته وِرْدُه أو طاعة من الطاعات وجد ذلك عندما سمع أبا هريرة يحدثحسرة على فوات الأجر، كما في قصة ابن عمر بحديث: «من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من الأجر كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر تأسفًا وحسرة على فوات الأجر: "لقد فرطنا فيمثل أحد»، فقال ابن عمر قراريط كثيرة". رواه مسلم.
قال النووي رحمه الله تعالى: «وفيه ما كان الصحابة عليه من الرغبة في الطاعات حين يبلغهم والتأسف على ما يفوتهم منها.
الطريقة العشرون:
(عن طريق التصنيف والتأليف):
: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له». رواه مسلم.قال
ولهذا دأب كثير من أهل العلم على تعليم الناس أمر دينهم وتدوين ما تعلموه ليبقى ذخرًا للأجيال التي بعدهم مبتغين دوام الأجر من الله تعالى، فإذا لم تستطع يا أخي أن تؤلف بعض الرسائل أو الكتب فادعمها ماديًّا وانشرها بين الناس بالإهداء لهم.
* لفتة:
الذي روى لنا أكثرتفكر أخي الحريص على تحصيل الأجر بالصحابي أبي هريرة من خمسة آلاف حديث يقرؤها معظم المسلمين اليوم في معظم كتب الحديث؛ تفكر في ثوابه وتأمل وسوف تجد النتيجة!!
(عن طريق استثمار الفرص):
قال وهيب بن الورد: «إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل».
أيها الأخ الكريم: كن قنَّاصًا للخير تبحث عن الفرصة تلو الفرصة لتعمل وتزيد الرصيد من الأجر، ولا تحقرن من المعروف شيئًا، والموفَّق السعيد من وفَّقه الله لكلمة الخير التي تنتشر فيكتب الله له أجرها وأجر من يعمل بها إلى ما شاء الله.
لذا يا أخي يجب أن ينحصر تفكيرك فيما يجلب لك الأجر ويقربك إلى الطاعة؛ «فكن مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر».
الطريقة الثانية والعشرون:
(تحصيل الأجر بالأخلاق الفاضلة):
إن من أسباب تحصيل الأجر وكسبه وتثقيل الميزان بالحسنات (حسن الخلق)؛ فعن قال: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم أن رسول الله أبي الدرداء القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذيء». رواه الترمذي.
وإن التحلي بالخلق الحسن بلسم يجدد حياتك، ويطيل بقاءك ويثقل حسناتك فالبدار البدار إليه في تحصيل الأجر.
الطريقة الثالثة والعشرون:
(المداومة على العمل الصالح وإن قل):
إن من الطرق المفيدة لتحصيل الأجر المواظبة على فعل الخير الذي اعتاده الإنسان وإن كان هذا العمل قليلاً؛ لأن بدوام القليل تدوم الطاعة؛ فقد قال : «وإن أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه وإن قل». رواه مسلم.
وكان آل محمد (أهل بيته من أزواجه وقرابته) إذا عملوا عملاً أثبتوه؛ (أي لازموه وداوموا عليه)، وكانت عائشة رضي الله عنها إذا عملت العمل لزمته؛ (أي داومت عليه).
فمن ثمرة المداومة على العمل الصالح أن من كان يقوم بعملِ بِرٍّ وخيرٍ في الأحوال العادية ثم قَصَّرَ عن القيام به لعذر طارئ كسفر أو مرض، فإنه يُكْتَبُ له مثل ذاك العمل ويثاب عليه كما لو كان يفعله.
: «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا». رواه البخاري.كما قال
فيستحب للمسلم المداومة على ما اعتاده من عمل الخير.
الطريقة الرابعة والعشرون:
(الاجتناب والكف عن الشر والمعاصي لله تعالى):
من طرق كسب الثواب قصد الامتثال لأمر الله تعالى في ترك المحرمات.
فمن ترك الغيبة مثلاً امتثالاً لأمر الله تعالى ورسوله أثيب على ذلك، ومن تركها لغير الامتثال – لم يعاقب – ولا ثواب حينئذ حتى ينوي امتثال أمر الله تعالى.
ويشهد لذلك الحديث الذي رواه مسلم … قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: «يمسك عن الشر فإنها صدقة».
: «تُمْسِكُ عن الشَّرِّ فإنها صدقة».قال النووي رحمه الله تعالى: قوله
معناه: صدقة على نفسه، والمراد أنه إذا أمسك عن الشرِّ لله تعالى كان له أجرٌ على ذلك، كما أنَّ للمتصدِّق بالمال أجرًا.
مثال: لو أنَّ واحدًا محتسبًا طوال الوقت أنه الآن مُبتعد عن الحرام وكاف عن الإثم فإنه يُؤجَر على ذلك.
وخصوصًا: إذا وجد الداعي لعمل الحرام – كمن دعته امرأة فامتنع؛ فإنه يُؤجر أجرًا عظيمًا – كما في الحديث «… ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله…»؛ فكان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله.
(الصبر والاحتساب عند المصائب والشدائد):
يثاب المسلم ويؤجر عند المصائب إذا صبر واحتسب ذلك عند الله تعالى لأنها علامة من علامات كمال الإيمان.
فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» متفق عليه.
والمؤمن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له.
الطريقة السادسة والعشرون:
(عن طريق الاستعداد للطاعة):
إنَّ الإنسان يُؤجر على فعله حسب قصده ونيته.
كمن أعدَّ سحوره ليصوم فطرأ عليه طارئ، فله أجر قصده واستعداده.
كما في قصة أنس رضى الله عنه أنَّ فتًى مِن أسلم قال: يا رسول الله، إني : «ائت فلانًا، قد كان تجهَّزأريد الغزو وليس معي ما أتجهز به، فقال فمرض»، فأتاه فقال: إنَّ رسول الله يُقرئك السلام ويقول: «أعطني الذي تجهزت به» فقال: يا فلانة، أعطيه الذي تجهَّزت به، ولا تحبسي منه شيئًا، فوالله لا تحبسين منه شيئًا فيبارَك لنا فيه. رواه مسلم.
فالمسلم يؤجر على حسب نيَّته ومقصده.
الطريقة السابعة والعشرون:
(عن طريق استغلال الوقت):
من طُرق كسب الثواب استغلال الزمن في الطاعات، فحاول أخي أن تصرف جلَّ وقتك في المسارعة للخيرات لكسب مزيدٍ من الحسنات، من ذِكر الله عزَّ وجل، وقراءة القرآن، وصلة الأرحام، والدعوة إلى الله تعالى .. فكن مثاليًّا يا أخي في استثمار وقتك.
الطريقة الثامنة والعشرون:
(عن طريق العمل إذا اقترن به مشقة):
إذا اقترن العمل الصالح بمشقَّة فله أجران: أجر العمل وأجر المشقة، كما في حديث «الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له أجران» متفق عليه.
ويشهد لذلك حديث أبي هريرةرضى الله عنه أنَّ رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره…» الخ – الحديث رواه مسلم.
أفاد الحديث: الحثُّ على إسباغ الوضوء وتحسينه ولو كان في شدَّة كبردٍ شديدٍ أو احتياجه إلى الماء أو السعي في تحصيله وغير ذلك.
تنبيه:
ليس معنى ذلك أنَّ المسلم يبحث عن المشقَّة في أداء العبادات .. ليس ذاك مقصود الشارع الحكيم، وإنما معنى ذلك أنَّ العبادة إذا لم تيسَّر حصولها إلا بمشقَّة عظم أجرها على نظيرها مِمَّا هو أقلّ مشقة، مثل الصوم في اليوم الطويل الحار هو أعظم أجرًا من الصوم في اليوم القصير، وكذلك الوضوء في الشتاء لِمن لا يقدر على تسخين الماء، أكثر أجرًا من الوضوء في الصيف؛ لأنَّ الأول هو فعلاً من الوضوء على المكاره، فتأمَّل.
الطريقة التاسعة والعشرون:
(عن طريق الاشتراك في الأجر):
في الحديث: «إن الله يُدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعه الخير، والرامي به، ومنبله».قال
فهناك أعمال لا يستطيع الفرد أن يقيمها وحده فيتعاون مع إخوانه فيكون الأجر بينهم.
مثل:
ا- إزالة منكر. ب- كفالة يتيم.
جـ- بناء مسجد. د- حفر بئر.
هـ- تفريج كربة. و- إعداد محاضرة أو درس.
ز- إعانة متزوج .. وغيرها من أبواب الخير.
الطريقة الثلاثون:
(عن طريق إيجابية المسلم):
المسلم الإيجابي حريصٌ على اغتنام الفرص، بل يصنع الفرص بنفسه؛ فلا تراه إلا عاملاً في طاعة الله مسارعًا إليها، لهذا تكاثر أجره .. فكن أيها المسلم:
1- دلاَّلاً على:
ا- محاضرة في مسجد. ب- درس يومي أو أسبوعي.
جـ- حلقة قرآن. د- مشروع خير.
هـ- كتاب مفيد وشريط قيِّم. ز- مجلة مفيدة.
قال رسول الله: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم.
2- حثُّ المحسنين وأهل الخير على نشر الكتاب الإسلامي وطباعته ليعمَّ نفعه.
3- تشجيع كافة أعمال الخير والبر، ولاسيما في مجال نشر العلم وتقديم الخدمات.
4- الصلة الشخصية بالأصحاب والأصدقاء والجيران وزملاء العمل لدعوتهم إلى الله تعالى.
5- تقديم الخدمات المتنوعة للناس من اهتمامٍ بأوضاعهم والشفاعة لهم وقضاء مصالحهم وإعانتهم فيما يحتاجون إليه من عونٍ ماديٍّ ومعنوي.
فالإيجابية من أهمِّ الصفات التي ينبغي أن نُجاهد أنفسنا لنتخلَّق بها لنعمِّر أعمارنا بالصالحات ونُثقل موازيننا بالحسنات.
قبل أن نبدأ بتعريف الطرق العملية التي يحصِّل بها المرء المسلم أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذه الحياة من الله تعالى أحببت أن أضع – أخي المؤمن – بين يديك الكريمتين منطلقات «إيمانية» سريعة في تحصيل الأجر لتكون لك عونًا وحافزًا ومنطلقًا تنطلق منه لـ 30 وسيلة مثالية لكسب الحسنات والأجر من الله.
والآن مع هذه المنطلقات الإيمانية المشوقة للنفس الخيرة لتحصيل الأجر:
الأولى: «أهل الجنة يتحسرون»:
علام يتحسر أهل الجنة يا ترى وهم في الجنة؟ يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت لم يذكروا الله عز وجل فيها». رواه الطبراني.
إذن يتحسرون على ما فاتهم من الثواب والأجر العظيم في جنات النعيم.
فعليك أخي المسلم بالحرص الأكيد على كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذه الحياة؛ حتى لا تتحسر في الجنة على فوات النعيم الذي أعده الله لأهل طاعته: قال تعالى (وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) سبحانه[الإسراء: 21].
الثانية: «لماذا نعمل»؟
لا شك أن من مقاصد الشريعة من العمل الصالح تحقيق العبودية لله تعالى في هذه الحياة التي من أجلها خلقنا الله، وتحقيق السعادة للإنسان، ومن المقاصد كذلك تحصيل الأجر والثواب في الآخرة؛ قال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ…) [آل عمران: 75]؛ فثمرة العمل الصالح الوفاء بالأجر عنده سبحانه.
الثالثة: «أنواع الأجر والثواب عند الله»:
نوعية الثواب عند الله كثيرة ومتنوعة؛ ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). [الدخان: 51- 57]؛ فأكثِر من الطاعات يكثر الأجر والثواب عند الله.
الرابعة: مقدار الأجر عند الله:
لا يعلمه إلا الله؛ فهو جواد كريم؛ عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة: 17].
المؤمن حريص أن يكون أجره وثوابه كاملاً عند الله، ولا يتحقق هذا إلا بشرطين:
أ- كمال الإخلاص لله تعالى؛ قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة: 5].
ب- حسن العمل؛ قال الله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)
[الملك: 2].
بقوله: «لا تدعن دبر كلوقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا بن جبل صلاة أن تقول: اللهم أعِنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
لذا قال العلماء: ركعتان بخشوع أفضل من عدة ركعات دون طمأنينة وخشوع، والأفضلية هنا في كثرة الأجر وليس في عدد الركعات.
السادسة: «استشعار الأجر دافع للعمل»:
وهو من أنجح الأدوية لمعالجة الكسل والخمول عن العبادة؛ فمثلاً عندما تقرأ : «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانتقوله تؤذي الناس»
[رواه مسلم]؛ فإن استشعار هذا الأجر على إماطة الأذى عن الطريق يكون حافزًا على ممارسة هذه العبادة.
السابعة: «القرآن الكريم يؤكد أن المقصود من العمل الصالح كسب الأجر»:
قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)
[فاطر: 29، 30].
الثامنة: «السلف الصالح والحرص على تحصيل الأجر»:
كان أحدهم إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.
وكان عامر بن عبد القيس لما سئل عند احتضاره: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي جزعًا من الموت ولا حرصًا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وعلى قيام ليالي الشتاء؛ هكذا كان سلفنا الصالح حريصين على اكتساب الأجر.
التاسعة: «احذر النسافات»:
أي التي تنسف العمل وتبعثر الأجر، والمحصلة عناء بغير جزاء وتعب بغير ثواب، والنسافات هي:
1- ذنوب الخلوات: قال النبي عليه الصلاة والسلام: «لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثورًا… ثم قال ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها». [رواه ابن ماجه].
فذنوب الخلوات لا تبقي طاعة للإنسان ولا حسنة في الميزان إلا نسفتها.
2- العجب والغرور: قال تعالى: (وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)[المدثر: 6]. لذا قال ابن مسعود: النجاة في اثنين: التقوى والنية، والهلاك في اثنين: القنوط والإعجاب.
3- الاعتداء على حقوق الآخرين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتدرون من المفلس؟» قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار». رواه مسلم.
4- السيئات الجارية:
قالرسول الله: «ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده…» الحديث رواه مسلم.
فاحذر من السيئات الجارية إلى ما بعد الممات.
العاشرة: «هيِّئ الأسباب المعينة لتحصيل الأجر»:
هذه مسألة ضرورية ودليل على حرص المسلم لكسب الثواب من الله: وهي أن تهيِّئ السبب المعين على اكتساب الدرجات؛ ومثال ذلك أن تجعل في مجلسك أو سيارتك من الكتب والأشرطة النافعة ما يمكن أن تقدمه هدية للناس إذا سنحت الفرصة، وهذا تفكير إيجابيٌّ لتحصد الأجر، والدال على الخير كفاعله.
فائدة: استمع إلى شريط «المحرومون» للشيخ إبراهيم الدويش.
والآن حان الوقت للتعرف على طرق عملية لكسب أكبر قدر ممكن من الأجور والحسنات.
الموضوع منقول من اختنا أيه الله الله يجزها خير
الله يجزاكم خير لاتنسونى وولدي والمسلمين من دعاكم
اذا امكن تثبيت الموضوع ليعم الخير و الفائده للمسلمين