تخطى إلى المحتوى

وقفة مع رُبَّ 2024.

  • بواسطة
وقفة مع رُبَّ..


السلام عليكم

ربَّ حرف جر زائد أو شبيه بالزائد، تختص بالدخول على الاسم الظاهر ، كما تخصص بالنكرة الموصوفة كمثل قولنا (رب رجلٍ كريم ) ، وقد تجر ضمير غيبة مميزاً بنكرة ، ولا يكون هذا الضمير إلا مفسراً بتمييز بعده مطابق للمعنى مثل ( رب رجلاً لقيته ).

فهي إذا ً لا تؤدي المعنى الذي يقتضيه الجر في العربية ؛ ولكنها مع ذلك تؤثر في الاسم الذي بعدها فتجره ، وتعربه بعلامات مقدر منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه الزائد ، وهذا لأن محل الإعراب لا يتحمل علامتين في وقت واحد ، فنقول ( ربَّ ضارة نافعةٌ ) فرب : حرف جر شبيه بالزائد.وضارة : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد .

هذا ما هو معروف عندنا حول رب حرف الجر الشبيه بالزائد ، لكن ما هي وجهة نظر نحاة البصرة والكوفة حول ذلك ؟ هل هم يجمعون على أن رب حرف يعمل بنفسه أو بالواو التي تسبقه ؟
ذهب الكوفيون إلى أن واو رب تعمل في النكرة الخفض بنفسها، وإليه ذهب أبو العباس المبرد من البصريين ، وذهب البصريون إلى أن واو رب لا تعمل وإنما تعمل رب مقدرة .

فنحن الآن أمام خيارين ، لا نستطيع أن نأخذ بأي منهما إلا بعد أن نناقش الآراء التي دعت كل مذهب للقول بعمل واو رب من عدمه ، فالكوفيون يعللون على صحة رأيهم بأنهم إنما قالوا : الواو هي العاملة ؛لأنها نابت عن رب ، وهي تعمل الخفض ، وكذلك الواو لنيابتها عنها ، وصارت كواو القسم فإنها لما نابت عن الباء عملت الخفض كالباء ، وكذلك الواو هاهنا لما نابت عن الباء عملت الخفض كما تعمل رب ، والذي يدل على أنها عاطفة هو أن حروف العطف لا يجوز الابتداء بها ، ونحن نرى الشاعر يبتدي بالواو في أول القصيدة كقوله :
وبلدةٍ عاميةٌ أعمارهُ
فالكوفيون عللوا لصحة رأيهم ، ولكن أظن تعليلهم لم يكن دقيقا خصوصاً أنهم أجزموا على أن حروف العطف لا يبتدى بها ، وهذا جعلني أتساءل عن الواو التي ترد دائما في بداية الكلام ونحن نعتبرها حرف عطف .

أما البصريون فاحتجوا بأن قالوا إنما قلنا إن واو رب ليست عاملة وإن العمل لرب مقدرة ؛ وذلك لأن الواو حرف عطف ، وحروف العطف لا تعمل شيئاً ، لأن الحرف إنما يعمل إذا كان مختصاً، وحروف العطف غير مختصة ، فوجب أن لا تكون عاملاً ، وإذا لم يكن عاملاً وجب أن يكون العامل رب مقدرة ، والذي يدل على أنها واو العطف وأن رب مضمرة بعدها، أنه يجوز ظهورها معها نحو قولنا ( وربَّ بلدٍ ) ، والذي يدل على أن هذه الأحرف ( الواو والفاء وبل ) ليست نائبة عن رب ولا عوضاً عنها أنه يحسن ظهورها معها؛ فيقال ( وربَّ بلدٍ ) (وبل ربَّ بلدٍ ) (وربَّ حورٍ) ، ولو كانت عوضاً عنها لما جاز ظهورها معها ؛لأنه لا يجوز أن يجتمع بين العوض والمعوض ، ألا ترى أن واو القسم لما كانت عوضاً عن الباء لم يجز أن يجمع بينها فلا يقال ( وبالله لأفعلن )، وتجعلها حرف قسم ، وكذلك أيضاً التاء لما كانت عوضاً من الواو كما كانت الواو عوضاً من الباء لم يجمع بينهما ، فلا يقال (وتالله ) وتجعلها حرف قسم لأنه لا يجوز أن نجمع بين العوض والمعوض ، فأما قوله تعالى {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم }الأنبياء57 فالواو فيه واو عطف ، وليست واو قسم ، فلم يمنع أن تجمع بينها وبين تاء القسم ، فلما جاز الجمع بين الواو ورب دل على أنها ليست عوضاً عنها بخلاف واو القسم وأنها واو عطف ، وقولهم ــــ أي الكوفيين ــــ إن حرف العطف لا يجوز الابتداء به ، فنحن نرى الشاعر يبتدي بالواو في أول القصيدة بقوله
وبلدةٍ عاميةٌ أعمارهُ
فنقول هذه الواو واو عطف ،وإن وقعت في أول القصيدة ؛ لأنها في التقدير عاطفة على كلام مقدر كأنه قال رب قفر طامس أعلامه سلكته ،وبلد عامية أعماره قطعته ،أي يصف نفسه بركوب الأخطار وقطع المفاوز والقفار ، إشعاراً بشهامته وشجاعته .
فإذاً قد ثبت ما ذكرناه أنها حروف عطف ، وينبغي أن لا تكون عاملة ، وهذا يدل على أن النكرة بعدها مجرورة بتقدير رب …

خليجيةخليجية

مشكوووووووووووووووووره
نورتــــــــــــــــــــي ..
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.