ولادة لا تُصدق
امرأة تقف على رأسها 12 أسبوعاً لتنجب طفلة
لندن:
كابدت كل الأمهات مشاق الولادة ومعاناتها، إلا أن ليزا مورفي سجلت رقماً قياسياً عندما استلقت لمدة 12 أسبوعاً على سرير المستشفى في وضعية تتحدى الجاذبية
وتمنت ليزا لو استطاعت الذهاب للتسوق وشراء ملابس زهرية لطفلتها، وتمنت لو تمكنت من أخذ دروس «لاماز» لولادة ميسرة، بل إنها تمنت لو تستحم على الأقل
إلا أن ليزا مورفي لم تكن تقدر على الذهاب إلى أي مكان. فهذه الأم المرتقبة، وهي من مدينة شيكاغو، كانت قابعة على سرير ضيق في وضعية لا تسمح لها بروية شيء غير طلاء جدار المستشفى، ودون أن تكون لها قدرة على القيام بأي عمل غير الانتظار. وكل ذلك من أجل سلامة طفلتها «بريلي».
وكانت ليزا وزوجها براين قد أمضيا ثلاثة أعوام وهما يحاولان الانجاب مستعينين بالعقار المخصب ٴٌٍُىل وقد تكللت جهودهما بالنجاح أخيراً. غير أن ابنهما «نيكولاس» الذي ولد خديجاً قبل موعده لم يستطع الصمود لأكثر من 36 ساعة فارق بعدها الحياة مخلفاً ألماً هائلاً في قلب أمه المكلومة.
ولم تنقطع الأخبار السيئة، فحتى عندما حبلت مرة أخرى قال الأطباء إن رحمها غير مؤهل لاحتضان الجنين، ووقعت الجملة عليها كالصاعقة. فقد شعرت بالفشل في اختبار الأمومة. أما الأطباء فقد عمدوا لتطويق منطقة عنق الرحم بأقطاب تمنع حدوث ولادة مبكرة لتبقى تلك الأقطاب 21 أسبوعاً.
ومع هذا فقد قال طبيب الولادة إن فرصة المولود بالنجاة ستبقى ضعيفة طالما أن والدته لن تستطيع الارتياح في السرير. ولم تتوانَ ليزا عن التصريح بأنها على استعداد للوقوف على رأسها إن كان في ذلك إنقاذ لوليدها. قالت ذلك دون أن تدرك أن هذا بالفعل هو ما يتوجب عليها القيام به
واتجهت ليزا إلى مركز تشرست الطبي ومكثت في سرير مقلوب يمنع حدوث ضغط على رحمها. كان رأسها إلى الأسفل وقدماها إلى الأعلى. ولم يكن مسموحهاً لها بالتجول في المقهى القريب ولا حتى الذهاب إلى دورة المياه.
ومع الوقت، أخذت ليزا تعتاد على وضعها الجديد ووضعيتها غير المألوفة. وأصبحت تشاهد الأفلام وتحل الكلمات المتقاطعة أيضاً. وحينما يحين المساء يأتي زوجها براين لينا على أريكة بالجوار منها. وكلما شعرت بحاجة إلى إلهام يمنحها الصبر. تأملت في صورة ابنها نيكولاس المركونة بجانبها.
وتبتسم ليزا وهي تخاطب الممرضات المصطفات لمشاهدتها «أتتجسسون علنيا». وفي الحقيقة لا يمكن لومهن. فهن ينظرن إلى بقاء ليزا 12 أسبوعاً في السرير معجزة بتلك الوضعية الصعبة.
تقول ليزا باختصار: «كل ما أريده هو مولود معافى». وهذا هو بالضبط ما حصلت عليه عندما ولدت ابنتها «بريلي نيكولاس» بعد حمل استمر 34 أسبوعاً.
وتقول ممرضات المستشفى وهن ينظرن إلى بريلي مبتسمات «انها جميلة حقاً».
أما الآن فيمكن لليزا العودة للنوم بشكل طبيعي على السرير مرة أخرى، إلا أنها لا تحصل على قسط كاف من النوم على أية حال. فما أن تضع رأسها على الوسادة حتى تقلب ابنتها لها العالم رأساً ببكائها، تقول ليزا بابتسامة مشرقة: «إنني في حالة انقلاب عاطفي الآن، فبريلي بجواري، وهي في تمام صحتها، هذا ما يجعل كل التضحيات مستحقة».
منقول
مشكورة
شكراً على الردود الجميلة