لم يكن بشارُ يكذب حين أنشد:
يا قومُ أذني لبعض الحي عاشقة .. والأذن تعشقُ قبل العين أحيانا
فقد يحدثُ أن تنشأ علاقة عاطفية كبرى قد تتوج بالزواج خاتمة الأمر، أو الانفصال بالإكراه في أحايين أخرى، أو تفقع "البالونة" في نهاية المطاف، حين يستيقظ الطرفان أو أحدهما من وهم الحب والهوى.
لا يحدُثُ مثل هذا في جامعة مختلطة، يلتقي فيها الأستاذ (الرجل) بطالبته (الأنثى)، فيراها وتراه، يبصر تعابير وجهها، وتقاسيم جسمها، ويبصر عينيها، فيصير قتيل الهوى دون أن يُحَضِّر لذاته كفنًا.
يحدث هذا في بعض جامعاتنا التي لا يطل الأستاذ على طالباته إلا من خلال شاشة يتيمة لا تتعدى 40 بوصة على أقصى حد، ووسيلة اتصال هاتف ثابت يشمل فوق عشرين طالبة في القاعة الواحدة، حكايا عشق تحدثُ خلف الأسلاك، وتتوج في الحرم الجامعي، دون أن يبصر العشيقان بعضهما البعض.
أول تلك الحكايا حكاية أستاذ جامعي عُيّن معيدًا في مركز الطالبات، وهو لا يزال شابًّا غرًّا في بداية العشرين، فتعلق قلبه بإحدى طالباته ذات الصوت الناعم اللين، والنقاش العذب الرائق، والثقافة الواسعة، ورغم أنّه لم يبصرها يومًا، ولم يعرف عنها سوى اسمها ورقمها الجامعي، إلا أنّ صوتها وطريقتها في الحديث أضرمت نار الحب في قلبه، حاول أن يتوصل لها ويعرف عنها المزيد من المعلومات، ولكنه فوجئ بأنها امرأة متزوجة، وأم لأربعة أطفال!!.
"الخط" السبب
"سمر" فتاة هادئة ناعمة، ذات صوت ولكنة جميلة، تعلق بها أستاذها الجامعي لخطها الجميل المبهر، حيث كانت كمن يرسم الحروف، كما أنها تجيد أكثر من خط، وظلَّ يتابع أخبارها، ويحاول التوصل لها، حتى عثر على أخيها بعدما طلب منها أن توصل لها بحثه عن طريق أحد أقربائها كحيلة للوصول إلى أحد من أهلها، ونشأت بينه وبين أخيها علاقة صداقة وثيقة، حتى تعارفت العائلتان، وصار يبعثُ لها رسائل في العشق والهوى، لعلها تقبل به زوجة ثانية، بعدما أقنعها بأن زوجته لم تحقق له طموحه، فهي سطحية وثرثارة، كما أنه أجبر على الزواج بها لأنها ابنة عمه، لكنها رفضته في نهاية المطاف، وتزوجت من ابن عمها..!
"أسماء" طالبة في قسم شرعي تعلقت بأستاذ في الأدب ذي ثقافة موسوعية، بدأت علاقتها به من نصوص أدبية كانت تكتبها، وأرادت استشارته فيها، فراح يشجعها ويحضها على كتابة المزيد، كثرت بينهما المحادثات الهاتفية، وصارت تتشعب حول مواضيع شتى غير الأدب! وتستمر حتى منتصف الليل.. وقعت الفتاة في بحر الهوى، ولم يخرجها إلى اليباس سوى شعاع علاقاته المتناثرة مع فتيات كُثر عبر موقع الجامعة التي تدرس فيها.
الأب العاشق
"رنا" طالبة في السنة الأخيرة من الجامعة، فوجئت بأبيها أستاذ الإدارة الجامعي يسألها عن ملامح فتاة في الجامعة، أخبرها بأن أحد زملائه من المعيدين الشباب يريدها بالحلال، ولم تستطع رفض طلب والدها خوفًا منه، ورغبة في توفيق رأسين بالحلال، ولكنها فوجئت بأبيها يخبرهم بأنه سيتزوج إحدى طالباته التي وصفتها هي له، واكتشفت فيما بعد أن ثمة علاقة نشأت بينهما على مدى عام دراسي كامل، ورغم أن الفتاة من عائلة لا تقبل تزويج فتياتها من خارج العائلة، إلا أن إلحاح الهوى بعث الوسطاء لإقناع والد الفتاة بتزويجها لحبيبها (الدكتور)، قبل أن تموت عشقًا..!
د. سعد.. أستاذ جامعي متزّن، عرف بانضباطه وسمعته العالية في التعليم، تعلقت إحدى طالباته به، وصارت تختلق الأسئلة والمناقشات لتطيل الحديث معه، ولكن طالباته تذمرن من ضياع المحاضرات في مثل هذه النقاشات الطويلة، فاضطر لتخصيص وقت لها بعد محاضرته الأخيرة في نهاية الدوام، وصار الوقت يطول بهما، وأعين المتطفلات على "العشق الجامعي" تتلصص عليهما حتى قضت إحداهن بتقديم شكوى لإدارة الجامعة، فحرم من تدريس الطالبات في الحرم الجامعي.!
الضرة "طالبة"
تحكي هند عن عمها الأستاذ الجامعي الذي أنجبت له زوجته 3 بنات متواليات ولم تنجب له صبيًا فأحضر لها ضرة من طالباته، تقول: أخبرها بأنه سيتزوج امرأة أخرى لتنجب له صبيًا، ولكنها لم تعلم أنه سيتزوج فتاة من طالباته والتي كانت دائمة الاتصال به وسؤاله في كل أمورها الدراسية، وحدث أن خرج وفد طلابي بقيادته لتطبيق ميداني وكان ضمن الوفد طالبته تلك، فالتقت العيون من خلف الستار، ولكن الحب تمكن منهما ليعلنها زوجة له، ورغم أنها كررت إنجاب الفتيات الثلاث كما فعلت الزوجة الأولى إلا أنها ظلت فتاته المدللة التي امتلكت الحب والود والسفر والشق المائل.
طالباته ضرائري
لا تحب "جواهر" تذكّر تلك الأيام، وتعتبرها أسوأ أيام حياتها، تقول: عشت فترة من حياتي وزوجي أستاذ يدرّس الطالبات، في الجامعة التي كان يدرّس فيها لم تكن الشاشة هي الفاصل، بل جدارٌ زجاجيٌّ ونافذةٌ صغيرة لإيصال الأوراق والبحوث من خلالها، وتضيف: كانت كل رشة عطر وكل ضحكة تخنقني حين أكون حاضرة درسًا جامعيًّا لزوجي، ولأنّ عليّ أن أخفي أني زوجة هذا الأستاذ فإني كنتُ أسمعُ كلمات تقتلني من الثناءِ والغزلِ الأنثوي في القاعة الدراسية لزوجي، كثرت مشاكلي تلك الفترة مع زوجي وكادت علاقتنا أن تنتهي بالانفصال رغم أن علاقتنا من بدايتها بدأت حبًّا كبيرًا توِّج بالزواج، وعانيتُ كثيرًا معه وتغربت لأجله حتى أنجز دراسته وعاد محمًّلاً بشهادته العليا التي جعلت منه أستاذًا لضرائري اللاتي تخلصت منهن بمعجزة حينما انتقل لعملٍ إداري بعيدًا عن التدريس.
الوسيط يعترف
"فوزية" قضت 10 سنواتٍ من العمل وسيطة بين الطالبات والأستاذ مشرفة شبكة لا تحبذ الإفصاح كثيرًا عما يجري تحت الطاولة أو حتى أمام العيان، ولكنها تُقِرُّ بأنَّ مثلَ تلك العلاقات موجودٌ وبشكل ملحوظ، ولكنّ المشرفة لا تملك في حقّ ما يجري أي صلاحية.
بينما تخالفها "حصة" التي تنقلت في العمل والاحتكاك بالطالبات الجامعيات لثلاثة أعوام فتقول: حينما كنت أعمل لم يكن لدينا ما يلاحظ، وعلى العكس الطالبات يكرهن "الأساتذة" الرجال، ويعتبرن أن التواصل معهم طريق مسدود.
بالمنتدى نحب بعضنا البعض
وتكاد كل واحدة تكون في زاوية من زوايا العالم
وكل واحدة لون وجنسية تختلف عن الاخرة
بوركتي
واحيانا لايصل عشقا قد يتوقف عند حد الاعجاب فقط ..
تسلمين وتسلم لنا الانامل اللي نقلت .. لاعدمناك ..
شكرا