تخطى إلى المحتوى

يــــــــــــــــــوم لبـــــــــــست الكفـــــــــــــــــــــــــن – الشريعة الاسلامية 2024.

يــــــــــــــــــوم لبـــــــــــست الكفـــــــــــــــــــــــــن

لا أعلم ما دهاني اللحظة !.

أخذت أقلب صفحات ذاكرتي لأبحث في طياتها عن أمنيتي التي

تأبى والدتي أن أحققها في حياتي !

بشدة ترفض طلبي اليتيم و أنا آتيها كل مرة مستبشرة أنها ستقبل !

لكني أرتد خائبة في كل مرة و الأمل يحودني أنها ستوافق يوما !

لم تكن أمنيتي الصغيرة و التي كبرت معي سوى :

أن تسمح لي والدتي بالتطوع في الدخول إلى ….

(( غرفة تغسيل الموتى )) …..!

إي والله هي أمنية حياتي أن أرقق قلبي ..

فلا شيء يشعر القلب بالمهابة والخضوع سوى موقف الموت

وجسد مسجى ينساب فوقه الماء بلا حراك !

آآه يا قلب .. ما أقسى نبضك

دنياك ألهتك .. و أغلقت سراديبه بالوهن و الضعف الآسر !

لعل والدتي تخشى علي موقف لحظة ..

لكنها ما فطنت للهدف الأسمى الذي أرنو له .. !

لا بأس … فلننسى الأمنية و لندفنها كي أرضيها ..

و تأتي الفرصة إلى قلبي الصغير ..

فرصة لم أكن أخالها ستوقض شيء في القلب و ترضي شيء من فضولي ..

/

/

دخلت علينا معلمتنا الحبيبة في دار التحفيظ

حينها كنت في المرحلة المتوسطة

قالت :

غداً درس في قاعة الدار عن (( طريقة تغسيل و تكفين الميت ))

فمن منكن يا حبيبات تتبرع كي نطبق عليها عمليا ً طريقة لبس الكفن !!؟

وجلت القلوب ..

و تناظرت الطالبات و كأن كل واحدة تقول للأخرى : أنت ِ ليس أنــا !

رغم أنه ليس إلا تمثيل !

أخذت ترغبنا و تذكرنا بالأجر ..

و كأني استجمعت قواي و هتفت :

أنــــــا يا معلمتــي !!

أنا ..

فما المطلوب مني ؟

قالت :

سترتدين غداً الكفن ..

و سنجدل شعرك الكثيف الطويل جدائل ثلاث ..

فلا تهابي !

/

/

لم أنم تلك الليلة أفكر في الغد ..

و يأتي الموعد ..

و أدخل القاعة التي تكتض بالزائرات من أنحاء المنطقة

يااااه

لم أكن أظن أني سأسجى أمام كل هؤلاء !

دقّ قلبي

كدت أتراجع

تذكرت أمنيتي …

كنت أتمنى أن أكفِّن ..

و اليوم أنــــا من تدخل وسط الكفن !

بدأت المُحاضرة تشرح ..

التفتت إلي ..

وقالت : ابنتنا ( فلانة ) سنوضح عليها عمليا كيفية الكفن !

استلقيت على تلك الطاولة الخشبية !

تحتي رداء أبيض ..

قسمت شعري ثلاثا ..

جدلته ..

سدلته خلف ظهري

و كل هذا و أنا لم أجرؤ على فتح عيني !

كنت أغمضهما بشدة !

كاد قلبي يخرج من مكانه !

تخيلت أنها ستكفنني …. و لن يفتحوا الكفن !

بكيت بصمت !

أمي كانت تنظر إلي بين الحاضرات بوجل على ابنتها الصغيرة الشجاعة !

أغلقت الأثواب الخمسة البيضاء …

ربطتني !

لكنهن لم يحملنني !

تأكدت أن روحي في جسدي لأني بقيت أستمع المحاضرة ..!

ثوااان ٍ و كشفت الرداء عني …

وفي وسط تكبيرات الحاضرات قمت …

وقفت !

أسير على قدمي ّ ..!

يااااااااه ..الحمد لله … نعم أنا أتنفس !

الحمد لله ..

ركضت حولي صديقاتي … ما شعورك ؟

بقيت صامتة دون تعليق … لا أعلم !

دعوني أعيش في أجوائي !

فليبقى خشوعي في قلبي !

/

/

كبرت ..

المرحلة الثانوية ,,,,

فالجامعية …

و الأمنية تراودني …

كنت أغضب حين أخبر والدتي و جدتي بالأمنية

و هن يكتفين بالرد (( ستدخلينها يوما ً قريبا ً من أجلنا )) .!!!

كنت أخفي دموعي و بكائي !

لا .. لا أريد ذاك اليوم

أريد يوما ً أتعلم فيه أسمى عمل ..

أنال به الأجر ..

أريد أن أذيب الجليد الذي يغلف قلبي ..

أريد أن أمحو الران المتراكم ..!

/

/

أمنيتي تصرخ ..

و أحققها بأي عمل يشعرني أني قريبة منها ..

/

في معرض دعوي أقمناه في مركزنا الصيفي بعنوان

(( البداية والنهاية ))

تبرعت بإعداد غرفة أشرح فيها طريقة غسل الميت و تكفينه ..

كانت تلك الغرفة مهمتي ,,,

اتصلت بأخت مغسلة أموات

و طلبت منها الأكفان ..

و الكافور …

و الحنوط ..

و السدر …

و القطن

و كل ما يتعلق بتجهيز الأموات …

جهزت دمية بحجم الآدمي …

كفنتها ..

وسدتها على طاولة الغرفة ..

عرضت الأدوات ..

و كانت رائحة الكافور قوية تشعر الداخل بالرهبة !

غلفت جدران الغرفة بصور المقابر و الأكفان ..

كانت غرفة مبكية !

الكل يدخل و يخرج بقلب آخر ..!

ليت قلبي ذاك يعود !

كل يوم قبل أن أفتح تلك الغرفة كنت أشعر بالوجل

(( جنازة تتوسد أمامي ))

رغم أنها دمية إلا أنها مهيبة !

كان اسم الغرفة (( غرفة النهاية ))

نهاية الانسان الأكيدة قبل يوم الحساب و الجزاء ..

/

/

و حتى اللحظة لم تتحقق أمنيتي بالدخول لغرفة حقيقية

لتجهيز الأموات ..

كل مافي الأمر تمثيل في تمثيل

ومع ذلك .. فالأمر جلل ..

و القلب بات في وجل ..

رقة و خضوع .. استكانة ودموع ..

/

أتراني سأحقق أملي

أم أن إحداهن ستحقق أملها بي في يوم قبضي !

كانت رائحة الموت تنبعث من أركان الغرفة

شئ
/

أأنسان ٌ أنا ؟

أقلب حي أنا ؟

حتى ما العبث و اللهو هنا ؟

أليست دنيا عنها راحلين ؟

فحتى ما طول الأمل ؟

و نسيان الأجل ؟

/

لازالت الأمنية تتراقص أمامي

دعواتكن لي أن أحققها .. قبل الرحيل..

/

ومما لا أنساه من دفتر ذاكرتي ..

يوم أن كنت أسير في أروقة حرم الله بجوار الكعبة ..

لم أعي إلا و أنا أتكئ على (( جنازة )) ….!

لا أعلم أني بالخطأ دخلت مكان قريب من تجهيز الأموات في الحرم !

قفزت من هول ما رأيت و هربت ,, و بكيت !

كيف جئت هنا ؟!

كاد قلبي يحلق بعيدا و كاد الخوف يخنقني و شعرت بأنفاسي تتضاءل !
ايه يا قلب الأمة …

هذا مآلك .. و يوما ً ستكوني مكانه !

فلا تفزعي كثيرا ً .. !

/

بني الانسان …

كن إلى الرب سائرا ً بلا ملل ..

فالركب مرتحل ..

/

كانت كلماتي رحلة عشتها كلحظات أشبه بالخيال

أمني النفس بالوصول ..

إلى دار .. ليس فيها بعد الشروق أفــول ..

قراتها وتوقفت عندهـا كثيرا

فا احببت ان تشاركوني الوقفه

مقتبس من الكاتب : قلب الأمه

تقبلو مني فائق الاحترام وارق التحايا ،،،

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

طرح رائــــــــــع تشكــــــــــــرين عليــه

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جزاكى الله خيرا
اللهم احسن خاتمتنا وتوفنا مسلمين موحدين
اللهم اتنا فى الدنيا حسنه وفى الاخرة حسنه وقنا عذاب النار
جزاكى الله خيرا
اللهم احسن خاتمتنا وتوفنا مسلمين موحدين
اللهم اتنا فى الدنيا حسنه وفى الاخرة حسنه وقنا عذاب النار
جزاك الله خير
الله يجعله في ميزان حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.