بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد بن عبد الله و على اله و صحبه اجمعين
خلق الله – تعالى – عبده ونبيه محمدا – صلى الله عليه وسلم – فى أحسن وأجمل وأفضل صورة، فهو أكمل خلق الله، وأكرمهم عند الله خَلقًا وخُلقًا؛ فعن "البراء بن عازب"؛ قال : "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحسن الناس وجهًا، وأحسنهم خُلُقًا …" رواه مسلم .
وحتى تزداد معرفتنا بحبيبنا نبي الله محمد – صلى الله عليه وسلم – وتتعلق قلوبنا به علينا أن نتعرف على وصفه – صلى الله عليه وسلم – ، ونتذكره دائمًا كلما وقعت أعيننا على حديث من أحاديثه الشريفة، أو تأسينا بخلق من أخلاقه الكريمة – صلى الله عليه وسلم – .
§ وجهه – صلى الله عليه وسلم – :
عن جابر بن سَمُرة أن رجلاً قال له : "أكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجهه مثل السيف ؟ قال : لا، بل مثل الشمس والقمر مستديرًا" ( رواه مسلم )
ا ى أن وجهه – صلى الله عليه وسلم – لم يكن طويلاً مثل السيف؛ بل كان مستديرًا مضيئًا كالشمس، وحسنًا مليحًا كالقمر .
وعن جابر بن سَمُرة قال : "رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فى ليلة إضْحِيان (أى مُضيئة)، وعليه حلة حمراء فجعلت أنظر إليه وإلى القمر فلَهو كان أحسن فى عينى من القمر" (رواه الترمذى والدارمى)
وعن كعب بن مالك قال : "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر" (رواه البخارى) .
أى أنه – صلى الله عليه وسلم – كان إذا فَرِحَ أضاء وجهه كالقطعة الساطعة الإشراق من القمر .
وعن أم معبد الخزاعية قالت : "رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة حَسن الخَلقْ مليح الوجه .. " أى أنه – صلى الله عليه وسلم – كان جميلاً ظاهر الجمال، مُشرقًا مضىء الوجه .
§ لونه – صلى الله عليه وسلم – :
عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال : "كان (أى النبى – صلى الله عليه وسلم – ) أزهر اللون، ليس بأبيض أمْهَق ولا بآدم .." (رواه البخاري) أى أنه لونه – صلى الله عليه وسلم – كان أبيض مشرق مشربًا بحمرة أى يخالط بياضه
حمرة، ولم يكن – صلى الله عليه وسلم – أمهقًا أى شديد البياض، ولا بالآدم أى شديد السمرة.
وعن أبي الطفيل قال : "كان – صلى الله عليه وسلم – أبيضَ مليح الوجه" (رواه مسلم)
§ رأسه – صلى الله عليه وسلم – :
عن أنس – رضى الله عنه – قال : "كان – صلى الله عليه وسلم – ضخم الرأس" (رواه الترمذي (
وعن على بن أبى طالب قال : "كان – صلى الله عليه وسلم – ضخم الهامة" (رواه البيهقى)
§ عيناه – صلى الله عليه وسلم – :
قيل لعلِى : انعت لنا رسول الله . فقال : "كان أبيض مُشْرَّبا بياضه بُحمرة، وكان أسود الحدقة أهدب الأشفار " (رواه البيهقى)
أى أن حدقة عينه – صلى الله عليه وسلم – كانت شديدة السواد، وكان ينبت على حروف أجفانه أهداب (رموش) طويلة وكثيرة .
وعن جابر بن سَمُرة قال : "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشكل العينين .. " (رواه مسلم)
والشُّكْلة حُمرة فى بياض العين .
§ خداه – صلى الله عليه وسلم – :
سُئل أبو هريرة عن صفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : "كان أحسن الناس …، بعيد ما بين المنكبين، أَسِيلَ الخدين .." (رواه البيهقى)
أى أنه – صلى الله عليه وسلم – كان مستوي الخدين، أى ليس فى خديه بروز أو نتوء، فلم يكن – صلى الله عليه وسلم – مرتفع الوجنتين وهى ما ارتفع من الخدين .
§ شعره – صلى الله عليه وسلم – :
عن أنس بن مالك، قال : "كان شعر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى أنصاف أذنيه" (رواه مسلم)
أى أن شعره – صلى الله عليه وسلم – كان واصلاً إلى نصف أذنيه .
وعن عائشة بنت أبى بكر، قالت : "كان له – صلى الله عليه وسلم – شعر فوق الجُمَّهِ، ودون الوفرة"(رواه أبو داود والترمذى )
أى أن شعره – صلى الله عليه وسلم – كان وسطًا فى الطول ، فلم يكن طويلاً حتى يجاوز كتفيه، ولا قصيرًا فلا يصل إلى شحمة أذنيه، فكان – صلى الله عليه وسلم – إذا حلقه وصل إلى شحمة أذنيه، وإذا لم يحلقه طال فوصل إلى منكبيه .
وعن قتادة قال : قلت لأنس : كيف كان شعر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : لم يكن بِاْلجَعْدِ ولا بالسَّبْطِ، كان يبلغ شعره شحمة أذنيه". (رواه الترمذي في الشمائل )
أى أن شعر رأسه – صلى الله عليه وسلم – لم يكن بالجعد أى المتثني الملتوي، ولم يكن بالبسط أى المسترسل، فقد كان وسطًا بينهما، وكان يصل إلى شحمة أذنيه .
§ قامته – صلى الله عليه وسلم – وجسمه :
عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال : "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رَبْعَةً، ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الجسم .." (رواه البخاري)
أى أنه – صلى الله عليه وسلم – كان متوسطًا بين الطول والقصر، وكان – صلى الله عليه وسلم – حسن الجسم معتدلاً فى كل شىء .
§ منكباه وصدره وبطنه – صلى الله عليه وسلم – :
عن البراء بن عازب، قال : "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجلاً َمْرُبوعًا، بعيد ما بين المنكبين .." (رواه البخاري ومسلم)
أى أنه – صلى الله عليه وسلم – كان معتدل الجسم، صدره مساوٍ لبطنه، وبطنه مساوٍ لصدره لا بروز فيهما، وكان – صلى الله عليه وسلم – عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين (أى الكتفين) ، ولكن فى توسط واعتدال .
§ أطرافه ومشيته – صلى الله عليه وسلم – :
عن على بن أبى طالب، قال :"لم يكن النبى – صلى الله عليه وسلم – بالطويل ولا بالقصير، شثن الكفين والقدمين .." (رواه الترمذى)
أى أن – صلى الله عليه وسلم – كان غليظ أصابع الكفين والقدمين .
أى أنه – صلى الله عليه وسلم – كان واسع الكفين، غليظ أصابع الكفين والقدمين ولكن فى اعتدال، طويل الأصابع، ممتد اليدين، وكان أخمص القدم أى أن الموضع الذى يلامس الأرض عند المشى فى وسط قدمه – صلى الله عليه وسلم – كان بعيدًا عن الأرض، وكان – صلى الله عليه وسلم – أملس القدمين فكان ظهر قدمه لا يقف عليه الماء لملامسته، وكان – صلى الله عليه وسلم – يمشى برفق وسكينة، وتثبت ووقار وحلم وتواضع، وكان فى مشيته يرفع رجليه بسرعة، ويمد خطوته، وكان يسير وكأنه ينحدر من مكان مرتفع .
§ رائحته وعرقه – صلى الله عليه وسلم – :
عن أنس، قال : "كان رسول الله أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشىَ تكفَّأ، وما مسست حريرًا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله، ولا شممت مسكًا ولا عنبرًا أطيب من رائحة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " (رواه مسلم)
أى أن عرقه – صلى الله عليه وسلم – عندما يخرج من جلده كأنه حبات اللؤلؤ فى الصفاء والبياض، وكانت رائحته – صلى الله عليه وسلم – أطيب من رائحة المسك والعنبر – صلى الله عليه وسلم – .
ان نشرتها فلك اجرها فلا تبخل على نفسك و لا تحقرن من المعروف شيئا
-"منقول"-
اللهم اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
مشكورة حيبيتي
جعله الله في ميزان حسناتك
اللهم اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم انك حميد مجيد