السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لم يكن تعبير "حقوق المرأة" تعبيراً بريئاً، ولم يُنحت هذا الشعار استرداداً لحق فقدته المرأة من الرجل، بل من النظام القائم، وهو في حقيقته مظهراً من مظاهر التمرد على أحكام الله، والانعتاق من هذه الأحكام شيئا فشيئا، تمهيداً لأن تنخلع هذه المرأة المسلمة من منظومة القيم التي تنتظم حياتها، وتقود سلوكَها فيها. وكان ترحيلاً لمشكلة المرأة التي كانت واقعة في حياة الغرب قبل ما سمي بعصر نهضتهم. فهم كما رحّلوا إلينا مشكلة الفصام والصراع العنيف بين الدين والعلم التي عاشوها في تاريخهم فألصقوها بنا ظلما وعَدْواً ، رحّلوا إلينا مشكلة المرأة.استنساخا لمشاكلهم حتى نتقمص تاريخهم ونعيشه ونسير على هداهم ووفق مسعاهم تقليدا لهم واتباعا وتشبها واقتداءً. ولقد كان من جرّاء تمكن الكفار المستعمرين، من بلاد المسلمين وسعيهم لتمكين الكفر من قلوب المسلمين وترسيخه في علاقاتهم، وكذلك، من جرّاء استحكام عقدة النقص عند فئات منهم، وشعورِهم بأن الغرب لم يتفوق عليهم، إلا لأمر موجود عنده غير موجود عندنا، وهو طراز عيشه ونمط تفكيره وتسييره لنظام الحياة. فالتقى الماء على أمر قد قدر، مكرٌ يراد بالأمة لحرفها عن دينها من قِبل عدوها، وعجز مستحكم فيها بعد هزيمتها، أفضيا إلى التأسي بالأجنبي وتقليده، في ظل هذه الأجواء الملبدة نشأ مفهوم "تحرير المرأة" و"حقوق المرأة"، بل وصار للمرأة قضية تذكر وتثار. ولقد بدأ هذه القضية أعلامٌ في الفكر والسياسة والفقه عرفوا بميلهم للأجنبي أو افتتانهم بمناهجه، أو التلقي عنه أو التأثر به، في الوقت الذي كانت الأمة ضعيفة ضعفاً يجعلها تشعر شعورا عميقاً بتفوق الكافر عليها، وتقدمِه في كافة مظاهر الحياة، لأن مبعث التميز الذي يتقدم به المسلمون وهوَ فهمُ دينهم وتسيير حياتهم بموجبِه، لم يكن حاضراً في حياتهم، بل كانت حياتهم من هذا كله خالية، مما يسّر أن يمتلئ الفراغ بما يتاح وهو الفكر الغربي الذي كان حاضراً، تدفعُ به دولٌ كافرة مستعمرة يهمها أن تزرع في نفوس المسلمين كل ما يبقيها في منصب الإمامة من عقولهم وقلوبهم، والقوامة على حياتهم وسلوكهم.
بزوال سلطان الإسلام عن الوجود، وهو الذي كان يقيم دين الله في الأرض، كان لا بد من تيسير انفلات الناس رجالاً ونساءً من أحكام الله، لكن الناس مؤمنون موحّدون، فلا بد إذن من استخدام الحيلة معهم، وإيهامهم بأسلوب خبيث أن المرأة في الإسلام مظلومة ولا حقوق لها وان الرجل وما أسموهم بالمجتمعات الذكورية في بلاد المسلمين هي التي تظلمها .
يتبع
يتبع
وأخيرا نقول أنه لا شك أن للإعلام العربي التابع للإعلام الغربي دور كبير جدا في إنجاح الحملة الشرسة التي شنها الغرب الكافر على المرأة المسلمة في كل حالاتها. ولا يجب ان نغفل أبدا هذا الدور الذي يخضع لسياسات الأنظمة الفاسقة التي تحكم بلاد المسلمين بغير ما أنزل الله تعالى. وهي مؤامرة قديمة جديدة ضد الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم. ولذلك كان لا بد من العمل على فضح تواطوء الإعلام بكل وسائله مع الحكام حتى يحذر المسلم منها وخصوصا المرأة المسلمة التي يجب أن نتظر لهذه الرسائل الإعلامية المكثفة ضدها وضد دينها العظيم، بعين الناقدة الثاقبة فتمحص وتبحث عن الحق، من زاوية العقيدة الإسلامية حتى لا ينجح الإعلام في تضليلها.
ممتاز بارك الله فيك
فعلا كان للإعلام الأثر الكبير في تخريب عقول المسلمين وبالذات المرأة المسلمة التي إستهدف الغرب الكافر ، من خلال هذه الوسيلة ، إستهدف الإسلام والأحكام الشرعية . فهي سلاح ذو حدين ..
ان هذا الاعلام الخبيث لا ينفك عن تكريس صورة المرأة الغربية المتعرية المترجلة العاهرة و ابرازها كنموذج للمرأة المتقدمة المحترمة للإقتداء بها .بينما يقوم (الإعلام )بسياسة التعتيم عن المرأة المسلمة الطاهرة المخلصة العاملة لإستئناف الحياة الإسلامية .
حقا إن الاعلام يخدم أجندة الغرب و أذنابه الحكام((الجاثمين على صدر الأمة ))يذقونها سوء العذاب .