تختلف آراء الرجال حول المرأة التي يرغبونها زوجة ، لكنهم يتفقون في شيء واحد هو أن تكون أنثى ، هذه الأنوثة
هي رأس جمال المرأة وأهم ما يميزها . فإذا ما استهانت بها المرأة فأخفتها ، أو تجاهلت أهميتها فإنها سوف تفقد
مكانتها عند الزوج … فهي السحر الحلال الذي يحرك مشاعر الزوج ليجعل منه محبًا …
وليس شرطًا للأنوثة أن تكون المرأة جميلة الخلقة ، ولكن الأنوثة تحمل معاني كبيرة وأساسها أنها امرأة بمعنى
الكلمة امرأة ظاهرًا وباطنًا … بشكلها … ونطقها … ودقات قلبها .. بروحها التي تتوارى داخل جسدها … امرأة تتقن فن الأنوثة
.
وإذا تساءلنا لماذا يتزوج الرجل ؟
لقد كان الزوج قبل زواجه يأكل ويشرب وينام وتُغسل له ملابسه وتُقضى له حوائجه في منزل أسرته … إذن لابد
أنه يحتاج شيئًا آخر غير ذلك يبحث عنه ، تكبد له كل المشاق والتكاليف ليصل إليه . إنه يتزوج لكي يستمتع بمحاسن
المرأة وحنانها وأنوثتها ، وما تمتاز به من دفء وعذوبة ، وليجد من يشاركه حياته الخاصة والعامة ، ويتمنى كل رجل
أن يكون له ولد يحمل اسمه في الدنيا وبعد رحيله عنها ، ولن يكون ذلك إلا بالزواج ، فالزواج هو السر في بقاء النوع
الإنساني ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: – [[تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة]] .
فالزواج رسالة مقدسة تحقق حكمة الشرع والدين ، وهو الأمل المنشود والحلم لكل من الذكر والأنثى ، وفي كنفه يتحقق الأمن والطمأنينة للأزواج ، قال تعالى: – { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } [الروم: 21] .
الرجل يريد الزواج ليستمتع بالحياة الدنيا في ظل الشرع والمرأة هي الدنيا والحياة , كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: -[[ الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ]] .
ومن حكمة الله الخبير اللطيف العالم بأحوال عباده أن شرع لهم الزواج وشرّع لهم الاستمتاع بالحلال فقد قال تعالى: – { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ } [آل عمران: 14] .
فلا تصادم بين فطرة الإنسان وبين ما شرعه الله تعالى , لذلك نجد أن المرأة مهما تقدم بها العمر ومهما بلغت من العلم وحازت على المناصب تبقى في نظر زوجها أنثى ، وهو دائمًا يريدها كذلك .
ومن مظاهر الأنوثة كما شرعها الإسلام : –
يعتني الإسلام بمحافظة الأنثى على مظاهر أنوثتها ، فحرّم عليها التشبه بالرجال في أي مظهر من لباس أو حديث أو أي تصرف , وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال ، وفي الطبراني: – أن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدة قوسًا ، فقال: – [[ لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء ]] .
وقد ذكر ابن القيم أن من الكبائر ترجل المرأة وتخنث الرجل .
وقد أباح لها الإسلام أن تتخذ من وسائل الزينة ما يكفل لها المحافظة على أنوثتها فأحل ثقب أذنها لتعليق القرط فيه. يقول الفقهاء: – [ لا بأس بثقب أذن النساء ، ولا بأس بثقب آذان الأطفال من البنات لأنهم كانوا يفعلون ذلك في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير إنكار ], ويقول ابن القيم:- الأنثى محتاجة للحلية فثقب الأذن مصلحة في حقها .
ويُباح لها التزين بلبس الحرير والذهب دون الرجال لأنه من زينة النساء , فقد روى أبو موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- [[ حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي ، وحل لإناثهم ]] .
وإذا تساءلنا لماذا كل هذا الاهتمام من الشرع بزينة المرأة وإبراز أنوثتها ولمن أيضًا هذه الأنوثة ؟ قال ابن قدامة مجيبًا عن تساؤلنا : – [ أبيح التحلي في حق المرأة لحاجتها إلى التزين للزوج والتجمل عنده ، وكذلك يجوز لها أن تخضب يديها ، وأن تعلق الخرز في شعرها ، ونحو ذلك من ضروب الزينة ] .
السيدة عائشة … والاهتمام بالأنوثة : – [ دخلت بكرة بنت عقبة على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فسألتها عن الحناء ، فقالت: – شجرة طيبة وماء طهور . وسألتها عن الحفاف أي إزالة الشعر فقالت لها:- إن كان لك زوج فاستطعتِ أن تنتزعي مقلتيك فتضعيهما أحسن مما هما فافعلي ] .
هكذا ينبغي أن تكون الزوجة . ومن العجيب أننا نرى بعض النساء مهملات ومتساهلات في زينتهن لأزواجهن . ثم نجدها أجمل الجميلات مع الرفيقات والصويحبات وخارج المنزل ونجد أيضًا رائحة المطبخ والمأكولات تفوح من الزوجة في بيتها ، أما في خارج البيت فحدث ولا حرج عن الروائح الفواحة الصارخة من بعض النساء في الطرقات والأسواق …. فمن الأولى بهذا الاهتمام الزوج أم الصديقة أم المعارف والأقارب .
من أخطاء الزوجات :-
من الأخطاء القاتلة التي تقع فيها الزوجات إهمال الزينة والتجمل وإهمال إبراز أنوثتها لزوجه , ونحن في هذا العصر نواجه المرأة في كل مكان في الفضائيات والشوارع وأماكن العمل , ونرى أيضًا فتاة الإعلان والمذيعات وما يسمى بالفيديو كليب … كل ذلك تظهر فيه المرأة في كامل أنوثتها وجمالها مما يفسد الحياة على الزوجة العادية في بيتها فضلاً عن المهملة لنفسها .
وانظروا معي إلى هذا الموقف الغريب : –
لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأزواج عند عودتهم من السفر أن يعودوا ليلاً ، لماذا ؟ قال صلى الله عليه وسلم: – [[ لا يطرقن أحدكم أهله ليلاً حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ]] وتستحد المغيبة يعني:- تحلق شعر العانة، والمغيبة: – أي التي غاب عنها زوجها .
ماذا نفهم من هذا الحديث ؟ والواضح من هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد من الأزواج أن يرى أحدهم زوجته في صورة رثة ، شعثة الشعر أو غير مهتمة بنظافتها الشخصية وغير مهتمة بأنوثتها ؛ لأن ذلك يجعل الزوج يزهد في زوجته وينصرف عنها .
ولقد أوصت تلك المرأة الحكيمة أمامة بنت الحارث ابنتها أم إياس عند زواجها فقالت : – [ فلا تقع عيناه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح ]
الأنوثة من صفات المرأة الصالحة : –
المرأة الصالحة هي التي تهتم بأنوثتها وجمالها . إذا نظر إلهيا زوجها سرته كما جاء في الحديث : – [[ ألا أخبركم بخير ما كنز المرء:- المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته ، وإذا أمرته أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله ]] .
وعن رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم أيضًا : – [[ إن الله جميل يحب الجمال ]] .
ونحن هنا لا نركز على جمال الشكل فحسب ؛ لأن الجمال نسبي وله أنواع مختلفة، ومن جمال المرأة جمال الطبع والصفات . فقال قال عليه الصلاة والسلام: – [[ فمن السعادة المرأة الصالحة تراها فتعجبك ، وتغيب عنها فتأمنها على نفسك ومالك ، ومن الشقاء المرأة تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك ]] رواه ابن حبان …