الاعتكاف هو لزوم المسجد للعبادة والطاعة لله، ويسن الاعتكاف في كل أوقات العام ولكنه يصبح سنة مؤكَّدة تتأكَّد في العشر الأواخر من رمضان، فعن أبي هريرة رضى الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرينيوما) أخرجه البخاري وابو داود وغيره وصححه الألباني.
الاعتكاف لايكون إلا في مسجد كما قال الله تعال: { وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} البقرة 187، ويشترط في المسجد أن تُقام فيه الصلوات الخمس جماعة وكذلك الجمعة إن كانت فترة الاعتكاف يتخللها يوم جمعة حتى لايؤدى فعله للسنة أن يترك الفرض، ويستثنى من ذلك النساء فيجوز لهن أن تعتكف في مسجد لاتقام فيه الجماعة.
ويجوز اعتكاف النساء بشرطين الا يكون في اعتكافها فتنة، وأن يأذن لها زوجها. قالت عائشة رضى الله عنها: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان . حتى توفاه الله عز وجل . ثم اعتكفأزواجه من بعده ) متفق عليه.
لا يجوز للمعتكف أن يخرج من معتكفه إلا لما لا بدّ له منه، ولا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة، ويحرم عليه مباشرة زوجته، وعليه اجتناب ما لا يعنيه وله أن يتحدَّث مع من يزوره. وله أن يتنظف ويتطيَّب، ويخرج لقضاء الحاجة وللطهارة، والأكل والشرب، إذا لم يجد من يأتيه بهما.
ويستحبّ للمعتكف أن يشتغل بالقربات كقراءة القرآن والذكر والدعاء والإكثار من صلوات النوافل وخاصة في ثلث الليل الأخير وله أن يقرأ في كتب التفسير وغيرها من كتب العلم الشرعي، وأن يحضر دروس العلم في المسجد لأن كل ذلك من الطاعات، وعليه أن يفرغ قلبه وعقله للعبادة والطاعة ولا يشغل نفسه بأمور الدنيا.
ولا يشترط للمعتكف أن يكون صائماً فيجوز الاعتكاف في غير رمضان بدون صيام، كما أن من كان مريضاً في رمضان ويرخص له في الفطر ولكنه كان قادراً على الاعتكاف فيجوز له الاعتكاف في العشر الأخيرة مثلاً مع كونه لم يكن صائماً.