تخطى إلى المحتوى

سبب التكرار في القران الكريم؟؟؟ سؤال شغل بالي في الاسلام 2024.

  • بواسطة
سبب التكرار في القران الكريم؟؟؟ سؤال شغل بالي

اخواتي الفاضلات منذ ايام يشغلني التفكير في سبب تكرار بعض القصص والمواقف في القران الكريم خصوصا قصة سيدنا موسى فكلما قرأت او سمعت احدى سور القران الكريم وجدتها تتناول قصة سيدنا موسى احيانا مطولا واحيانا ايات قصيرة

بحثت عن هذا الموضوع على النت ووجدت بعض المعلومات عن التكرار في القران بشكل عام لم اجد عن تكرار قصة سيدنا موسى فقد لاحظت تكرارها اكثر من غيرها

هذا ما وجدته اتمنى ان يفيدكم وارجو من لديها معلومات عن تكرار قصة سيدنا موسى كثيرا ان تفيدني

قضية التكرار في القرآن
بقلم / أنوار الأمل
المصـــدر

ما زالت سهام أعداء هخذا الدين مشرعة نحو النور الذي يعمي أبصارهم ويثير غيظ قلوبهم، وما زالت شبهاتهم تتناثر هنا وهناك،على الرغم من كثرة الردود عليها وإبطالها بالأدلة البراهين، ولعل اتساع أرجاء هذه الشبكة كان عونا لهم و مرتعا خصبا لافتراءاتهم

وردنا هذا التساؤل في مجلة حطة عن التكرار في القرآن الكريم وهدفه، وأصابع المستشرقين العاملة في نشر ذلك للنيل من كتاب الله عبر هذه القضية، وخاصة في القصص القرآني

فكان هذا الجهد المتواضع في الأيام الماضية أسأل الله أن ينفع به

-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-

نقول والتوفيق من الله إن جماعة من المستشرقين وغيرهم قد اشتط بهم الغلو وطغت عليهم روح التحيز والحيف فجاؤوا بشبهات كثيرة، ولكن من يتأمل فيها يرى أن كثيرا منها لاأساس له، وبعضها ينم عن الجهل إن افترضنا حسن النية، ولا نظنهم من الجهال، أو هو يكشف عن روح حقد تتعمد الإضلال بإيراد شبهات يعلمون أنها باطلة، وأنها قد تجد رواجا لضعف النفوس وضعف العلم الحقيقي، خاصة فيما يتعلق باللغة، حيث فسدت السلائق، واضمحلت الذائقة اللغوية، واختفى التمرس بأساليب العرب في كلامهم، وطرائق تصريف الحديث، فاستغل المغرضون ذلك ليحوكوا شبهات واهية كبيت العنكبوت لا تصمد بإذن الله أمام الحق المبين، وكل ما علينا أن نتسلح باليقين الذي يعصمنا من الشك والريب، وبالعلم الذي ينفعنا بإذن الله في رد ادعاءات المغرضين، ثم نتسلح بالتفكر والتدبر الذين أمرنا الله عز وجل بهما على بينة من أساس علمي، والله عز وجل يقول في فضل أهل العلم في مثل هذه المواقف:

بسم الله الرحمن الرحيم
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ــ آل عمران:7

أما قضية التكرار فالرد فيها على وجهين:

الأول: أن التكرار ليس ذما أو قدحا إلا إن كان مما يمكن الاستغناء عنه، وكان الذي نكرره خاليا من أي معنى جديد يضاف إلى الأول، فهو حينئذ يكون لغوا لا فائدة منه، وهذا ليس منه في القرآن شيء

أما ما عدا ذلك فهو علىالعكس، إنه أمر مطلوب مرغوب، وإن فُقِد في الكلام كان ذما أحيانا، والتكرير من الأساليب المعروفة عند العرب، ويكثر وروده في كلامهم وفي أشعارهم خاصة، وتصفحوا دواوين الشعراء كالمهلهل بن ربيعة وعمرو بن كلثوم وستجدون مصداق ذلك

بل إن التكرير واحد من الأغراض البلاغية، ودونكم الكتب البلاغية التي تتحدث عن علم المعاني، وستجدون عنوانا عريضا هو واحد من أسس هذا العلم البلاغي واسمه الإطناب، فإن بحثتم في فروعه وجدتم أفانين من القول تتشابه مع التكرار، وواحد منها يحمل هذا الاسم نفسه: ( التكرير ) والبقية تعتمد على زيادة في الكلام أو تكرير له أو تفصيل كذكر العام بعد الخاص وعكسه، وكالاحتراس والتتميم

والتكرير له أغراض بلاغية كثيرة كالتأكيد والاستلذاذ بالكلام، وتعظيم الأمر وتهويله، وزيادة التنبيه، وطول الكلام الذي قد يسبب نسيانه، وتعدد المتعلق، كأن نكرر عبارة ما ولكن نحدث في كل مرة كلاما جديدا، ونرى مثل هذا في سورة الرحمن التي تكررت فيها آية: فبأي آلاء ربكما تكذبان واحدا وثلاثين مرة، لأنه في كل مرة يذكر نعمة من النعم، ويريد لفت النظر إلى أهمية كل واحدة على حدة

فهذا التكرار وجه من وجوه البلاغة القرآنية، فإن من خصائص البلاغة إبراز المعنى الواحد في صور مختلفة، والقصة المتكررة ترد في كل موضع بأسلوب يتمايز عن الآخر، وتصاغ في قالب غير القالب، ولا يمل الإنسان من تكرارها بل تتجدد في نفسه معان لا تحصل له بقراءتها في المواضع الأخرى

وإن من تنوع طرق عرض الموضوعات في القرآن أنه يعرض القصة ملخصة حينا ثم يفصلها من البداية، وحينا يبين العاقبة والمغزى من مضمونها ثم يبدأ التفصيل، ونراه حينا يبدأ بها مباشرة بلا مقدمات، وحينا يقدمها كمشاهد حية نابضة تحدث أمامنا، وهو يتميز ببراعة الانتقال من موقف لآخر وتجاوز ما لا حاجة إليه وترك الذهن يستوحي منها الأحداث التي جرت بينما نتابع مع الآيات الأحداث المهمة وتفصيلاتها

ومن أغراض التكرير تجزئة الأفكار المراد بيانها حول موضوع واحد لتتكامل النصوص فيما بينها مؤدية غرض التأكيد لأصل الفكرة مع إضافات جديدة

ومن أغراض القرآن الدعوة إلى الله والتربية، وهما مما لا ينتهي المرء منهما بكلمة يلقيها ، ولكنهما بحاجة إلى التذكير الدائم كما قال عز وجل: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فقد تستدعي الحكمة التربوية تكرير التذكير بالتقوى، أو الترغيب والترهيب أو غير ذلك حسب المقتضيات الدعوية والتربوية

يقول الأستاذ صلاح عبد التواب : كانت أهمية التكرار أنه يعاود النفوس الغافلة المرة بعد المرة يزيل عنها غفلتها، كما يعاود النفوس المؤمنة المطمئنة بما يثبت فيها دعائم اليقين… فالتكرار إذن ظاهرة بلاغية لا يفطن إليها إلا كل من له بصر بفنون القول، وهو في القرآن أروع وأجمل من أن تتطاول إليه ألسنة المتقولين

هذا هو الرأي الأول للعلماء في موضوع التكرار في القرآن، وخلاصته أن ذلك من أساليب العربية التي جاء القرآن بها، التي تحقق بهذا التكرار أهدافا معينة تثري المعنى، وهذا أدعى لبيان إعجاز القرآن الذي يأتي لهم بالمعنى الواحد مقدما في عدة صور، ويتحداهم أن يأتوا بمثله، أو بشيء من مثله، ثم يعجزون عن الإتيان بأي صورة من الصور التي يظهر فيها الكلام

الثاني: وهو رأي ينفي التكرار تماما، لأنه يرى أن التكرار هو تكرار اللفظ نفسه في السياق نفسه للمعنى نفسه بغير فائدة ، أما ما يأتي في سياق آخر ومناسبة أخرى غير التي جاء فيها أولا فإنه لا يعد تكرارا ، وهذا ما يمكن أن نسميه بالتكامل أو يسميه بعض العلماء التنويع

هذا الأستاذ محمد قطب يقول: الظاهرة الحقيقية ليست هي التكرار، وإنما هي التنويع… لا يوجد نصان متماثلان في القرآن كله، إنما يوجد تشابه فقط دون تماثل، تشابه كذلك الذي قد يوجد بين الإخوة والأقارب، لكنه ليس تكرارا بحال من الأحوال، إنه مثل ثمار الجنة: " كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها"… وإن التنويع ذاته لجمال فوق أنه يذهب عن النفس الملال

ويقول الشيخ عبدالرحمن الميداني : على متدبر كلام الله أن يبحث في كل نص يبدو له أنه من النصوص المكررة في القرآن ليكتشف غرض التكرير إذا كان النص مكررا حرفيا، وليكتشف فوارق المعاني إذا كان النص المكرر مختلفا ولو بعض الشيء، ولو بكلمة أو حرف في كلمة، فكثير من النصوص التي يتوهم فيها التكرار هي ليست في الحقيقة مكررة، ولكنها متكاملة يؤدي بعضها من المعاني المرادة ما لا يؤديه البعض الآخر

فقصص القرآن ـ كمثال للتكرار أو التنويع ـ تأتي في كل مرة في سياق مختلف عن غيره، وله هدف خاص يسوق القصة من أجله لتظهر منها الأجزاء التي تناسب هذا الهدف المحدد، وكل سياق تأتي فيه القصة لا تتشابه ألفاظها وأجزاؤها مع القصة الثانية في السياق الثاني، بل لا يد من تقديم لكلمة وتأخير لأخرى، أو ذكر لشيء في موقف وعدم ذكره في المرة الثانية، وهكذا حسب مقتضيات المعنى والسياق ، ووفق أغراض بلاغية أصيلة

والشهيد سيد قطب رحمه الله يقول في كتابه الشهير في ظلال القرآن: يرد القصص في القرآن في مواضع ومناسبات، وهذه المناسبات التي يساق القصص من أجلها هي التي تحدد مساق القصة والحلقة التي تعرض منها، والصورة التي تأتي عليها، والطريقة التي تؤدى بها تنسيقا للجو … وأنه حيثما تكررت حلقة كان هنالك جديد تؤديه ينفي حقيقة التكرار

والأستاذ فاضل السامرائي يقول: فأنت ترى أن القصة في القرآن كأنها تتكرر في أكثر من موطن،والحقيقة أنها لا تتكرر، ولكن يعرض في كل موطن جانب منها بحسب ما يقتضيه السياق، وبحسب ما يراد من موطن العبرة والاستشهاد

والشيخ محمد سعيد البوطي يقول : وقد يحدث أن يتكرر عرض القصة نفسها، أو عرض الجانب الواحد منها بحسب الظاهر؛ ولكن تلك القصة أو ذلك الجانب منها ينطوي على عبر وعظات متعددة، فيقتضي الغرض الديني أن يعاد ذكرها عندما تأتي مناسبة كل عبرة من عبرها، فتلبس القصة في كل مرة من الأسلوب والإخراج التصويري ما يناسب المعنى الذي سيقت بصدده حتى لكأنك منها أمام قصة جديدة لم تتكرر على مسامعك، ولم تعرض أحداثها على خاطرك من قبل

وهذا مثال لشرح الشيخ البوطي وهو قصة موسى عليه السلام فإنها تحوي عبرا كثيرا وأهدافا متعددة، فإن كان غرض السياق تطمين قلب المصطفى وأصحابه جاء جانب النبي المنتصر على فرعون وجنوده بتأييد الله، ولبيان استعلاء الناس واستكبارهم في الأرض يأتي جانب المواجهة بين موسى وفرعون، وما جرى بينهم من محاورات .. وهكذا

وإن قصة موسى عليه السلام بحاجة لوقفة خاصة لعلنا نتمكن منها قريبا بإذن الله

والخلاصة أنه مع اختلاف العلماء في إطلاق اسم التكرار على ذلك الأسلوب القرآني أو عدمه فإن النظر في أقوالهم يوضح لنا أنهم لا يختلفون في أن كل موقف يختص بحالة أخرى غير التي جاء بها الأول، وله موقف خاص، وجو خاص، وأهداف خاصة، ويعطينا معاني جديدة إما تكون واضحة من إضافات نراها في الكلام، أو من خلال ما نستنتجه من فروق بين نصوص متشابهة، وذلك كله يصب في محيط إعجاز القرآن

المراجع:
دراسات قرآنية: محمد قطب ــ التصوير الفني في القرآن: سيد قطب ــ إعجاز القرآن الكريم: فضل عباس وسناء فضل ــ التعبير القرآني: فاضل السامرائي ــ قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل: عبدالرحمن الميداني ــ النقد الأدبي ونظرية الإعجاز : صلاح الدين محمد عبدالتواب ــ مباحث في علوم القرآن : مناع القطان ــ البلاغة العربية ( علم المعاني ) : وليد قصاب
__________________
إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ . [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].

قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

ها قد وجدت بعض التفصيل حول قصة موسى عليه السلام ولكني ما زلت في شغف لمعرفة المزيد عن تكرارها

بعض الفوائد في تكرار قصة موسى عليه السلام مع السحرة

بداية نقول ان التكرار اذا صدر في أي كتاب فانه حتما سيجعله مملا لكن في القرآن الكريم الامر مختلف تماما فميزة كتاب الله عز وجل انه لا يخلق على كثرة الرد و لا يمل من كثرة القراءة و هذا ما يجعله نسيج وحده فانظر مثلا الى تكرار آية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) في سورة الرحمن و كيف جعل هذا التكرار منها عروسا للقرآن الكريم لا يشبع منها و كذلك قصة موسى عليه السلام فقد زادت القرآن حلاوة و روعة على ان التكرار لا يخلو من فائدة او زيادة فهو اما لثثبيت معنى مهم كمسألة التوحيد و الدعوة الى افراد الله عز وجل بالعبادة و الدعاء التي هي موضوع القرآن الاول و لهذا تتكرر كثيرا في القرآن حتى يدرك القارئ و السامع هدف الرسالة و معناها ولهذا لا نجد في القرآن تكرارا للاحكام الشرعية كالحدود و العقوبات مثلا فذكرها مرة واحدة يغني عن اعادتها و تكرارها و اما ان يكون التكرار يحمل اضافة و هذا هو الاكثر و لكن الذين لا يعقلون لا يتفطنون الى هذه الزيادات التي تأتي في شكل كلمة زائدة او كلمة مغايرة او احداث جديدة فقصة موسى عليه السلام مثلا طويلة و عريضة تبدأ من قبل ولادته و تستمر في طفولته و شبابه و كهولته طيلة حكم فرعون التي تتجاوزالخمسين سنة و تستمر بعده مع بني اسرائيل في حالات شتى و فيها من العبر و الدروس ما جعلها تجربة مهمة و رائعة و ما جعل موسى عليه السلام كليما لله عز وجل فأنظر مثلا قصة موسى عليه السلام مع السحرة فقد وردت في سورة الاعراف بهذا الشكل (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126))وانظر الى نفس القصة في سورة يونس(فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82))ثم انظر إليها في سورة طه (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76))ثم انظر إليها أيضا في سورة الشعراء(لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)).
ففي سورة الأعراف وردت القصة مفصلة بينما في سورة يونس وردت مختصرة جدا بينما جاء فيها حكم السحر عند الله بأنه من عمل المفسدين و بأن الله ناصر الحق مهما مكر الباطل وفعل.
بينما في سورة طه وردت أيضا مفصلة و فيها زيادات كالاشارة إلى الخوف الذي تملك موسى عليه السلام لما رأى السحر العظيم الذي جاء به هؤلاء السحرة و هي إشارة أيضا إلى كون الأنبياء عليهم السلام بشر يشعرون كما نشعر فيرجون و يخافون و لكن الله يثبتهم على الحق و كذلك أولياؤه من عباد الرحمن فعليهم بالصبر و الثبات مهما خافوا و مهما جزعوا.
و فيها أيضا زيادة في سورة الاعراف حيث أشار الله عز وجل إلى التوتر و الرهبة التي تملكت المتفرجين و الحاضرين و في سورة طه وصف غير موجود في الاعراف لطريقة السحر التي أوهم بها السحرة الناس أن ماكان في أيديهم من حبال و عصي قد تحولت إلى أفاعي ستلتهم الجميع و فيها أيضا زيادة بذكر مكر فرعون عند افتضاح أمره بإتهامه للسحرة بالتواطء مع موسى عليه السلام و إتهامه بأنه هو معلمهم الأكبر و هذا من إستخفاف فرعون بقومه و فيها توسع في ذكر صبر السحرة الذين كانوا كفار قبل لحظات فإذا بهم بعدما رأوا بعلمهم أن الذي جاء به موسى ليس سحرا و ليس خداعا إنما هو حقيقة رؤوها بأعينهم فلم يستكبروا و لم يطلبوا فرصة أخرى و لم يتحججوا إنما عرفوا فأسلموا فصبروا فاستشهدوا فدخلوا الجنة و لم يضرهم عذاب فرعون القاسي بالصلب و تقطيع الأطراف .
و فيها أيضا زيادة بكون فرعون كان يكره السحرة على تعلم السحر حتى يستحوذ على عقول الناس و قلوبهم بالتخويف و الترهيب .
و في سورة الشعراء زيادة أخرى هي جمع فرعون للناس لحضور موعد موسى مع السحرة حتى يعظم في أعينهم فوق ما هو عليه فإن الناس إذا رؤوا أفاعيل السحرة العظيمة المخيفة ثم رؤوا هؤلاء السحرة على قوتهم يقبلون قدم فرعون فسيقتنعون بأنه هو ربهم الأعلى كما قال لهم ذلك فعلا..
و فيها أيضا أن الناس جاؤوا و هم على شبه يقين بأن السحرة هم الغالبين بل و فيها إشارة إلى كون هؤلاء الناس لا يرغبون في الحق فلم يقولوا نتبع السحرة أو موسى بل عزموا أمرهم على إتباع السحرة إن غلبوا أما إن غلب موسى فلم يجرؤوا على ذكرها لخوفهم الشديد من فرعون..
و لمن أراد التدبر فلا بد من أن يستنبط الأعاجيب على أن الزيادة لا تقتصر في أحداث القصة فقد تكون الزيادة من نوع أخركأن تكون مثلا إشارة لغوية إلى إختلاف لغات قبائل العرب فقد ذكر الله عز وجل في سورة طه (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) و هي مخالفة لما نحن عليه اليوم من نحو و إعراب مع العلم أن النحو وضع إعتمادا على القرآن و بعده بنحو قرنين من الزمن مما يدل على أن لغات قبائل العرب كانت تختلف من منطقة إلى أخرى و هذا معروف و مسلم به عند الأدباء و المؤرخين و المختصين في اللغة العربية فكما نرى لو تدبرنا القرآن لخرجنا بالأعاجيب و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى لكان هذا القرآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.