اعجبت بردودكم و بأسلوبكم فقررت اني اخذ رأيكم بموضوع
آنا بنت عمري 15 سنه ومشكلتي هي اني ”اوسوس” و آكبر الامور السخيفه
الموضوع يكون مره عادي بس كثره التفكير فيه تطلع مشاكل ماله وجود اساساً
حتى آنه مرات يصير عندي آكتئاب و يضيق صدري من ورا مشاكل مالها وجود
تتوقعون السبب هو الفراغ ؟ و لآ هذا شي طبيعي بعمري ..
و اللي عندها اقتراحات او حلول حتى لو بسيطه بتساعدني كثير
يآريت تجاوبون و تساعدوني لانه مآفي حد اقدر آصارحه و آقوله
آحس صعب افتح الموضوع و آتكلم فيه
مشكورين مقدماً
مرة قرات ان ادا كان العقل مو مشغول بموضوع او بآمور الحيااااة و هيك
هو يشغل نفسسوا بالوسواس يصير يدقق فامور ما بحاجة لتدقيق
و كل الوساوس حلها التجاهل و الدور الاهل و الناس الى حوليكي رهيب في موضوع الوساوس يساعدك لانك تنشغلي باحاديث و مواضيع ينسوكي افككار الوسواسية
ف اشغلي حالك بامور اقريء كتب او اطلعي بس حاولي انك ما تضلي لوحدك
الاجتماعية تحل كتير مشااكل و الحمد لله ان خلقنا هيك نتونس بالناس و ننسى همومنا
ترديد الفكره أو الموقف أكثر من مره هو سبب التضخيم والإكتئاب فيما بعد … ولكن التجاهل
وطرد الفكره من بدايتها خير علاج … ونقطه أخرى استخراج الإيجابيات من الموقف
أو قلبها الى خير واحسان الظن ايضا علاج …
لا تسترسلي في الفكره لأن العقل يشتغل دائما ويحوي بداخله ملفات … وكلما ظهرت فكره قام العقل
بفتح كل الملفات المشابهه وبذلك تنبني افكار واعتقادات جديده وللأسف كلها سلبيه ….
وتذكري قوله تعالى ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله
وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
لا تفتحي ثغره للشيطان ليلج الى قلبك وعقلك ليعيث فيه فسادا …
غيري جلستك ، اتجهي الى شي يشغلك ، مع الزمن يصبح هذا التجاهل كصاحب السياره
الذي يسمع منبه السرعه ولا يعيره اهتماما وحتى أنه لا يسمعه اطلاقا …
واقرئي في كتب الدكتور الفقي رحمه الله وكيف يعمل العقل وهناك طرق التخلص منه
شرح الله صدرك
إذن الوسواس القهري هو حالة عصبية ليس بحالة عقلية أو ذهانية وهو يأتي تحت ما يسمى بالقلق النفسي، والإنسان تتسلط عليه فكرة أو يكرر أفعالاً أو تكون هنالك أنواع من الطقوس أو الخيالات وفي بعض الأحيان تكون هنالك اجترارات متكررة.
أحد أمثلة الوساوس القهرية – على سبيل المثال – تأتيه نزعات متكررة أن يقتل ابنه الذي يحبه، ويحاول هذا الأب أن يتجنب أو يتجاهل أو يكبح مثل هذه الأفكار أو النزعات ويحاول تخفيفها ويعلم أنها سخيفة وتسبب له الكثير من الألم النفسي أو الانزعاج ولكنها مفروضة عليه.
ومن فضل الله تعالى أن صاحب الوساوس من هذا النوع لا يتبعها ولا يقوم بتطبيقها أو أدائها، وهنالك أنواع كثيرة جدًّا من الوساوس أو الدفعات القهرية، فهي سلوكيات متكررة وغير هادفة وتتم كاستجابة للوساوس – كما ذكرنا -.
وهنالك وساوس شائعة منها الوساوس ذات المنشأ الديني وهي كثيرة جدًّا، مثل الوسواس حول الوضوء وحول الطهارة وحول الصلاة وحول الذات الإلهية، فهذه الوساوس متكررة وكثيرة جدًّا.
ومنها أيضًا وساوس عدم التأكد، فعلى سبيل المثال يقوم الإنسان بإغلاق الباب وبعد أن يذهب ثم يأتي ليتأكد ثم يأتي ليتأكد وهكذا، هذا أيضًا نوع من الوساوس القهرية.
ومنها أيضًا وساوس الخوف من الأوساخ، فتجد بعض الناس يغسل يديه عدة مرات خوفًا من الأوساخ، ورأينا من حدثت له تقرحات في يديه من كثرة الغسيل، وبعضهم يحاول أن يصل لمرحلة التعقيم الكامل.
هذه كلها وساوس قهرية وليست أمراضًا عقلية.. والوساوس تكون مصحوبة أيضًا بالاكتئاب في بعض الأحيان وبالتوتر.
أما بالنسبة للعلاج فالعلاج الحمد لله الآن أصبح متيسراً لدرجة كبيرة، وسبعون إلى ثمانين في المائة من مرضى الوساوس يستجيبون بصورة جيدة جدًّا.
فهنالك ما يعرف بالعلاج النفسي أو العلاج السلوكي وهو علاج بسيط ولكنه مهم جدًّا وهو أن يتعرض الإنسان لمصادر الوساوس ولكن لا يتبعها مطلقًا، فعلى سبيل المثال: الذي لديه وساوس الخوف من الأوساخ نقوم في بعض الأحيان بوضع أوساخ معينة على يديه ونمعنه من أن يغسل يديه لمدة عشرة دقائق أو ربع ساعة ثم بعد ذلك نعطيه كمية بسيطة جدًّا من الماء ويجب أن يعرف ذلك ليقوم بغسلها.
هذا نوع من العلاج السلوكي الناجح جدًّا ولكن بالطبع هذا العلاج لابد أن يُكرر ولابد أن يكون بإشراف.
إذن: المبدأ العام هو عدم اتباع الوساوس ومقاومتها ومحاولة استبدالها بأفكار أو أفعال مخالفة، وهي بالطبع تتطلب الصبر وفي نهاية الأمر إن شاء الله يعتبر هذا العلاج السلوكي ناجحًا جدًّا.
وهنالك علاجات دوائية، الآن الحمد لله معظم أدوية الاكتئاب الحديثة تساعد أيضًا في علاج الوساوس القهرية بصورة ممتازة جدًّا، والأدوية تتطلب أن يتناولها الإنسان بجرعة صحيحة وتحت الإشراف الطبي.
لا شك أن عدم الانتظام في تناول الدواء أو نسيانه لا نقول أنه سوف يؤدي إلى ضرر بليغ ولكنه قطعًا سوف يعطل من مسار العلاج، ولذا ننصح دائمًا بالالتزام بالدواء، والحمد لله الأدوية الحديثة هي غالبًا تكون جرعة واحدة، بمعنى مرة واحدة في اليوم، فالإنسان يمكن أن يثبت وقت تناولها وهذا سوف يساعده كثيرًا.
إذن نسيان الدواء أمر غير مرغوب لأنه يؤدي إلى تعطيل عملية الشفاء وأيضًا الإنسان حين لا يتناول الدواء بانتظام هذا يولد نوعاً من المقاومة في أطراف الأعصاب فلا تستجيب للدواء بالصورة الصحيحة، ونركز على الحرص على الدواء، وأفضل علاج هو العلاج السلوكي ومعه العلاج الدوائي.
أسأل الله لك العافية، وبالله التوفيق.