تخطى إلى المحتوى

الحاله الدينيه عند العرب قبل الاسلام -اسلاميات 2024.

الحاله الدينيه عند العرب قبل الاسلام

الحالة الدينية عند العرب قبل الإسلام

شبه جزيرة العرب
تبلغ مساحتها ثلاثة ملايين كيلومتر مربّع، وهي بلاد أكثرها صحارى، وأهمّ أقسامها اليمن وحضرموت والحجاز، وقد سمّيت بشبه الجزيرة لإحاطة البحار والأنهار بها، وكان سكّانها من العرب.
أصلُ العرب
العرب من الشعوب السامية، وفي تأريخهم يوجد مصطلح العرب البائدة والعرب الباقية.

1 ـ العرب البائدة: كعاد وثمود وطسم وجويس، وهؤلاء لم يصل إلينا شيء عن آثارهم وأخبارهم إلاّ ما ذكره القرآن الكريم.

2 ـ العرب الباقية: وهم القحطانيّون، ويسمّون العرب العاربة، والعدنانيّون يسمّون العرب المستعربة.

كانت لبلاد الحجاز أهميتها من الناحية الدينية، ففيها تلاقت جميع الأديان الوثنية وعبدة الكواكب والنار إلى جانب اليهودية والنصرانية، وقد كان بعض العرب يقدّسون الحيوان ويعبدونه لتحصيل البركة ويتسمّون بأسماء الحيوان، أو بأسماء طيور أو أسماء حيوانات مائية أو بأسماء نباتات أو بأسماء أجزاء من الأرض أو بأسماء حشرات، فهذه الأسماء تدل على تقديس العرب للحيوانات والنبات إلى جانب تفاؤلهم بها، كذلك كانوا يتعمدون تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء، وكانت هذه التسميات تتسم بطابع الحياة التي كان يعيشها المجتمع العربي آنذاك.

ومن اللافت للانتباه أنّ العربي في تلك الحقبة كان يتجنب قتل بعض الحيوانات اعتقاداً منه أنه لو قتله جوزِيَ بقتله، بالإضافة إلى ذلك، فإنه كان يتفاءل ببعض الطيور كالحمام ويتشاءم من بعضها كالغراب، وأكثر من ذلك، فإنه كان يؤمن بوجود قوى خفية روحية مؤثرة في العالم والإنسان، وهذه تكمن في بعض الحيوانات والطيور والنبات والجماد وبعض مظاهر الطبيعة المحيطة به كالكواكب، الأمر الذي أدى به إلى أن يربط بين هذه الكائنات والموجودات وبين القوى الخفية.

ولكن هذه الحالة الاعتقادية ما لبثت أن تطورت ممثلة بالوثنية التي تجاوزت حدود المعقول، وأدت إلى عبادة قطع من الصخور التي كان يستحسن مظهرها وهيئتها، وهذا بدوره أدى إلى نسج الأساطير والقصص بالموجودات التي تحيط به، كالجبال والآبار والأشجار.

ولم يكن تقديسه لهذه المظاهر الطبيعية وعبادته لها باعتبارها تمثل أرباباً، ولكنه كان يشعر تجاهها بنوع من الإجلال والتقدير، وقد تنوّعت طرق تعاطيه معها، فتارة يقدسها، وأخرى يستقسم بها وثالثة يأكلها حين الجوع…

أ ـ عبدة الأصنام والأوثان:

كان العرب في الجاهلية يعبدون الأصنام والأوثان والأنصاب التي تحوّلت كما يبدو إلى أصنام، وكانت الأصنام على أشكال متنوعة، منها ما هو على صورة إنسان أو حيوان أو طير، ومن أشهرها (ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسرا، واللات والعزى، ومنآة، وهبل..).

ب ـ عبدة الكواكب والنار:

لم تقتصر الحياة الدينية في شبه الجزيرة العربية على عبادة الأصنام والأوثان، بل وجدت بعض الفئات الأخرى التي انصرفت إلى عبادة الكواكب والنجوم بأشكالها المتعددة كالشمس والقمر والزهرة وعطارد والثريا وغيرها..

وقد عرفت هذه الجماعة بالصابئة التي استمدّت أصولها الاعتقادية كما تدعي بالأخذ من محاسن ديانات العالم وإخراج القبيح منها قولاً وفعلاً، ولهذا سموا بـ"الصابئة"، وقد وجد إلى جانب هؤلاء عبدة النار "المجوسية"، وكانت قد عرفت هذه الديانة عن طريق الفرس في الحيرة واليمن، كما انتشرت الزندقة بين صفوف سكان شبه الجزيرة في الحيرة.

والزنادقة قوم أنكروا الخالق والبعث، ومنهم من أنكر الرسالة وأنكر بعث الأنبياء، وإلى جانب هذه النظرات الاعتقادية وعبادة الأوثان، نجد أنه كان للعرب آراء ومعتقدات خرافية، فمثلاً كانت لهم في الجاهلية مذاهب في النفوس، فمنهم من زعم أنّ النفس هي الدم وأن الروح هي الهواء، وزعمت طائفة أن النفس طائر ينبسط في جسم الإنسان فإذا مات لم يزل مطيفاً به في صورة طائر يصرخ على قبره مستوحشاً ويسمونه "إلهام" و"الواحدة"، كما أنهم كانوا يعتقدون بالوهميات كالغول وغير ذلك…

ج ـ الديانات السماوية

وجد إلى جانب الديانات السالفة الذكر أديان أخرى كالمسيحية واليهودية، حيث كانت الجزيرة العربية منذ أقدم الأزمنة معبراً للقوافل وعلى اتصال وثيق بجيرانها، فانتقلت إليها الأديان، الأمر الذي كان له أثر كبير في التلونات الاعتقادية في شبه الجزيرة، وقد تجلى هذا التأثير في اعتناق بعض أبناء الجزيرة للمسيحية واليهودية إلى جانب الحنيفية.

اليهودية

انتشرت اليهودية على وجه الخصوص في اليمن عن طريق اتصال ملوك حمير بيهود يثرب، وتذكر المصادر أن جماعات منهم هاجرت إلى بلاد العرب الشمالية والحجاز بعد أن دمر الرومان أورشليم "القدس"عام 70 للهجرة، واستقرت في يثرب ووادي القرى وخيبر وفدك وتيماء.

وبالرغم من اختلاط هؤلاء اليهود بالعرب وتعايشهم معهم واحتكارهم لبعض الصناعات والحرف كالتجارة والصناعة والحدادة وصناعة الأسلحة القديمة والصيرفة وتعربهم بحكم احتكاكهم بالعرب وتجاورهم، إلا أنهم لم ينجحوا في نشر اليهودية بين العرب لأسباب منها عدم اهتمامهم بالتبشير، لاعتقادهم بأنهم "شعب الله المختار" الذي يتميز عن باقي الشعوب، ومنها احتقار العرب لهم باعتبارهم عملاء للفرس في اليمن، ولما عرفوا به من صفات ذميمة منها نقض العهود، واتّباع أساليب الغدر، والتهافت على جمع المال وخاصة عن طريق الربا وما إلى ذلك.

المسيحيـة

تطلق المسيحية على الدين المنـزل من الله U على عيسى u، وكتابها الإنجيل، وأتباعها يقال لهم النصارى نسبةً إلى بلدة الناصرة في فلسطين، أو إشارة إلى صفة، وهي نصرهم لعيسى u، وتناصرهم فيما بينهم، وكانت هذه الصفة تخصّ المؤمنين منهم في أول الأمر، ولم يلبث أن أطلقت عليهم كلهم على وجه التغليب.

كان النصارى يجمعون على أن مريم حملت بالمسيح u وولدته في بيت لحم في فلسطين، وأنكر عليها اليهود ذلك، ففرّت به إلى مصر ثم عادت به إلى الشام وعمره آنذاك اثنتا عشرة سنة، فنـزلت به القرية المسماة ناصرة، وبقي فيها إلى أن ألقى الرومان القبض عليه وسعوا به إلى عامل قيصر ملك الروم على الشام.

كان له اثنا عشر حوارياً بعثهم رسلاً إلى الأقطار للدعاية إلى دينه، أشهرهم أربعة الذين تصدوا لكتابة الإنجيل، وهم مرقس ومتى ولوقا ويوحنا، تعرضوا فيها لسيرة المسيح u من حين ولادته إلى حين رفعه، وكتب كل منهم نسخة على ترتيب خاص بلغة من اللغات.

انتشرت الديانة المسيحية في بادئ الأمر في المناطق التي عاش فيها العرب جنباً إلى جنب مع عناصر يونانية أو رومانية، ويرجع انتشارها في تلك المناطق إلى التأثيرات التي مارستها ثلاث مراكز مسيحية مجاورة لبلاد العرب (الشام ، العراق، الحبشة).

وانتشرت المسيحية في بلاد الشام عن طريق الغساسنة وتأصلت في الرها وغيرها، ووصلت إلى أدنى الفرات وعبرت دجلة ومنها وصلت إلى البحرين وعُمان عن طريق البعثات التبشيرية، وهكذا انتشرت المسيحية أيضاً في الحيرة التي تحوّل قسم من عربها إلى المسيحية وعرفوا بالعبّاد، وانتشرت عن طريق الحبشة في اليمن والحجاز.

الحنيفيـة

هي دين النبي إبراهيم u القائم على التوحيد، والأشخاص الذين كانوا على الحنيفية، كما تشير إليهم المصادر، كانوا خليطاً عجيباً من أمم مختلفة، بعضهم عرب وبعضهم شعوب أخرى، وكان أصحاب الحنيفية جماعة من عقلاء العرب سمت نفوسهم عن عبادة الأوثان ولم يجنحوا إلى اليهودية والنصرانية، وإنما قالوا بوحدانية الله وكانوا يسمون "الأحناف" (أو الحنفاء أو المتحنفين)، وهي جمع حنيف صفة النبي إبراهيم u.

كان المتحنفون يشككون الناس في الديانات الوثنية، ويصرفونهم عن التفكير في عبادتهم إلى التوحيد وعبادة الله خالق السموات والأرض، وقد ساحوا في الأرض بحثاً عن الدين الصحيح، وزهدوا من المجتمعات الوثنية، واعتزلوا عن الناس في كهف للتأمل والعبادة، واعتقدوا بوحدانية الله تعالى سبحانه وتعالى، كالوحدانية التي نادى بها النبي إبراهيم u دون أن يشركوا فيها أحداً، ولقد كان لهذه الأفكار أعظم الأثر في تقريض الوثنية في شبه الجزيرة العربية، فأخذت الأفكار الوثنية تتداعى أمام هذه الأفكار.

كانت تلك لمحات عن الحالة الدينية التي مرت بها الجزيرة العربية.
م-ن

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
~خليجية~{ جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك}~خليجية~{

}~خليجية~{واثابك وانارقلبك بنور الأيمان{~خليجية~}

}~خليجية~{

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.