شخـابيط على جدران الزمن
بسم الله الرحمن الرحيم
عدت إلى منزلي متعب ومثقل بالكثير من الهموم والأفكار التي تؤرقني .
عدت إلى منزلي واتجهت كعادتي للكتابة .
بدأت مستعينا بالكريم – سبحانه وتعالى – له في قضائه وقدره حكم وعبر .
نعرف بعضها ونكتشف بعضها ويخفي علينا الكثير منها .
كثير من الأمور التي تحصل لنا نحن أو تحصل لغيرنا ، نضيق بها ذرعاً ، نتألم منها ، نحزن
بسببها .
نحس أننا في حالة تأهب للانفجار ، انفجار ناتج عن نار بداخلنا .
وعندما نهم بالانفجار نتوقف لنتذكر أن الله لطيف بعباده .
أن قدره لمصلحتنا رضينا أم أبينا .
وتعود بنا الذاكرة للوراء قليلاً وليس بعيداً .
أتذكر أحمد الذي أصابته مشكلة كبيرة وقبل هذه المشكلة كان يراوده حلم السفر للخارج لإكمال درجة الماجستير وكان يسأل عن أفضل الطرق فقلت له : هناك سلاح خطير وهو الدعاء فالزمه .
وبعد ذلك كتب الله له الزواج قبل أن يتحقق له حلم إكمال الماجستير ، فأصيبت زوجته بمرض عضال , وكان يتألم لألمها ، و كان لي موعد معه ، فقلت له : ألم تتعلم شيئاً اسمه الدعاء ؟؟
واستمر وكتب الله له في عز أزمة زوجته وعز أزمته وألمه وحزنه .
تأتيه البشارة ، تم قبول طلبه بعد عناء سنوات ، فسبحان من أخذ و أعطى .
وبعد فترة ، يشفي الله زوجته فكانت الفرحة في أوج فصولها وحلقاتها في رمضان الماضي .
واليوم و أنا أتقلب في التفكير في طريق عودتي لمنزلي كان صوت رسالة جوال يهز أركان سيارتي ، كانت الرسالة من أحمد يبشرني عن صحته وأن زوجته حامل ويتمنى الرجوع لبلده فقط ليطمئن على زوجته ويقول لم أنساكم من دعائي .
إحدى الأخوات راسلتني وأخبرتني في رسالتها عن شخص قريب لهم وكان يدور في مخيلة الأسرتين عقد زفاف هذه الفتاة لهذا الشاب ولكن كتب الله الموت له في حادث ، كان سؤالها : هل أستطيع أن التقي به ؟
قلت مستغرباً ، كل ذلك في علم الغيب ولكن علينا بالعمل الصالح والدعاء لكل ميت وأن يجمعنا الله بمن نحب في الفردوس الأعلى من الجنان ..
كثيرة هي الحوادث التي نشاهدها أو نعايشها وفي النهاية نرى أثر الدعاء العجيب الذي هو سلاح المؤمن .
يقول أحد الأخوة : دعوت الله وأنا أصلي الظهر في الحرم أن يفرج الله كربتي فو الله بعد الصلاة جاءني اتصال هاتفي يبشرني أن الله كشف الغمة وانتهت المشكلة فأصبحت في لحظه من أتعس إنسان إلى أسعد إنسان فسبحان الكريم .
قلت هو ربنا وخالقنا ومولانا ، لا يخيب لنا رجاء ولا يرد لنا دعاء .
نظرت إلى السماء في سواد الليل الحالك وقلت : اللهم نامت العيون وغارت النجوم و أنت حي قيوم لا تأخذك سنة و لا نوم أتراك تجيب المدلولين وترد الدال ، فلا تردني خائب وفرج عني عاجلاً ..
وانطلقت دعوة من قلبي صادرة، رددها لساني لتلامس كل شيء حولي لتصل للسماء ، تضرعاً للكريم جل وعلا ، يا من علا في سماه حقق لعبدك مناه .
فترددت كيف تكتب الشخابيط على جدران الزمان ونحن نحاول أن ننقش كلمات الدعاء الحار في صدرونا لنلهج به في كل لحظه وحين .
هدى /
))وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين (غافر 60 .
نور من السنة /عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " إن الدعاء هو العبادة " ثم قرأ )) : ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين (( .
إشـــراقة /
قال ابن القيم : (( من أراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ، ودوام اللجوء إلى الله والافتقار إليه )) . ويقول : )) الدعاء دواء نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته ، وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفه(( .
منقول