السـلام عليكم و رحمة الله و بركـاته
علـى سفـوح المجـد..
نصعـد
غايتنا القمـة..
لا يحيد عنها بصرنا
نصعد باستمرار
لكن هناك أمر ما..
نصعد و نهبـط
بين ارتفاع في هممنا و هبوط
لما لا نقف وقفة بسيطـة..
لكنها في معاناها عظيمـة..
وقفة مع هممنا
أخبريني كيف همتك الآن؟
عالية أم فاترة
لنركز على الحاضر
و لنزدها قوة..
كيف؟..
قفي مع نفسك و اسأليها:
-لم تدنت همتي يوماً؟
-ماذا فعلت حيال ذلك؟
-ما هي الطرق التي أتبعها لرفع همتي؟
-كيف أعالج فتورها؟....
مخطئة أنتِ إن ظننت أن الهمة ستبقى عاليةً كما هي أو أنها ستبقى منخفضة كما هي
لا بد من عواصف و محن لتصقل هممنا، و لا بد أن تكون لنا تجربة مع فتور الهمة يوماً..
و سأتناول اليوم بإذن الله موضوع كيف نعالج فتور الهمـة..
لنعالج أي داء لا بد من معرفة أسبـابه و لو بسطنا في الحديث عن الأسباب و علاجها لطال الحديث..
سنأخذ فقط..
– ضعف الإيمان
– التردد و كثرة المشاغل و القواطع
– ضيق الأفق
– اليأس من الإصلاح..
..
أولاً ضعف الإيمان
إن الإيمان جذوة تتقد في قلب صاحبها فتقوده إلى كل خير فإن ضعف الإيمان ضعفت الهمـة
فقلت الرغبة في الخير..
..
ثانيآ:
التردد و كثرة المشاغل و القواطع
كم مرة فكر في الأمر، و انتهى به العزم إلى أن يقوم بعمله هذا..
لكـن..
دب في قلبه التردد فصار يقدم رجلاً و يؤخر أخرى
و استمـر
إلى أن تخـاذل و ترك ما هم به نهـائياً..
فالتردد يضيع على المـرء نجـاحات و أجوراً عظيمـة..
و لا يذم المرء إن عمل بالأسباب و فكر ببصيرة ثاقبـة
ثم رأى أن هناك ما هو أفضل مما عزم عليه فتحول إلى الأفضل و ترك الفاضـل..
"و بالجمـلة فقوي العزيمـة هو الذي تكون إرادته تحت سلطان عقلـه فيقبل بها على ما يراه صواباً و يدبر بها عما يراه فساداً"..
ثانياً:كثرة المشـاغل و القـواطـع:
هذا نراه في حياتنا اليومية بكثرة و نتعرض له..
فكم مرة شغلنا بالأهل و الصحب و العـوائق و الدنيـا
فانشغلنا عن التطلع للمعالي و بلوغ الأهـداف..
ثالثاً:
ضيق الأفق ما علاقة ضيق الأفق بدنو الهمة، و هو لا يؤثر إلا في شخصية صاحبه؟
إن علاقتهما طرديـة
كيف؟
ضيق الأفق يعني ضيق الرؤية و ضيق التفكير و اصدار الاحكام الناقصة أو الباطلة
إن المرء حين لا يفكر إلا في نفسه و لا يرى الأمور إلا من زاوية محدودة و لا يرغب إلا في إبراز نفسه، يصير عازفا عن المعالي و مفرطا في أثرة نفسه و لن يلقي للآخرين بالا بل ستكون الدنيا مطية للوصول الى غايات نفسه فقط.
و من ضيق الافق ان يرغب المرء في أن يسير الناس كما يشتهي هو، و من مثل هذا خير له ألا ينتظر طويلاً فما يطلبه مستحيل..
و إنما خير من ذلك أن تأخذ الناس كما هم تتلقى شرورهم و أعمالهم بنفس مطمئنة و صدر رحب و أفق واسع..
إذن
ضيق الأفق=ضيق الصدر=دنو همة = تنغص حياة..
لفتة..
ضيق الأفق يضيق بنا عن العمل لما خلقنا له، و يحصر تفكيرنا في كلمة أنا..
اليأس من الإصـلاح
و هو صنفان :
– أن يرى الأمواج العاصفـة و الشرور المتراكمة، فيرى فقط الأسباب الظاهرة و الأمور المادية
و ييأس من حدوث تغير، فضلاً عن محاولة إحداثه..
و:
-أن يكون مقصراً أو مسرفاً على نفسه بالمعاصـي، فييأس من حدوث تحسن له، أو رقي له,,
أيليق هذا بالمسلم؟..
لا بالتأكيد، فقبل أن يكون هذا من مظاهر العجز – و نعوذ بالله منه- و دنو الهمة وضعف النفس..
هو لا يليق بالمسلم لأن عليه ألا ييأس من روح الله، و لا يقنط من رحمته و لا يقصر نظره على الأسباب الظهارة بل يثق بالله فهو مسبب الأسباب، فيقوم بالنصح و الإرشاد و الدعوة، بحسب طاقته.
و عليه ألا يرضى بالدون لنفسه بل يحاول رياضتها و سياستها..
.
.
ما يستفاد من هذا الدرس، أن النقطـة المهمـة للتغلب على ضعف الهمـة –بعد الاستعانة بالله و التوكل عليه –عز وجل- – أن يكون المرء عالماً بمواطن الخلل محاسباً نفسه و ألا يركن إلى اليأس فكم أوقد في القلب جذوة الدنو الدائم..
إن المرء عرضة للفتن و القواطع و غيره لكن عليه ألا يجعلها حاله الدائم بل يسعى للتحسن..
الواجب:-
-اذكري عوامل أخرى لدنو الهمـة..
و بيني أثر بعض منها و أيها ترينه ذو التأثير الأقوى
و ما علاج هذه الحـالة؟
جزاك الله خير
جزاك الله كل خير
الله يعطيك العافيه