يعتبر الزواج ذلك الميثاق الغليظ الذي شرعه المولى عز وجل لسائر المخلوقات في الأرض،لكنه ميز بني آدم به بأن أعطاه قيمة كبيرة لما يحققه من حصانة للنفس وبناءا للمجتمع .
وما أن يذكر هذا الموضوع لشخصين مقبلين على الزواج في الغالب إلا ورسم كلاهما صورة السعادة ة والإستقرار وأن لا يرى أحدهما إلا الآخر في الحياة ،وأن لا شيء سيفرق بينهما إلا الموت ويتعاهدان على تقاسم صعاب الحياة ومشاقها معا مهما كلف ذلك .
يوفق الكثير بعون الله ومشيئته وحكمة أقداره أيضا في هذا ولكن هناك من تواجهه صعاب عديدة تتنوع تنوع مشاق الحياة التي لايقوى الكثير على تجاوزها والتأقلم معها بالنسبة للطرفين ، ولعلي من خلال هذا أريد أن أتطرق إلى أحد العواصف التي تهز هذا القفص الذهبي فتكسره أو تحطمه أو تتركه قائما رغم مرارة ذلك ، والأمر يتعلق هنا بالخيانة الزوجية التي تعرفها عديد الأسر في مجتمعاتنا سواء كان ذلك من طرف الزوج أو الزوجة .
ورغم ان الشرع لحكيم واضح في أحكامه ولا يميز بين الجنس في إرتكاب المعصية ،وبالرجوع إلى الواقع المعاش فإذا كان الزوج هو الخائن {بما يحمله معنى الخيانة من أفعال أو أقوال} تجد أن الزوجة تصبر وتتحمل ما يبدو منه من تأخر وقضاء لليالي الحمراء وما ينجر عنها ببساطة لأنهاأصيلة وذات منشأ أصيل وأن الصبر ضروري للمحافظة على البيت والأولاد ومهما كان الحد الذي ينتهي به الأمر ببساطة يقولون باللسان العامي {اللي ما صبرت دارها ماعمرت} وتتحمل بذلك الضغوط النفسية وما ينجر عنهامن أمراض عضوية ولكم أن تتصوروا نهاية الوضع .
وفي المقابل إذا كانت الزوجة هي الخائنة ،أكرمكم الله فأنتم تعرفون ردة فعل المجتمع بكل شرائحه وتركيباته فهي الخائنة ،والساقطة ،والوقحة وقليلة الحياء و…….و………….و.ولزوجها أن يختار احد ثلاثة طرق للتعامل معها إما أن يقتلها ويقضي بقية عمره في السجن لأنه دافع عن شرفه وكرامته ،وإما أن يطلقها سواء ستر الأمر أو فضحه ،وإما أن يسكت إذا كان ذا نفسية غير سوية .
أن من خلال مقارنتي بين حالتي الطرفين لا أدافع عن المرأة أبدا إن هي شقت لنفسها هذا الطريق فصلاحها صلاح المجتمع والعكس صحيح .
لكنني أطرح التساؤل :لماذا لا يساوي المجتمع في الخيانة الزوجية بين الرجل والمرأة ،فالعار عار والخيانة خيانة مهما كان مصدرهما ،لكننا نتكتم عنها دائما إذا ما صدرت عن الرجل وتجد المجتمع يتعامل معه بشكل عادي ،وفي المقابل يخشى الجميع التعامل مع المرأة التي يدور شك فقط حول تورطها في شبيهات هذه الأمور فما بالك بالخيانة ؟
تحياتي للجميع .
بتقويمها وتعديل سلوكها ولكنها تحمل
بل تصل أحياناً إلى تحميل الزوجة نصف الذنب مع الرجل !! فالمرأة هي من أغوت الرجل ،
والزوجة هي من دفع بزوجها لهذا الطريق في تصور المجتمع .. وهذا من الاجحاف بحقها ..
دمتي بخير ,اسعدني مشاركتك موضوعك ..
