كثيراً ما نصطدم فى الحياة بالشخص العنيد، فقد يكون احد الأصدقاء أو الأقارب أو الزميل أو حتى الرئيس فى العمل، و نتعجب من إصراره الدائم على رأيه الذى يكون فى معظم الأحيان غير مُبرر، و قد تضيع ساعات فى كل محاوله لإقناعه و نكاد نجن عندما لا يتزحزح عن قراره بالرغم من كل المحاولات المنطقية لإقناعه، و لا نعرف كيف السبيل إلى الوصول و لو لحل وسط معه.
و لنتعلم كيفية التعامل مع الشخصية العنيدة علينا أن نعرف أولا أهم أسباب العناد :
– أن يكون الشخص غير قادر على التعبير عن نفسه و عن أفكاره، فيتخذ من العناد وسيلة للتعبير.
– أن يكون لديه مبررات لعدم تغيير رأيه لكنه لا يريد الافصاح عنها إما لخجله من إظهارها أو لظنه بعواقبها الجانبية التى لا يريد التورط فيها.
– أن يكون شديد الكبرياء و يعتبر أن النزول عن رأيه هزيمه حتى و لو اقتنع بوجهة نظر الآخرين.
– وجود مشكله فى فهم وجهة نظر الآخرين و يفتقد حسن التواصل معهم.
– أن تكون لديه رهبه داخلية من تجربة أى فكرة جديدة، فيرفض أن يتزحزح عن ما اعتاد عليه.
كيف تتعامل مع الشخص العنيد :
– كن أكثر مرونه معه و حاول انتقاء أهم المواضيع التى تريد مناقشته فيها، فمناقشته فى كل صغيرة و كبيرة ستجعله يشعر أنه دائما فى تحدى معك و يصبح فى وضع الاستعداد بأسلحته الدفاعية بمجرد رؤيتك أو سماع صوتك.
– إنتقِ وقت مناسب لمناقشته يكون فيه هادئا و ذهنه غير مزدحم بالأعمال.
– استمع إلى وجهة نظره لتفهم كيف يفكر، و تفاعل معه بإيماء رأسك و بإعادة بعض ما يقول بقول ( آه فهمت أنت تقصد كذا و كذا ..).
– ابتعد تماما عن نقده أو السخرية مما يقول لأن ذلك سيؤدى إلى زيادة عناده و سيجعله يغلق ذهنه تماما و لا يسمع شيئاً مما تقول ويستعد فقط للدفاع عن نفسه.
– امتدح أفكاره و طريقة تقييمه للأمور فذلك سيُرضى كبرياءه و سيشعره بالاسترخاء و الاستماع الجيد لكل ما تقوله.
– إبدأ فى عرض وجهة نظرك قائلا ( أنا متفق معك تماماً لكن هناك بعض الجوانب التى أحب أن أوضحها ….)، أعرض الجوانب الإيجابية التى قد تكون غابت عن تفكيره و حاول أن تبين له أوجه الإستفادة إذا اقتنع بوجهة نظرك.
– حافظ على ثقتك بنفسك و يقينك بما تقول، فإذا شعر أنك متردد أو خجول قد يزيد ذلك من ثقته بنفسه و بالتالى عدم إقتناعه برأيك.
– حافظ دائماً على رباطة جأشك و لا تنفعل أثناء الحديث ( حتى و إن قاطعك أكثر من مره ) وليكن صوتك هادئا و ملامح وجهك ودودة قدر المستطاع.
– حاول إضفاء جوا من المرح على الحديث بدعابه او طرفه لها علاقه بالموضوع
، فالضحك له تأثير السحر على التقارب بين الأشخاص و كسر حواجز القلق و العناد.
– من المهم ألا يشعر أنه هُزم فى الحوار، و يمكنك أن تختم حديثك معه بقول (كانت هذه هى أسباب تكوينى لرأيى فى ….. و لك طبعا القرار الأخير و لكنى كنت أحب أن تفكر قليلا فى وجهة نظرى أو أن نتوصل لحل وسط يجمع بين وجهات نظرنا معاً إذا أحسست أن ذلك سيكون مناسبا لك)، و إمنحه مساحة للتفكير والشعور أن القرار بيده فى النهاية.
و أخيراً نحتاج فى الحياه لكثير من المرونه و الذكاء الإجتماعى حتى نستطيع التعامل مع الشخصيات المختلفه حولنا، وبالتحلى بالصبر و الهدوء سنستطيع الوصول دائما لما نريد إن شاء الله.